دراسات عسكرية (4)
رضوان محمود نموس
استخدام الأرض
تعتبر الأرض عنصراً هاماً ومؤثراً على العمل القتالي إذ أنه هو العنصر الذي سيتركز المقاتلون عليه ويتحركون فوقه وتدور رحى المعركة بثقلها ومناوراتها على أرجائه فيدخل كعنصر أساسي في تقدير الموقف واتخاذ القرار وتحديد قطاع الخرق وخط المقاومة الرئيسي وخطوط الفتح وطبيعة المناورات وتحديد السدود الصناعية المتفجرة وغير المتفجرة ومناطق الكمائن ونقاط الازدلاف وطرق الالتفاف إلى آخر ما هناك من عوامل يؤثر عليها هذا العنصر.
ويجب أن تؤمن الأرض لنا حقل الرؤيا الفسيح وحقل الرمي الكبير ويتيح لكافة الأسلحة استخدام ميزانها ويمَّكن من المناورة ويحقق الحماية والتحركات المستورة.
والقاعدة العامة في الاستفادة من الأرض هي استخدامها بحيث تتيح لنا أكبر قدر ممكن من الحماية والرصد والرمي المؤثر والمناورة الواسعة وتحرم الخصم من هذه الميزات.
والأرض إما سهلية مكشوفة أو مرتفعات أو منخفضات ويدخل فيها العوامل الطبيعية مثل البحيرات والغابات والمستنقعات والجروف والجبال والهضاب والصحاري والأنهار والبحار والعوارض – وهي تأثير العمل الإنساني فيها – مثل الأبنية والمزارع والموانع من صنع الإنسان مثل الخنادق وغير ذلك.
ولكل من هذا العوامل أثره الإيجابي والسلبي على المعركة.
فكل نوع من أنواع الأرض له ميزاته وله سلبياته فعندما تقدم الهضاب والجبال حقل رمي ورؤية واسعة وحماية جيدة تبرز فيها صعوبة الإمداد والتموين وضحالة الموارد المحلية.
وتقدم الغابات إخفاء كبير وحماية جيدة ولكن يضعف فيها حقل الرمي والرؤيا وتكثر فيها المفاجأت والأرض التي تكثر فيها الطرقات والمحاور تؤمن سهولة تنقل للخصمين والمناطق التي تكثر فيها الجسور تمكن من إحداث عرقلة أثناء نسف الجسور ... وهكذا.
والمقاتل المتميز والقائد المحنك هو الذي يسخر هذه العوامل لصالحه ويتجنب سلبياتها ولن يتأتى هذا إلا بدراسة الأرض الدراسة الكافية والمتفحصة ووضع كافة الاحتمالات وحساباتها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق