موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأحد، 20 نوفمبر 2011

المخانيث


المخانيث

رضوان محمود نموس

المخنث هو من لا يحمل الصفات المطلوبة كاملة فهو ليس ذكراً كامل الذكورة ولا أنثى كاملة الأنوثة فيه مواصفات ذكورية وأخرى أنثوية قال في اللسان :[الخُنْثَى: الذي لا يَخْـلُصُ لِذَكَرٍ ولا أُنثى له ما للذَّكر والأُنثى. قال:
 لَعَمْرُكَ، ما الخِناثُ بنو قُشَيْرٍ *** بنِسْوانٍ يَلِدْنَ، ولا رِجالِ.
 و الانْخِناثُ: التَّثَنِّـي والتَّكَسُّر. و خَنِثَ الرجلُ خَنَثاً، فهو خَنِثٌ، وتَخَنَّثَ: تَثَنَّى وتَكَسَّرَ، و المُخَنَّثُ من ذلك لِلِينِه وتَكَسُّره، وتَخَنَّثَ الرَّجُلُ إِذا فَعَل فِعْلَ المُخَنَّثِ]
وليس المقصود بالمخانيث فعل الفاحشة قال صاحب القاموس: (وإِلا فالتَّخْنِيثُ الذي هو فِعْل الفاحِشَةِ لا تَعْرفُه العَرَبُ، وليس في شْيءٍ من كلامِهِم، ولا هو المَقْصُودُ من الحَدِيثِ، انتهى).
هذا في التخنث الخَلْقي وهناك تخنث خُلُقِي وفكري وعقدي وهذا النوع من التخنث يتميز أصحابه بالتكسر والانحناء والميل فكرياً وعقدياً وليس جسدياً
فبينما يقول تعالى: ((خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [البقرة:63]
ويقول تعالى: ((خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا)) [البقرة:93]

وقال تعالى: ((وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ)) [الأعراف:145]  وقال تعالى:((خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [الأعراف:171]
وقال تعالى: ((يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)) [مريم:12] وهذه الآيات تدل على وجوب أخذ الدين بقوة وجد, وذم تعالى المذبذبين فقال: ((مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا)) [النساء:143]
وقال تعالى: ((سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا)) [النساء:91]
فالمخنثون عقدياً لا يحملون العقيدة الإسلامية الصحيحة ولا هم كفار كفر صريح. خلطوا الإسلام بأشياء من عقائد الكفار إما تأويلاً أو مصلحة (زعموا) والغالب (هوى).
قال الإمام ابن تيمية: [ومن رزقه الله معرفة ما جاءت به الرسل وبصرا نافذا وعرف حقيقة مأخذ هؤلاء علم قطعا أنهم يلحدون في أسمائه وآياته وأنهم كذبوا بالرسل وبالكتاب وبما أرسل به رسله ولهذا كانوا يقولون إن البدع مشتقة من الكفر وآيلة إليه ويقولون إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة والأشعرية مخانيث المعتزلة]([1]).
وقال: [فالمعتزلة في الصفات مخانيث الجهمية و أما الكلابية في الصفات و كذلك الأشعرية و لكنهم كما قال أبو إسماعيل الأنصاري الأشعرية الإناث هم مخانيث المعتزلة و من الناس من يقول المعتزلة مخانيث الفلاسفة]([2]).
وقال: [وكان قد كثر ظهور هؤلاء الذين هم فروع المشركين ومن اتبعهم من مبدلة الصابئين ثم مبدلة اليهود والنصارى في أواخر المائة الثانية وأوائل الثالثة في إمارة أبى العباس الملقب بالمأمون بسبب تعريب كتب الروم المشركين الصابئين الذين كانوا قبل النصارى ومن أشبههم من فارس والهند وظهرت علوم الصابئين المنجمين ونحوهم وقد تقدم أن أهل الكتاب المبتدع في الإسلام هم من فروع الصابئين كما يقال المعتزلة مخانيث الفلاسفة]([3]).
ووصف هؤلاء المخانيث فقال: [وإذا استدلوا بالقرآن كان ذلك على وجه الاعتضاد والاستشهاد لا على وجه الاعتماد والاعتقاد وما خالف قولهم في القرآن تأولوه على مقتضى آرائهم واستخفوا بالكتاب والسنة وسموهما ظواهر ... وأما الأحاديث النبوية فلا حرمة لها عندهم بل تارة يردونها بكل طريق ممكن وتارة يتأولونها ثم يزعمون أن ما وضعوه برأيهم قواطع عقلية وأن هذه القواطع العقلية ترد لأجلها نصوص الكتاب والسنة إما بالتأويل وإما بالتفويض وإما بالتكذيب وأنتم شركاؤهم في هذه الأصول كلها ومنهم أخذتموها وأنتم فروخهم فيها كما يقال الأشعرية مخانيث المعتزلة والمعتزلة مخانيث الفلاسفة]([4]).  
  والمخانيث الذين يتشبهون بغيرهم ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم   
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَخَنِّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، »([5]).
وعَنِه أيضاً قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ،: «لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ»([6]).
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلا بِالنَّصَارَى] ([7]).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»([8]).
عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِالرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ، وَلا مَنْ تَشَبَّهَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ]([9]).
فنلاحظ من الأحاديث الشريفة أن حكم التشبه الظاهري والتشبه الفكري واحد ومر معنا حكمان(اللعن) و (ليس منا)
وأمر العقيدة في ديننا عظيم وهي أساس المنهج الإسلامي وعمدة الدين وركنه الركين لذا ينبغي أن تكون لها جديتها في النفس البشرية تأخذ طابع الصراحة والحسم، بعيدة عن الرخاوة، والتمييع والتوهين والمساهلة، بل لا تعرف الرخاوة والتخنث إليها سبيلا.
وكلامي ليس لطوائف الردة ولا للكفار الأصليين إنما هو إلى المسلمين الذين ضاعت عندهم حدود ومعالم الإسلام وأصبحوا في المنطقة الرمادية  انزل إليهم مسمين في الاسم والميلاد ديمقراطيين يخضعون لحاكمية الشعب في السياسة يتبرؤون من المجاهدين ويوالون العلمانيين الليبراليين ينفرون من نهج السلف ويتزلفون لمناهج الغرب فلا تراهم إلا يرددون مفردات العلمانية لا يذكرون دولة إسلامية في العمر مرة ويذكرون الدولة المدنية ويدعون إليها في اليوم ألف مرة نسوا قول الله [ِإنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] ورددوا وراء الكفر إنما المواطنون إخوة تركوا كلام الله ورسوله وراءهم ظهريا ويهتفون بالشعارات العلمانية فبينما يقول تعالى [إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ] يقولون قومية وطنية جعلوا الوطن وثنا يعبد من دون الله ربما يصلي أحدهم  في المسجد ولكن يتحاكم ويطالب بقانون وضعي يرضى به الكفرة العالميين والمحليين من طوائف الردة والكفار الأصليين. ترتفع عقيرتهم بالمطالبة بدستور علماني  ويستحون أن يطالبوا بتحكيم شريعة الله وبعض المخنثين يريدون إظهار بطولات مضحكة مبكية فيقولون نريد تعددية ديمقراطية دستورية وطنية يتساوى فيها الكفر والإسلام يتفقون على قوانين تحكم أبناء الوطن ثم يقول بعضهم بصوت خافت بمرجعية إسلامية  وشبهت صنيعهم بالدول التي تعمل الدعايات في التلفزيون ولمرات عديدة للسجائر ويظهر الفارس ويقول تعال إلى حيث النكهة تعال إلى (مارلبورو) ثم يكتبون بخط لا يكاد يرى إلا بالعدسة المكبرة ( تحذير حكومي الدخان يضر بصحتك).
إن الإسلام الوراثي لا يفيد إسلاما ولا يعطي صاحبه إيماناً، وليس لصاحبه صفة التدين في أي شريعة كانت.
إن هؤلاء المخنثين أخطر على الدين من الكفرة الأصليين ويريدون أن يقودوا سفينة الإسلام.
عار والله أن يحمل السيف مخنثاً وعار أكبر أن يقود الركب مخنثاً ولو كانت وراءه دول الكفر أجمع.
وبما أني لا أريد أن أسمي المخنثين بأسمائهم وأسماء آبائهم سأذكر بعضاً من صفاتهم.
هم أولئك الذين ينادون بالديمقراطية وحاكمية الشعب وينسون أن الحاكمية لله تعالى.
هم الذين يريدون استبدال رابطة العقيدة برابطة المواطنة.
هم الذين يدعون إلى التعددية حتى في المناهج مرة منهج نصراني وأخرى شيوعي وثالثة علماني ويمكن أن يكون في الرابعة المنهج المخنث. (مخنثاني)
وهم الذين يهاجمون الجهاد ويسمونه إرهاباً وتطرفاً ويسمون أنفسهم (خط التوسط والاعتدال.
وهم الذين يميعون الولاء والبراء ولا يحبون سماع هذه الجملة.
وهم الذين ينادون بالمشترك الإنساني.
وهم الذين يهونون الخلاف مع الطوائف الكافرة.
وهم الثائرون على فقه وفهم السلف الصالح فقه الجمود والمحافظة كما يزعمون ويرفضون الدليل بذريعة المصلحة
هم الذين لا يعتمدون على الله  ويعتمدون على أمريكا وأوربا .
هم الذين يجتمعون على أساس أصوات الناخبين وليس على أساس العقيدة فتجدهم يدعون العمل للإسلام ويقبلون في تنظيمهم النصارى.
هم الذين يجسرون العلاقات مع الطواغيت.
هم الصقور مع المسلمين العصافير مع الغرب ووكلائه.
هم الذين يزعمون أنهم الممثل الشرعي والوحيد للإسلام
لذا قال ابن القيم رحمه الله [إن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا، والله المستعان، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله؛ بذل وتبذل، وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة، بحسب وسعه وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم، قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى، وانتصاره للدين أكمل]([10]).
ولا بد قبل أن أنهي هذا الموضوع أن أقول لهؤلاء ((وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)) [هود:3]


[1] - مجموع الفتاوى ج: 6 ص: 358
[2] - مجموع الفتاوى ج: 8 ص: 227
[3] - مجموع الفتاوى ج: 12 ص: 31
[4] - الفتاوى الكبرى ج: 5 ص: 325
[5] - مصنف ابن أبي شيبة (5/ 319 برقم 26489):
[6] - مسند أحمد مخرجا (5/ 243 برقم 3151):
[7] - سنن الترمذي ت شاكر (5/ 56 برقم 2695): [حكم الألباني] : حسن
[8] - سنن أبي داود (4/ 44برقم 4031): [حكم الألباني] : حسن صحيح
[9] - مسند أحمد ط الرسالة (11/ 462برقم 6875):
[10] - إعلام الموقعين [2/177]:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.