موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الاثنين، 30 يناير 2012

سلام الله عليك يا بلادي (13)


سلام الله عليك يا بلادي (13)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي، لم تكاد تتجاوزين سفه أبناءك القوميين، وتقابلين عقوقهم لك بالدعاء لهم بالصلاح والرشاد، والعودة إلى الجادة والسداد، حتى نبتت نابتة تدعو إلى الوطنية الضيقة المنتنة.
أنت التي كانت راياتك تخفق من الصين إلى فرنسا أرادوا أن يحصروك في رقيعة من الأرض حددها ورسمها أعداؤك، وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا، سايكس. بيكو.
وأصبح هؤلاء يقدسون ما قاله الأعداء، وشكلوا طابوراً خامساً يأتمر بأمر العدو، فيتهجمون على ما قاله الله تعالى (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) ويقدسون حدوداً خطها لهم إبليس وجنوده، ويرفضون سعة ما قاله ربنا سبحانه وتعالى، وبعد كل ذلك، يزعمون ويدعون أنهم هائمون في حبك، متيمون في هواك، فوا عجبا لهذا الحب التمزيقي التفتيتي الإبليسي.
وأوحى لهم شياطين الإنس والجن، زخرف القول غرورا، فبدؤوا ينظمون الشعر ليجعلوك وثناً ثم يبيعون هذا الوثن ليأكله العدو، كما كانت جاهلية العرب، يصنعون وثناً من تمر فإذا جاعوا أكلوه.
أما هؤلاء فيريدون إطعام العدو وثنهم، ونظموا الأشعار في ذلك:
ديننا حبك يا هذا الوطن ** سرنا فيه سواء والعلن
وقال آخر:
 ذوداً عن الوطن المعبود من دمه *** للمجد نبنيه آكاماً وأسوارا
وقال آخر:
 أدير إليك قبل البيت وجهي *** إذا فهت الشهادة والمتابا
وقال آخر:
 ديني لنفسي ولكن قبله وطني * ودينه الوفق والإخلاص لا الشغب
وقال آخر:
 بلادك قدمها على كل ملة * ومن أجلها صل ومن أجلها صم
نعم.. نظموا أشعارا ًجاهلية فيك لتكريس الضلال والوثنية، وجعلوك إلهاً يؤكل وخانوا هذا الإله الذي صنعوه، فتركوا فلسطين طعمة ليهود، بحجة أنها خارج حدود سايكس بيكو، وتركوا لبنان للنصارى إرضاء لفرنسا سيدتهم، وتخلوا عن العراق للروافض لأنه خارج مخطط سايكس بيكو، وهكذا حصروك في رقعة أقل بقليل من أي ولاية كانت تابعة لك عندما كنت عاصمة الدولة الإسلامية وأرادوا أن يجعلوا هذه الدولة دولاً ورقعاً وعلى كل رقعة زنديق. ، فكانوا أشر من عباد الأوثان، الجاهليين الذين إذا جاعوا أكلوا وثنهم، لأنهم جعلوك طعاماً لكل كافر ومرتد، فتباً لهم، تربوا في محافل الماسونية، وادعوا الوطنية، وكانوا عصابة أشرار، أضل على قومهم من قدار.

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (18)


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (18)
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن رأي محمد عمارة بدولة الإسلام والتشريع الإسلامي وكيف ينكر أن يكون للإسلام الحق في تنظيم الدولة أو التدخل في شؤونها عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010

·               محمد عمارة ودولة الإسلام والتشريع الإسلامي:
ينكر محمد عمارة أن يكون للإسلام الحق في تنظيم أمور المسلمين الدنيوية، ويحاول أن يقصر الإسلام على الاعتقاد بوجود الله، فهو يقرر أن اليهود والنصارى والمسلمين كلهم مؤمنون، ويركز على فصل الدين عن الدولة، فيقول تعليقاً على دعوة الحركات الإسلامية لتطبيق شريعة الله مستنكراً ذلك: [ وما دامت هذه الحركات تنادي بتجريد الجماهير المسلمة من حقها في التشريع لحياتها الدنيا والتقنين لواقعها بزعم أن ذلك أمر قد فرغت منه السماء، فإنها لا بد وأن تكون رغم الشعارات والدعاوى بمثابة القيد الجديد الذي يزيد الداء استفحالاً والجرح عمقاً والبلوى عموماً، والأخطر أن ذلك يتمّ باسم قدس الأقداس في حياتنا، باسم الدين ] ([1]).
ويقول: [ وبعد أن رأينا رأي الإسلام الذي ينكر صبغ السلطة السياسية ومؤسسات المجتمع بالصبغة الدينية الخالصة، ويرفض النظرية القائلة بوحدة السلطتين الدينية والزمنية، ولأسباب عديدة، على رأسها وفي مقدمتها أنه ينكر وجود السلطة الدينية في السياسية من أساسها ] ([2]).
ويصف اليهود الذين كانوا في عهد أنبيائهم وهم في الحقيقة مسلمون، فيقول عنهم وهم في حالة الإسلام: [ وامتازوا عن العبرانيين مثلاً الذين كانوا يعاملون كخراف ضالة، يحكمها ملوك أنبياء تعينهم السماء، ولا شأن لهذه الخراف الضالة في شؤون الحكم وأمور التشريع ] ([3]).
ويقول عن دعاة الإسلام الذي يدعون لتطبيق شرع الله: [ فهل يريد الدعاة الجدد للسلطة الدينية بين المسلمين المعاصرين وهم قلة والحمد لله أن نرث اليوم مواريث تلك الأمم القديمة، وأن نرثها ونحييها وحدنا بعد أن اتضحت سيئاتها وانكشفت عوراتها، حتى لقد رفضتها البشرية المستنيرة جمعاء؟! وألا تراهم بذلك يريدون لأمتنا التخلف بدلاً من التقدم، والأغلال بدلاً من الانطلاق والانعتاق؟! وكأنما الإنسان المسلم في حاجة إلى المزيد من القيود والأغلال ] ([4]).
ويقول عن الإسلام: [ فهو خاتم الرسالات ورسوله خاتم الرسل، لأن البشرية قد بلغت عنده وبه مرحلة النضج وسن الرشد، ومن ثم فلقد أصبحت أمور دنياها موكلة إلى عقلها ولم تعد أمراً سماوياً ] ([5]).

الأحد، 29 يناير 2012

في رحاب العلماء (15) ضلالة فصل الدين عن السياس


في رحاب العلماء (15)
ضلالة فصل الدين عن السياسة([1]).
لمحمد الخضر حسين([2]).
رضوان محمود نموس
مازال الرسل عليهم السلام يرمون في الدعوة إلى أصول الإيمان بالله عن قوس واحدة، ولكل رسول بعد هذا شريعة يراعي في أمرها ونهيها حال من يرسل إليهم خاصةً، حتى حضر الوقت الذي تهيأ فيه البشر على اختلاف بيئاتهم للانتظام في شريعة واحدة، فبعث الله المصطفى صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة، وجعله خاتم النبيين، وقضى بأن تكون شريعته خاتم الشرائع، ولعموم رسالته سواءً الشاهد فيها والغائب, العربي والعجمي, أقام على صدقه آيات باقيات ما نظر فيها ذو فطرة صافية أو بصيرة نافذة إلا أسلم وجهه لله قانتاً (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ  ) ولخلود شريعته جعلها أبلغ الشرائع حكمة، وأوفاها أصولاً وأوسعها للمصالح رعايةً.
ثلاث حقائق كل واحدة منها شطر من الإسلام:
 عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم،.
 واشتمال شريعته بنصوصها وأصولها على أحكام ما لا يتناهى من الوقائع،.
 وكون هذه الشريعة أحكم ما تساس به الأمم، وأصلح ما يقضى به عند التباس المصالح أو التنازع في الحقوق.
أجمع علماء المسلمين على هذه الحقائق وعرفها عامتهم، فمن أنكر واحدة منها فقد ابتغى في غير هداية الإسلام سبيلاً ومثل من يماري في شيء منها ثم يدعي أنه لا يزال مخلصاً للإسلام مثل من يضرب بمعوله في أساس صرح شامخ ثم يزعم أنه حريص على سلامته عامل على رفع قواعده.
فتنت مدنية الشهوات أشخاصاً ينتمون إلى الإسلام فانحرفت بهم عن المحجة، وأدركوا أن مجاهرتهم بإنكار رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم تسقطهم من حساب المسلمين دفعة، فلا يبلغون من فتنة الأمة مأرباً، فبيتوا أن يبقوا ثوب الإسلام على أكتافهم ويحركوا بمدحه في بعض المجالس ألسنتهم أو في بعض الصحف أقلامهم لكي يركن الغافلون من المسلمين إلى أقوالهم فيقذفوا من وراء ريائهم وثقة بعض الناس بهم ما شاءوا من آراء خاسرة، ويزعموا أن هذه الآراء من  هداية الإسلام لا ينكرها.
والواقع أن هذا الصنف من المنحرفين قد أحدث في بعض البلاد الإسلامية آثار فساد لم يحدث معشارها النابذون إلى الدين على سواء، وكم أرتنا الأيام في هذا الصنف من عجائب دلتنا على أن هناك مغارات يأتمرون بالدين بين حيطانها، ولغة إذا حضرهم بعض المسلمين يجنحون إلى التخاطب بها، وضروباً من الإغواء يجهدون أنفسهم في تمويهها.

سلام الله عليك يا بلادي (12)


سلام الله عليك يا بلادي (12)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي، كم عقك العاقون، وعاملت عقوقهم بالحدب والدعاء لهم بالهداية، كم حاول هدمك المفسدون، وكنت تعملين على بنائهم ورفعتهم، وكنت ترددين في نفسك
وإن الذي بيني وبين بني أبي * وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم* وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
أرادوا أن يسلخوك عن محيطك، ويحجموك ويصغروك ليسهل عليهم تدميرك، وتظاهروا بالحب، (وبَاطِنُهُم من قِبَلِهِ الْعَذَابُ) فأعلنوا القومية وأنهم من أبناء يعرب، وأن العرب أخوة، يريدون أن يبدلوا كلام الله، فيؤاخون بين أبي لهب وأبي جهل لعنهم الله ومحمد صلى الله عليه وسلم !!
وبين جبلة بن الأيهم النصراني ، عميل هرقل وربيب الكفر، ورأس حربة الروم في حربهم على الإسلام وبين عمر بن الخطاب،أمير المؤمنين والخليفة العادل المبشر بالجنة!!
ويخاصموا ويفرقوا بين العز بن عبد السلام وصلاح الدين الأيوبي، بحجة أن صلاح الدين كردي، وابن عبد السلام عربي!!
حتى كانوا يهتفون :
 الله يلعن حطين **** اللي جابت صلاح الدين.
والله يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وهم يقولون أن العرب أخوة، كافرهم ومؤمنهم، وتقيهم، ومرتدهم، وجروا عليك الويل والثبور، وعظائم الأمور بسفههم، وحماقتهم، وردتهم، حتى جعلوا رئيس وزرائك من الكافرين، ورئيس برلمانك من المرتدين، ورئيس أرضك من الماسونيين، وأثخنوا جسمك بطعنات الغدر، وهم يزعمون أنهم الطبيب، النطاسي المعالج، حتى فاحت منهم رائحة الغدر والخيانة،
وكان لدعواهم القومية المنتنة أن برز نتن القوميات فقام كردي ملعون اسمه جلال طالباني يقول تعصباً لقومية الكردية المنتنة سنعيد للعرب قرآنهم على جملهم ولن نتعب به بغلنا .
ولفظ الشعب  والتاريخ القوميات المنتنة إلا قليلا من الذين مازالوا في ضلالهم القديم وسيعود وجهك ومخبرك إسلامي منير مشع للهدى والنور وسيذهب أهل المنتنة إلى قمامة التاريخ غير مأسوف عليهم..

الجمعة، 27 يناير 2012

العلمانية


العلمانية
رضوان محمود نموس
العلمانية هي مذهب وضعي كفري يريد عزل الله وأحكامه وكتبه ورسله عن خلق الله ويزعم هذا المذهب أن لا حاجة للإنسان بالله واسم العلمانية ترجمة مزورة للاسم الغربي [Secularism] والمعنى الحقيقي هو [ اللادينية].
 والعلمانية كما عرفتها موسوعة السياسة هي: [ مفهوم سياسي اجتماعي نشأ إبان عصور التنوير والنهضة في أوروبا، ورأى أن من شأن الدين أن يعنى بتنظيم العلاقة بين البشر وربهم، ونادى بفصل الدين عن الدولة، وبتنظيم العلاقات الاجتماعية على أسس إنسانية تقوم على معاملة الفرد على أنه مواطن ذو حقوق وواجبات، وبالتالي إخضاع المؤسسات والحياة السياسية لإرادة البشر وممارستهم لحقوقهم وفق ما يرون وما يحقق مصالحهم وسعادتهم الإنسانية.
وبهذا تكون العلمانية قد فصلت بين الممارسة الدينية التي اعتبرتها ممارسة شخصية والممارسة السياسية التي نظرت إليها كممارسة اجتماعية..
والواقع هو أن هذا المفهوم التجديدي الهام انطلق من نظرة أوسع وأشمل، هي النظرة الإنسانية التي مجدت الإنسان كمحور للكون ونظرت إليه على أنه سيد نفسه وحر الإرادة ونادت بالعقلانية كوسيلة للتنظيم الاجتماعي ولتسخير كافة الإمكانيات لتحقيق حاجات الإنسان وسعادته، وبالديمقراطية كأساس لعلاقة الفرد بالدولة والمجتمع ] ([1]).
وقال في "موسوعة المورد": [ العلمانية Secularism: النزوع إلى الاهتمام بشؤون الحياة الدنيا، وقد يقصد بالمصطلح أحياناً العلمنة أي نزع الصفة الدينية أو سلطان رجال الدين عن نشاط من النشاطات أو مؤسسة من المؤسسات.... وأياً ما كان فإن العلمانية لم تتخذ شكلاً فلسفياً نظامياً إلا في منتصف القرن التاسع عشر، وفي رأس مسلماتها حرية الفكر وحرية كل امرئ في مناقشة جميع المسائل الجوهرية من مثل وجود الله ] ([2]).
وأول من ترجم كلمة Secularism إلى لفظ علماني بدلاً من لفظ (لا ديني) ذراً للرماد في العيون هو القبطي المصري (لويس بقطر)([3]) والذي كان ماسونياً وعميلاً للفرنسيين يقول في قاموس عربي فرنسي وضعه سنة 1828،.
وجاء في المصطلحات السياسية الشائعة: [ علمانية: مفهوم سياسي اجتماعي ينادي بفصل الدين عن الدولة، واعتبار الدين ممارسة شخصية تنظم علاقة الشخص بربه، وأن الممارسة السياسية ممارسة اجتماعية لا يتدخل فيها الدين ] ([4]).
وفي قاموس المورد Secularism: عدم المبالاة بالدين، أو بالاعتبارات الدينية.
وقال الشيخ سفر الحوالي في كتابه العلمانـية: [ لفـظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة (Secularism) الإنجليزية أو (Secularite) بالفرنسية، وهي كلمة لا صلة لها بلفظ العلم ومشتقاته، فالعلم بالإنجليزية والفرنسية معناه (Science) والمذهب العلمي تطلق عليه كلمة Scientism)) والنسبة إلى العلم هي ((Scientific أو (Scientifique) بالفرنسية.
والترجمة الصحيحة للكلمة هي (اللادينية، أو الدنيوية)، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب بل بمعنى أخص، وهو مالا صلة له بالدين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد.
 وتتضح الترجمة من التعريف الذي تورده المعاجم ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة.
وتقول دائرة المعارف البريطانية مادة Secularism: هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا وحدها، وظلّ الاتجاه إلى Secularism يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله باعتبارها حركة مضادة للدين.
ويقول قاموس العالم الجديد لوبستر شرحاً للمادة نفسها:
الروح الدنيوية أو الاتجاهات الدنيوية ونحو ذلك، وعلى الخصوص نظام من المبادئ والتطبيقات يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة, والاعتقاد بأن الدين والشؤون الكنسية لا دخل لها في شؤون الدولة، وخاصة التربية العامة.
ويقول معجم أكسفورد شرحاً للكلمة Secular: دنيوي أو مادي ليس دينياً ولا روحياً مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنسية، والرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.
ويقول المعجم الدولي الثالث الجديد، مادة Secularism: اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب أن لا تتدخل في الحكومة أو استبعاد هذه الاعتبارات استبعاداً مقصوداً، فهي تعني مثلاً السياسة اللادينية البحتة في الحكومة ] ([5]).
تعريف محمد عمارة للعلمانية:
يقول عمارة: [ هكذا نشأت العلمانية, في سياق التنوير الوضعي الغربي, لتمثل عزلاً للسماء عن الأرض, وتحرير الاجتماع البشري من ضوابط وحدود الشريعة الإلهية, وحصراً لمرجعية تدبير العالم في الإنسان, باعتباره "السيد" في تدبير عالمه ودنياه، فهي ثمرة عقلانية التنوير الوضعي, الذي أحل العقل والتجربة محل الله والدين، وهي قد أقامت مع الدين -في تدبير العالم- قطيعة معرفية وبعبارة واحد من دعاة التنوير الغربي (فلم يعد الإنسان يخضع إلا لعقله في أيديولوجيا التنوير التي أقامت القطيعة الأبستمولوجية (المعرفية) الكبرى التي تفصل بين عصرين من الروح البشرية عصر الخلاصة اللاهوتية للقديس توما الأكويني وعصر الموسوعة لفلاسفة التنوير فراح الأمل بمملكة الله ينزاح لكي يخلي المكان لتقدم عصر العقل وهيمنته وراح نظام النعمة الإلهية ينمحي ويتلاشى أمام نظام الطبيعة وأصبح حكم الله خاضعاً لحكم الوعي البشري الذي يطلق الحكم الأخير باسم الحرية. إنها عزل السماء عن الأرض, والدين عن الدنيا, وإحلال الإنسان في تدبير العمران البشري محل الله ] ([6]).

جاهد لترفع راية الرحمن


جاهد لترفع راية الرحمن
رضوان محمود نموس
جاهد لترفع راية الرحمن *** وتدوس كل عبادة الأوثان
من ظن أن عبادة الصنم انتهت *** لم يهتد لحقيقة الإيمان
اللات والعزى تبدل شكلها *** وأتت بثوب عبادة الأوطان
وعبادة الصنم الرئيس وربعه *** والسير وفق شريعة اليونان
من أن هذا الشعب سيد نفسه *** وهو المشرع واضع الميزان
وهو الذي لا يعلو فوق كلامه *** حكم الإله وخالق الأكوان
وباسمه حكم القضاة وقرروا *** بدعاً من التزوير والبهتان
سفكوا دماه بحكمه وقراره *** وحقيقة التقرير للشيطان
والببغاوات التي لم تنته *** عن حمقها وهتافها الصبياني
الشعب حاكمنا وواضع نهجنا *** وله القرار وسيد البلدان
ونسوا بأن الله أرسل عبده *** لنسير وفق شريعة القرآن
ما لم يعودوا للهدى وكتابه *** فحياتهم ذل وأي هوان
بل هم وإن ساروا على وجه الدنا *** فكأنهم في ظلمة الأكفان
جاهد لتنقذهم من المرض الذي *** ألفوه وانساقوا مع القطعان

سلام الله عليك يا بلادي (11)


سلام الله عليك يا بلادي (11)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي.. كم أنت طيبة حليمة.عفوَّة كريمة . حتى ظنك البعض أنك ساذجة.. كم كنت طيبة عندما خانك النصيريون.. والإسماعيليون والشيعة.. في جبل عامل.. وتمالؤوا مع الصليبين، أعداء الأمة، بل حاولوا اغتيال القائد صلاح الدين، والقائد أسامة بن منقذ، وعندما هزم الصليبيون، جاؤوك يهرعون، وقالوا لك: إنما فعل ذلك سفهاؤنا، وكلهم سفهاء, وجثوا يتمرغون ويعلنون التوبة الكاذبة، ثم جاء التتار فعادوا إلى خيانتهم، وإلى أصلهم اللئيم، ومارسوا التجسس والغدر، وكانوا يجاهرون بالأفراح إذا أصاب المسلمين القرح، ويعلنون الحزن إذا انتصر الإسلام، ولما هزم التتار، جاؤوا يهرعون وقد كانوا كافرين مرتدين من قبل ومن بعد، فعفوت وصفحت، من موقع القوة والاقتدار..
ودارت دورة الدهر، وجاء الفرنسيون، فعادوا إلى أصلهم الخبيث الكافر المرتد، وأعلنوا ولاءهم لفرنسا، وتعاونوا معها ضدك، وطالبوها بعدم الرحيل، ولكنها رحلت، فعادوا يعتذرون، وقبلت عذرهم، وكان عليك ألا تقبلي، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) وقد أوصى ابنك العالم الرباني البار (ابن تيمية) آنذاك: (ألا تتركوا هؤلاء في جيش، ولا شرطة، ولا حرس، ولا عسس، فإنهم أهل غدر وخيانة وأكفر من اليهود والنصارى)، فنسيت أو تناسيت وصية ابنك البار وأدخلتيهم في الجيش والشرطة والأمن، فهاهم يقتلون أبناءك وينتهكون أعراض نساءك، ويمارسون القتل والخيانة.
ونحن واثقون أنك ستخرجين من محنتك منتصرة عزيزة كما كنت تخرجين كل مرة، فهل ستعودين إلى عفوك الذي كان في غير مكانه، أذكرك يا بلادي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) وأذكرك بوصية ابنك ا لبار ابن تيمية، وأذكرك بواجبك الشرعي في قتل المرتدين..
وإياك.. إياك.. إياك.. أن تعودي للصفح فسكون سذاجة وغفلة بل ضرب من الجنون
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وهاهم تمردوا، وعلوا، وأفسدوا، فعليك بإنزال حكم الله بهم (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) 

الثلاثاء، 24 يناير 2012

في رحاب العلماء (14) بيان إلى الأمة المصرية خاصة وإلى الأمم العربية والإسلامية عامة للشيخ أحمد شاكر


في رحاب العلماء (14)
بيان إلى الأمة المصرية خاصة
وإلى الأمم العربية والإسلامية عامة
للشيخ أحمد شاكر([1])
رضوان محمود نموس
أما وقد استبان الأمر بيننا وبين أعدائنا من الإنجليز وحلفائهم، استبان لأبناء الأعداء منا، الذين ارتضعوا لبانهم، ولعبيد الأعداء منا الذين أسلموا اليهم عقولهم ومقادهم، ولم نكن نحن الذين نشأنا على الفطرة الإسلامية الصحيحة في شك من توقع ما كان، ومن توقع أشد منه مما سيكون.
أما وقد استبان الأمر، أما وقد أعلنت الأمة المصرية كلها رأيها وإرادتها، أما وقد أعلن الأزهر رأيه الصحيح في معاملة الأعداء ونصرتهم.
فإن الواجب أن يعرف المسلم القواعد الصحيحة في شرعة الله، في أحكام القتال وما يتعلق به، معرفة واضحة يستطيع معها كل واحد تقريباً أن يفرق بين العدو وغير العدو، وأن يعرف ما يجوز له في القتال وما لا يجوز، وما يجب عليه وما يحرم، حتى يكون عمل المسلم في الجهاد عملاً صحيحاً سليماً، خالصاً لوجه الله وحده، إن انتصر انتصر مسلماً، له أجر المجاهد في الدنيا والآخرة وإن قتل قتل شهيداً.
إن الإنجليز أعلنوها على المسلمين في مصر حرباً سافرة غادرة، حرب عدوان واستعلاء، وأعلنوها على المسلمين في السودان حرباً مقنعة مغلفة بغلاف المصلحة للسودان وأهله، مزوقة بحلية الحكم الذاتي الذي خدع به المصريون من قبل.
وقد رأينا ما يصنع الإنجليز في منطقة قناة السويس وما يقاربها من البلاد من قتل المدنيين الآمنين، والغدر بالنساء والأطفال، والعدوان على رجال الأمن ورجال القضاء، حتى لا يكاد ينجو من عدوانهم صغير أو كبير.
فأعلنوا بذلك عدائهم صريحاً واضحاً لا لبس فيه ولا مجاملة ولا مداراة، فصارت بذلك دماؤهم وأموالهم حلالاً للمسلمين، يجب على كل مسلم في أي بقعة من الأرض أن يحاربهم وأن يقتلهم حيثما وجدوا مدنيين كانوا أو عسكريين فكلهم عدو، وكلهم محارب مقاتل، وقد استمرؤوا الغدر والعدوان، حتى أن نسائهم وفتيانهم ليطلقون النار من النوافذ والشرفات، في الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، على المارين المسالمين دون خجل أو حياء، وهم قوم جبناء يفرون حيث يجدون القوي المناضل، ويستأسدون حيث يجدون الرخو المستضعف، فلا يجوز لمسلم أن يستضعف أمامهم أو يريهم جانب اللين والعفو (َاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ).

السبت، 21 يناير 2012

يا أمتي لا تنس من خانوك


يا أمتي لا تنس من خانوك
رضوان محمود نموس
يا أمتي لا تنس من خانوك *** عند اللقاء مع العدا خذلوك
كم كنت تسعي في الحفاظ عليهم *** وبدعمهم لكنهم باعوك
باعوك للطاغوت منذ تشيعوا *** وتمجسوا وإلى العدا تركوك
قالوا بأنهم رجال مبادئ *** هل يعرف الأخلاق ذا الصعلوك
فوفاؤهم للكفر والطاغوت من *** قد شاركوه على دماء بنيك
فهم وبشار سواء في الهوى *** وطليعة الدجال قد جاؤوك..

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (17)



أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (17)
رضوان محمود نموس
نتابع في هذه الحلقة عن رأي محمد عمارة بالفرق الضالة وكيف أنه معجب بها كلها على تناقضها وكيف يزور الحقائق ويتناقض حتى مع نفسه وفي هذه الحلقة اختص بالدفاع عن يهود الذين يحبهم هذا الذي وصفه القرضاوي [بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
·                محمد عمارة والتلاحم مع يهود:
يذكر محمد عمارة حادثة قتل القس "توما الكبوشي" وخادمه "إبراهيم عمار" من قبل اليهود وذبحهما لأخذ دمهما ليستخدماه في فطير عيد اليهود أو عيد (أستير)، وما أدراك ما أستير,([1]) ثم يصف عفو محمد علي باشا عنهم، هذا العمل الغادر اللئيم الخسيس الدنيء بأنّه تلاحم حضاري بين العرب ويهود الساميين تجسده هذه الحادثة..يا الله !!.. كيف تقلب الحقائق, ويصبح الحق باطلاً, والباطل حقاً والجريمة أخلاقاً والأخلاق جريمة في فكر مجدد الكذب المسيلمي, وممهد طريق الدجال المجدد على الطريقة القرضاوية محمد عمارة؟! أي تلاحم قومي؟ فمحمد علي سر ششمة الذي كان وكيل ضابط في الجيش العثماني, الذي جاء إلى مصر لطرد الفرنسيين بعد رحيل "نابليون", وهلاك "كليبر" على يد المجاهد "سليمان الحلبي".  محمد علي سرششمة هذا الذي أصبح باشا بعد أن هبط مصر؛ هو من جنود العثمانيين الأتراك وظيفةً, وألباني موطنا,ً وأرنؤوطي عرقاً, ولا يمت للعرب ولا للساميين بأية صلة, ويهود هم يهود, فأي تلاحم قومي؟! صحيح هو تحالف ولكنه تحالف الماسون الأشرار القتلة وتنفيذ أوامر المحفل؛ ومن الذي توسط في قضية هؤلاء اليهود قتلة الأنبياء ليمنع تنفيذ الحكم الشرعي بهم ؟! سيرى القارئ أن الذي توسط لهم وفد من المحفل الماسوني الأوربي؛ فأي قومية وأي ترابط قومي؟!  
يقول محمد عمارة: [ فإذا انتقلنا من العصور الوسطى إلى العصر الحديث فإننا نجد القرن التاسع عشر يقدم لنا هذا التلاحم الحضاري بين العرب واليهود الساميين ويجسده أروع تجسيد, ففي الوقت الذي كان اليهود يتعرضون فيه للاضطهاد في أوربا ويلقون حتفهم في المذابح والمجازر الجماعية حدث في دمشق سنة 1840م أن اختفى  (الأب توما) أحد رجال الدين المسيحي وخادمه (إبراهيم عمار)، وشاع أن اليهود قد اختطفوهما وذبحوهما لاستخدام دمهما في خبز مقدّس لديهم يصنعونه في عيد (البوريم) -دم لفطير صهيون وجرت محاكمة عدد من اليهود، اعترف أثناءها أربعة من المتهمين بينهم الحاخام (موسى أبو العافية) وصدر الحكم بإعدام عشرة متهمين، والعفو عن المعترفين الأربعة.
عند ذلك تدخل محمد علي باشا فأصدر عفواً عن المحكوم عليهم، هذا نصه:
(إنه من التقرير المرفوع لدينا من الخواجات "موسى حاييم مونتفيوري" و "كراميو" اللذين أتيا لطرفنا مرسلين من قبل عموم الأوربيين التابعين لشريعة موسى، اتضح لنا أنهم يرغبون الحرية والأمان للذين صار سجنهم من اليهود، وللذين ولّوا الأدبار هرباً من حادثة الأب توما وخادمه، وبما أنه بالنظر لعدد هذا الشعب الوفير، لا يوافق رفض طلبهما. فنحن نأمر بالإفراج عن المسجونين وبالأمان للهاربين من القصاص عند رجوعهم، وعليكم أن تتخذوا كل الطرق المؤدية لعدم تعدي أحد عليهم أينما كانوا، وليتركوا وشأنهم من كل الوجوه. وهذه إرادتنا) ]([2]).

اجعل لنا ذات أنواط


اجعل لنا ذات أنواط

رضوان محمود نموس

قال الله تعالى  ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ))[آل عمران:19]
هو الدين الذي أمرنا الله باتباعه هو دين الإسلام الذي أنزله الله تبارك وتعالى على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليمحو به من الأرض كل الجاهليات والوثنيات والبدع والضلالات والانحرافات, وهو الدين الكامل والمنهج المتكامل الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه قال الله تعالى ) الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ ديناً ( ([1]). 
إن الله تبارك وتعالى أنزل في كتابه الكريم آياتٍ في آخر سورة الأنعام، هذه الآيات هي الوصايا العشر، التي قال عبد الله بن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه: [من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي عليها خاتمه -أي التي كأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتبها وختمها، وبعث بها إلى كل واحد منا كأنها رسالة خاصة مختومة من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فليقرأ هذه الآيات: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً  [الأنعام:151] إلى قوله )وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ   الأنعام153
أي: التمسك بهذا الهدي، والسير عليه، وعدم الالتفات يميناً أو يساراً، فهذه الوصية الخاتمة الأخيرة من الوصايا العشر، وهي التي تضبط كل الوصايا، فكل عملٍ لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لا بد أن يكون وفق ما شرع الله تعالى ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولهذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: في الحديث الذي روته عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ([2]).
أي مردود على صاحبه، ً {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية (18-21) فكل الأعمال تحت أمر الإسلام، خاضعةٌ للكتاب والسنة وهذا الأمر أي الكتاب والسنة مهيمنا على سائر الأمور فوقها، حاكماً عليها، فإذا لم يكن أي عملٍ من الأعمال -ابتداءً من التوحيد وانتهاءً بأمور المعاملات وفروع الشريعة- وفق ما جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو مردود على صاحبه.

فاصدق بعقدك كي تنال ثوابه


فاصدق بعقدك كي تنال ثوابه
رضوان محمود نموس
يا طالب الجنات نفسك بعتها *** والعقد مذكور بذا القرآن
فاصدق بعقدك كي تنال ثوابه *** وامض لنصر الدين والإيمان
يأتيك نصر عاجل ومؤخر *** جنات عدن منحة الرحمن

الجمعة، 20 يناير 2012

دراسات جهادية (10) الجهاد بيع النفس لله


دراسات جهادية (10)
الجهاد بيع النفس لله
رضوان محمود نموس
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) مَا كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (113) وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) التوبة
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ولم يقل من الناس لأن النفس المؤمنة هي الجوهرة الثمينة والسلعة النفيسة والقيمة السامية الغالية التي تستحق الشراء أما النفوس غير المؤمنة فلا قيمة لها ولا يأبه لها وهي مع الحطام والركام لا تشرى ولا تباع عبء على أجساد أصحابها توردهم النار وبئس الورد المورود قال الله تعالى:(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
وقال الله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ))[الأعراف:179]
فالله سبحانه وتعالى اشترى من المؤمنين الأنفس الطيبة المؤمنة الموحدة اشترى أنفسهم وأموالهم وهي له وهبهم إياها ثم اشتراها بأبهظ ثمن وأغلى قيمة اشتراها بعوض خير من الدنيا وما فيها بملايين ملايين المرات إنها صفقة العمر والربح الأكيد أو الخسران المبين فالعقد مع الله والشهود رسول الله وملائكة الرحمن والعوض حاصل بالتأكيد لمن يسلم الثمن ويفي في البيع  فمناط القضية هو النقض أو الوفاء.
فمن وفى ببيعه وصدق بعقده فالعوض سلعة الله الغالية حاصلة بالتأكيد والجزم والحسرة والندامة والخسران المبين على من نقض البيع ولم يفي بعقده وعهده.

دراسات جهادية (7) الجهاد هو سبب الهداية


دراسات جهادية  (7)
الجهاد هو سبب الهداية

رضوان محمود نموس
الهمُّ والعمل الرئيس للمسلم هو طلب الهداية فالمسلم الذي يصلي الفرض فقط دون السنن والنوافل يصلي في اليوم (17) ركعة يطلب في كل ركعة الهداية عندما يقرأ (اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) الفاتحة:6-7
والله سبحانه أخبرنا أن طريق الهداية هو الجهاد فقال الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) العنكبوت(69)
وقال الله تعالى (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم) [محمد4-5]
وقال الله تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون(122) [التوبة:122]
والطبيعي أن الإنسان يزداد خبرة في عمله فمن يعمل في الطاعات سيزداد طاعة ومن يعمل في المعاصي سيزداد معصية إلا أن يشاء ربي شيئاً.
(إن الهداية إنما هي ثمرة العمل الصالح والإقبال على منهج الله تعالى، والضلال إنما هو نتائج العمل القبيح السيئ وإذا رجعنا إلى الآيات القرآنية نجد هذا المعنى بيناً واضحاً لا التباس فيه ولا إشكال. وفي هذا الموضوع آيات منها:
الآية الأولى: قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) العنكبوت 69
{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } فالهداية الحاصلة للمؤمنين إنما هي ثمرة مجاهدتهم لأنفسهم وإنابتهم إلى الله واستمساكهم بإرشاده ووحيه. قال تعالى في شأن الإضلال {كذلك نطبع على كل قلب متكبر جبار} وقال تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله} وقال تعالى: {بل طبع عليها بكفرهم}
فالذي نشاهده من خلال هذه الآيات أن سبب الإضلال هو الزيغ والخروج عن طاعة الله والكبر، والجبروت، والكفر، واقتراف الآثام، فالذي يؤثر العمى على الهدى ويستحب الظلام على النور يعاقب من الله بعمى البصيرة, بمقتضى السنة الجارية وهي ارتباط الأسباب بمسبباتها. والمقدمات بنتائجها) ([1]).
والذي يجاهد لإعلاء كلمة الله ولتقرير منهج الله ولتحكيم شرع الله لا بد أن يهديه الله وينصره ويحفظه وهذا ما وعد به الرحمن.

دراسات جهادية (6) الجهاد هو الحياة


دراسات جهادية (6)
الجهاد هو الحياة
رضوان محمود نموس
الحياة هي العيش وفق شرع الإله الخالق الذي له الحكم والخلق والأمر وفق المنهج الرباني الذي جاءت به  جميع الرسل صلوات الله عليهم  وأرسى هذا المنهج وجاهد لأجله الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم والذي كلف أمته بالحفاظ عليه ونشره والزود عنه والجهاد لنشره وليست الحياة أكل وشرب وتكاثر ونوم فهذه حياة الأنعام وليست حياة البشر قال الله تعالى (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) محمد 12
ولأهمية الجهاد زمكنته في الشريعة الإسلامية وصف بأنه هو الحياة هو الحياة الدنيا ولآخرة
قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)[الأنفال:24]
وجمهور العلماء أن المعنى إذا دعاكم للجهاد وسيأتي بيانه
وقال الله تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)  البقرة : 154
وقال الله تعالى:(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)  آل عمران 169
ووصف الله تعالى الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم والآخرة هي الحياة الحقيقية قال الله تعالى: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) العنكبوت 64 
ووصف الله سبحانه الذين يعيشون متنكبين عن الإسلام المعرضين عن دين الله الرافضين للجهاد وصفهم بالموت: قال الله تعالى (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون) الأنعام 36
وقال الله تعالى (فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون( 52-53)الروم
وقال الله تعالى (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين(80)وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون(81) النمل
قال مقاتل بن سليمان (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول في الطاعة في أمر القتال إذا دعاكم لما يحييكم يعني الحرب التي وعدكم الله يقول: أحياكم بعد الذل، وقواكم بعد الضعف فكان ذلك لكم حياة([1]).
قال ابن القيم قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه واليه تحشرون }
فتضمنت هذه الآية أمورا أحدها أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وان كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الأحياء وان ماتوا وغيرهم أموات وان كانوا أحياء الأبدان ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول فان كان ما دعا إليه ففيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول قال مجاهد لما يحيكم يعني للحق وقال قتادة هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة وقال السدي هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر وقال ابن اسحق وعروة بن الزبير واللفظ له لما يحيكم يعنى للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل وقواكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم وهذه كل عبارات عن حقيقة واحدة وهى القيام بما جاء به الرسول ظاهرا وباطنا قال الواحدي والأكثرون على أن معنى قوله لما يحيكم هو الجهاد وهو قول ابن اسحق واختيار أكثر أهل المعاني قال الفراء إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا لجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم قلت الجهاد من أعظم ما يحيهم به فى الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة أما في الدنيا فان قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وأما في الآخرة فان حظ المجاهدين والشهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة لما يحيكم يعني الشهادة ([2]).
قال الواحدي: والأكثرون على أن معنى قوله: لما يحييكم الجهاد، قال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بالجهاد لأن أمرهم إنما يقوى به.
وقال الزجاج: أي: لما يكون سببا للحياة الدائمة في نعيم الآخرة وهو الجهاد.

في رحاب العلماء(9)


في رحاب العلماء(9)
رضوان محمود نموس
وجوب تحكيم شرع الله للشيخ عبد العزيز بن باز([1]).
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين ورب الناس أجمعين مالك الملك الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده، وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك أما بعد:
فهذه رسالة موجهة، ونصيحة لازمة، في وجوب التحاكم إلى
شرع الله، والتحذير من التحاكم إلى غيره، كتبتها لما رأيت وقوع بعض الناس في هذا الزمان في تحكيم غير شرع الله، والتحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله من العرافين والكهان وكبار عشائر البادية ورجال القانون الوضعي وأشباههم؛ جهلاً من بعضهم لحكم عملهم ذلك، ومعاندة ومحادَّة لله ورسوله من آخرين، وأرجو أن تكون نصيحتي هذه؛ معلمة للجاهلين، ومذكرة للغافلين، وسبباً في استقامة عباد الله على صراطه المستقيم كما قال تعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) وقال سبحانه: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه)
والله المسؤول سبحانه أن ينفع بها، ويوفق المسلمين عموماً لالتزام شريعته، وتحكيم كتابه، واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
 (فصل)
لقد خلق الله الجن والإنس لعبادته قال الله سبحانه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وقال: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) وقال: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً)
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً  قال: قلت يا رسول الله أفلا  أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا) رواه البخاري ومسلم، وقد فسر العلماء رحمهم الله العبادة بمعان متقاربة من أجمعها ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وهذا يدل على أن العبادة تقتضي الانقياد التام لله تعالى أمراً ونهياً واعتقاداً وقولاً وعملاً، وأن تكون حياة المرء قائمة على شريعة الله يحل ما أحل الله، ويحرم ما حرم، ويخضع في سلوكه وأعماله وتصرفاته كلها لشرع الله، متجرداً من حظوظ نفسه، ونوازع هواه؛ ليستوي في هذا الفرد والجماعة والرجل والمرأة فلا يكون عابداً لله من خضع لربه في بعض جوانب حياته، وخضع للمخلوقين في جوانب أخرى، وهذا المعنى يؤكده قول الله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) وقوله سبحانه وتعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) وما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) فلا يتم إيمان العبد إلا إذا آمن بالله ورضي حكمه في القليل والكثير، وتحاكم إلى شريعته وحدها في كل شأن من شؤونه في الأنفس والأموال والأعراض؛ وإلا كان عابداً لغيره كما قال تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) فمن خضع لله سبحانه وأطاعه وتحاكم إلى وحيه؛ فهو العابد له، ومن خضع لغيره وتحاكم إلى غير شرعه؛ فقد عبد الطاغوت وانقاد له، كما قال تعالى (ألم تر إلى الذي يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً)

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.