كان يا ما كان
رضوان محمود نموس
كان في قديم الزمان , وسالف العصر والأوان , أمير خطير , يهابه الصغير والكبير, فالتف حوله الرجال , وسار بركبه الأبطال , وغدا فارس الميدان , وأطلق لهواه العنان , فانتفخ تيهاً وتجبرا , وامتلأ علواً وتكبرا , غرّته الرئاسة , فجانب الكياسة , فتحالف مع النصيريين , والشيعة الملاعين , وقتل المسلمين , ليرضي الصليبيين والعلمانيين, ظنّ أنه قادر على خرق الأرض , وإخضاعها بالطول والعرض , وتطاول على الجبال , وحسب أن بيده الآجال , فخشي على نفسه منه كل صالح , وغنم بقربه كل طالح .
فأنكر أولو النّهى والعقول , وأنذروا بقرب الأفول , لكن آذانه صمّت عن النذير , وهدد بشر مستطير , فعاود الأخيار النصيحة , فواجههم بكل قبيحة , وهامسه بعض الأحباب , بأن القوم غضاب , فضحك من قولهم باستخفاف , وقال هذا من العبث والإرجاف . فأنا صاحب الشان , ومن هم في الميزان ؟. ليذهبوا وضع مكانهم بعر , ولا نأبه لمثل هذا الأمر .
فانصرف القوم غاضبين , ولأعماله كارهين , وانطوت النفوس على سخائم , لإهانة أصحاب المكارم , وتكررت المأساة والأمير سادر في الغيِّ , يقرِّب كل فاجر ويبعد كل تقيّ , وتنكر للمسلمين , وفرح بدعم النصيريين ولم يتب لله جلت نعمته ولم يحسب حساب نقمته , وتمادى في العلوِّ والجبروت , وتحالف مع الجبت والطاغوت , وقضى الرجال الأكابر, وبقي الانتهازيون والأباعر, ونحذره من دورة الزمان , وتتابع القطر ينذر بالطوفان.
فنرى العقلاء ينفضون , وأصحاب الهمم يرفضون , فمن اعتز بغير الله ذل , ومن اعتمد على الكافرين ضل, وهو يتمسك بذاهب ويستنصر بالعناكب ويدير للأمة ظهره ولا يبرم أمره
حتى غرق في الأوحال واستقر به المقام في شِعب الزيغ والضلال فحط هناك رحله , وسيرى سوء فعله , فهو في أسوأ حال , وأجاره أنصار الدجال وضاقت عليه المنافذ , وأصبح الناس منه بين شامت وواخذ .
وصار الأمير الخطير , عند أعداء الأمس أجير , فلله القدرة والتدبير .
0 التعليقات:
إرسال تعليق