موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 27 يناير 2012

العلمانية


العلمانية
رضوان محمود نموس
العلمانية هي مذهب وضعي كفري يريد عزل الله وأحكامه وكتبه ورسله عن خلق الله ويزعم هذا المذهب أن لا حاجة للإنسان بالله واسم العلمانية ترجمة مزورة للاسم الغربي [Secularism] والمعنى الحقيقي هو [ اللادينية].
 والعلمانية كما عرفتها موسوعة السياسة هي: [ مفهوم سياسي اجتماعي نشأ إبان عصور التنوير والنهضة في أوروبا، ورأى أن من شأن الدين أن يعنى بتنظيم العلاقة بين البشر وربهم، ونادى بفصل الدين عن الدولة، وبتنظيم العلاقات الاجتماعية على أسس إنسانية تقوم على معاملة الفرد على أنه مواطن ذو حقوق وواجبات، وبالتالي إخضاع المؤسسات والحياة السياسية لإرادة البشر وممارستهم لحقوقهم وفق ما يرون وما يحقق مصالحهم وسعادتهم الإنسانية.
وبهذا تكون العلمانية قد فصلت بين الممارسة الدينية التي اعتبرتها ممارسة شخصية والممارسة السياسية التي نظرت إليها كممارسة اجتماعية..
والواقع هو أن هذا المفهوم التجديدي الهام انطلق من نظرة أوسع وأشمل، هي النظرة الإنسانية التي مجدت الإنسان كمحور للكون ونظرت إليه على أنه سيد نفسه وحر الإرادة ونادت بالعقلانية كوسيلة للتنظيم الاجتماعي ولتسخير كافة الإمكانيات لتحقيق حاجات الإنسان وسعادته، وبالديمقراطية كأساس لعلاقة الفرد بالدولة والمجتمع ] ([1]).
وقال في "موسوعة المورد": [ العلمانية Secularism: النزوع إلى الاهتمام بشؤون الحياة الدنيا، وقد يقصد بالمصطلح أحياناً العلمنة أي نزع الصفة الدينية أو سلطان رجال الدين عن نشاط من النشاطات أو مؤسسة من المؤسسات.... وأياً ما كان فإن العلمانية لم تتخذ شكلاً فلسفياً نظامياً إلا في منتصف القرن التاسع عشر، وفي رأس مسلماتها حرية الفكر وحرية كل امرئ في مناقشة جميع المسائل الجوهرية من مثل وجود الله ] ([2]).
وأول من ترجم كلمة Secularism إلى لفظ علماني بدلاً من لفظ (لا ديني) ذراً للرماد في العيون هو القبطي المصري (لويس بقطر)([3]) والذي كان ماسونياً وعميلاً للفرنسيين يقول في قاموس عربي فرنسي وضعه سنة 1828،.
وجاء في المصطلحات السياسية الشائعة: [ علمانية: مفهوم سياسي اجتماعي ينادي بفصل الدين عن الدولة، واعتبار الدين ممارسة شخصية تنظم علاقة الشخص بربه، وأن الممارسة السياسية ممارسة اجتماعية لا يتدخل فيها الدين ] ([4]).
وفي قاموس المورد Secularism: عدم المبالاة بالدين، أو بالاعتبارات الدينية.
وقال الشيخ سفر الحوالي في كتابه العلمانـية: [ لفـظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة (Secularism) الإنجليزية أو (Secularite) بالفرنسية، وهي كلمة لا صلة لها بلفظ العلم ومشتقاته، فالعلم بالإنجليزية والفرنسية معناه (Science) والمذهب العلمي تطلق عليه كلمة Scientism)) والنسبة إلى العلم هي ((Scientific أو (Scientifique) بالفرنسية.
والترجمة الصحيحة للكلمة هي (اللادينية، أو الدنيوية)، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب بل بمعنى أخص، وهو مالا صلة له بالدين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد.
 وتتضح الترجمة من التعريف الذي تورده المعاجم ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة.
وتقول دائرة المعارف البريطانية مادة Secularism: هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا وحدها، وظلّ الاتجاه إلى Secularism يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله باعتبارها حركة مضادة للدين.
ويقول قاموس العالم الجديد لوبستر شرحاً للمادة نفسها:
الروح الدنيوية أو الاتجاهات الدنيوية ونحو ذلك، وعلى الخصوص نظام من المبادئ والتطبيقات يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة, والاعتقاد بأن الدين والشؤون الكنسية لا دخل لها في شؤون الدولة، وخاصة التربية العامة.
ويقول معجم أكسفورد شرحاً للكلمة Secular: دنيوي أو مادي ليس دينياً ولا روحياً مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنسية، والرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.
ويقول المعجم الدولي الثالث الجديد، مادة Secularism: اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب أن لا تتدخل في الحكومة أو استبعاد هذه الاعتبارات استبعاداً مقصوداً، فهي تعني مثلاً السياسة اللادينية البحتة في الحكومة ] ([5]).
تعريف محمد عمارة للعلمانية:
يقول عمارة: [ هكذا نشأت العلمانية, في سياق التنوير الوضعي الغربي, لتمثل عزلاً للسماء عن الأرض, وتحرير الاجتماع البشري من ضوابط وحدود الشريعة الإلهية, وحصراً لمرجعية تدبير العالم في الإنسان, باعتباره "السيد" في تدبير عالمه ودنياه، فهي ثمرة عقلانية التنوير الوضعي, الذي أحل العقل والتجربة محل الله والدين، وهي قد أقامت مع الدين -في تدبير العالم- قطيعة معرفية وبعبارة واحد من دعاة التنوير الغربي (فلم يعد الإنسان يخضع إلا لعقله في أيديولوجيا التنوير التي أقامت القطيعة الأبستمولوجية (المعرفية) الكبرى التي تفصل بين عصرين من الروح البشرية عصر الخلاصة اللاهوتية للقديس توما الأكويني وعصر الموسوعة لفلاسفة التنوير فراح الأمل بمملكة الله ينزاح لكي يخلي المكان لتقدم عصر العقل وهيمنته وراح نظام النعمة الإلهية ينمحي ويتلاشى أمام نظام الطبيعة وأصبح حكم الله خاضعاً لحكم الوعي البشري الذي يطلق الحكم الأخير باسم الحرية. إنها عزل السماء عن الأرض, والدين عن الدنيا, وإحلال الإنسان في تدبير العمران البشري محل الله ] ([6]).

أما التعبير الشائع في الدول التي يقطنها ذراري المسلمين فهو (فصل الدين عن الدولة), ومع أنه يعتبر ذا دلالة إلا أنه يحاول التستر على كثير من معاني الكلمة، وهي معاني المضادة للدين واللامبالاة به ورفض أي شكل أو مظهر من مظاهره.
والحقيقة أن هذا الاتجاه ليس وليد القرن الأخير في الفكر الغربي؛ بل جاء هذا الاتجاه إلى الحضارة الغربية من روما وأثينا وتحالف الكنيسة مع الوثنية في عهد قسطنطين.
[ وقد عبّر سيرسو عن الانفصال العميق بين الدين ونظام الحياة العام عند الرومان بقوله: (لما كان الممثلون ينشدون في دور التمثيل أبياتاً معناها أن الآلهة لا دخل لها في أمور الدنيا) يصغي إليها الناس ويسمعونها بكل رغبة ] ([7]).
ويقول جوبتير: [ إن الآلهة يعيشون بعيداً عن العوالم ولا يهتمون إلا بشؤونهم، فلا تعنيهم أمورنا، إنهم يعيشون حكماء سعداء ويعظوننا بهذا المثال الذي يجب أن نسير على منواله كمثل عليا يقتدى بها، غير أنه يجب علينا أن لا نشغل أنفسنا بما يريدونه منا ] ([8]).
وعندما جاء المسيح عليه السلام, وأوذي وأوذي أتباعه من بعده من اليهود والرومان، وكانت الإمبراطورية الرومانية تترنح من الفساد، والإمبراطور قسطنطين مهدد من المعارضة، اعتنق النصرانية سنة 325م ليكسب تأييد المسيحيين له، وهم فرحوا بهذا ليرفع عنهم الاضطهاد، وكان زواجاً بين الوثنية والنصرانية كانت القيادة فيه والقوامة للوثنية، فتلونت المسيحية باللون الوثني الجديد وبرزت مقولة " أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ", وقُرِّرت رسمياً بعد مجمع نِيقيَة، وقُسمت الحياة إلى اتجاهين: الأول ديني من اختصاص الله، وتقتصر صلاحياته على نظام الإكليروس والرهبنة وتشريعات الزواج والدفن, والآخر دنيوي لقيصر وقانونه, ويشمل التنظيمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعلاقات الدولية ونظام الحياة.
هذه القسمة جعلت قيصرَ شريكاً لله -تعالى الله عما يفعل المشركون- بل جعلوا قيصرَ هو الفائز الأكبر, ونسبوا للمسيح (مملكتي ليست هذا العالم) واستمرّ الأمر على هذا الحال. وعندما تتدخل السلطة الدينية بشأن دنيوي يكون الهدف منه تحقيق رغبة القيصر أو الملوك عبر وسيلة دينية, كما حصل في الحروب الصليبية وما شابهها.
ثم نما اتجاه في الغرب يريد إزاحة الدين عن المساحة الضئيلة التي يحتلها من ساحة الحياة، والمقتصرة على عقود الزواج والدفن وما شابه ذلك، وكان الذي نمَّى هذا الاتجاه ميكافيلي في كتابه (الأمير) و(مطارحات مكيافيلي) الذي دعا فيهما إلى فصل السياسة عن الدين والأخلاق, وأن الغاية تبرر الوسيلة، وإحلال هذه القاعدة محل القواعد الدينية والأخلاقية. ثم برزت مدارس فكرية لتحقيق هذه الغاية منها:
1.          المدرسة العلمية: وأبرز الأمثلة عليها الكتّاب الموسوعيون الذين كتبوا دائرة المعارف بزعامة (ديدرو) وكانوا كما يقول ويلز:"يناصبون الأديان عداوة عمياء".
2.          المدرسة الاجتماعية السياسية: ويرأس هذا الاتجاه (جان جاك روسو)، صاحب كتاب العقد الاجتماعي الذي أطلق عليـه اسم: (إنجيل الثـورة) أي الثورة الفرنسية، و (مونتسكيو) صاحب كتاب (روح القوانين).
3.          المدرسة الفلسفية: ودعوا إلى إحلال الدين الطبيعي محل الأديان، وأبرز كتّابهم (سبينوزا) اليهودي الذي دعا إلى منع رجال الدين من التدخل. وقال:" من الخطورة على الدين وعلى الدولة على السواء إعطاء من يقومون بشؤون الدين الحق في إصدار القرارات أياً كانت أو التدخل في شؤون الدولة، وعلى العكس يكون الاستقرار أعظم إذا اقتصروا على الإجابة على الأسئلة المقدمة إليهم فقط ".
ومن أبرز الدعاة لهذه الفكرة:
-                 (جون لوك[9]) الذي طالب بإخضاع الوحي للعقل عند التعارض.
-                 فولتير([10]) صاحب القانون الطبيعي عام 1804م.
-                 وليم جودين 1793م صاحب العدالة السياسية, وقد دعا إلى إبعاد الدين نهائياً.
-                 (دارون) ولما برزت نظرية دارون 1859م انهارت العقيدة الدينية في الغرب نهائياً، وانتشر الإلحاد.
-                 وظهر نيتشه([11]) الذي زعم أن الإله قد مات وحل محله الإنسان (سوبر مان).
-                 فرويد اليهودي([12]). اعتمد الدوافع الجنسية مفسرة لكل الظواهر, والإنسان في نظره حيوان جنسي.
-                 وكارل ماركس([13]) اليهودي صاحب التفسير المادي للتاريخ.
-                 جان بول سارتر([14]) في كتابه الوجودية.
وبهذا اكتمل تشكيل اللادينية التي يسمونها العلمانية. فاستوردها المرتدون العرب من ذراري المسلمين والنصارى على مراحل. وأول ما دخلت بلاد الإسلام دخلت مع الحملة الفرنسية إلى مصر، ومع الإنكليز إلى الهند. ونشأت في مصر مدرسة الأفغاني ومحمد عبده لنشرها، وفي الهند مدرسة سر سيد أحمد خان([15]).
فأدخل الخديوي إسماعيل ومحمد عبده القوانين الفرنسية عام 1883م، ودخلت القوانين الإنكليزية إلى الهند بالتسلسل ابتداءً من عام 1820م.
هذه هي العلمانية وهؤلاء دعاتها من العلمانيين, والتي يدعونا محمد عمارة من موقعه كمجتهد وعالم ومفكر ومجاهد لأن نتعرف عليها ونتصالح مع دعاتها، ونستفيد منهم، وندعو إلى مشاركتهم والعمل معهم، ونردم الفوارق بيننا وبينهم !
ويقول عمارة تحت عنوان: (انقسام العقل المسلم حول مرجعية المشروع الحضاري)
[ لا يختلف الإسلاميون وهم الملتزمون بالإسلام فكراً وحركة حول اعتبار الإسلام هو المرجع الضمني والمعلن في المشروع الحضاري الذي يعملون على صياغة معالمه كي يكون دليل العمل للنهضة الإسلامية المنشودة... لكن هذا الذي لا يختلف عليه الإسلاميون هو موضوع خلاف مع قطاعات مؤثرة من المسلمين وإن تدينوا بالإسلام عقيدة وشعائر إلا أنهم لا يلتزمون به مرجعاً للدولة وسياسة المجتمع وتنظيم شؤون العمران، فمرجعية الإسلام للمشروع الحضاري موضوع خلاف ونزاع بين الإسلاميين وبين بعض المسلمين.
ولذلك فإن واحدة من قضايا أزمة الفكر الإسلامي الحديث هي كيفية تعامل الإسلاميين مع هذا النفر من المسلمين -أي العلمانيين اللادينيين- الذين يتدينون بالإسلام لكنهم يريدونه كالمسيحية، يدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ] ([16]).



[1] - الموسوعة السياسية (4 / 179 - 180).
[2] - موسوعة المورد (9 / 17).
[3]-إلياس بقطر: مصري قبطي التحق بجيش نابليون في مصر وغادر مصر بعودة الحملة الفرنسية إلى فرنسا وعين في كرسي اللغة العامية العربية في مدرسة اللغات للشباب ، وكانت مهمتها تعليم اللهجات العامية الموجودة في البلاد العربية للشباب الفرنسيين الذين سيعملون جواسيس لفرنسا ، وهو الذي وضع القاموس الفرنسي العربي الذي طبع عام 1868.
[4] - المصطلحات السياسية الشائعة , فهد عبد الله المالكي، ص / 151.
[5] - العلمانية - للدكتور سفر الحوالي, ص / 23 - 24.
[6] - معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام, ص / 26.
[7] - ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين , لأبي الحسن الندوي، ص/ 163.
[8] - المشكلة الأخلاقية والفلاسفة كرسون, ص / 67. وانظر العلمانية للدكتور سفر الحوالي، ص / 55.
[9]  - جون لوك: (1632-1704م) هو أحد كبار ممثلي النزعة التجريبية الإنجليزية ، ولد بالقرب من بريستول، وفي العشرين من عمره دخل جامعة أكسفورد ، ولظروف سياسية سافر إلى فرسنا عدة مرات ، ثم إلى هولندا ثم رجع إلى بريطانيا ، وتولى منصب قوميسيرية التجارة والمستعمرات، صنف رسالة في الإكليروس، وخواطر في الجمهورية الرومانية ، والحكومة المدنية ، وخواطر في التربية ، والعقل الإنساني ، ومحاولة في الفهم الإنساني. وأهم عناصر فلسفته: إن للإنسان حقوق مطلقة . الحرية الشخصية تعني أن ليس هناك سيادة طبيعية لأحد على آخر. يجب الفصل بين الدين والدولة والكنيسة. إن هدف الدولة الحياة الأرضية ، وهدف الكنيسة الحياة السماوية، ولما كان المجتمع المدني غر قائم على مصالح الكنيسة فليس للدولة أن تراعي العقيدة في التشريع، ولا محل للقول بدولة مسيحية .
[10]  - هو الكاتب الفرنسي الشهير، ولد عام 1694م، وبرز في النثر، وكتب في الفلسفة "ما بعد الطبيعة" و "مبادئ فلسفة نيوتن" و "الفيلسوف الجاهل" و "القاموس الفلسفي". وكان لا يرى الظواهر الكونية والحياة دليلا على وجود الله، بل غاية ذلك إلى إثبات موجود أكبر عقلاً وأقوى من الإنسان، وكان فولتير يدعو إلى الحرية المطلقة، واتخذ من أسلوب السخرية أسلوبا. وكان يدعو إلى قتل الله – تعالى الله عما يقول الملاحدة- وتأثر به ملاحدة العرب الذين يسمون أنفسهم علمانيين. وردد أُدونيس نفس مقولاته. هلك عام 1778م
[11]  - نيتشه: (1844-1900م) هو فيلسوف ألماني، مؤسس فلسفة القوة، دخل مدرسة الشوليفورتا عام 1858-1864، ثم جامعة ليتسبج إلى 1868، صار أستاذاً مساعداً ثم أستاذاً جامعياً ثم استقال من التدريس 1879، كان نيتشه مادياً إلحادياً، واسمه يرتبط برباط وثيق بنقد الدين والأخلاق والقيم، ويدعو إلى تحول جذري وتحطيم الأصنام القائمة، وهذه الأصنام عنده: صنم الدين، صنم الأخلاق، صنم الفلسفة، صنم العقل. ويكن الود والتقدير لليهود لإنهم أول من سار على تدمير الأخلاق والعادات والعقل.
[12] - سيجموند فرويد (6 مايو، 1856 - 23 سبتمبر، 1939) ولد فرويد في فريبج عام 1856 بالنمسا من أبوين يهوديين إستقر أجدادهم بمنطقة فرايبرغ بعد أن فروا من ملاحقة اليهود في كولن. و رغم أن فرويد صار لاحقا ملحدا فقد كان دائما يؤكد على أهمية الديانة اليهودية في تكوينه. حين بلغ الرابعة من عمره صحب اسرته إلى فيينا التي عاش فيها قرابة ثمانين عاما
[13]  - كارل ماركس5 مايو 1818 إلى 14 مارس 1883). فيلسوف الماني، سياسي، وصحفي ،ومنظّر اجتماعي. قام بتأليف العديد من المؤلفات الا ان نظريته المتعلقة بالرأسمالية وتعارضها مع مبدأ اجور العمال هو ما أكسبه شهرة عالمية. لذلك يعتبر مؤسس الفلسفة الماركسية ، و يعتبر مع صديقه فريدريك إنجلز المنظرين الرسميين الأساسيين للفكر الشيوعي. شكل وقدم مع صديقه فريدريك إنجلز ما يدعى اليوم بالاشتراكية العلمية. ( الشيوعية المعاصرة .  ولد ماركس بمدينة (ترير) في ولاية (رينانيا) الألمانية عام 1818م والتحق بجامعة بون عام 1833 لدراسة القانون. أظهر ماركس اهتماماً بالفلسفة رغم معارضة والده الذي أراد لماركس ان يصبح محامياً. وقام ماركس بتقديم رسالة الدكتوراة في الفلسفة عام 1840 وحاز على شهادة الدكتوراة.

[14]  - جان بول سارتر هو فيلسوف وروائي ومؤلف مسرحي فرنسي . بدأ حياته العملية أستاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية مع فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية.بعد الحرب أصبح رائد مجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية، التي نالت شعبية واسعة، على معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام 1964. تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها مخلوقات بشرية، غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره.
- [15]    سيد أحمد خان: كان من أعمدة الضلال والفساد والكفر .
قال العلامة الشريف عبد الحي بن فخر الدين الحسني أمين  ندوة العلماء العام بلكهنؤ وولده السيد أبو الحسن الندوي رحمهما الله في كتاب نزهة الخواطر؛ قالا في ترجمته :[ السيد أحمد بن المتقي الدهلوي المعروف بسيد أحمد خان. الرجل الكبير الشهير أحمد بن المتقي بن الهادي بن عماد بن برهان الحسيني التقوي الدهلوي .
كان من مشاهير الشرق ، لم يكن مثله في زمانه في الدهاء ورزانة العقل وجودة القريحة وقوة النفس والشهامة والفطنة بدقائق الأمور ، وجودة التدبير وإلقاء الخطبة على الناس والمعرفة بمواقع الخطبة على حسب الحوادث والتفرس من الوجوه، وقد وقع له مع أهل عصره قلاقل وزلازل وصار أمره في حياته أحدوثة. وجرت فتن عديدة، والناس قسمان في شأنه فبعض منهم مقصر به عن المقدار الذي يستحقه بل يريعه ([15]) بالعظائم وبعض آخر يبالغ في وصفه ويجاوز به الحد ويلقبه بالمدد الأعظم والمجتهد الأكبر... وهو ما بلغ رتبة العلماء، بل قصارى أمره إدراجه بالفضلاء ، وهو ما أتقن فنا، وتصانيفه شاهدة بما قلته فإن رأيت مصنفاته علمت أنه كان كبير العقل قليل العلم ومع ذلك كان سامحه الله تعالى قليل العمل ، لا يصلي ولا يصوم غالبا.
وشأنه عجيب كل العجب ، فإنه كان في بداية أمره على مذهب المشايخ النقشبندية... وكان مولده في خامس ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين ومائتين بعد الألف بدهلي وتربى في حجر أمه وجده لأمه خواجة فريد الدين وقرأ بعض رسائل المنطق إلى شرح التهذيب لليزدي وقرأ شرح هداية الحكمة للميبذي وقرأ الأقليدس ... ثم تقرب إلى بعض متوسلي الحكومة الإنكليزية وولي التحرير في ديوان الحاكم لإقطاع آكره ... وكان في بجنور إذ ثارت الفتنة العظيمة ببلاد الهند وثارت العساكر الإنكليزية على الحكومة سنة 1273هـ. فقام على ساق لنصر الحكومة الإنكليزية... وظهر فضله عند الحكومة الإنكليزية ثم صنف تفسير الإنجيل وسماه تبيين الكلام ولكنه لم يتم، واجتهد في تقريب دين الإسلام إلى دين النصارى، ثم نقل على ( غازي بور ) سنة 1279هـ وأنشأ بها مجمعا علميا لنقل الكتب العلمية والتاريخية من اللغة الإفرنجية إلى لغة أهل الهند وحرض أهل تلك البلدة من المسلمين والهنادك لإنشاء مدرسة إنكليزية فأنشؤوها وسموها " فكتورية اسكول " على اسم ملكة إنكلترا.
وصنف كتابا في حل طعام أهل الكتاب والمؤاكلة معهم سنة 1285هـ وسافر مع ولديه حامد ومحمود إلى جزائر بريطانيا سنة 1286هـ وأقام في العاصمة سنة وخمسة أشهر زار خلالها المراكز الثقافية والمجامع العلمية وبعض الجامعات الشهيرة ولقي الأساتذة الكبار وأعيان الدولة وقابل الملكلة (فكتوريا) واحتفت به الدوائر الرسمية وفشا أمره في الناس فكفره قوم من العلماء لأقاويل صدرت منه في المجلة وتبعه آخرون. واحتضن المدرسة التي أسسها المولوي سميع الله خان بـ "علي كره"، وأصبحت بعده بمدة الجامعة الإسلامية سنة 1292هـ واشتهرت باسم جامعة "عليكره"... واختار لها الأساتذة الماهرين من الإنجليز وغيرهم وقام بالدعوة إلى التعليم العصري واقتباس الحضارة الغربية وعادات الغربيين... وشارك في تشريع بعض القوانين... منحته الحكومة سنة 1306هـ وساما ممتازا يسمى (نجم الهند) ومنحته جامعة ايدمبرا الدكتوراة الفخرية سنة 1307هـ .
وكان على رقة في الدين وشذوذ في العقيدة .
وأما مختاراته في المسائل الكلامية والعقائدية الدينية فمنها :
-إن الله سبحانه علة العلل لجميع الكائنات .- صفات الله تعالى عين ذاته .العقل يكفي في معرفة الله وفي التمييز بين الكفر والإسلام .- حسن الأشياء وقبحها عقلي.- إجماع الأمة ليس بحجة شرعية .- الإيمان تصديق بالقلب . فإن أذعن أحد بالشهادتين في القلب فهو مؤمن ولو تشابه بقوم في خصوصيات الدين وشعار الكفر كالزنار والصليب والأعياد .-أحكام الشريعة كلها مطابقة للفطرة .- النبوة ملكة راسخة فطرية من باب تهذيب الأخلاق.- معجزات الأنبياء ليست من دلائل النبوة .-المعجزة ليست غير مطابقة للفطرة ولكن خفيت على الناس أسبابها فظنوا أنها خارقة للعادة .- الملائكة والشياطين ليست بأشخاص متميزة بالذات.- المراد بالملائكة القوى الملكية والمراد بالشياطين القوى البهيمية فإنها موجودة في وجود الإنسان ليست خارجة عنهم.- القرآن ليس بمعجز في الفصاحة والبلاغة لأنه ليس مما ألقي في قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظه بل بمضمونه ومعناه.- الجنة والنار غير موجودتين في الخارج بل المراد تخييل الراحة والعذاب بقدر فهم الإنسان .- السماء هو بعد غير متناه يتصل بعضه ببعض ولذلك أطلق عليه سبع سماوات، فهو ليس بأجرام فلكية .- ليس في القرآن آية منسوخة لا منسوخة التلاوة ولا منسوخة الحكم.
لا رق في الإسلام .- معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كان جسمانيا .- الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كانت خلافة نبوة .-يحل أكل الطيور التي خنقها النصارى].
مختصرا من كتاب نزهة الخواطر 8/31 وما بعدها .
كما قال عنه أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح ص 121 وما بعدها :
[ هو في الهند أشبه شيء بالشيخ محمد عبده في مصر ... قالا : إذا فالأولى مسالمة الإنجليز والتفاهم معهم. ثم كلاهما عانى من المتاعب ما عانى الآخر من جهتين ، فمسالمة المستعمرين لا ترضي – عادة – دعاة الوطنية والاستقلال ويرون فيها خيانة.أما السيد أحمد خان والشيخ محمد عبده فيريان أن الإنجليز خصوم شرفاء معقولون يمكن التفاهم معهم .
هاج الرأي العام على الإنجليز هياجا شديدا –في الهند- ولكن رأي السيد أحمد مخالفا للرأي العام فرأى أن قتل الإنجليز – وخاصة المدنيين – عمل غير إنساني . لذلك وضع خطة بذل فيها الجهد مع بعض أصدقائه لحماية الإنجليز .
ومن آرائه : أن الوحي بالمعنى دون اللفظ. وكان يدعو إلى أن تكون الهند كلها أمة واحدة وأن الإسلام والهندوكية والنصرانية يجب أن تكون عقائد دينية في نفوس معتنقيها فقط... وليس يؤدي إلى الاستقلال الحق إلا حصر الدين في العقيدة. وتعميم الشعور بالوطنية بين كل الأفراد وفي كل الملل .
اتهم بالكفر والإلحاد وأن آله إنجليزية ].
[16]-  أزمة الفكر الإسلامي الحديث ص / 66 - 67.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.