سلام الله عليك يا بلادي (13)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي، لم تكاد تتجاوزين سفه أبناءك القوميين، وتقابلين عقوقهم لك بالدعاء لهم بالصلاح والرشاد، والعودة إلى الجادة والسداد، حتى نبتت نابتة تدعو إلى الوطنية الضيقة المنتنة.
أنت التي كانت راياتك تخفق من الصين إلى فرنسا أرادوا أن يحصروك في رقيعة من الأرض حددها ورسمها أعداؤك، وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا، سايكس. بيكو.
وأصبح هؤلاء يقدسون ما قاله الأعداء، وشكلوا طابوراً خامساً يأتمر بأمر العدو، فيتهجمون على ما قاله الله تعالى (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) ويقدسون حدوداً خطها لهم إبليس وجنوده، ويرفضون سعة ما قاله ربنا سبحانه وتعالى، وبعد كل ذلك، يزعمون ويدعون أنهم هائمون في حبك، متيمون في هواك، فوا عجبا لهذا الحب التمزيقي التفتيتي الإبليسي.
وأوحى لهم شياطين الإنس والجن، زخرف القول غرورا، فبدؤوا ينظمون الشعر ليجعلوك وثناً ثم يبيعون هذا الوثن ليأكله العدو، كما كانت جاهلية العرب، يصنعون وثناً من تمر فإذا جاعوا أكلوه.
أما هؤلاء فيريدون إطعام العدو وثنهم، ونظموا الأشعار في ذلك:
ديننا حبك يا هذا الوطن ** سرنا فيه سواء والعلن
وقال آخر:
ذوداً عن الوطن المعبود من دمه *** للمجد نبنيه آكاماً وأسوارا
وقال آخر:
أدير إليك قبل البيت وجهي *** إذا فهت الشهادة والمتابا
وقال آخر:
ديني لنفسي ولكن قبله وطني * ودينه الوفق والإخلاص لا الشغب
وقال آخر:
بلادك قدمها على كل ملة * ومن أجلها صل ومن أجلها صم
نعم.. نظموا أشعارا ًجاهلية فيك لتكريس الضلال والوثنية، وجعلوك إلهاً يؤكل وخانوا هذا الإله الذي صنعوه، فتركوا فلسطين طعمة ليهود، بحجة أنها خارج حدود سايكس بيكو، وتركوا لبنان للنصارى إرضاء لفرنسا سيدتهم، وتخلوا عن العراق للروافض لأنه خارج مخطط سايكس بيكو، وهكذا حصروك في رقعة أقل بقليل من أي ولاية كانت تابعة لك عندما كنت عاصمة الدولة الإسلامية وأرادوا أن يجعلوا هذه الدولة دولاً ورقعاً وعلى كل رقعة زنديق. ، فكانوا أشر من عباد الأوثان، الجاهليين الذين إذا جاعوا أكلوا وثنهم، لأنهم جعلوك طعاماً لكل كافر ومرتد، فتباً لهم، تربوا في محافل الماسونية، وادعوا الوطنية، وكانوا عصابة أشرار، أضل على قومهم من قدار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق