موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 26 فبراير 2016

إلى الغافلين الضالين الذين لا زالوا يحسنون الظن بالشيعة

إلى الغافلين الضالين الذين لا زالوا يحسنون الظن بالشيعة
رضوان محمود نموس (أبو فراس)
قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، بأن القتال الدائر في سوريا، والذي تقف إيران فيه إلى جانب نظام الأسد ضد المعارضة بالمال والسلاح والجنود، بأنه "حرب الإسلام على الكفر".
جاء ذلك على لسان الأمين العام لمجلس صيانة الدستور "أحمد جنتي"، في كلمة له خلال حفل تأبين 46 عسكريا إيرانيا، قتلوا خلال الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة في سوريا، بحسب وكالة "فارس" الإيرانية([1]).

فعقيدة الشيعة في أهل السنة أنهم كفار, وليس هذا طارئاً, بل هي عقيدتهم منذ القدم ولكن المغفلين والحمقى من ذراري السنة لا يلتفتون لهذا, وإن صدمتَهم بأقوال الشيعة من كتبهم قالوا هذا قديم، الشيعة الجدد ليسوا كذلك, والواقع أن الشيعة الجدد أكثر تكفيراً؛ خاصة بعد أن أصبح لمجوس فارس دولة, ومع الوضوح الشديد لا زال بعض أهل السنة يتعامون إما عن غباء وإما أنهم باعوا أنفسهم بثمن بخس كحماس وبعض فصائل الإخوان ومن شابههم.
وإذا قام أحد المسلمين ليبين عقائد القوم انبرى له المغفلون والحمقى الضالون (هذه فتنة) واتهموه بالتكفير وعموا وخرسوا وصموا عن تكفير الشيعة للسنة, ولا يدري هؤلاء أنهم في الفتنة سقطوا واستقروا.
وأذكِّر الذين مازالوا يحسنون الظن بالشيعة ببعض أقوال القوم:   
 يقول نعمة الله الموسوي في كتابه الأنوار النعمانية: (وحاصله أنا لم نجتمع معهم –أي مع أهل السنة-على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون إنَّ ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذاك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا) الأنوار النعمانية في المجلد الثاني ص 278) 
وقال الخميني: وواضح بأن النبي لو كان قد كان بَلَّغَ بأمر الإمامة طبقا لما أمر به الله، وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهر ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه) (كشف الأسرار ص 155 الطبعة الثالثة 1988.(
وفي هذه المقولات أشياء منها أنهم لا يقبلون بالله رباً ولا بمحمد نبياً، وأن الخميني يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ الرسالة.
وهذا يتضمن تكذيب لله وللرسول فالله تعالى قال: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ))[المائدة:3[
(( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ))[المائدة:67]
وإكمال الدين يتضمن أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلَّغَ كل ما أنزل إليه .
ويتضمن أن الرسول خان الأمانة فلم يبلغ الرسالة والدين حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم من إفك الشيعة وكفرهم، فكيف ينسجم هذا الكلام مع القول بأن الروافض الشيعة من المسلمين؟؟!!!!
أقوال الشيعة في تحريف القرآن
لا يوجد كتاب من كتب الشيعة المعتمدة إلا ذكروا فيه أن القرآن محرفٌ ناقصٌ وأن عندهم قرآن غير هذا القرآن ما فيه حرفٌ واحدٌ منه، وألَّف الشيعة كتابًا مستقلاً عن هذا الموضوع بعنوان (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) تأليف حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي.
قال في مقدمته ( الحمد لله الذي أنزل على عبده كتابا جعله شفاء لما في الصدور ومهيمنا على التوراة والإنجيل والزبور.... وبعد : فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي، جعله الله تعالى من الواقفين ببابه المتمسكين بكتابه هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن وفضايح أهل الجور والعدوان وسميته (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)  وجعلت له ثلاث مقدمات وبابين وأودعت فيه من بدايع الحكمة ما تقر به كل عين, وأرجو ممن ينتظر رحمته المسيئون أن ينفعني به في يوم لا ينفع مال ولا بنون)ص2 .
قال : في ذكر مجلس جرى بين معاوية والحسن عليه السلام وأصحابه, قال سمعت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يقول : قال الحسن بن علي عليه السلام لمعاوية : وتزعم أن عمر أرسل إلى أبي أني أريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث إلي بما كتبت من القرآن فأتاه فقال يضرب والله عنقي قبل أن يصل إليك , قال ولم ؟ قال لأن الله تعالى يقول : والراسخون في العلم إياي عنى , ولم يعنك وأصحابك , فغضب عمر ثم قال : يا ابن أبي طالب تحسب أن أحدا ليس عنده علم غيرك ؟ من كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتني به , فإذا جاء رجل فقرأ شيئا معه فيه آخر كتبه وإلا لم يكتبه , ثم قالوا قد ضاع منه قرآن كثير. كذبوا والله وهو مجموع محفوظ عند أهله كتاب سليم، قال الحسن عليه السلام يا معاوية إن عمر ابن الخطاب أرسلني في إمارته إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أني أريد أكتب القرآن في مصحف فابعث إلينا ما كتبت من القرآن فقال تضرب والله عنقي قبل أن يصل إليه قلت ولم قال لأن الله يقول لا يمسه إلا المطهرون يعني لا يناله كله إلا المطهرون إيانا عنى نحن الذين أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا وأورثنا الكتاب ) ص6.
ويستمر في 398 صفحة في هذا الغثاء .  
كما انتشرت مقولة تحريف القرآن في سائر كتبهم.
وهاك ما قاله الكليني في الأصول من الكافي: (عن أبي عبد الله قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وسلم  وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الإرش في الخدش... ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر، قال: قلت: وما الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ثم سكت ساعة ثم قالوإنَّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام، قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد).
وقال أبو عبد الله إن عندي الجفر الأبيض قال: قلت: وأي شيء فيه؟ قال: زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة. الكافي المجلد الأول صفحة 239 - 240.
وقالوا: [الأحاديث الراجعة إلى تحريف القرآن، وتبقى الطائفة الدالة منها على التحريف بمعنى (نقصان القرآن) وهو موضوع بحثنا، وقد ذكرنا نحن طائفة من أهم تلك الأحاديث ونَبّهنا على ما فيها. الشيخ المجلسي في كتابه (مرآة العقول) فإنه قال بعد حديث قال إنه موثق: (ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييرهوعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة] مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج 8 - ص 248
وقال القمي:[تحريف القرآن: بقي شيء  يهمنا ذكره وهو أن هذا التفسير كغيره من التفاسير القديمة يشتمل على روايات مفادها أن المصحف الذي بين أيدينا لم يسلم من التحريف والتغيير، وجوابه أنه لم ينفرد المصنف (رح) بذكرها بل وافقه فيه غيره من المحدثين المتقدمين والمتأخرين عامة وخاصة] تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص مقدمة المصحح 22
وقال الطبطبائي [ذهب جماعة من محدثي الشيعة... إلى وقوع التحريف بمعنى النقص والتغيير في اللفظ أو الترتيب. .. وعلى وقوع النقص والتغيير بوجوه كثيرة. أحدها الأخبار الكثيرة المروية من طرق الشيعة... الدالة على سقوط بعض السور والآيات وكذا الجمل وأجزاء الجمل والكلمات والحروف في الجمع الأول الذي ألف فيه القرآن في زمن أبى بكر وكذا في الجمع الثاني الذي كان في زمن عثمان وكذا التغيير وهذه روايات كثيرة روتها الشيعة في جوامعها المعتبرة وغيرها وقد ادَّعى بعضهم أنها تبلغ ألفي حديث... تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 12 - ص 108 - 111
وقالوا: [هناك في كتب الإمامية روايات ظاهرة في تحريف القرآن] مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج 8 - ص 233
هذه عقيدتهم بإجماعهم في القرآن والله تعالى يقول: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )[الحجر:9]
وهذا يعني عندهم إما أن هذه الآية غير صحيحة أو أن الله تعالى غير صادق، تعالى الله عما يقول الروافض علواً كبيرا.
الشيعة وأمهات المؤمنين
قال الله تعالى  ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ  ))[الأحزاب:6]
وقال الله تعالى  (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ))[الأحزاب:53]
هكذا فرض الله علينا احترام أمهات المؤمنين فاعتبرهم الله سبحانه وتعالى أمهاتنا وهم الأولى بالتقدير والاحترام من أمهاتنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بنا من أنفسنا وعدم احترام أمهات المؤمنين يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبرنا سبحانه وتعالى.
وهؤلاء الشيعة أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم في أزواجه أمهات المؤمنين ويتهمونهن بأشياء يستحيي اليهود والنصارى أن يقولوا بمثلها.
فقالوا: [وأول عداوة ضربت الدنيا وبني عليها جميع الكفر والنفاق إلى يوم القيامة هي عداوة عائشة لمولاتها الزهراء عليها السلام على ما روي عن الطاهرين عليهم السلام، وذلك لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب فاطمة حباً مفرطاً... وما كان لا ينام إلا بعد أن يأتي إليها ويشمها ويقبلها] الأنوار النعمانية صفحة 80.
يقول المجلسي: [إن أبا بكر وعمر وحفصة وعائشة تآمروا ليسموا رسول الله صلى الله عليه وسلم] بحار الأنوار المجلد 22 صفحة 239
وقال: [وجاء عليه السلام فقعد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عائشة، فغضبت عائشة، وأقعت كما يقعي الأعرابي فدفعته عائشة وغضبت وقالت: ما وجدت لاستك موضعاً غير حجري، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: مه يا حميراء لا تؤذيني في أخي علي] بحار الأنوار المجلد 22 صفحة 245
ويقول المجلسي في بحار الأنوار ما يلي: [(قوله تعالى: ضرب الله مثلاً، أقول: لا يخفى على الناقد البصير والفاطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما)] بحار الأنوار المجلد 22 صفحة 223
ثم يقول: [ثم كان بينها وبين علي عليه السلام في حياة الرسول ما يقتضي تهييج ما في النفوس، نحو قولها له وقد استدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى قعد بينه وبينها وهما متلاصقان فقالت: أما وجدت مقعداً لكذا، لا يكنى عنه إلا فخذي] بحار الأنوار المجلد 22 صفحة 237  قال المجلسي: [قوله: وليقيمنّ الحدّ أي القائم عليه السّلام في الرّجعة كما سيأتي، وصرّح بالاسم وأنّها عائشة، والمراد بفلان طلحة] بحار الأنوار 22/241.
وقال المجلسي أيضاً: [ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما " قال والله ما عنى بقوله : " فخانتاهما " إلا الفاحشة ، وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة ، وكان فلان يحبها ، فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجين من غير محرم ، فزوجت نفسها من فلان ... بيان : قوله : أربعة ، أي أبو بكر وعمر وبنتاهما ، قوله : إلا الفاحشة ، لعلها مؤولة بمحض التزويج قوله : وليقيمن الحد ، أي القائم ( عليه السلام ) في الرجعة ، كما سيأتي ، والمراد بفلان طلحة كما مر] بحار الأنوار 22/241.
وقال بعد السند: [قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة ( عليها السلام ) منها ، قلت : جعلت فداك ولم يجلدها الحد ، ؟ قال : لفريتها على أم إبراهيم ، قلت : فكيف أخَّره الله للقائم ( عليه السلام ) ؟ فقال له : لان الله تبارك وتعالى بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) رحمة ، وبعث القائم ( عليه السلام ) نقمة] بحار الأنوار 22 صفحة 242
وقد عقد شيخهم المجلسي بابًا بعنوان باب أحوال عائشة وحفصة ذكر فيه (17) رواية، بحار الأنوار 22/227-247.
وأحال في بقية الروايات على أبواب أخرى [حيث قال: قد مر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة، وفي باب أحوال أولاده صلى الله عليه وسلم في قصص مارية وأنها قذفتها فنزلت فيها آيات الإفك وسيأتي أكثر أحوالها في قصة الجمل بحار الأنوار 22/245..  ثم أنهم يقولون في الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 258 – 263وما بعدها والبحار : 26 / 105 بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 149يقولون : (إن أئمتهم ومنهم الرسول وعلي يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون)
فكيف يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وحاشاه وحاشا أمهات المؤمنين وتالوا عن غفتراءات الروافض- كيف يرضى  أن تبقى عائشة وحفصة رضي الله عنهما في عصمته وهما كافرتان كما يدعون؟ والله يقول: (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) الممتحنة: ١٠ كيف يرضى ذلك وهو يعلم كما يدعون أنهن زناة؟ أليس هذا اتهام لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أليس هذا الكلام يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم . وكيف يجلس علياً رضي الله عنه في حجر عائشة رضي الله عنها وبينها وبين زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد وضعوا علياً في موضع إنسان لا أدب عنده ولا خلق ولا حياء ولا شهامة ولا رجولة يحسبونه فارسيًا مجوسيًا مثلهم قاتلهم الله وحاشا علياً وعائشة ورضي الله عنهما عن أقوالهم التافهة السافلة الكفرية.
هذا هو خطر الشيعة وحقدهم على الإسلام وعلى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة الذين حملوا الإسلام، إنه حقد مجوسي على من حطم عرش كسرى وأخذ بنات كسرى سبايا وأخذ زعماء الفرس المجوس بالقيد أسرى وحطم دولتهم والذي لا يرى هذا الحقد أعمى البصر، أعمى القلب، أو أنه متآمر مع الشيعة خرج من الملة والتحق بالكافرين، والبراء من الشيعة صنو البراء من يهود.




1- وكالات الأنباء 

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

مقدمات حول الاستعانة بالكافرين المقدمة الرابعة

مقدمات حول الاستعانة بالكافرين المقدمة الرابعة
موقف الكافرين من المسلمين كما بينه القرآن
رضوان محمود نموس (أبو فراس)
أنزل الله تعالى آيات بيِّنات توضح لنا موقف الكافرين منا، الموقف المعلن وما تكنه صدورهم {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42]
ولكي لا يبقى حجة لمتمحل من الخطأ وعدم المعرفة, وحتى يكون من يركن إليهم أو يتوقع منهم الخير أو ما شابه ذلك يعلم بشكل قاطع أنهم أعداء, وأنه يركن إلى الأعداء, ويخالف شرع الله علانية ودون مواربة.
وقد أنزل الله تعالى في تبيين موقف الكافرين من المسلمين آيات كثيرة منها:
قال الله تعالى: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}(101) النساء
وقال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ}  (109) البقرة
وقال الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (105)  البقرة
وقال الله تعالى: { وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(217) البقرة
وقال الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}(120) البقرة
وقال الله تعالى: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ(8)اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(9)لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ}(10) التوبة
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [آل عمران 118- 120]
ونختصر موقف الكفار من المسلمين بالآتي:
1- العداوة المبيتة.
2- كراهية الخير للمسلمين.
3- مقاتلة المسلمين حتى يكفروا.
4- العمل بكل الوسائل حتى يرتد المسلمون عن دينهم.
5- التغيظ والحقد على المسلمين.
6- حب الضلال للمسلمين.
7- إعلان أن الوثنيين أهدى من المسلمين.
8- تمني الكفر للمسلمين.
9- التربص بالمسلمين والتآمر عليهم.
10- المكر بالمسلمين والكيد لهم.
11- لا يرقبون بالمسلمين إلا ولا ذمة.
12- يعملون على إطفاء شرع الله ودين الله.
13- يبسطون أيديهم وألسنتهم بالسوء على المسلمين.
14- يعلنون ويجاهرون بالبغضاء للمسلمين وما تخفيه صدورهم أكبر.
15- يُسمعون المسلمين الأذى في أشخاصهم وفي دينهم.
16- يحبون العنت والضيق والحرج للمسلمين.
17- يحسدون المسلمين ويتمنّون زوال النعمة عنهم.
18- السخرية والاستهزاء بالمسلمين.
فهذه الآيات الكريمة تشرح وتبين موقف الكفار من المسلمين ومدى حقدهم وضغنهم على الإسلام بل وتبين دخائل الكفار، وما يكنونه في أنفسهم نحو المسلمين من بغض، وما يدبّرونه ضدهم من مكر وخيانة وخديعة فهي حكم وقول الله تعالى الذي {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } [غافر: 19] و{يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة: 77] و{يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ } [التوبة: 78]
وما يحبونه من مضرة المسلمين وإيصال الأذى إليهم بكل وسيلة، وأنهم يستغلون سذاجة وحماقة بعض المسلمين الذين يخالفون أمر الله ويثقون بهم؛ فيخططون للإضرار بالمسلمين وأذيتهم عبر هؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم:{وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة: 47].
ولذلك جاءت آيات كثيرة في تحذير المؤمنين ونهيهم عن الاستماع للكفار عامة ولأهل الكتاب خاصة، أو طاعتهم، أو اتخاذهم أولياء، أو الركون إليهم.
وَمثل هَذَا فِي الْقُرْآن وَسنَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَكثر من أَن يجمع إِلَّا فِي جُزْء كبير فَكيف يساعد لِسَان امْرئ مُسلم على إِنْكَار شَيْء من هَذَا بعد شَهَادَة الله عز وَجل أنهم أعداء وأنهم يمكرون بنا وأنهم وأنهم ...الخ
إن العداوة التي انطوت عليها قلوب الكفرة للمسلمين، التي ذكرها الله لنا في الآيات السابقة لا يمكن معرفة حجمها وضخامتها إلا الله, ثم الراسخون الذين يصدقون الله جل جلاله تصديقًا عمليًا, قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36] وقال الله تعالى: {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء: 65]
وأعداء الإسلام من اليهود والنصارى يعلمون أن هذا الدين منزل من الله سبحانه, ومنعهم من الإيمان الكبر، والحسد، والحقد على هذا الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه من ذرية إسماعيل، وليس من ذرية إسحاق ومن سلالة داود ففي أكثر من حديث يأتي يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألوه امتحانًا ويجيبهم صلوات الله عليه ويعلمون أنه نبي مرسل ولكن حقدهم يمنعهم من الإيمان.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ «نَسْأَلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَجَبْتَنَا فِيهَا اتَّبَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ وَآمَنَّا بِكَ» قَالَ: فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ إِذْ قَالُوا: {اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [يوسف: 66] قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلَامَةِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ» قَالُوا: وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤْنِثُ الْمَرْأَةُ وَكَيْفَ يُذْكِرُ الرَّجُلُ؟ قَالَ: «يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ» قَالُوا: صَدَقْتَ قَالُوا: فَأَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: «مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، مُوكَلٌّ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابِ حَيْثُ شَاءَ اللهُ» قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ قَالَ: «زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى حَيْثُ أُمِرَ» قَالُوا: صَدَقْتَ قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ قَالَ: كَانَ يَسْكُنُ الْبَدْوَ فَاشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَاوِمُهُ إِلَّا لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا قَالُوا: صَدَقْتَ قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَنِ الَّذِي يَأْتِيكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا يَأْتِيَهُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ بِالرِّسَالَةِ وَبِالْوُحْيِ فَمَنْ صَاحِبُكَ؟ فَإِنَّهُ إِنَّمَا بَقِيَتْ هَذِهِ حَتَّى نُتَابِعَكَ قَالَ: «هُوَ جِبْرِيلُ» قَالُوا: ذَلِكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحرْبِ وَبِالْقَتْلِ ذَاكَ عَدُوُّنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلُ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْقَطْرِ، وَالرَّحْمَةِ تَابَعْنَاكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البقرة: 97] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ {فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]([1]).
بل إن يهود عند وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة, خرج إليه حيي بن أخطب ليرى أهو رسول الله الذي جاءت صفته بالتوراة أم لا ؟ وهذه شَهَادَةٌ عَنْ صَفِيَّةَ أم المؤمنين في هذا.
{قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَحَبَّ وَلَدِ أَبِي إلَيْهِ، وَإِلَى عَمِّي أَبِي يَاسِرٍ، لَمْ أَلْقَهُمَا قَطُّ مَعَ وَلَدٍ لَهُمَا إلَّا أَخَذَانِي دُونَهُ. قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَنَزَلَ قُبَاءَ، فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، غَدَا عَلَيْهِ أَبِي، حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، وَعَمِّي أَبُو يَاسِرِ بْنِ أَخْطَبَ، مُغَلِّسَيْنِ. قَالَتْ: فَلَمْ يَرْجِعَا حَتَّى كَانَا مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. قَالَتْ: فَأَتَيَا كَالَّيْنِ كَسْلَانَيْنِ سَاقِطَيْنِ يَمْشِيَانِ الْهُوَيْنَى. قَالَتْ: فَهَشِشْتُ إلَيْهِمَا كَمَا كنت أصنع، فو الله مَا الْتَفَتَ إلَيَّ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، مَعَ مَا بِهِمَا مِنْ الْغَمِّ. قَالَتْ: وَسَمِعْتُ عَمِّي أَبَا يَاسِرٍ، وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِي حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاَللَّهِ، قَالَ: أَتَعْرِفُهُ وَتُثْبِتُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فِي نَفْسِكَ مِنْهُ؟ قَالَ: عَدَاوَتُهُ وَاَللَّهِ مَا بَقِيتُ.}([2]).
وبعد حين ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حصن يهود.{ثُمّ خَلَا بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ فَتَنَاجَوْا، فَقَالَ حُيَيّ بْنُ أَخْطَبَ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، قَدْ جَاءَكُمْ مُحَمّدٌ فِي نَفِيرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لَا يَبْلُغُونَ عَشْرَةً- وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيّ، وَالزّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ- فَاطْرَحُوا عَلَيْهِ حِجَارَةً مِنْ فَوْقِ هَذَا الْبَيْتِ الّذِي هُوَ تَحْتَهُ فَاقْتُلُوهُ، فَلَنْ تَجِدُوهُ أَخْلَى مِنْهُ السّاعَةَ! فَإِنّهُ إنْ قُتِلَ تَفَرّقَ أَصْحَابُهُ، فَلَحِقَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ بِحَرَمِهِمْ، وَبَقِيَ مَنْ هَاهُنَا مِنْ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ حُلَفَاؤُكُمْ، فَمَا كُنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصْنَعُوا يَوْمًا مِنْ الدّهْرِ فَمِنْ الْآنَ! فَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَحّاشٍ: أَنَا أَظْهَرُ عَلَى الْبَيْتِ فَأَطْرَحُ عَلَيْهِ صَخْرَةً. قَالَ سَلّامُ بْنُ مِشْكَمٍ: يَا قَوْمِ، أَطِيعُونِي هَذِهِ الْمَرّةَ وَخَالِفُونِي الدّهْرَ! وَاَللهِ إنْ فَعَلْتُمْ لَيُخْبَرَنّ بِأَنّا قَدْ غَدَرْنَا بِهِ، وَإِنّ هَذَا نَقْضُ الْعَهْدِ الّذِي بَيْنَنَا وبينه، فلا تفعلوا! ألا فو الله لَوْ فَعَلْتُمْ الّذِي تُرِيدُونَ لَيَقُومَنّ بِهَذَا الدّينِ مِنْهُمْ قَائِمٌ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَسْتَأْصِلُ الْيَهُودَ وَيُظْهِرُ دِينَهُ! وَقَدْ هَيّأَ الصّخْرَةَ لِيُرْسِلَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَحْدُرَهَا، فَلَمّا أَشْرَفَ بِهَا جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرُ مِنْ السّمَاءِ بِمَا هَمّوا بِهِ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيعًا كَأَنّهُ يُرِيدُ حَاجَةً، وَتَوَجّهَ إلَى الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ أَصْحَابُهُ يَتَحَدّثُونَ وَهُمْ يَظُنّونَ أَنّهُ قَامَ يَقْضِي حَاجَةً، فَلَمّا يَئِسُوا مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا مُقَامُنَا هَا هُنَا بِشَيْءٍ، لَقَدْ وَجّهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَمْرٍ. فَقَامُوا، فَقَالَ حُيَيّ: عَجّلَ أَبُو الْقَاسِمِ! قَدْ كُنّا نُرِيدُ أَنْ نَقْضِيَ حَاجَتَهُ وَنُغَدّيَهُ. وَنَدِمَتْ الْيَهُودُ عَلَى مَا صَنَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ كِنَانَةُ بْنُ صُوَيْرَاءَ: هَلْ تَدْرُونَ لِمَ قَامَ مُحَمّدٌ؟ قَالُوا: لَا وَاَللهِ، مَا نَدْرِي وَمَا تَدْرِي أَنْتَ! قَالَ: بَلَى وَالتّوْرَاةِ، إنّي لَأَدْرِي، قَدْ أُخْبِرَ مُحَمّدٌ مَا هَمَمْتُمْ بِهِ مِنْ الْغَدْرِ، فَلَا تَخْدَعُوا أَنَفْسَكُمْ، وَاَللهِ إنّهُ لَرَسُولُ اللهِ، وَمَا قَامَ إلّا أَنّهُ أُخْبِرَ بِمَا هَمَمْتُمْ بِهِ. وَإِنّهُ لَآخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، كُنْتُمْ تَطْمَعُونَ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَنِي هَارُونَ فَجَعَلَهُ اللهُ حَيْثُ شَاءَ. وَإِنّ كُتُبَنَا وَاَلّذِي دَرَسْنَا فِي التّوْرَاةِ التي لم تغير وَلَمْ تُبَدّلْ أَنّ مَوْلِدَهُ بِمَكّةَ وَدَارَ هِجْرَتِهِ يَثْرِبُ، وَصِفَتُهُ بِعَيْنِهَا مَا تُخَالِفُ حَرْفًا مِمّا فِي كِتَابِنَا، وَمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ أَوْلَى مِنْ مُحَارَبَتِهِ إيّاكُمْ، وَلَكَأَنّي أَنْظُرُ إلَيْكُمْ ظَاعِنِينَ، يَتَضَاغَى صبيانكم، قد تركتم دوركم خلوفا}([3]).
لقد كان السبب الرئيس في كراهية اليهود للمسيح - عليه السلام - أنه صدع بالحقيقة بين ظهرانيهم، فأعلمهم أن ملكوت الله واصطفاءه سينزع منهم، ويعطى لأمة أخرى، وإذا أردنا إثبات ذلك؛ فإننا نعود إلى أول محاولة آثمة راموا منها قتله، وذلك حين حدثهم عن انصراف النبي إيليّا عن أرامل بني إسرائيل إلى أرملة صيداوية، وأن النبي أليشع طهر نعمان السرياني دون سائر البرص الذين كانوا في بني إسرائيل (انظر لوقا 4/ 25 - 27)،
فنقل الله تبارك وتعالى النبوة والاصطفاء إلى فرع إسماعيل عليه السلام، فكان محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنذ ذلك الحين والشرق والغرب يحسدوننا على هذا، كما قال تعالى: {حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة:109].
وذكر الله تبارك وتعالى هذه العداوة وهذا الحسد، وحذَّرنا منه في آيٍ كثيرة، منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة:1]، إلى آخر الآيات.
فالآيات كثيرة جدًا، وكلها تدل على أن الكفار ينقمون على هذه الأمة ويحقدون عليها.
والمراقب للواقع يعلم أن كل الكفار بأنواعهم وأشكالهم معادون للإسلام وتجمعهم هذه العداوة لذا جاءت الآية الكريمة بلفظ العموم {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا } [النساء: 101] فشملت كل الكافرين، فعداوتهم ليست عرقية وليست اقتصادية أو سياسية وما إلى ذلك بل دينية يعادون كل مسلم وهذه طبيعة النجس أن يعادي الطهارة.
كل العداوة قد ترجى مودتها ... إلا عداوة من عاداك في الدين
فهي ليست عداوة عرضية تزول مع الزمن بل هِيَ أصيلة مَا دَامَ على الأَرْض كفر وكفار.
ولن تنتهي إلا بانتهاء أحد الفريقين هكذا ينظرون لنا وهكذا يجب أن ننظر لهم ومن يفكر في إمكانية التعايش مع الكفار وهم على الكفر لن يتحقق أمله إلا إذا ارتد والتحق بالكافرين أعاذنا الله من ذلك.
وَقد بيّن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتِحَالَة هَذَا اللِّقَاء والتعايش واستحالة الْمُصَالحَة بَين الْمُؤمنِينَ والكافرين بقوله:
كما روى جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ المُشْرِكِينَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِمَ؟ قَالَ: «لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا»([4]).
بعد هذا كله لا يقَرِّب الكفار أو يزعم أنهم ليسوا أعداءً أو يمكن أن يساعدوا المسلمين أو يكونوا لهم مددًا وظهيرًا إلا من سفه نفسه قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } [الممتحنة: 4]  وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: 130] فمن يأمل خيرًا من الكافرين يدخل نفسه في زمرة السفهاء أو المجانين حيث يقول تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118] فمن خالف أمر الله فهو غير عاقل، أو كافر جاحد عن عمد وإصرار.
{ولَا يُمكن أَن يتعايش الْمُؤْمِنُونَ الْمُسلمُونَ مَعَ الْكَافرين أيًا كَانَ دينهم إِلَّا إِذا أمكن أَن يعِيش الْإِيمَان إِلَى جَانب الْكفْر فِي قلب رجل وَاحِد، وَهَذَا مُسْتَحِيل، نعم مُسْتَحِيل لِأَن المعركة قَائِمَة مُنْذُ بَدْء الْحَيَاة البشرية إِلَى مَا يَشَاء الله تَعَالَى بَين الْإِيمَان وَالْكفْر، وَبَين الْإِسْلَام والجاهلية بَين الْهدى والضلال بَين الْحق وَالْبَاطِل، بَين التَّوْحِيد والشرك.. وَمن ثمَّ فالمعركة قَائِمَة ومستمرة بَين الْمُؤمنِينَ الْمُسلمين أَتبَاع الْحق وَالْهدى، أهل التَّوْحِيد وَبَين الْكَافرين أَتبَاع الْبَاطِل والضلال أهل الشّرك والوثنيات وحزب الشيطان وجنود إبليس.
أما سَبَب هَذِه المعركة الطَّوِيلَة الأمد وسرها فَهُوَ الْخلاف الْأَصِيل والمناقضة التَّامَّة بَين الْإِسْلَام وطبيعته وَمَا يهدف إِلَيْهِ فِي حَيَاة الْبشر، وَبَين الْكفْر وطبيعته وَمَا يهدف إِلَيْهِ فِي حَيَاة الْبشر..
الْإِسْلَام بِمَا فِي طَبِيعَته من حق يُرِيد تَحْرِير النَّاس من الْعُبُودِيَّة لغير الله تبَارك وَتَعَالَى أيًا كَانَ شكل هَذِه الْعُبُودِيَّة وصورتُها، وَيُرِيد إخلاصها لله تَعَالَى وَحده، فَلَا يعبد غير الله  تَعَالَى مَعَه أَو دونه.
أما الْكفْر فبمَا فِي طَبِيعَته من بغي (ممثلًا بإبليس عَلَيْهِ لعنة الله وجنده وأوليائه) فيريد فتْنَة النَّاس عَن دين الله تبَارك وَتَعَالَى وتعبيدهم لغير الله سُبْحَانَهُ.
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (الْأَعْرَاف 16 - 17) .}([5]).
وَلَكِن والْكفْر بِمَا فِي طَبِيعَته من حقد وضغينة وعداءٍ للحق وتغيُّظٍ على أهله, ومن نجسٍ وانحرافٍ وفجورٍ ورجسٍ: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (بَرَاءَة 28) يتعاون فيما بين فصائله على حرب الإسلام ليشكلوا جميعًا حزب الشيطان وعلى مر التاريخ.
إِن الذي يدرس تاريخ الحروب الصليبية وغزو التتار لبلاد المسلمين يعلم السفارات التي كانت تتبادل بين دول المعسكر الصليبي وإماراته ورؤوسه وبين التتار في بلادهم قبل بدئهم بغزو العالم الإسلامي، ولما جاءوا إِلى بلاد الإسلام انضم إليهم غير المسلمين من الطوائف الأخرى في بغداد وبلاد الشام وغيرهما وتعاونوا معهم، بل إِن النصارى هللوا واستبشروا بقدوم التتار الوثنيين واعتبروا غزوهم لبلاد المسلمين حملة صليبية جديدة جاءت من الشرق بدلا من أَن تأتي من الغرب، والشيعة الكفرة والنصيريون شايعوا التتار في قتل المسلمين وقد رأينا كيف أَنه لم ينج من مذبحتهم الرهيبة فِي بغداد إِلَّا هؤلاءِ الذين تعاونوا معهم من الطوائف غير المسلمة، ومنحهم الغزاة قصور المسلمين وأمرائهم الذين ذبحوا منهم من ذبحوا، وفر منهم من استطاع الفرار، واختفى الباقون فِي الأقنية والسراديب، فلما خرجوا لقوا حتفهم بسبب المرض الذي فتك بهم.
أما تعاون القوى الكافرة والمعسكرات الجاهلية فيما بينها اليوم ضد الإسلام والمسلمين وقضاياهم فهي أوضح من أَن تحتاج إلى بيان فِي فلسطين وباكستان والفلبين والحبشة وإندونيسيا بل في إفريقيا كلها وفي كل قضية يكون المسلمون طرفا فيها.
والآن في بلاد الشام المثال الصارخ تتعاون أمريكا, والاتحاد الأوربي, وروسيا, وإيران, وأحزاب الشيعة وميليشياتها, والصين, والهند, وأنظمة الردة وعلى رأسهم مصر والجزائر بل وتونس, والعلمانيون, والشيوعيون, ونصارى البلاد, والصوفيون, والمنافقون من أهل الشام, بل وبعض الحركات التي تضع مكياجًا إسلاميًا ممن دخل في الائتلاف الذي صنعته أمريكا لينفذ أجندتها.
وَإِن إدراكنا لسر الصراع الأزلي بَين جنود الله وجنود إبليس, بين حزب الرحمن وحزب الشطان, بين أولياء الله وأولياء الطاغوت, يمكِّننا من إِدْرَاك عدَّة أُمُور هَامة جدا فِي حياتنا الْيَوْم، يجب أَن تبحث وتفصل حَتَّى يعرفهَا شبابنا وأبناؤنا ليكونوا على بَصِيرَة بدينهم وواقع عصرهم:
* إن هذا العصر هو عصر فتن أقبلت يأخذ بعضها بأيد بعض فما تنكشف فتنة حتى تأتي أختها الأكبر! {عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا}([6]).
لذا يمكن أن تسمع ممن تظنه على خير طامات يضل بها الناس قال الإمام أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد
[وفي عصرنا هذا، كنا نسمع عن أناس كبار ينسبون إلى العلم، ممن لم ندرك أن نسمع منهم، أنهم يذهبون إلى جواز التصوير كله، بما فيه التماثيل الملعونة، تقربًا إلى السادة الذين يريدون أن يقيموا التماثيل تذكارًا لآبائهم المفسدين، وأنصارهم العتاة أو المنافقين، ثم تقربًا إلى العقائد الوثنية الأوربية، التي ضربت على مصر وعلى بلاد الإسلام من أعداء الإِسلام الغاصبين. وتبعهم في ذلك المقلدون والدهماء، أتباع كل ناعق. حتى امتلأت بلاد المسلمين بمظاهر الوثنية السافرة، من الأوثان والأنصاب، ومن تعظيمها وتبجيلها، بوضع الأزهار والرياحين عليها، وبالتقدم بين يديها بمظاهر الوثنية الكاملة، حتى بوضع النيران أحيانًا عندها. وكان من حجة أولئك الذين شرعوا لهم هذا المنكر أول الأمر، الذين أجازوا نصب التماثيل بالفتاوى الكاذبة المضللة: أن تأوّلوا النصوص بربطها بعلة لم يذكرها الشارع ولم يجعلها مناط التحريم.... وكنا نعجب لهم من هذا التفكير العقيم، والاجتهاد الملتوي!. ]([7]).
وفي مثل هذه الأحوال يبحث الرعاع عن أي قول يتماشى مع أهوائهم ويقولون قال العالم الفلاني بل أحيانًا يعرفون أن هذا باطل ويقولون نضعها في عنق الشيخ الفلاني الذي أفتى لنا وكأنهم برآء من المسؤولية.
فعلى كل مسلم في هذه الأحوال أن يرجع إلى القرآن والسنة ويسأل العلماء الثقاة وخاصة منهم المجاهدين, وأما الموظفين عند الطواغيت فهم كما أسلفنا جزء من النظام الطاغوتي ولا يكون المسلم تبعًا لكل ناعق [َقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ وَهُوَ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يُسْتَغْنَى عَنِ الْإِسْنَادِ لِشُهْرَتِهِ عِنْدَهُمْ: " يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ، إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا لِلْخَيْرِ، وَالنَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيُّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رِعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَا هُنَا لَعِلْمًا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ، لَوْ أَصَبْتَ لَهُ حَمَلَةً، بَلَى لَقَدْ أَصَبْتَ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ يَسْتَعْمِلُ الدُّنْيَا لِلدِّينِ وَيَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى كِتَابِهِ وَبِنِعَمِهِ عَلَى مَعَاصِيهِ أُفٍّ لِحَامِلِ حَقٍّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ، لَا يَدْرِي أَيْنَ الْحَقُّ؟ إِنْ قَالَ أَخْطَأَ وَإِنْ أَخْطَأَ لَمْ يَدْرِ مَشْغُوفٌ بِمَا لَا يَدْرِي حَقِيقَتَهُ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ فُتِنَ بِهِ وَإِنَّ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَنْ عَرَّفَهُ اللَّهُ دِينَهُ وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ لَا يَعْرِفَ دِينَهُ "]([8]).
وفي حياتنا المعاصرة كثير ممن لقبوا بالعلماء أخطر على الأمة من الشياطين يشرعون لها طريق الضلال وليس القرضاوي وسيد طنطاوي والعبيكان وعلي جمعة والبوطي وحسون وما شاكلهم عنا ببعيد.
* وَمن خلال القرآن والسنة وأزلية الصراع يمكننا فهم طبيعة الْجِهَاد فِي سَبِيل الله - تَعَالَى - وبواعث الْمُجَاهدين وفهم أَسبَاب الحروب الطَّوِيلَة الَّتِي شنتها المعسكرات الْجَاهِلِيَّة على الْمُسلمين فِي كل مَكَان سيما في عصرنا من الصين إلى الهند إلى بورما إلى الفلبين إلى التاميل إلى إيران إلى روسيا إلى يهود إلى فرنسا إلى أسبانيا وبريطانيا أم الخبائث وأوربا جمعاء إلى أمريكا إلى الوثنيين في أفريقيا, إلى الدول الاسكندنافية إلى البلاد الإسلامية المسلط عليها أنظمة الردة من عبيد الكفار بل الحرب حيث وجد الإسلام فالحرب معلنة عليه, وحيثما كانت الحرب فهي حروب إبادة واستئصال.
لذا يكون من الحمق والضلال اتخاذ الكافرين بطانة من خلال قبول مساعداتهم التي يتوسلون بها لتدميرنا وتدمير جهادنا في كل مكان، وما من مكان ارتكب فيه المسلمون ضلالة الاستعانة بالكفار أو بجمعياتهم التي يسمونها إغاثية أو إنسانية إلا وحصدوا ذلك علقمًا وسنعرض لهذا الأمر في مبحث مستقل. ‍
* ومن هنا نعلم أن الحكام المرتدون في سائر بلاد الإسلام هم طليعة حقد الكفار ورأس حربتهم, وهذا ما يفسر لنا عمليات القتل الجماعي والسحق الوحشي لشباب الْمُسلمين والفتك بعلمائهم وقادة فكرهم على أَيدي الأنظمة الْجَاهِلِيَّة المرتدة ومطاردتهم وتشريدهم والاستئصال الفكري للمسلمين على أيدي هذه الأنظمة الردِّية فكيف يستسيغ عاقل الاستنصار بأنظمة الردة؛ أمن أجل أن يطَّلعوا على عوراتنا ليرمونا في مقتل؟!! أم من أجل إشاعة الفساد والفتن بيننا؟!! أم لزرع الشقاق من خلال نصائحهم المرافقة لخبيث أموالهم، أم هو الضلال المستبين عن منهج رب العالمين.
* ومن خلال البيان القرآني, واستقراء التاريخ؛ يمكننا إدراك حقيقة العلاقة بيننا وبين الكفار أجمعين؛ وهي الحرب الشرسة, والذي يتولى قيادتهم الآن هو التحالف الصهيوني البروتستانتي, بزعامة الماسونية العالمية, وتقود معها جميع أنواع الكفر وطليعتهم من الحكام المرتدين, وإزاء هذه الحقائق وهذا الواقع لا بد لنا من إعادة ترتيب أوراقنا وعلى رأسها الالتجاء إلى أعظم قوة، القوة المطلقة وهو الله جل جلاله، هذه القوة اللامتناهية في العظمة والقدرة؛ يغفل عنها الكثير في زحام الحوادث ولكنها هي الركن الشديد الذي يعصم من التجأ إليه حقيقة وانتصر به حقيقة. قال الله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51] وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 171 - 173] وما لم نلتجئ إلى الله فالنصر بعيد المنال.
لقد خالطت كراهية الإسلام والحقد عليه دماء الكافرين، وتكوّن منها تفكيرهم وخلايا أدمغتهم، والتاريخ مليء بالأمثلة على عمق وتجذر هذه الكراهية والحقد، وعلى عمق وتجذر السذاجة والغفلة عند المسلمين خاصة في العصور الأخيرة, حيث اعترى الضعف أوصال الأمة؛ فبدأ المنهزمون والمتميعون يبحثون عن شبه يبرروا بها صداقتهم للكافرين, والاستعانة بهم, ويسيرون على سنة حزب عبد الله بن أبي حيث وصفهم الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 52 - 54] ولم يعلموا أن الكافرين في كل مرة يستخدمون من هم على هذه الشاكلة لقضاء حاجاتهم, ثم يرمونهم حيث ترمى المناديل القذرة.




[1] - السنن الكبرى للنسائي (8/ 218) 9024
[2] - سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 518)
[3] - مغازي الواقدي (1/ 364)
[4] - سنن الترمذي ت شاكر (4/ 155) 1604 [حكم الألباني] : صحيح
[5] -  علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية (ص: 89)
[6] - صحيح مسلم (1/ 110) 186 - (118)
[7] - مسند أحمد ت شاكر (7/ 18)
[8] - جامع بيان العلم وفضله (2/ 984)

الجمعة، 19 فبراير 2016

مقدمات حول الاستعانة بالكافرين المقدمة الثالثة

مقدمات حول الاستعانة بالكافرين المقدمة الثالثة
رضوان محمود نموس ( أبو فراس)
قبل الخوض في حكم المستعينين بالمشركين لا بد من مقدمات تساعد على بسط الموضوع.
إن التعامل مع أي قضية سياسية كانت أو عسكرية أو اقتصادية أو اجتماعية يجب أن يسبقها ما يسمى (تقدير الموقف), والمقصود به دراسة حال أطراف هذه القضية, ودورهم بها وموقفهم من جزئياتها, وكل ما له تأثير بالموضوع المراد دراسته واتخاذ القرار فيه, ويجب أن تشمل الدراسة العمق البعيد والإستراتيجي لهذه الأطراف, وقبل هذا وبعده حكم الشرع في هذه القضية أو الموضوع المراد أخذ القرار به أو الحكم بأمثاله.
ولقد قعد شيخ الإسلام ابن تيمية قواعد لفتاوى النوازل شبيهة جداً بقضية تقدير الموقف
فلما سئل رحمه الله عن قتال التتار وقبل الإجابة أصل لطريقة الفتوى
في الحالات العامة وقضايا النوازل
[فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَعَمْ يَجِبُ قِتَالُ هَؤُلَاءِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ؛ وَاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا الْمَعْرِفَةُ بِحَالِهِمْ. وَالثَّانِي مَعْرِفَةُ حُكْمِ اللَّهِ فِي مَثَلِهِمْ.]([1]).
وبما أن الموضوع هو حكم الكفار والاستعانة بهم فلا بد من معرفتهم معرفة صحيحة.
فسنبدأ بإذن الله في عرض حال الكافرين
أوصاف الكافرين
قال الله تعالى في الكافرين أوصافًا  كثيرة, ووصف واحد من هذه الأوصاف  كافٍ للابتعاد عنهم ومباينتهم والتحرز منهم, قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } [التوبة: 28] وقال في وصفهم : {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [التوبة: 95] قال عنهم إنهم رجس ووصف الميتة ولحم الخنزير أنه رجس قال الله تعالى: {مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} [الأنعام: 145] إن هذا وحده كاف لمن كان له قلب أو ألق السمع وهو شهيد؛ أن يبتعد ويتجافى ويأنف من مخالطة من كانت هذه صفته فكيف بأخذ أوساخ هذا الرجس والنجس. وكيف لو علم كل صفات الكافرين التي سنعرض لبعضها علها تكون ذكرى للناسي وتنبيه للغافل
قال الله تعالى:  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(6)خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(7) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ(8)يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(9)فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(10)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ(13)وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ(14)اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ(15)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ(16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ(17)صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ(18) البقرة
وسنذكر بعض أوصافهم كما ذكرها الله تعالى.
1- من أوصافهم أنهم أعداء لله وأعداء المسلمين.
قال الله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]
وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [الممتحنة: 1]
وقال الله تعالى: إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا(101) النساء
وقال الله تعالى عن الشيطان: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } [البقرة: 168]
فهم والشيطان سواء في عداوة الله وعداوة المؤمنين
2- ومن أوصافهم أنهم ملعونون.
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا } [الأحزاب: 64]
وقال الله تعالى: {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [البقرة: 89]
وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [البقرة: 161]
وقال الله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} [الأحزاب: 61]
وقال الله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ } [البقرة: 88]
وقال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 52]
وقال الله تعالى: وقال الله تعالى عن الشيطان {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ *وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [ص: 77، 78]
وقال الله تعالى: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ } [النساء: 117، 118]
فهم والشيطان في اللعن سواء بل لعنوا أكثر مما لعن الشيطان.
3- ومن أوصافهم أ نهم حزب الشيطان وأتباعه
قال الله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 19]
وقال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 60]
وقال الله تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: 120]
وقال الله تعالى: {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأنعام: 43]
وقال الله تعالى: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ } [النمل: 24]
وقال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]
فهم والشيطان في حزب واحد ويزخرفون لبعضهم ويحسنون الباطل لبعضهم وبالتالي فلهم حكم واحد
4- ومن أوصافهم أنهم جنود إبليس ويقاتلون في سبيل الشيطان.
قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } [النساء: 76]
{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } [الشعراء: 91 - 95]
5- ومن أوصافهم أنهم أولياء للشياطين
قال الله تعالى: {فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: 63]
وقال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]
وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 27]
وقال الله تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأعراف: 30]
والذين يوالون بعضهم فحكمهم واحد فهم والشيطان سواء
6- ومن أوصافهم أنهم يؤمنون بالجبت والطاغوت
قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ } [النساء: 51]
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 257]
وقال الله تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 60]
ومن يؤمن بشيء ويتبعه فحكمه كحكمه سواء
7- ومن صفاتهم أن قلوبهم اجتمع فيها عدة أمراض فتاكة تحيل صاحب هذا القلب إلى شيطان مريد ومن هذه الأمراض .
أ- الختم عليها قال الله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [البقرة: 7]
ب- قلوبهم مريضة: قال الله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: 10]
وقال الله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } [البقرة: 10]
ت- قسوة القلب قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 13]
{ وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43]
ث- قلوبهم نجسة غير طاهرة: قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة: 41]
ج- قلوبهم لاهية قال الله تعالى: { لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } [الأنبياء: 3]
ح- على قلوبهم أكنة قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الأنعام: 25] {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف: 57]
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } [الإسراء: 46]
خ- طبع على قلوبهم قال الله تعالى: {وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف: 100]
وقال الله تعالى: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 87]
د- قلوبهم مرتابة قال الله تعالى: {وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة: 45]
ذ- قلوبهم مستهزئة قال الله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} [التوبة: 64]
ر-قلوبهم منافقة قال الله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة: 77]
ز- قلوبهم نجسة فيها رجس قال الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 125]
س- قلوبهم مصروفة عن الحق قال الله تعالى: {صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ } [التوبة: 127]
ش- قلوبهم منكرة قال الله تعالى: {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} [النحل: 22]
ص- في قلوبهم ضغينة قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ } [محمد: 29]
ض- قلوبهم مكان الفتنة قال الله تعالى: { لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [الحج: 53]
ط- قلوبهم زائغة قال الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [الصف: 5]
ظ- على قلوبهم ران قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]
وعَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ....، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ "([2]).
وقلوب الكفار كما وصفها الله تعالى ليست غير صالحة فقط بل هي وكر لكل رذيلة وفساد وسوء بل هي قلوب الشياطين وهم والشيطان سواء عن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: قال رَسُولَ اللهِ، صلى الله عليه وسلم  ....وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ»،([3]).
8- ومن صفاتهم أن ختم الله على سمعهم وأبصارهم
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 6، 7]
وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ } [الأحقاف: 26]
وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]
9- ومن صفاتهم أنهم شر الدواب وأضل من الأنعام
قال الله تعالى: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنفال: 55]
وقال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } [الأنفال: 22]
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]
وقال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } [الأنفال: 22]
10- ومن أوصافهم أنهم لا يعقلون
قال الله تعالى:{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171]
وقال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ } [المائدة: 58]
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ } [الحشر: 14]
11- ومن أوصافهم أنهم صم وبكم وعمي عن الحق.
قال الله تعالى: { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 18]
وقال الله تعالى: { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } [البقرة: 171]
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} [فصلت: 44]
12- ومن أوصافهم أنهم أموات لعدم انتفاعهم بنعمة السمع والبصر والعقل والقلب
قال الله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل: 21]
وقال الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } [فاطر: 22]
13- ومن أوصافهم أنهم يحرفون كلام الله
قال الله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: 46]
وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } [المائدة: 13]
وقال الله تعالى: { يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15]
14- ومن أوصافهم أنهم مجرمون
قال الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ } [الجاثية: 31]
وقال الله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ } [المرسلات: 46]
وقال الله تعالى: {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ } [هود: 116]
15- ومن أوصافهم أنهم متكبرون
قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [الصافات: 35]
وقال الله تعالى {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ} [غافر: 35]
وقال الله تعالى {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } [الأحقاف: 20]
16- ومن أوصافهم أنهم كاذبون.
قال الله تعالى: { بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ} [الانشقاق: 22]
وقال الله تعالى {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [التوبة: 107]
17- ومن أوصافهم أنهم مخادعون
قال الله تعالى: { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 9]
وقال الله تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [النساء: 142]
18- ومن أوصافهم أنهم مفسدون.
قال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ } [البقرة: 11،12]
وقال الله تعالى {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ } [النحل: 88]
19- ومن أوصافهم أنهم فاسقون.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [البقرة: 99]
وقال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]
وقال الله تعالى {وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]
20- ومن أوصافهم أنهم سفهاء.
قال الله تعالى: { أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ } [البقرة: 13]
وقال الله تعالى {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا } [البقرة: 142]
21- ومن أوصافهم أنهم مغضوب عليهم.
قال الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وقال الله تعالى {وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [الشورى: 16]
وقال الله تعالى {غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المجادلة: 14]
22- ومن أوصافهم أنهم ضالون.
قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 167]
وقال الله تعالى {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 77]
وقال الله تعالى {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } [آل عمران: 69]
23- ومن أوصافهم أنهم ظالمون.
قال الله تعالى: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [آل عمران: 117]
وقال الله تعالى { فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 9]
وقال الله تعالى {قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [الأنبياء: 14]
24- ومن أوصافهم أنهم مستهزئون.
قال الله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} [المائدة: 58]
وقال الله تعالى {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا} [الكهف: 56]
وقال الله تعالى {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [الأنعام: 5]
25- ومن أوصافهم أنهم يكرهون ويحاربون الحق والنور.
قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة: 32]
وقال الله تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257]
وقال الله تعالى {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [آل عمران: 71]
26- ومن أوصافهم أنهم غافلون.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ}(179) الأعراف
وقال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ(7) يس
وقال الله تعالى {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}(7) الروم
27- ومن أوصافهم أنهم مسرفون.
قال الله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}(19) يس
وقال الله تعالى {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}(43) غافر
28- ومن أوصافهم أنهم خاسرون.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ}(121) البقرة
وقال الله تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [الزمر: 63]
وقال الله تعالى {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [البقرة: 121]
29- ومن أوصافهم أنهم مفترون.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}(48) النساء
وقال الله تعالى {انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}(50) النساء
وقال الله تعالى {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل: 105]
30 - ومن أوصافهم أنهم يعرضون عن أمر الله.
قال الله تعالى: {وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ}(81) الحجر
وقال الله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا}(57) الكهف
وقال الله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}(22) السجدة
31- ومن أوصافهم أنهم أتباع الهوى.
قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}(23) الجاثية
وقال الله تعالى {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(50) القصص
وقال الله تعالى {بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}(29) الروم
32- ومن أوصافهم أنهم يتبعون الظن.
قال الله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}(66) يونس
وقال الله تعالى {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى } [النجم: 23]
وقال الله تعالى {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم: 28]
33- ومن أوصافهم أنهم ضلوا السبيل.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}(108) البقرة
وقال الله تعالى {فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}(12) المائدة
وقال الله تعالى {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}(146) الأعراف
34- ومن أوصافهم أنهم مفتونون.
قال الله تعالى: {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}(14) الحديد
وقال الله تعالى {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ } [التوبة: 48]
وقال الله تعالى {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49]
35- ومن أوصافهم أنهم في شقاق ويشاقون الحق.
قال الله تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(137) البقرة
وقال الله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال: 13]
وقال الله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(4) الحشر
36- ومن أوصافهم أنهم يصدون عن سبيل الله.
قال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} [النساء: 61]
وقال الله تعالى {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } [هود: 19]
وقال الله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ } [المنافقون: 5]
37- ومن أوصافهم أنهم يبغونها عوجا.
قال الله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [آل عمران: 99]  وقال الله تعالى {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ } [الأعراف: 45]
وقال تعالى {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [إبراهيم: 3]
38- ومن أوصافهم أنهم يحسدون المسلمين.
قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: 109]
{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا وقال الله تعالى (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 52 - 54]
39- ومن أوصافهم أنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
قال الله تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} [التوبة: 67]
وقال الله تعالى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 78، 79]
40- ومن أوصافهم أنهم نسوا الله.
قال الله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67]
{نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19]
وقال الله تعالى {وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا } [الفرقان: 18]
وقال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [الأعراف: 50، 51]
41- ومن أوصافهم أنهم يجادلون بالباطل.
قال الله تعالى: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا}(56) الكهف
وقال الله تعالى {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ}(4) غافر
وقال الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ } [الحج: 3]
42- ومن أوصافهم أنهم عليهم الخزي.
قال الله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ}(2) التوبة
وقال الله تعالى {قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ } [النحل: 27]
وقال الله تعالى {فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [الزمر: 26]
43- ومن أوصافهم أنهم ضربت عليهم الذلة.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } [المجادلة: 20]
وقال الله تعالى {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ } [البقرة: 61]
وقال الله تعالى {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران: 112]
44- ومن أوصافهم أنهم ينفقون أموالهم بالباطل.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36]
وقال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [آل عمران: 116، 117]
45- ومن أوصافهم أن أمرهم فرطا.
قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}(28) الكهف
46- ومن أوصافهم أنهم يتبعون الشهوات.
قال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } [مريم: 59]
وقال الله تعالى {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27]
وقال الله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 28]
47- ومن أوصافهم أنهم يتغيظون ويحقدون على المسلمين.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [آل عمران 118- 120]
وقال الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (105)  البقرة
48- ومن أوصافهم أنهم يصرون على الكفر والباطل.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6]
وقال الله تعالى {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ* إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً} [الشعراء: 136- 139]
وقال الله تعالى {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } [ص: 6]
49- ومن أوصافهم أن أعمالهم محبطة.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 217]
وقال الله تعالى { أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [آل عمران: 22]
 50- ومن أوصافهم أنهم لا يفلحون.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [المؤمنون: 117]
وقال الله تعالى { قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [يونس: 69]
وقال الله تعالى {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [القصص: 82]
هذه بعض صفات الكافرين والمشركين, ولهم صفات أخرى مشابه في الضلال, مثل قوله تعالى {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} فهم ممحوقون [آل عمران: 141] وقوله سبحانه {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [لقمان: 32] وغير ذلك, ولو أن بهم صفة واحدة مما وصفهم الله به؛ لاقتضى من المسلمين أن يتباعدوا عنهم ويجافونهم, ولا يكون لقاء بينهم إلا لقاء الحرب {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ } [محمد: 4] فكيف تطاوع نفوس أناس يقولون عن أنفسهم أنهم من المسلمين كيف تطاوعهم نفوسهم على اللقاء بهم؟. والاجتماع معهم وبرعايتهم وأمرهم؟. ثم يأخذون وسخهم ودنسهم, ويزعمون أنهم يأخذوا هذه القازورات ليجاهدوا بها { إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}.
بل كيف يتحالفون معهم ويوالونهم ويصرحون بأنهم سيقاتلون معهم وهذا أعلى درجات الولاء قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 51 - 54]
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه



[1] - مجموع الفتاوى (28/ 510)
[2] - متفق عليه صحيح البخاري (1/ 20) 52 وصحيح مسلم (3/ 1219) 107 - (1599)
[3] - صحيح مسلم (3/ 1476) 52 - (1847)

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.