التعليقات
التوضيحية على الباكورة السليمانية
في
كشف أسرار الديانة النصيرية (11)
رضوان محمود نموس
قداس التمام واسمه: قداس
الإشارة وهو هذا:
الحمد لله على التمام، علي نور الأنام، علي رب العزة،
علي فالق الحبة، علي باري النسمة، علي ينبوع الحكمة، علي مفتاح الرحمة، علي سراج
الظلمة، علي جبار الجبابرة، علي مبيد الأكاسرة، علي صاحب القباب الفاخرة، علي إمام
المحراب، علي قالع الباب، علي مفرج الكربات، علي صاحب المعجزات، علي داحي الأرض،
علي حبه فرض، علي نزهة الشيب، علي عالم الغيب، علي مالك الدنيا، علي صاحب الآخرة
والأولى، علي شق الصخر، علي نور الفجر، علي نهر الخمر، علي أبو الحسن، علي نهر
اللبن، علي معلل العلل، علي مفني حركات الدول، علي نهر العسل، علي نهر الماء، علي
رافع السماء، علي بديع الزمان، علي رفيع الشان، علي كثير العجايب، علي رب المشارق
والمغارب، علي حيدرة الأصلع، علي البطين الأنزع، علي صاحب النون، علي السر
المكنون، علي شجرة الزيتون، علي عالم ما في الصدور، علي البحر المسجور، علي صاحب
القدرة، علي شق الصخرة، علي سورة البقرة، علي فارس الفوارس، علي محي العظام
الدوارس، علي منزِّل الكتاب، علي مفرِّق السحاب، علي رد الشمس، علي قابض على كل
نفس، علي العزيز الجبار، علي قادر قهار، علي ضارب بذي الفقار، علي حيدرة الكرار،
علي جبار الأرض، علي صاحب النوافل والفرض، علي أحد فرد، علي هابيل، علي شيت، علي
يوسف، علي يوشع، علي أساف، علي شمعون الصفي، وإلى هذا المعنى نسبح، ونقدس، ونهلل، ونكبر،
ونمجد، ونعظم، إلى ما أشارت إليه الأولين، ودلت على قدم معنويته الانبيآءِ
والمرسلين، ونشير إلى ما أشار اليه شيخنا وسيدنا الحسين بن حمدان الخصيبي، ونشير إلى
ما أشار إليه جده محمد ابن نصير العبدي البكري النميري، ونشير إلى ما أشار إليه
سلمان الباب، ودل على معنويته السيد محمد الحجاب، في السبعة الأقباب، من هابيل
الرضى، الى حيدرة ابو تراب، اعلموا يا إخواني أن إلهكم معنى المعاني، القديم الأحد،
الفرد الصمداني، بولايته نرتفع إلى جنان الرضا، وزيادة الأنوار، اعلموا أن هذه
صلاتنا وحجنا وزكاتنا، وإشارتنا وعبادتنا، في سر سرنا، وخالص يقيننا، إلى علي بن أبي
طالب، الأنزع البطين، الذي لا يتجزَّا ولا يتبعَّض، ولا ينثني في قسم، ولا يدخل في
عدد، ولا يحول، ولا يزول، ولا تغيره الأزمنة والدهور، المكنى بحيدرة أبي تراب،
الذي له ولعظم جلال هيبته وكبريا سنى برق لاهوته، تخضعت له الرقاب، وذلت له الأمور
الشداد الصعاب.
ثم يرفعون أيديهم على صدورهم، ويتلون سورة الإشارة،
وهي السورة الثامنة فكل طايفة ترفع يدها بحسب مذهبها، كما أوضحنا ذلك في تفسير
السورة المذكورة، وبعدما يفرغون منها، يأخذ الإمام بيده قدح الخمر ويقرأ خبراً عن
الحسين بن حمدان الخصيبي توحيداً لعلي بن أبي طالب، وبعد فراغه يأمر الجماعة
بالسجود، وهي السورة السادسة، وبعد الفراغ منها يأخذ الإمام القدح الذي بيد الجالس
عن يمينه ويمزجه مع الكاس الذي بيده، ويقول عند مزجه:
أرأيت ثم أرأيت نعيماً وملكاً كبيرا، عاليهم ثيابُ
سندسٍ خضرٍ واستبرقٍ وحلّوا اساور من فضةٍ وسقاهم ربهم شراباً طهورا، ان هذا كان
لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً.([1]).
ثم يقرأ هذه الترنيمة التي هي للحسين بن حمدان
الخصيببي:
حكمٌ ساقها اليكم أخيكم **** عبد
عبدٍ لثاني عشر بدورِ
جنبلانيكمُ سليل خصيبٍ ****
يستقيها من فيض بحر الزخورِ
من عيون التسنيم يسقي رحيقاً ****
سلسلياً مُختَّماً بعبيرِ
ثم يتلو السورة التاسعة وكذلك الجماعة، ثم يشرب من
الكاس قليلاً ويناوله للجالس عن يمينه ويأخذ الكاس الآخر من الجالس عن شماله ويشرب
منه قليلاً ويناوله إياه أيضاً ويناول الكاس الذي كان معه إلى النقيب الخادم فتدور
الكؤوس بينهم من واحد إلى آخر، وعند المناولة يقبلان أيدي بعضهما المناول
والمتناول، ويقول المناول للمتناول: تفضل اشرب يا أخي وسيدي سر (ع م س)، ثم يأخذ
القدح فيشرب ويقول للمناول: سقاك الله يا أخي وسيدي، فيجيبه المناول: هنَّاك الله
في شرابك ومشروبك، ويبلغك مقصودك ومطلوبك، فتجيب الجماعة بعد انتهاءِ المناولةِ
وتقول آمين، وحينئذٍ يقرأ الإمام آيات من سورة الشعراء وهي هذه: (طسم، تلك آيات
الكتاب المبين، لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مومنين، ان نشأ ننزل عليهم من السماء
آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)،([2]). ولله الركعة يا
مؤمنين.
وبعد فراغهم من الركعة التي هي السورة السادسة يقرأ
حينئذٍ
دعاءَ اليمين وهو هذا:
أسالك يا أمير النحل يا علي يا عظيم، بحق هذه الصلوة
والسجود والزيارات، والحدود والبروق والرعود، وبنوح وهود، وبحق توراة موسى وإنجيل
عيسى، وقرآن محمد وزبور داود، وبحق صورتك صورة الوجود، المرئية في الضياءِ، والظل
والممدود، وبحق يتيمك المقداد ابن الأسود الكندي، الذي قدت منه عالم الصفى قدود
بعد قدود، وبنورك المشتق من باطن العامود، (أي عامود الصبح الذي هو احمرار الشمس
عند طلوعها وغروبها) بأن تخلف وتبارك لأصحاب هذا الخير وهذا الإحسان وهذا الجود،
ويجعل خيره علينا وعليكم مورود، والشر عنا وعنكم مبعداً مطرود، ويهلك عنا وعنكم شر
الأوباش والضدود، ويرحم لنا ولكم من هو تحت التراب ملحود، اللهم صلي وسلم على سيدي
الخضر الأخضر، والملك جعفر الطيار، والسلطان حبيب النجار، الذي نجَّر العود
بالعود، والسلطان إبراهيم وولده محمود، ويقدس ويرحم روح سيدي واستاذي الشيخ حسن
ماسك وطا العوجة، والشيخ حسن الأجرود، والشيخ علي الصويري، والشيخ علي بن ممدود،
والشيخ سعد وأخيه، الشيخ مسعود، وبالسفرقية الشيخ داود، ويقدس ويرحم أرواح جميع
المومنين، في أربع أركان الدنيا والحدود، علينا وعليكم السلام، من علي الأنزع
المعبود، سلموا تسلموا من جميع البلاء والنكود.
وبعد فراغه من سورة السلام التي هي السورة السابعة
يقرأ
دعاء الشمال وهو هذا:
ابتدأت وتوسلت إليك يا أمير النحل، يا علي يا عظيم يا
قديم الأيام، يا صاحب العصر والزمان، بحق أربعة عشر مرتبة، من مراتب السلام، منها
سبعة عدت للعالم الكبير، وسبعة أخرى عدت للعالم الصغير، بحق ما بينهما من التسبيح
والتكبير والتعظيم والتقديس والتذكير، بشبر ومشبر واشبير، بالاسكندر، وازدشير
بالجب والدلو، وزليخة والصاع والعير، بأصحاب أهل الكهف وكلبهم قطمير، بالمغارة
والقنطرة، والشب المسجَّى على السرير، وبحق من غازى وحارب وقاتل الجانّ في قرار
البير، باربع بيعات لمولانا العي الكبير، بيعة دار الخيزران، وبيعة أم سلمة، وبيعة
رضوان تحت الشجرة، وبيعة خمَّ، (أي ثرف) يوم عيد الغدير، بان تخلف وتبارك أصحاب
هذا الجود والإحسان والخير، ويدبر حالنا وحالكم بأحسن التدبير، ومهما أمسكتموه بأيديكم
يقبل ويصير ويتقبل عليكم الحنطة والشعير، والذرة والسمسم والقطن والحرير، ويقدس
ويرحم روح سيدي الشيخ محمد الكبير، والشيخ حيدر الكبير، والشيخ إبراهيم بضاش دامير،
والشيخ يوسف القصير، ويقدس أرواح جميع المؤمنين في أربع اقاطير. (انتهى)
وبعده يقرأ سطر البخور المار ذكره، ثم يختم صلاته بهذه
الترنيمات للحسين بن حمدان الخصيبي، وتتبعه الجماعة:
الترنيمة الاولى:
يا ظاهراً لم تغب عنا *** وباطناً
لم تزل فردا
صفاتك الخالقات حسبي *** وبابك
السلسلي حمدا
أجب لداعيك واعفُ عنا *** وارحم ما
مضى قبلاً وبعدا
نحمد الله بالحق حمداً *** واختم
صلاتي بالعين فردا
الترنيمة الثانية:
منك بدا ظاهر الصفاتِ *** وكل خير
منك ياتي
يا أحداً لم يُحَطْ منهُ *** لا
بصفاتٍ ولا بذاتِ
وجهك لي قبلةً أصلِّي *** إليهِ من
ساير الجهاتِ
يا كلَّ كلي وأنت كلي *** يا
عليَّاً وفيك اختم صلاتي
الترنيمة الثالثة:
كل ما نابني من الدهر خطبٌ ***
صحتُ يا جعفر إله الأنامِ
أنت ربي وخالقي ومليكي *** وأنتَ
ذو الكبريا وليَّ النعامِ
وأنت فوق
السما على العرش تعلو ** وأنت في الأرض حاضرٌ على الكلامِ
وأنت اسماؤُك الحسين وموسى ***
وعليّاً وأنت محيي العظامِ
ثم يقرأ بعدها هذه التوسلة:
أسالك يا أمير النحل يا علياً يا عظيم، بحرمة هذه
خاتمة الديوان، وبآدم وانوش وقينان، وبحرمة عيد الضحى والمهرجان، وبعيد الخميس
النصف من شهر نيسان، وبليلة النصف من شعبان، وبخمس ليالٍ من شهر رمضان، بحقهم عندك
يا علي يا قديم الزمان، يا من لا يشغلك شان عن شان، يا أبا الحسنين، يا حنان، يا
منان، يا ديان، يا سلطان، بحق حجابك السيد محمد، وبابك السيد سلمان، وبحلتك
الطيلسان، والأرجوان، أن تخلف وتبارك لأصحاب هذا الخير والجود والإحسان، وتبدل
همهم بأمان، واجعلها مساءً وليلةً مباركة، ونهار مبارك عليكم يا أخوان، وينصركم
على كل عدو وضشمان، ويسلم لكم الغلمان، بحرمة بيت الحكمة وقديم الزمان، يا أمير
النحل يا علياً يا عظيم. (تمت)
ثم يقول نحو الجماعة: سامحونا يا أخوان، من الغلط
والسهيان، والزيادة النقصان، لأنهُ كل إنسان يسهى وينسى، وما تم الكمال إلا
لمولاكم علياً ذي الجلال، وهو فوق كل ذي علم عليم، وهذه الطاعة لله ولكم يا أخوان
يا مؤمنين.
ثم يقبل الأرض وكذلك الجماعة، ويجيبونهُ طاعتك لله يا
شيخنا وسيدنا، وينهضون جميعاً قايمون، ويقبلون أيادي بعضهم يميناً ويساراً، ومن
يكون قريباً إليهم، وحينئذٍ يطفئون الشمع، إذا كان نهاراً، ويأتي صاحب العيد ويفرق
الزكوة وهي دراهم للإمام وللنقيب ولجميع القارئين، ثم يأخذ الإمام المجموع، ويقرأ
عليهم قليلاً من خرافاته، ويأمرهم بالركعة فيركعون، وبعدها يأمر الإمام الجالس على
اليمين بأن يقرا دعاءَ اليمينِ المارّ ذكرهُ، ثم يأْمرهم أن يتلو سورة السلام،
وبعدها يأْمر الإمام أيضاً الجالس عن شمالهِ أن يقرأ دعاءَ الشمالِ الذي قدمنا
ذكرهُ، ويقول بآخره: هذه الطاعة لله ولكم يا أخوان، يا من حضر، ويقبل الأرض وكذلك
الجماعة، ويقبلون أيادي بعضهم بعضاً يميناً ويساراً ثم ينهض الإمام قايماً ويكشف
عن راسهِ والجماعة أيضاً، ثم يأْمرهم بتلاوة الفاتحة قايلاً الفاتحة يا أخوان في إبادة
الدولة العثمانية، واستظهار الطائفة الخصيبية النصيرية، وغير ذلك، كثيراً يطلبون
من ربهم لأجل إبادة حكام المسلمين، وبعد انتهآءِ ذلك ينهض الخدَّامون ويضعون إمام
الجميع طعاماً، ويقدمون الراس لإمام،
فيفرق منه قليلاً إلى القريبين إليه، ثم يأكلون وينصرفون.
[1] - إشارة إلى الآية 20-22 من سورة الإنسان {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ
نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ
وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ
هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا } [الإنسان: 20 - 22]
[2] - سورة الشعراء {طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ
بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ
مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} [الشعراء: 1
- 4]
0 التعليقات:
إرسال تعليق