موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

شريعة رب العالمين وشريعة أرباب القوانين


شريعة رب العالمين وشريعة أرباب القوانين
عبد الله أبو محمد المهاجر
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله الرب المشرع الحكيم وأشهد أن محمدا رسول الله الصادق الوعد الأمين واجب الإتباع وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهدية واستن بسنته الى يوم الدين .
أمـــا بـــعــــد:
إن أول ما قرره الرب تبارك وتعالى حقيقة كلية واحدة وجعلها الغاية المنشودة التي يجب على المخلوقين السعي لها لتحقق واقعا ملموسا في حياتهم يعيشونها بتفاصيلها جماعات وأفراد ، وهي التي تميز بين فريقين ، فريق هداية وفريق ضلالة . قال تعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) .
فلذلك تحقيقا وتعليما وإنذارا وتبشيرا ،  أجرى الرسول صلى الله عليه وسلم حوارا تساؤليا بينه وبين معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما كان رديفا له ،
فقال صلى الله عليه وسلم : يا معاذ أتدري ماحق الله على العبيد
قال معاذ : الله ورسوله أعلم
فقال صلى الله عليه وسلم : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا
ثم سأل صلى الله عليه وسلم بعد برهة : يا معاذ أتدري ما حق العبيد على الله إن هم فعلوا ذلك
قال معاذ : الله ورسوله أعلم
فقال صلى الله عليه وسلم : أن يدخلهم الجنة
وقال تعالى: في بيان أمر الفريقين ، فريق قد عبد الله باتباعه منهج الله وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله ، وفريق قد تنكب الطريق وأعرض عن الحق وسلك سبيل الهوى وتخبط في حياته،     ((فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)).
إن من أهم العبادات التي هي مبعث الأنبياء والرسل ووظيفة من خلفهم بالعلم والإقتداء هي الدعوة إلى الله ، وهي تارة تكون بالبيان وتارة تكون بالسنان وأخرى بالبيان والسنان بتقديم وتأخير حسب الواقع والظروف .
وقد ظهرت بعض الدعوات لبعض مناهج الحياة والمستنبطة من عقول البشر القاصرة وتجاربهم البعيدة عن منهج الله تعالى وتحت مسميات وروايات وسفاهات براقة خطفت عقول الدهماء من البشر فأخذوا يركضون وراءها خلف دعاة قد عرفوا من أين تؤكل الكتف فأطلقوا هذه الشعارات البراقة .
قد لبسوا على الدهماء دينهم ، وخلطوا لهم الأوراق وإنما هم كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيه ، قالوا : صفهم لنا يا رسول الله ، قال : هم من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ) .
لذلك لا تجد لهم لون يتميزون به عن الناس حتى لا ينبذهم الناس ويتكلمون بكلام الناس – قال الله وقال رسوله – ولكن بتحريف للكلم عن مواضعه وتغيير للمفاهيم وإقصاء للحق المبين .
ومن بين هذه الشعارات والرايات والدعوات وأخطرها ما اتخذه الغرب دينا ومنهج حياة ويسعون بكل جهد لاستدراجنا لقبوله بترغيب وترهيب ألا وهو الديمقراطية وحتى تتضح الصورة ويستبين سبيل المجرمين .
قال تعالى : ((وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ))
لذلك لابد لنا من معرفة الديمقراطية كعقيدة ومنهج حياة .
الديمقراطية :
هي منهج حياة ودستور مقنن يقوم على أساس أن السيادة للشعب وأن الشعب هو مصدر التشريع والتقنين، ممثلا بمجالس منتخبة من الشعب بأسماء مختلفة – مجلس الشعب – البرلمان – مجلس الأمة – مجلس الشيوخ والأعيان ..........إلخ .
فللفرد فيها حرية مطلقه في التفكير و الرأي والاعتقاد .
فهي تصطدم وتعاكس أخص خصائص الربوبية ، وتشرك مع الرب الذي هو رب الكون والمشرع له و الذي له الحكم والأمر والنهي فهي تشرك معه أربابا أُخر يمتلكون حق التشريع .

وقد قال تعالى : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (الشورى 21 )
وقال تعالى : (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَن أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ))  (الشورى 13)
وقال تعالى : (( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) (الجاثية 18)
قال تعالى : (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ
أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ ليَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )) (المائدة 48)
وقال تعالى : (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) (المائدة 50)
قال ابن كثير في شرحه لهذه الآية من ترك الشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وتحاكم إلى مادونه من الشرائع والكتب المنزلة فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق فهو كفر أكبر مخرج من الملة – الياسق : هو كتاب دستور جمعه جنكيز خان من ديانات شتى وجعله في قوانين يتحاكم إليها الناس.
وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم هذا المعنى بعد أن تلا عليه قوله تعالى : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))(التوبة31)
قال عدي : يا رسول الله ما عبدوهم .
قال صلى الله عليه وسلم : ألم يحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم .
قال : بلى .
قال صلى الله عليه وسلم : ألم يحللوا لهم الحرام فاتبعوهم .
قال : بلى .
قال صلى الله عليه وسلم : فتلك عبادتهم إياهم .

قال الشيخ سفر الحوالي بعد ذكر الآية السابقة :
إذا فهمت ذلك فاعلم أن من لم يحكم بما أنزل الله – وأراد أن يكون التحاكم إلى غير الله ورسوله – وردت فيه آيات بنفي الإيمان عنه ، وآيات بكفره وظلمه وفسقه .
فأما القسم الأول : وهو نفي الإيمان عنه :
فمثل قوله تعالى : (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا ( 60 ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ( 61 ) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ( 62 ) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا ( 63 ) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ( 64 ) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 65 ) )) ( النساء 60 - 65 ) .
فوصف الله تعالى هؤلاء المدعين للإيمان وهم منافقون بصفات :
الأولى : أنهم يريدون أن يكون التحاكم إلى الطاغوت ، وهو كل ما خالف حكم الله – تعالى – ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن ما خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان واعتداء على حكم من له الحكم وإليه يرجع الأمر كله ، قال الله تعالى : (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )) ( الأعراف 54 ) .
الثانية : أنهم إذا دعوا إلى ما أنزل الله والى الرسول صدوا وأعرضوا ، ويعترضون بحجج إما أن الناس ليست مهيأة ولا تقبله ، وإما أن الوقت لا يناسب ، والزمان غير الزمان ، وإما أنه سوف تجتمع علينا الأمم ولا بد من إرضائها .
الثالثة : أنهم إذا أصيبوا بمصيبة بما قدمت أيديهم ، ومنها أن يعثر على صنيعهم جاءوا يحلفون أنهم ما أرادوا إلا الإحسان والتوفيق ، كحال من يرفض اليوم أحكام الإسلام ويحكم بالقوانين المخالفة لها ، زعما منه أن هو الإحسان الموافق لأحوال العصر .
ثم حذر سبحانه هؤلاء المدعين للإيمان المتصفين بتلك الصفات بأنه سبحانه يعلم ما في قلوبهم وما يكنونه من أمور تخالف ما يقولون ، وأمر نبيه أن يعظهم ويقول لهم في أنفسهم قولا بليغا .
ثم بين أن الحكمة من إرسال الرسول أن يكون هو المطاع المتبوع لا غيره من الناس مهما قويت أفكارهم واتسعت مداركهم .
ثم أقسم تعالى بربوبيته لرسوله التي هي أخص خصائص الربوبية ، والتي تتضمن الإشارة إلى صحة رسالته صلى الله عليه وسلم ، أقسم بها قسما مؤكد أنه لا يصلح الإيمان إلا بثلاثة أمور :
الأول : أن يكون التحاكم في كل أنواع الاختلاف والشجر صغيرا أو كبيرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثاني :أن تنشرح الصدور بحكمه ، ولا يكون في النفوس حرج وضيق منه .
الثالث : أن يحصل التسليم التام بقبول ما حكم به وتنفيذه بدون توان أو انحراف .
فنقول :-  من لم يحكم بما أنزل الله استخفافا به ، أو احتقارا له ، أو اعتقاد أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق فهو كافر كفرا مخرجا من الملة ، ومن هؤلاء من يصنعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجا يسير الناس عليه ، فإنهم لم يصنعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق ، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية ، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه ، إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه . ( أ.هـ. شرح رسالة تحكيم القوانين )
قال الشيخ : محمد بن إبراهيم آل الشيخ ( رحمه الله تعالى ) : ( في ذكر أنواع الكفر الأكبر : رسالة تحكيم القوانين ):-
الخامس : وهو أعظمها وأشملها وأظهرها معاندة للشرع ، ومكابرة لأحكامه ، ومشاقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ومضاهاة بالمحاكم الشرعية ، إعدادا وإمدادا و إرصادًا وتأصيلا ، وتفريعا وتشكيلا وتنويعا وحكما وإلزاما ، ومرجع ومستندات .
فكما أن للمحاكم الشرعية مراجع مستمدات ، مرجعها كلها إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلهذه المحاكم مراجع ، هي : القانون الملفق من شرائع شتى وقوانين كثيرة .
فهذه المحاكم في كثير من أمصار الإسلام مهيأة مكملة ، مفتوحة الأبواب ، والناس إليها أسراب إثر أسراب ، يحكم حكامها بينهم بما يخالف حكم السنة والكتاب ، من أحكام ذلك القانون ، وتلزمهم به ، وتقرهم عليه ، وتحتمه عليهم .
فأي كفر فوق هذا الكفر ، وأي مناقضة للشهادة بأن محمدا رسول الله بعد هذه المناقضة .
فالناس لا يجدون مكانا يتحاكمون فيه إلا هذه المحاكم بمختلف أسمائها وأنواعها وأشكالها ، ويحكم الحكام بقوانينهم وتلزمهم السلطة التنفيذية ومجلس الوزراء وما يتعلق به تلزم الناس بأحكام هذه المحاكم ، وتقرهم عليه ، وتحتمه عليهم .
فأي كفر فوق هذا ، وإن زعم أصحابه أنهم مسلمون ، وإن صلوا وصاموا وحجوا البيت ، ولكنهم يتحاكمون إلى هذه القوانين ويلزمون بها ويحتمونها على الأمة ويعرضون عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويجعلونها وراء ظهورهم ، فهل هناك كفر أكبر من هذا ؟!
فلا كفر أشد من هذا ، حتى وإن قال هذا كلام الله ، وهذا كتاب الله وهو خير ، وهو طيب وهو حق ولكنه ألقاه وراء ظهره ، ويحاكم ويلزم الناس بهذه القوانين الملفقة ، فهذا لا يمكن أن يكون أبدا مؤمنا إلا كما لو كان مثل من يقول إن محمدا صلى الله عليه وسلم صادق وإنه رسول – كما كان يقول أحبار أهل الكتاب – لكن لا يؤمنون به ولا يتبعونه ولا يطبقون سنته ولا أي شيء ، فهل هؤلاء يعدون مسلمون ؟ لا , فكذلك هؤلاء إن قالوا إنهم مسلمون ، ما داموا لا يحكمون بما أنزل الله ، فمن أين جاءهم وصف الإسلام وهم بهذا الحال وبهذه المناقضة لشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويقول رحمه الله تعالى :
فيا معشر العقلاء ! ويا جماعات الأذكياء وأولى النهي ! كيف ترضون أن تجري عليكم أحكام أمثالكم ، وأفكار أشباهكم ، أو من هم دونكم ، ممن يجوز عليهم الخطأ ، بل خطؤهم أكثر من صوابهم بكثير ، بل لا صواب في حكمهم إلا ما هو مستمد من حكم الله ورسوله ، نصا أو استنباطا .
تدعونهم يحكمون في أنفسكم ودمائكم وأبشاركم ، وأعراضكم في أهاليكم من أزواجكم و ذراريكم ، وفي أموالكم وسائر حقوقكم ، ويتركون ويرفضون أن يحكموا فيكم بحكم الله ورسوله ، الذي لا يتطرق إليه الخطأ ، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وخضوع الناس ورضوخهم لحكم ربهم  خضوع ورضوخ لحكم من خلقهم – تعالى – ليعبدوه ، فكما لا يسجد الخلق إلا لله ، ولا يعبدون إلا إياه ولا يعبدون المخلوق ، فكذلك يجب أن لا يرضخوا ولا يخضعوا أو ينقادوا إلا لحكم العليم الحكيم الحميد ، الرءوف الرحيم ، دون حكم المخلوق ، الظلوم الجهول ، الذي أهلكته الشكوك والشهوات والشبهات ، واستولت على قلوبهم الغفلة والقسوة والظلمات .( انتهى )
فإذا تقرر هذا فلا يقبل منا بحال ولا في مآل أن ندعوا إليها ( الديمقراطية) ولا أن نلتقي معها لا في أول الطريق ولا في منتصفه ولا في آخره ولا هي في ديننا وليست من منهجنا ويجب أن نكون واضحين ولا نلبس على الناس دينهم فنحن دعاة هداية لا دعاة ضلالة .
قال تعالى : (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) )) ( الكافرون )
قال تعالى : (( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )) ( الكهف 29 )
وقال صلى الله عيه وسلم : تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك
وقال تعالى : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) ( يوسف 108 )
ويتفرع عن هذا الجواب عن السؤال التالي : إذا فما هو الطريق وما هو السبيل وما هي الراية التي يجب أن نجتمع عليها وندعوا إليها ونقاتل تحتها ، وهو معلم من معالم هذا الطريق إلى الله في نصرة دينه ورفع لواءه وذلك أن الأمور التكليفية التي كلفنا بها الشارع الحكيم جعل لها مناطا واحدا هو القدرة والاستطاعة .
قال تعالى : (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ))
وقال جل شأنه : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))
وقال صلى الله عليه وسلم : ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا
وهذا من حكمة الباري تعالى الذي خلق الخلق وشرع لهم شرائع وعلم ما جبلهم عليه من القدرة والاستطاعة ومن القوة فتعبدهم بما علمه منهم وخلقهم عليه .
ولا يختلف هذا عن سنة التدافع بين العباد والتي جعل لها شعارا ( الجهاد ) وربطه بنفس المناط
قال تعالى : (( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ )) .
فالقدرة والاستطاعة سواء في الإعداد المادي أو الإعداد الإيماني ، فإذا فرغت الجماعة المؤمنة من وسعها في بذل الجهد لتحصيل الإعداد من الأفراد والسلاح والتدريب عليه والرمي كما قال صلى الله عليه وسلم : ( اركبوا وارموا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ) .
وقال : ( من تعلم الرمي ثم تركه رغبة عنه فليس منا )  
وقال صلى الله عليه وسلم بعد أن قرأ الآية في قوله تعالى : (( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ )) ، قال : (ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي) .
فإذا بذلت وسعها وطاقتها – ما استطعتم – في تحقيق ذلك ثم أكملته بتحصيلها الإيماني وشرطه الإخلاص في أن يكون جهدها وجهادها في أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله ، كما قال الله تعالى : (( وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله )) وكما قال صلى الله عليه وسلم عندما سؤل : ( الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله  قال صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) .
ومن الإخلاص أن يكون الشعار المرفوع والراية المرفوعة راية حق صافية يجتمع عليها الناس وإن قلوا وليست راية غبش وعمية وإن تزاحمت عليها الأقدام وركض ورائها الطغام .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية ، أو يدعوا إلى عصبية ، أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية ). ( رواه الإمام أحمد ومسلم عن أبي هريرة )
وفي رواية لمسلم : ( ومن قتل تحت راية عمية ، يغضب لعصبية ويقاتل للعصبية ، فليس من أمتي ).
قال أبو زيد اللغوي : العصبية : الدعوة العمياء فقتيلها في النار .
وفي إشارة إلى من يتكلمون بألسنتنا ويدعون بدعوات جاهليه ، تفتن الناس وتدلس عليهم أمرهم .
وعن عبد الله بن عمرو قال :  قال صلى الله عليه وسلم : ( أنها ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار اللسان فيها أشد من وقع السيف ). ( الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي )
وفي جوابه على سؤال – هل يجوز القتال تحت راية عمية – أجاب الشيخ سفر الحوالي بهذه الفتوى :
الجواب : لا يجوز أن نقاتل إلا تحت راية إسلامية ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ، ومن قاتل تحت راية عميه فمات فميتته ميتة جاهليه )أي راية عميه لا يجوز القتال تحتها ، راية القومية ، راية تحرير الأرض ، راية الوطنية ، راية الدولة العلمانية ، فإن العلمانية كفر ، والقتال تحت راية الدولة العلمانية معناه أن الإنسان يقاتل تحت راية الكفر وينصر الكفر والعياذ بالله ، وهذا لا يجوز أبدا .
قال صاحب كتاب عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها أو ينفيها :
الانتماء إلى المذاهب الإلحادية كالشيوعية ، والعلمانية ، والرأسمالية ، وغيرها من مذاهب الكفر ، ردة عن الدين الإسلام ، فإن كان المنتمي إلى تلك المذاهب يدعي الإسلام ، فهذا من النفاق الأكبر ،فإن المنافقين ينتمون إلى الإسلام في الظاهر ، وهم مع الكفار في الباطن ، كما قال تعالى فيهم : (( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )) (البقرة 14 ) .
قد أعرضوا عن الكتاب والسنة ، استهزاء بأهلهما واستحقارا ، وأبوا أن ينقادوا لحكم الوحيين ، فرحا بما عندهم من العلم الذي لا ينفع الاستكثار منه إلا أشرا واستكبارا ، فتراهم أبدا بالمتمسكين بصريح الوحي يستهزئون : ((اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )) ( البقرة 15 ) .
وقد أمر الله بالانتماء إلى المؤمنين : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )) ( التوبة 119).
والانتماء للأحزاب الجاهلية ، والقوميات العنصرية ، هو الآخر كفر و ردة عن دين الإسلام ، لأن الإسلام يرفض العصبيات ، والنعرات الجاهلية ،
 يقول تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ( الحجرات 13 )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من غضب لعصبية ) ( رواه الترمذي وغيره ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية ، وفخرها بالآباء ، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى )) (رواه مسلم ) .
وهذه الحزبيات تفرق المسلمين ، والله قد أمر بالاجتماع والتعاون على البر والتقوى ، ونهى عن التفرق والاختلاف ، وقال تعالى : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) ( آل عمران 103 ) .
فإذا فعلت الفئة المؤمنة ذلك تكون قد نصرت الله وذلك في إتباع أوامره والإخلاص له كما قال تعالى:(( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ))  أي بإتباع أوامره وفق ما شرع لكم يأتي عندها جواب الشرط ألا وهو قوله تعالى : (( يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) .
وعندها تتحقق النتيجة المكملة في قوله تعالى : (( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ )) .
أي لا غالب لكم وإن اجتمع عليكم من بأقطارها لأن قوة الله فوق كل قوة والله غالب على أمره ولا معقب لحكمه .
فقد مضت السنن بأن يتساقط على الطريق المخذولون والمرجفون والذين يزيدون الصف خبالا وذلك بتخويف الفئة المؤمنة من صعوبة الطريق وقلة العدد والعدة وأن الناس قد جمعوا لهم .
قال تعالى : ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَ خَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175))) ( آل عمران 173- 174-175 )
ولقد كان في قصص القرآن عبر ومنارات على الطريق ، سنن جعلها الله لمن بعدهم سبيل هدى وطريق رشاد ليبين للفئة المؤمنة أن العبرة في العدة لا في العدد وفي الكيف لا في الكم والكثرة .
فبعد أن طلب بنو إسرائيل من نبيهم أن يبعث لهم ملكا يقودهم لقتال عدوهم الصائل الذي استباح ديارهم وأموالهم وأولادهم فأخرجهم منها ، وقد تحقق لهم ذلك فلما خرج بالجيش أراد الله أن يمتحن إيمانهم باتباع أمره – وهو إعداد إيماني وتخليص نية – وذلك بأن  اعترضهم نهر فأمرهم ملكهم ألا يشربوا منه إلا من احتاج إلى غرفة بيده ولكنهم كما قال تعالى : (( فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ )) .  فتجاوز القائد بهذا القليل وتخاذل عنه الكثير وليس فيها غناء ولتتجلى سنة من سنن الله أن المعتبر هو طاعة الله في أمره ووفق شرعه ولم تكن العبرة في العدد والكثرة ( قال المفسرون تخاذل ستة وثمانون ألف وبقي أربعة آلاف ) .
عندها جرى نقاش في ما بين الفئة القليلة المؤمنة :
قال فريق منهم : لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده وذلك بعد أن رأوا البحر المتلاطم من جند جالوت .
قال فريق آخر وهم الربانيون : كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين .
إنه التعلق الإيماني واليقين الذي يجب أن تكون عليه الفئة المؤمنة على مر العصور والدهور ، عندها وعندما أيقن الجميع أن النصر من عند الله قال تعالى : (( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ ))
تحقق النصر والتمكين - وآتاه الله الملك – وتحققت الهداية -  قال تعالى : (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ )) أي إخلاصا لنا وطاعة لأمرنا .
قال القاضي ابن العربي في كتابه تفسير آيات الأحكام :
الآية الثالثة عشر : قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) )) ( الأنفال 45-46 ) .
المسألة الثالثه : قوله : وأطيعوا الله ورسوله .
وهذه الوصية هي العمدة التي يكون معها النصر ، ويظهر بها الحق ، ويعلم معها القلب ، وتستمر معها على الاستقامة الجوارح ، وذلك بأن يكون عمل المرء كله طاعة في امتثال الأمر واجتناب النهي ، فإنما يقاتل المسلمون بأعمالهم لا بأعدادهم ، وباعتقادهم لا بإمدادهم ، فلقد فتح الله الفتوح على قوم ما كانت حلي سيوفهم إلا الغلابي .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما تنصرون بضعفائكم ) إشارة إلى أن الطاقة في  الطاعة - طاعة الله - والمنة في الهداية .
أسأل الله السداد والرشاد والابتعاد عن الخلل والخطل ويرزقنا مع سداد العقول صواب العمل ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.