التعليقات
التوضيحية على الباكورة السليمانية
في
كشف أسرار الديانة النصيرية (10)
رضوان محمود نموس
القداس الثالث: واسمه قداس الآذان
وهُو هذا
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر وجهت وجهي إلى السيد محمد المحمود وطالب سرهُ المقصود، وعينهُ الودود،
مقراً بالمعرفة والتجليات والصفات ومنزهاً المعنى بالذات هو عين العلوية الذاتية،
الأنزعية هو المعنى علي المتعال، وأما فاطر([1]) ذو الجلال والحسن ذو
الكمال، ومحسن سر الخفي المفضال، إني عبد يا مومنين، مقرٌ بما قرَّ بهِ السيد
سلمان، في وقت الندا والآذان، أذن المؤذنُ في الماذنة، وبلغ القوم في آذانهُ، وهو
يقول: الله أكبر الله أكبر أشهد بأن ليس إلهٌ إلا علي أمير النحل الأصلع المعبود،
ولا حجاب إلا السيد محمد الحمد الأجل، الأعظم المحمود، ولا باب ألا السيد سلمان الفارسي
المقصود، وأن السيد محمد حجابهُ المتصل، ونبيُّه المرسل وكتابهُ المنزل، وعرشهُ
العظيم، وكرسيُّه المتين، وأن السيد سلمان، سلسل سلسبيل، بابهُ الكريم، ونهجهُ
القويم، الذي لا يؤْتى إليهِ إلا منهُ، وسفينة النجاة، وعين الحيوة، حي على
الصلوة، حي على الصلوة، صلوا يا معشر المؤمنين، تدخلوا الجنة التي أنتم بها
موعودين، حيَّ على الفلاح حيَّ على الفلاح، تفلحون يا مؤْمنين، وتخلصون من كثايف الأبدان،
وظلمة الأجسام، وتسكنون بين الحور والولدان، وتعاينون مولاكم الجليل أمير النحل
العلي الكبير، الله أكبر الله أكبر، مولاكم أمير النحل علي أكبر ممن تكبر، وأعظم
ممن تجبر، صمداً لا يرام، عزيزاً لا يضام، قيوماً لا ينام، الله أكبر الله أكبر،
قد قامت الصلوة على أربابها، وثبتت الحجة على أصحابها، أسالك يا أمير النحل يا على
بن أبي طالب، أن تقيمها وتديمها كما دامتا السماءُ والأرض، واجعل السيد محمد
ختامها، وصيامها، وصلاتها، والسيد سلمان سلامها وزكاتها، والمقداد يمينها ومعينها،
وأبو الدر شمالها وكمالها، والعالمين سبيلها، والمومنين دليلها إلى الأبد، آمين..
(انتهى)
ثم يناول
الإمام القدح ويملي كاساً أخرى ويناولها للجالس على اليمنى وكاساً للجالس على
اليسار، وعند المناولة يتلون هذه الآية وهي: أشهد أن مولاي ومولاك أمير النحل علي
بن أبي طالب الذي لا حال ولا زال ولا ينتقل من حال إلى حال، واشهد بان حجابه السيد
محمد وبابهُ السيد سلمان، ولا منفصل بين المعنى والاسم الباب، وبعد ذلك يقول
المناول للمتناول خذ يا أخي هذه الكاس بيمينك واستعين بمولاك، علي ابن أبي طالب
يدبِّرك، ويعينك، فيجيبهُ المتناول: هات يا أخي ما في يمينك، واستعين بربك وخالقك،
فهو يدبرك ويعينك على أمور دينك، أثمر اللهُ من هذا من مالهِ بحرمة محمد وآلهِ.
ثم يقبِّلان أيادي بعضهما، ثم ينهض
النقيب ويضع يديهِ على صدرهِ ويقول: الله يمسيكم بالخير يا أخوان، ويصبحكم بالرضا
يا أهل الإيمان، سامحونا من الغلط والسهيان، لأن الإنسان ما سميَّ إنساناً إلا لأجل
انهُ يخطئُ، وما تم الكمالُ إلا لمولانا علي ذي الجلال، وهو بكل شيءٌ عليم.
ثم يقبل الأرض ويجلس، وبعدهُ يتفوَّه
الإمام نحو الجماعة قايلاً، الله يمسكيم بالخير يا أخوان، ويصبحكم بالرضى يا أهل الإيمان،
هل ترضوني خادماً لكم في هذا النهار المبارك، على كيس صاحب العمل بارك الله عليه.
ثم يقبل الأرض وكذلك الجماعة أيضا،
ويضربون تمني ([2]).ويقولون:
قبلناك شيخنا وسيدنا، ثم يقول الإمام:
قد روى الخبر
عن مولانا جعفر الصادق، الصامت الناطق، الفاتق الراتق، انه قال في أوقات الصلوة،
لا يجوز أخذ ولا عطا، ولا بيع ولا شرا، ولا حديث ولا شوشرة([3]).،
ولا حرج ولا مرج، ولا حديث فوق الريحان، إلا الصمت والاستماع وكلمة آمين، اعلموا
يا أخوان من كانت على رأسهِ عمامة سوداء أو بإصبعهِ كشتبان([4]).،
أو في وسطهِ سكينٌ ذات حدين، فصلوته غير جايزة، وأكبر الذنوب الخطاء، فوق الريحان،
وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
ثم يقبل الأرض ويقول:
هذه الطاعة لله ولكم يا أخوان.
ثم يخرُّ الحاضرون، ويقبلوا الأرض
ويرفعون أيديهم على رؤوسهم ويقولون:
طاعتك لله تعالى يا شيخنا وسيدنا.
ثم يقرا الإمام التبري وهو هذا:
استغفر الله العلي العظيم من كل
ذنبٍ عظيم، من جميع الخطايا والبلايا والزلل، على نية الصلوة نصلي إن شاءَ الله تعالى،
(ثم يذكر اسماً ومن أسماءِ أوقات الصلوةِ وقد مرَّ ذكرها في تفسير السورة الثالثة
فلتُراجع هناك) أسألك يا أمير النحل، يا علي بن أبي طالب، أن تجعلها منا ساعة إجابة،
وساعة غفران، وساعة رضوان، وتقبلها بأحسن قبول، بحق السيد الرسول، وفاطمة البتول،
ومحسن سر الخفي، والليل الساجي السدول، أن تقبلها منا كما قبلتها من أوليائك
الصالحين، وأنبيائك المرسلين، وأهل طاعتك أجمعين، من الأولين والآخرين، روى الخبر
عن أبي شعيب محمد بن نصير العبدي البكري النميري، أنه قال: من أراد النجاة من حر
النيران، فليقول: اللهم العن فيئة أسست الظلم والطغيان، الذين هم التسعة رهط
المفسدين الذين أفسدوا وما أصلحوا بالدين، الذين هم إلى جهنم سايرين، وإليها
صالين، أولهم أبو بكر اللعين، وعمر ابن الخطاب الضد الأثيم، وعثمان ابن عفان
الشيطان الرجيم، وطلحه وسعد وسعيد، وخالد ابن الوليد، صاحب العامود الحديد، ومعاوية
وابنه يزيد، والحجاج ابن يوسف السقفي النكيد، وعبد الملك بن مروان البليد، وهارون
الرشيد، خلد عليهم اللعنة تخليد، ليوم الوعيد، يوم يقال لجهنم هل امتلأت فتقول هل
من مزيد، ثم إنك يا علي بن ابي طالب، تفعل ما تشاء، وتحكم بما تريد، وأسأَلك أن
تنزل سخطك وعذابك على إسحق الأحمر المخزول، وإسماعيل بن خلاد الجهول، (والعن الشيخ احمد البدوي، والشيخ احمد
الرفاعي، والشيخ إبراهيم الدسوقي، والشيخ محمد المغربي، والشبل المرجان، والشيخ
عبد القادر الكيلاني،)([5]). وكل يهودي ونصراني،
والعن المذهب الحنفي، والشافعي، والمالكي، والحنبلي، وأنزل يا أمير النحل، يا علي
بن أبي طالب، سخطك وعذابك على الجلند ابن كركر، وإسحق الأحمر، وعاقر الناقة قيدار،
وحُبَيِّب العطار، فأدخلهم في سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تزر، لواحة
للبشر، عليهم اللعنة تسعة عشر، والعن لعابي القرود، ومساكي الحيات السود، وجميع
النصارى واليهود، وكلَّ من يعتقد في علي بن أبي طالب آكلاً أو شارباً أو مولوداً، أو
ناكحاً، لعنهم الله لعنهم الله، واجعل اللعنة على يوحنا مارون([6]).، البطرك الملعون،
وعلى كل من أكل خيرك، وعبد غيرك، وابرينا منهم براءة تامة، تبرية اللحم عن العظم،
بحرمة علي ومحمد وسلمان، وبفضل ع م س.
ثم يمسح يدهُ على صدره قايلاً
للحاضرين:
نتبرأ من هؤلاء الشياطين، الخبثاء
المارقين، على فضل ع م س وكذلك الجميع، ويقبلون أيادي بعضهم يميناً ويساراً، ثم
يقرأ الإمام الفاتحة، والمعوزتين، وما بعدهم، إلى سورة الشمس وضحاها، وبعد ذلك
يقرا آية الكرسي، وغيرها من آيات القرآن، حسب إرادته، وبعد فراغهُ من آيات القرآن
يقول للجماعة:
اعلموا يا
أخوان، أن مثل هؤلاءِ شواهد وآيات كثيرة، تدل على معرفة العلي الكبير، أسألك يا أمير
النحل يا علي يا عظيم، بحرمة هؤلاء الشواهد، والسور والمعاجز والقدر، وبحرمة السيد
محمد، الذي هو من نور ذاتك انفطر، بان تخلف وتبارك لأصحاب هذا الخير وهذا الإحسان
وهذا الأثر، ويجعل محلكم معمّر، وفرعكم اخضر، وعدوكم مدمر. يبارك عليكم مولاكم
العلي المقتدر، النافخ في الصور، اللهمَّ صل وسلم على سيدنا الخضر الأخضر، ونبي
الله الاسكندر، والملك جعفر الطيار، والسلطان حبيب النجار، وسيدي ميثم الثمار،
ويقدس ويرحم روح سيدي الشيخ حسن الأسمر، والشيخ إبراهيم ابن قشمر، والشيخ خليل
متور، والشيخ علي في الصنوبر، ويجعلها مساةً وليلةً مباركةً علينا وعليكم يا
أخوان، يا من حضر بحرمة العزيز المقتدر، يا أمير النحل يا علي يا عظيم.
ثم يبدو بأقوال باطلة وتقديم المجد
والعبادة إلى علي بن أبي طالب وقدَّاسات كثيرة اقتصرنا عن ذكرها حتى ينتهي إلى:
[1] - يقصدون به
فاطمة رضي الله عنها ولكن كون المرأة في ديانتهم ليس لها دين فيطلقون عليه اسم
الذكر فيقولون: فاطم أو فاطر وذكرها يغني عن صلاة العصر فيقولون: العصر(لفاطر أو
فاطم)
[2] - أي يحيون بأيديهم كما تفعل الجند والعساكر
[3] - الشوشرة كلمة عامية تعني اللغط والغوغاء
[4] - الكشتبان كلمة تركية وهي اسم لقطعة معدية
صغيرة تشبه الكأس تلبس في الإصبع لتقي الخياطين وخذ الإبر ومنها من يستخدم في لعب
القمار حيث يكون ثلاث كشاتبين ويخفى تحت أحدهم كرية معدية ويحركونهم بسرعة ثم من
يعرف تحت أي كشتبان يربح وإذا لم يعرف يخسر.
[5] - شيوخ الطرق الصوفية
ولد يوحنا مارون لعائلة كانت تحكم مدينة أنطاكيا وما حولها في القرن السابع الميلادي. دخل
الحياة الرهبانية في دير مار مارون ومن ثم أرسل إلى القسطنطينية حيث تعلم اللاهوت واللغة اليونانية وعاد بعدها إلى سوريا وجبل لبنان حيث نشط في محاربة المونوفيزيقيين والمونوثيليقيين.
في سنة 685 تم اختياره بطريركا لأنطاكيا كونه
أحد أكثر الرهبان المتعلمين بها، وتزامن ذلك مع الهجوم الذي شنه الإمبراطور البيزنطي جستينيان الثاني على أنطاكيا بعد أن تعاظمت سيطرة المردة على تلك الأنحاء، وتمكن فعلا من هزيمة جيش
المردة وتدمير عدة أديرة وكنائس من ديرة دير مار مارون الشهير. ففر يوحنا مارون
إلى جبل لبنان وأسس ديرا في كفر حي سماه بريش موران (بالسريانية: ܪܝܫ ܡܪܢ) أي "رأس سيدنا" أصبح بعدئذ مقرا
لبطاركة الموارنة. توفي يوحنا مارون في جبل لبنان سنة 707
0 التعليقات:
إرسال تعليق