موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (79)



أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (79)
ثم (يعقوب صنوع اليهودي رائد للصحوة الإسلامية عند محمد عمارة
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الرابع من الناحية التاريخية وهو الثاني والأهم من ناحية التأثير هو محمد عبده. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010

·      رابعاً العمل على إزالة الفوارق الدينية بين المسلمين والنصارى:
لقد استطاعت الماسونية واليهود تدمير الديانة النصرانية في وقت مبكر, وذلك منذ أن اخترقها "بولس" وادَّعى أن عيسى عليه السلام أرسله برسالته إلى النصارى, ومن ثم بث فيهم ديانة تلفيقية من صناعة اليهود والماسونية. وجاءت الضربة الثانية للنصرانية عندما استطاع عدد من دهاقنة اليهود الدخول في النصرانية, والوصول فيها إلى مرتبة "البابا". ولقد فصَّل هذا صاحب كتاب "بابوات من الحي اليهودي" وجاءت الضربة الفنية القاضية بحركة "مارتن لوثر" و "كالفن" والتي نشأ عنها المذهب " البروتستانتي " والذي حول "البروتستانت" إلى حمير ينقل عليها الأحجار لإعادة بناء الهيكل, وأصبح  "البروتستانت" أداة اليهود الأولى في تنفيذ مخططاتهم, ومن هنا نعلم حرص بريطانيا وأمريكا ومعهما استراليا على تأييد اليهود, والعمل على تنفيذ ما يريدون, وسيأتي بيان ذلك في الحديث عن الماسونية فقرة " الماسونية والبروتستانت " إن شاء الله.
وصنوع كان يعمل على إزالة الفوارق بين الإسلام والنصارى, وهو يهودي!! فلماذا لم يدخل اليهود في مشروعه التخريبي هذا؟!!.
والأمر واضح. إنه يريد العمل على تدمير الإسلام, كما دمر أهل دينه النصرانية, وهو يبحث عن حمير بين المسلمين كحمير البروتستانت. ولقد وجد بعض الحمير      -بمساعدة حليفه, والذي يمكن أن يكون من دينه جمال المتأفغن- من أمثال محمد عبده ورواد عمارة ومن يروج لهم.
فلقد قام المتأفغن ومحمد عبده بالدعوة إلى وحدة الأديان. ولقد مر شيء منه في ترجمة محمد عبده. أي وحدة المسلمين والنصارى.
والوحدة لا تكون إلا بإحدى ثلاث طرق :
 الأولى: أن يتخلى النصارى عن كفرهم ويلتحقوا بالإسلام.
 الثانية: أن يتخلى المسلمون عن دينهم ويرتدوا -عياذاً بالله من ذلك- ويلتحقوا بالنصارى.
 الثالثة: أن يلتقوا في منتصف الطريق ويلفقوا ديناً توفيقياً وضعياً.

والحالة الأولى لا ينطبق عليها مسمى الوحدة ومكافحة الأباطيل التي تفرق بين المسلمين والنصارى.بل تعني أن قوماً من الكفار هداهم الله واعتنقوا الإسلام.

والحالة الثانية اسمها الشرعي واللغوي " ردَّة صريحة " وليست وحدة ولا اتحاداً, إنما هي حلول. أي حلول المسلمين في الكفار.

بقيت الحالة الثالثة, وهي المقصودة, وهي إخراج المسلمين من دينهم "ردَّة" وإخراج النصارى من ملتهم, وجعل الطرفين حميراً لنقل أحجار بناء الهيكل.

وكما هو معلوم بالضرورة لكل المسلمين أن الله تعالى لا يقبل سوى الإسلام, وأي شيء غير الإسلام فهو الكفر, وهو غير مقبول.

قال الله تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }([1]).

وقال الله تعالى: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنً الْخَاسِرِينَ }([2]).

وقال الله تعالى: { الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإسْلامَ دِينًا }([3]).

وروى مسلم بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنهَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ قَالَ: { وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }([4]).

ولا بأس بتعريف مختصر لوحدة الأديان :
تقول الموسوعة الميسرة في الأديان : [وحدة الأديان دعوة ماسونية تستغل النصارى في القضاء على الإسلام وإخضاع شعوبه, وتتخذ هذه الدعوة أسماء جذابة مثل: الدعوة للعالمية, أو التوفيق بين الإسلام والنصرانية, أو الدعوة إلى الإيمان الإبراهيمي, وأحياناً تحت مسمى حوار الأديان. وتقوم فلسفة هذه الدعوة على زعم أن هناك قواعد مشتركة بين الإسلام والنصرانية, كالإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر, وتكريم أم المسيح عليه السلام. وأن الخلاف بين الإسلام والنصرانية خلاف شكلي وليس بجوهري.
بدأت هذه الدعوة من جانب النصارى منذ أوائل القرن الميلادي، وتبنتها الصهيونية العالمية من خلال عقد العديد من المؤتمرات بدعوى التقريب بين الإسلام والنصرانية, منها : في "بيروت" عام 1953, و"الإسكندرية" عام 1954, وفي " نيويورك " عام 1984. وفي نفس العام عقد لقاء آخر في "دير سانت كاترين " بسيناء قامت بتمويله المنظمات الصهيونية في أمريكا وإسرائيل...وفي هذا اللقاء تم الكشف عن الأهداف الحقيقية لهذه الدعوة الخبيثة والتي يمكن تلخيصها في الآتي: (ضرورة استخدام هذه الدعوة لخدمة قضية السلام ووقف الحرب بين المسلمين وإسرائيل, مستخدمة الضغط الشعبي" الدبلوماسية الشعبية "لتحقيق ذلك)... وقد اتخذوا لهم راية وشعارا ًمرسوماً عليه شعار الأمم المتحدة وقوس قزح وإشارة  v  رمز النصر... وفي العصر الحديث دعت إليها البهائية, وقال بها الأفغاني والشيخ محمد عبده متأثراً بالقس الإنجليزي إسحاق تيلور أثناء نفيه في بيروت عام(1883م), ومن سار على دربهما من العصرانيين اليوم... وقد دعا إلى هذه العقيدة مؤخراً الفيلسوف الفرنسي الذي أعلن إسلامه "روجيه جارودي" ]([5]).
فهذا ما يريد صنوع والشقيان الآخران ومن يقدمهما رواداً للأمة.
·      خامساً : عمله في التمهيد للحزب الوطني القديم :
أما عن عمل صنوع في التهيئة للحزب الوطني والاشتراك به فهو ترجمة مخططاته النظرية إلى واقع عملي. فالحزب الوطني كما مر معنا أعلن عن نفسه بأنه حزب لا ديني, وكان وراءه وعلى المكشوف الجاسوس الإنجليزي "بلنت", والمخابرات الإنجليزية. وكانت خطة عمله التمكين للإنجليز. وهكذا كان.
ثار عرابي على الخديوي, فطلب الخديوي الحماية من بريطانيا, فجاءت بريطانيا واحتلت البلاد. وقام بلنت يدافع عن عرابي, وذهب محمد عبده لترتيب قضية وحدة الأديان في بيروت مع إسحاق تيلر, ثم رجع صديقاً حميماً ومستشاراً خاصاً وعميلاً لبلنت وكرومر.
أما رأس الأشقياء الثلاثة -جمال الدين المتأفغن- فقد سافر للهند بمهمة تجسسية أخرى أوضحتها رسائل بلنت لمحمد عبده, عندما طلب منه أن يخبر المتأفغن بضرورة تهدئة خواطر المسلمين في الهند, ووعده الآخر بتنفيذ هذه الرغبة. ثم عاد عرابي من المنفى إلى مصر ليستضيف في بيته مؤتمر الاستشراق.
هذا هو الحزب الوطني القديم وسيأتي الكلام عنه إن شاء الله باختصار.
·      سادساً: علاقاته بالغرب والأوسمة الكثيرة التي مُنِحَهَا :
واضح من سيرة صنوع أنه كان على علاقة متميزة بفرنسا, وأن الحكومة الفرنسية والحكومات الصديقة لفرنسا والدول المُسْتَعْمَرَة لفرنسا أيضاً كانت تكرم صنوع, وقد منحته الأوسمة العديدة والحماية والجنسية. ولقد مر معنا ذكر عن بعض الأوسمة التي نالها صنوع من هذه الدول. وهنا لا بد من التساؤل :
-      هل منح صنوع هذه الأوسمة لأنه كان يخدم الإسلام؟
-      أم لأنه كان يخدم قضية الأمة العربية في وحدتها؟
-      أم لأنه كان يخدم قضية مصر والدولة المصرية والشعب المصري؟
-      أم لأنه كان يخدم اللغة العربية؟
-      أم لأنه كان يخدم قضية وادي النيل؟
-      أم لأنه كان يريد إنهاء النفوذ الأجنبي في مصر؟
إذا كان ذلك فلا بد أن يكون المانح مسلماً أو عربياً أو مصرياً. وإذا لم يكن كذلك وكان المانح نصرانياً أو يهودياً أو ماسونياً أو مرتداً فلا بدَّ أنه خدم مصلحة هذا المانح حتى منحه. ولما كان المانحون كفاراً فعلم أنه كان يخدم الكفر إذن ويعمل لمصلحته. وهذا يقودنا إلى أن اليهود كانوا أصدق من عمارة عندما اعتبروه أحد أفذاذ رجالهم. لأن كل أعمال صنوع لا تخدم إلا القضية اليهودية, ولا يبقى في هذه الحالة إلا أن عمارة أيضاً يخدم نفس أهداف صنوع, أي يخدم المصلحة اليهودية والماسونية حقيقة.



[1] - سورة آل عمران : 19.
[2] - سورة آل عمران : 85.
[3] - سورة المائدة : 3.
[4] - رواه مسلم برقم :(153).
[5] - الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة : (2/1175-1177). 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.