موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأربعاء، 29 فبراير 2012

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (24)


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (24)
رضوان محمود نموس
نتابع في هذه الحلقة الرد على محمد عمارة فيما زعمه من أن الحكم والخلافة شأن دنيوي للدين فيه دخل بل هو أمر عقلي وليس للإسلام الحق في تنظيم الدولة أو التدخل في شؤونها عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي: [بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
ومن الإجماع:
1- قال الإمام الجويني: [ الإمامة رياسة تامة وزعامة عامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا متضمنها حفظ الحوزة ورعاية الرعية وإقامة الدعوة بالحجة والسيف وكف الجنف والحيف والانتصاف للمظلومين من الظالمين واستيفاء الحقوق من الممتنعين وإيفاؤها على... بإجماع من أشرقت عليه الشمس شارقة وغاربة واتفاق مذاهب العلماء قاطبة أما أصحاب رسول الله رأوا البدار إلى نصب الإمام حقا وتركوا بسبب التشاغل به تجهيز رسول الله ودفنه مخافة أن تتغشاهم هاجمة محنة ولا يرتاب من معه مسكة أن الذب عن الحوزة والنضال دون حفظ البيعة محتوم شرعا ولو ترك الناس فوضى لا يجمعهم على الحق جامع ولا يزعهم وازع ولا يردعهم عن اتباع خطوات الشيطان رادع مع تفنن الآراء وتفرق الأهواء لتبتر النظام وهلك الأنام وتوثب الطغام والعوام وتحزبت الآراء المتناقضة وتفرقت الإرادات المتعارضة وملك الأرذلون سراة الناس وفضت المجامع واتسع الخرق على الراقع ونشبت الخصومات واستحوذ على أهل الدين ذوو العرامات وتبددت الجماعات ولا حاجة إلى الإطناب بعد حصول البيان وما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن فإذا تقرر وجوب نصب الإمام فالذي صار إليه جماهير الأئمة أن وجوب النصب مستفاد من الشرع المنقول غير متلقى من قضايا العقول ] ([1]).

سلام الله عليك يا بلادي (19)


سلام الله عليك يا بلادي (19)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي كم حنوت على قضية فلسطين وكم خدعك المتظاهرون بالعمل للقضية وهم عار عليها وسبة في جبينها لقد آويت أحمد جبريل وعصابته وجورج حبش وعصابته ونايف الحواتمة وعصابته وسائر سفلة فتح ومنظمة الخيانة والاستسلام وكنت في هذا كمجير أم عامر.
فعندما نهضت للتخلص من الطاغوت قاموا ليساعدوا طائفة الردة الذين داسوا كرامتهم في لبنان ودمروا مخيمات أهلهم ولكنهم انتفضوا ليعملوا مرتزقة لدى قاتلهم. وجعلوا من أنفسهم عصابة قتلة سفلة أوباش, ومرتزقة باعوا رجولتهم في سوق النخاسة. وضاعة وحقارة, خسة ونذالة. كما كان دأبهم طيلة حياتهم.
ولكن المفاجأة جاءتك من حيث لا تحتسبين. وكما قيل يؤتى المرء من مأمنه. جاءتك ممن كنت تظنين فيهم الإسلام, وتتوسمين فيهم الخير.
ولكن خاب ظنك كما كان يخيب في كل مرة؛ لأنك قفزت فوق خط الطيب وتجاوزتيه إلى صحراء السذاجة المفرطة, وتربعت هناك وأردفت إعجازاً ونؤت بكلكل, هؤلاء هم حماس. حماس التي صرح قائدها المخذول, التالف المنحرف, الضال خالد مشعل. عندما أعلن الوفاء للطاغوت, والولاء للمرتد؛ من أجل بيت منحه إياه بعد أن ركبوا عليه, وتاجروا كما تاجر بقضية فلسطين. وما كدت تفيقين من الصدمة حتى جاءت أخرى جاءت من النذل إسماعيل هنية. الذي سارع إلى أسياده المجوس؛ ليتمسح عند قبر الخميني, ويرفع يديه مع المرزبان أحمدي نجاد؛ الذي أرسل زبانيته لقتل أبنائك, وسبي حريمك وذبح أطفالك, ذهب إسماعيل سيء الذكر؛ ليؤيد المرزبان ويبارك إجرامه وغدره وسفكه للدماء, ويقول له نحن معكم ولوكره المسلمون, نحن معكم ولو غضب المؤمنون, نحن معكم ولو غضب الله, نحن معكم ومع حلفائكم ومع أتباعكم وعصاباتكم ولو كره الله, ولو كرهت الأخلاق والكرم, ولو كرهت المروءة والشهامة, فأملنا رضاك؛ ولو كانت الدنيا غضاب فها نحن نشرنا التشيع في غزة وبنينا لهم الحسينيات , وقتلنا السلفيين وهدمنا مساجدهم, ونفذنا كل رغباتكم. فليفعل المسلمون في غزة وسوريا ما يشاؤون.
 فهل عرفت الآن من هم حماس. هل عرفتيهم على الحقيقة، هل تأكدت أنهم يوالون المجوس والمرتدين, وأهل الكفر والطغيان, هل عرفت أن حماس حرب على الإسلام والأيمان والقيم, والمروءة والأخلاق والشيم, هل علمت جيداً أنهم أولياء الشيطان. أعداء لجنود الرحمن, ولكن يا بلادي عليك أن تفتحي السجل الأسود لتسجلي قوائم بهؤلاء المجرمين المخادعين أولياء المرتدين فلا تقبليهم وقولي لهم عندما يتخلى عنهم أسيادهم كما يتخلى الرجل عن منديله القذر قولي لهم: (قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ).

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (9)


الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (9)
رضوان محمود نموس
السؤال: هل يجب علينا استئذان الوالدين للجهاد في سوريا وما هو الحل إذا رفضا.
الجواب أقول وبالله التوفيق:
ُيسأل بعض العلماء عن جهاد دفع العدو الصائل المحتل الذي أخذ البلاد وقتل العباد وسبى ذرارينا ونساءنا وصادر وسرق أموالنا واختطاف شبابنا وأسرهم فيجاوبون عن جهاد الطلب والغزو ولا شك أن هذا إمعان في التضليل وخضوع ذميم لرغبات القيادة اليهودية الصليبية والأصل أن من عرف أنه (لا إله إلا الله) ولو معرفة جزئية أن يتجنب هذه الأساليب الإبليسية ولقد قال الأمام أحمد: [في رواية عبد الخالق بن منصور من كان عنده كتاب الحيل في بيته يفتى به فهو كافر بما انزل الله على محمد  صلى الله عليه وسلم]([1]). فكيف بهذه الألاعيب التي هي أسوأ من كتاب الحيل بملايين المرات فلئن كان كتاب الحيل يعيد امرأة بغير وجه شرعي لرجل كان زوجها مثلاً ففتاوى العلماء التلاعبية تجعل بلاد الإسلام برمتها تحت تصرف المحتل الكافر وتعطي المبرر للمرتدين بالتسلط على العباد وتخذِّل المؤمنين عن الجهاد وتوقع البلابل بين الناس وتسمح بالتطاول للأنجاس والمتوقع أن لا تنطلي مثل هذه الأباطيل على شباب الإسلام وسنحاول إن شاء الله كنس ما يهيله علماء الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع  من الركام على أحكام الجهاد ولن يستطيع أحد حجب الشمس بغربال.
أما حديث استئذان الوالدين فهو حديث صحيح ولكن في أي جهاد وما هي مناسبته:

الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية(8)


الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية(8)
رضوان محمود نموس
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
إلى الشيخ الحبيب
نحن أبنائكم في شام الجهاد نريد منك أن ترعانا بأمورنا الشرعية بعد أن تخلى عن إجابتنا كثير من علماء الجهاد إذ أننا نراسلهم بعد جهد جهيد ونتفاجأ بأنهم حذفوا أسئلتنا بمنتهى السهولة 
سؤالنا يا شيخ هو عن المجند الذي يكون في خدمته الإلزامية وليس متطوعاً وهو حارس لثكنة عسكرية وليس في ساحات القتال هل دمه مباح لكي نأخذ سلاحه أو لندخل إلى الثكنة لأمر معين مثل مستودع أسلحة أو ما شابه دمتم ذخرا ومنارة للإسلام والمسلمين وجزاكم الله كل خير.
أخوك بالله أبو علي البتار الدمشقي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :
إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره فإذا علمنا أن حكم الطائفة الممتنعة واحد كما جاء في القرآن الكريم وقرره العلماء يتبين لنا حكم مثل هذا الجندي وغيره.
قال الله تعالى:(( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ))[القصص:8]  
[حكم الكفر هذا لا يقتصر على شخص الحاكم فقط بل يتعداه إلى كل المؤيدين له على ذلك والمناصرين له والراضين به، فحكمهم كحكمه كما ذكر الله عن جنود فرعون وهامان قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) فأشرك الله قوم فرعون معه في الخطيئة والإثم، لسكوتهم ورضاهم ونصرهم وتأييدهم له]([1]).
وهؤلاء لا عذر لهم إن هم أطاعوا سادتهم على الكفر، فقد قال الله تعالى: إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ {القصص: 8}
فذكر الجنود هنا فيه تنبيه واضح على أن حكمهم تابع لحكم قادتهم، فلولا هؤلاء الجنود لما استطاع القادة فعل شيء.
ولذلك قال العلامة السعدي: {وَجُنُودَهُمَا} التي بها صالوا وجالوا وعلوا وبغوا. انتهى.
وروى البخاري عن ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل، فأنزل الله: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا {النساء: 97}
فمجرد تكثير السواد ترتب عليه هذا الوعيد الشديد، فما بالك بمن تابع على الكفر وعمل بجيش الطاغوت.
ولكل طاغية أعوان: منهم من يعين بالرأي للتضليل والإفساد وتزيين الباطل للناس وإنفاذ رغبات الطاغية مثل الإعلام وجلس الشورى وعلماء الطاغوت وهؤلاء ك(هامان)، ومنهم من يعين بالمال، كدافعي الضرائب والتجار والدول الذين يساعدون بالمال وكل هؤلاء شركاء في الجريمة ك(قارون)  شركاء في العقاب قال الله تعالى  [إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ] (القصص: 8).
فالجنود والأعوان والأتباع التي تنكل بالناس، وترصد حركاتهم، وتبطش بهم، وتتعالى على الناس بما لديها من قوة وسلاح وسلطان لهم نفس الوصف  [وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ] (القصص: 39).

الأحد، 26 فبراير 2012

في رحاب العلماء(23) سبيل الخلاص للشيخ محمد أمين المصري


في رحاب العلماء(23)
سبيل الخلاص للشيخ محمد أمين المصري ([1])
رضوان محمود نموس
تكوين عدد كافّ من الدعاة وبثهم بين المسلمين في أنحاء البلاد شريطة أن تجتمع لدى هؤلاء الدعاة الشروط الضرورية، وأن يتسلحوا بالسلاح الكامل لأداء الدعوة. هذا هو الأساس والمنطلق.
وتكوين هؤلاء الدعاة أمر عزيز ليس بالسهل ولابد فيه من شروط جمة نذكر منها ما يلي:
1_ لابد من كسر الأطواق وتحطيم الأغلال:
ونعني بالأغلال تلك الأغلال التي صنعتها جاهلية العصور المتأخرة في البلاد الإسلامية تلك الأغلال التي عاش فيها المسلمون ردحاً من الزمن مستسلمين إلى الضعف والخور والتردد والحذر، مستسلمين إلى الأعراف التي تحيط بهم في الملبس والمسكن والحياة والتفكير والسلوك.
لابد من الخروج من آثار هذه البيئة الجاهلية التي بلغت أعماق نفوسنا، ولقد بعث الله الرسل ليحرروا الناس من الأغلال الفكرية والنفسية والخُلقية، الأغلال التي وضعتها بيئاتهم ومجتمعاتهم قال تعالى: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) (الأعراف 157) ولكسر هذه الأطواق لابد من أمور:
أولها: الشعور بالأطواق شعوراً واضحاً جلياً، وأنها لتحيط بأعناقنا ولكن أكثر الناس لا يشعرون بأي غل يحيط بهم.
ثانيها: إدراك مدى أخطارها.
ثالثها: العزيمة المصممة التي تدفع إلى كسر القيود والخروج منها، ومن حالة الإخلاد إلى الأرض، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ) (التوبة:38) وقال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) (الأعراف: 176)
رابعها: مشاهدة نقص البيئة وأثر هذه البيئة فينا وفيمن حولنا، وليس بالأمر اليسير إلا على من يسره الله له ومن فتح الله عقلة، وأكبر من ذلك شأناً القدرة على انتزاع النفس من البيئة السلبية والانطلاق في أجواء الخير والإيمان.
ولقد كان أعظم ما أتى به المصلحون انتزاعهم أنفسهم من بيئتهم وانتزاعهم أخوانهم ثم تقديم أمثلة جديدة وتكوين مجتمع جديد. ولقد نعى الإسلام على المشركين خضوعهم لآثار بيئتهم وعدم قدرتهم انتزاع أنفسهم من ربقتها قال تعالى: حاكياً حال المشركين في جمودهم ناعياً عليهم عدم قدرتهم على الانفلات من أغلال بيئتهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} (الزخرف: 22)
وكان زعماء مكة يحتجون بأن محمداً يريد أن يصرفهم عن إلفهم وعاداتهم وكان ذلك أمراً عظيماً لديهم. قال تباركت أسماؤه على لسانهم: ((أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)) (سورة ص: 5)

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (23)


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (23)
رضوان محمود نموس
نتابع في هذه الحلقة الرد على محمد عمارة فيما زعمه من أن الحكم والخلافة شأن دنيوي ليس للدين فيه دخل بل هو أمر عقلي وليس للإسلام الحق في تنظيم الدولة أو التدخل في شؤونها عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي: [بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
وأما من السنة:
فعَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:{ كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبِيَاءُ, كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ, وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي, وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الأوَّلِ فَالأوَّلِ, أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ, فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ }([1]).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:{ إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا }([2]).
- ووجه الاستدلال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم, ولكن خلافة, فأوصى المؤمنين بالوفاء بالبيعة للخليفة, وأن لا يسمحوا بتعدد الخلافة. فلو حاول أحد أخذ الخلافة مع وجود الخليفة فحكمه أن يقتل, حتى لا يكون في كل رقعة زنديق وأوباش يتبعونه, ثم تتفرق الأمة شذَر مذَر. ولا يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعة الخليفة وقتل مناوئه إلا إذا كان وجوده واجباً وحقاً.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: { مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ, وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ, وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي, وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي }([3]).
وعَنْه رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  قَالَ: {مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ, وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ, وَمَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي, وَمَنْ عَصَى الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي.. }([4]).
- ووجه الاستدلال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر طاعة الأمير من طاعة الله سبحانه وتعالى, ولا يكون ذلك إلا إذا كانت الخلافة والإمارة مأمور بهما شرعاً.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  يَقُول: { مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ, وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً }([5]).
 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: { ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ... وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى لَهُ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ لَهُ }([6]).  
- ووجه الاستدلال: أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية, وأن من لم يفِ للأمير المبايَع له عذاب أليم, وهذا يعني أن البيعة للخليفة واجبة شرعاً إلى الحد الذي يصل به غير المبايِع إلى الميتة الجاهلية. فوجوب البيعة يقتضي وجوب وجود المُبَايَع وهو الخليفة.

الجمعة، 24 فبراير 2012

الولاء والبراء (2)


الولاء والبراء (2)
رضوان محمود نموس
الأدلة من القرآن والسنة وأقوال العلماء على كفر أولئك الذين يوالون أعداء الله:
الدليل الأول: قال الله تعالى: { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ } ([1]).
قال ابن كثير في تفسير الآية [ ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير: فيه تهديد, ووعيد شديد للأمة, عن اتباع طرائق اليهود, والنصارى, بعد ما علموا من القرآن والسنة عياذا بالله من ذلك, فإن الخطاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ,والأمر لأمته, وقد استدل كثير من الفقهاء, بقوله حتى تتبع ملتهم: حيث أفراد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة, كقوله تعالى لكم دينكم ولي دين]([2]).
قال السمرقندي: [وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ ولا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، ...فأخبره الله تعالى أنهم لا يسلمون، ولن يرضوا عنه، حتى يتبع ملتهم فنهاه الله عن الركون إلى شيء مما يدعونه إليه. فقال تعالى: قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى، يعني دين الله هو دين الإسلام. وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد منه أمته، أي لئن اتبعت دينهم بعد ما جاءك من العلم، أي بعد ما ظهر أن دين الإسلام هو الحق مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ، أي من عذاب الله مِنْ وَلِيٍّ ينفعك وَلا نَصِيرٍ، أي مانع يمنعك منه]([3]).

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

في رحاب العلماء(22) أبصر طريقك للشيخ محمود شاكر


في رحاب العلماء(22)
أبصر طريقك للشيخ محمود شاكر([1])
رضوان محمود نموس
منذ ظهر دين الله في الأرض، وتدافعت أمواجه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وضرب تياره أسوار العالم المحيط به، وطهر بلادا ً كثيرة وغسلها مما فيها من الشرك والكفر والإهلال لغير الله سبحانه، أخذت تتجمع في أطرافه عداوة لا تنام، وبقيت هذه العداوة تنازل جنود الله عاماً بعد عام في ثغور الإسلام، ثم احتشدت هذه العداوات المتفرقة في الثغور حشداً واحداً، بدأت به الغزوات المتلاحقة التي عرفت في التاريخ باسم الحرب الصليبية، وظلت الحروب مشبوبة قروناً طويلة، وأداتها السلاح والجيوش والمواقع.
ثم انتهت حرب السلاح والجيوش، إذ وضع العالم الإسلامي سلاحه، بل أصح من ذلك، أن العالم الإسلامي يومئذ لم يكن معه سلاح يضعه أو يرفعه، وإذا كان فيه سلاح، فهو سلاح لا يغني عنه في لقاء هذه الأسلحة الجديدة التي جاءت مع الغزاة، ومن يومئذ انتقلت الحرب الصليبية من ميادين القتال إلى ميدان آخر: هو الحياة نفسها.
كانت خطة الحرب الصليبية الجديدة، هو دك الحياة الإسلامية كلها، تدك بناء هذه الحياة، وتدك علمها، وتدك آدابها، وتدك أخلاقها، وتدك تاريخها، وتدك لغتها، وتدك ماضيها، وفي خلال ذلك ينشأ بناء جديد لهذه الحياة، بعلم غير العلم الأول، وأدب غير الأدب، وأخلاق غير الأخلاق، وتاريخ غير  التاريخ، ولغة غير اللغة وماضٍ غير الماضي، ويأتي يوم فإذا الهزيمة واقعة كما وقعت في الميادين، ويصبح العالم الإسلامي وليس معه من الحياة التي كان بها عالماً صحيحاً، إلا بقايا لا تغني عنه، كما أصبح يوماً في ميدان الحرب ، ومعه بقايا أسلحة لا تغني عنه شيئاً.

تخريب البيوت


تخريب البيوت
رضوان محمود نموس
قال محدثي بنوع من الحدة: هل رأيت أناساً يخربون بيوتهم بأيديهم؟
- رأيت وعلمت، فلقد قال تعالى عن اليهود :{يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار}.
- تلك أمّة ملعونة هي ومن صالحها ومكّن لها وأقرّها وسار على نهجها، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً.
- من تقصد إذن؟
- أقصد أناسا من المسلمين يخربون بيوتهم بالحزبية والعصبية والتمييع.
- رأيت أدهى من هذا وأمر. رأيت من يخربون عقول أبنائهم وحاضرهم ومستقبلهم عن سابق إصرار وتصميم، ومع ذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
- من هؤلاء؟
- أنا وأنت وسائر المسلمين.
- وكيف هذا؟
- اسمح لي قبل الإجابة أن نناقش بعض الأمور لنتفق عليها، ثم ننطلق للإجابة.
هل تخريب العقل أصعب أم تخريب الطوب، وهل تخريب دين الأمة ومعتقدها أخطر أم تخريب سكنها وخيامها.
- لا شك أن تخريب عقول الأمة ودينها ومعتقدها أصعب وأخطر وعواقبه أدهى وأمر.
- هل المدارس والجامعات التي تدرس النظريات الكونية، وتمجد الإلحاد، وتحلل الربا، وتزيّن الفواحش، وتحارب الفضيلة، وتدعوا إلى الرذيلة، وتقدس الطاغوت، وتسير وفق إرادته وحسب توجيهاته، ومن ورائها اليهود والماسونية، هل هذه المدارس تبني لنا أجيالاً حريصة على دينها ورفعتها أم أجيالاً علمانية مرتدة مخربة إلا من عصم الله وقليل ما هم ؟
- لا شك أنها تخرب، بل تخرج أجيالا من الزنادقة.
- إذا تخرجت هذه الأجيال المنحرفة الضالة التي يتزندق غالبها هل يدمّر مستقبل الأمة أم يبنى.
- لا شك أنه يدمر.
- عندما أرسل أبنائي وترسل أبنائك وغيرنا كذلك هل ندمّر مستقبل الأمة ونخرب بيوتنا بأيدينا أم نبنيها.
- وضعتني في زاوية حرجة وكأنك تطلب الإجابة نعم أو لا، وكلاهما مغالطة ولكن ألا يمكن مناقشة القضية بطريقة أخرى.
- ناقش كيفما تحب المهم أن نصل إلى الحقيقة.
- إذا لم أرسل أبنائي ولم ترسل أبناءك إلى المدرسة ألا يخرجوا جهلة يضرون أكثر مما يفيدون.
- أنا لم أقل لا نعلمهم ولكن قلت : إن ذهابهم إلى هذه المدارس يخرب عقولهم ويجعل من غالبهم أدوات تدمير.
- إذن أين نعلمهم؟
- تعليم العقيدة الصحيحة والحلال والحرام وحدود ما أنزل الله وما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يتم تعلمه من المدارس والجامعات والبعثات إلى دول الكفر.
- لا.
- هل هذا العلم أولى أم علم الاجتماع والإنجليزي والفلسفة والرسم والموسيقى أولى.
- لا شك أن تعليم الدين وما به نجاتنا في الدنيا والآخرة أولى ولكن لا غنى عن بعض العلوم الأخرى أيضاً.
- إذا كان الأولى لا يوجد في المدارس فكيف تسمي المدارس دور علم، ومن لم يدخلها يكون جاهلاً علماً أنه يمكن تحصيل الآخر.
- أعدتني إلى نفس الزاوية. ولكن إذا سحبنا أبناءنا فيتفرد الضالون والزنادقة بالوظائف الهامّة في الدولة والتصرف بأمورها.
- إن الوظائف في الدولة هي أداة من أدوات الطاغوت يسخرها كيف يشاء لتسير وفق نظامه وبوزالات في ماكينة الطاغوت فهل تريد من أبنائنا أن يكونوا أدوات ومساميراً جنوداً للطواغيت.
- لا، ولكن ما هو الحل؟
- ربما لا أملك حلاً جاهزاً، ولكن إلى متى نبقى مستسلمين للواقع المرير؟ فكّر أنت وأفكر أنا ويفكر غيرنا وربما نصل إلى حل. ولماذا لا نقوم بإنشاء مدارس خاصة نعلم فيها ما ينبغي.
- إذا لم تدرس مناهج الدول لا يعترف بمدارسك ولا يعترف بشهاداتها.
- ولماذا الحرص على الاعتراف بالشهادة، وهل نتعلم لنكون أدوات عند الدولة أو للعلم وللنجاة في الدنيا والآخرة، وهل تخرج علماء الإسلام من الثانويات و الجامعات.
- ليس الأمر بهذه السهولة التي تطرحها، إن المدارس تحتاج إلى تكلفة والناس غير قادرة على ذلك.
- إنها ضريبة الحرية والعيش بالإسلام، كما أنها ضريبة تخاذلنا لأننا سمحنا للطاغوت بالسيطرة على مقاليد الأمور، وعلينا أن ندفعها أو ندفع ما هو أكبر منها لإعادة الأمور إلى نصابها والتخلص من الطاغوت الذي خرب علينا كل شيء حتى طعامنا عندما يستورد لنا المحرمات ويدمغها بدمغة حلال. وإلا سنبقى ندفع ضريبة الذل.
- يبدو أنك تبسط الأمور أكثر من اللازم.
- هذا طرح وفكر أنت بحل وليفكر غيرنا علنا نجد حلاً، ولكن هل عدم وجود حل مرضي ومريح يبرر لنا أن نسير وفق توجيهات الطاغوت ونكون أداة من أدواته نخرب مستقبلنا بأيدينا.
- أعدتني إلى نفس النقطة ولكن لا بد من الصراحة والإجابة بلا.


الاثنين، 20 فبراير 2012

الاستعانة بالمشركين (5)


الاستعانة بالمشركين (5)
رضوان محمود نموس
من الوصايا العظمية: الوفاء بعهد الله عز وجل؛ والوفاء بعهد الله المراد به: الوفاء بالمواثيق التي تكون بين العبد وبين ربه، والله تعالى أمرنا أن نفي بعهده فقال: (( وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) [الأنعام:152]
وقال تعالى:(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [البقرة:40]
وقال تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا) [الإسراء:34]
وقال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ) [النحل:91]
وقال تعالى: ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177]
 وقال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا) [الأحزاب:23]
وذم أقواماً وتوعدهم بالعذاب الأليم بسبب عدم الوفاء بالعهد
 قال الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[آل عمران:77]
وقال تعالى: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ) [الرعد:20]
 وقال الله تعالى: (( وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ))[النحل:95]
والاستعانة بالله شَرْطُهُ الَّذِي اشْتَرَطَ، وَحَقُّهُ الَّذِي افْتَرَضَ، والعهد الذي نعاهد الله عليه كل يوم أكثر من عشرين مرة وَالْوَفَاءُ بِعَهْدِ اللهِ أَنْ تُجْعَلَ لَهُ وَلا تُجْعَلَ لِمَنْ دُونِهِ، فَإِنَّمَا يستعان به خاصة فيما أخبرنا عنه أنه بيده جل وعلا. فكيف نلجأ إلى من دونه ونستعين به ونحن نعاهد الله على أن لا نستعين إلا به وَكُلُّ عَهْدٍ يُنْقَضَ لِلْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ، ولا يُنْقَضُ عَهْدُهُ لِلْوَفَاءِ بِعَهْدِ غَيْرِهِ. إننا نقرأ الفاتحة في كل يوم بعدد ركعات الصلاة التي نصليها وفي كل ركعة نقول:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } هذا عهدٌ بينك وبين الله تعاهده أن لا تعبد إلاَّ إياه، ولا تستعين إلاَّ به؛
{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فيها توحيد الربوبية وفيها توحيد طلب الإِعانة مع التوكل والتبري من الحول والقوة إلا بالله. وقدم المفعول، وهو إياك وكرر، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} للتوكيد والاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك ولا نتوكل إلا عليك،

سلام عليك يا بلادي (18)


سلام عليك يا بلادي (18)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي لقد شاء الله أن يفضح أعداءك ويظهر خيانتهم, هؤلاء الأعداء التي تريد فرنسا أن تمكن لهم ليكونوا حزبها وربيبها, وعميلها ووكيلها في بلاد الشام, هؤلاء  المتعلمنون المرتدون؛  بسمة وغليون؛ ومن لف لفهم من عملاء صهيون.
بسمة التي تفاخر بحبها لليهود وتقول: [ نعم بالطبع نحن بحاجة لها - بحاجة إلى إسرائيل – أنا شخصيا أرتاح أكثر واهتم أكثر بكثير عندما أتكلم مع شخص إسرائيلي فضلا عن شخص يشبهني]
بسمة التي تفاخر بكراهيتها للإسلام فتقول: [نحن بحاجة إلى ثقافة كي لا  نتحدث عن القرآن دائما]
وتفاخر بعمالتها وردتها فتقول: [ هناك مجتمع مدني لا علاقة له بالإسلام يصحو هو عبارة عن نقابات منظمة للمرأة وشباب يناضلون من أجل الديمقراطية وحرية التعبير]
وهي وغليون والمتعلمنون المرتدون ركام منتهي, ولكن فضح الله الأخوان المفلسين الذين انتخبوههم وقدموهم ووالوهم وبايعوهم ورضوا بهم قيادة لهم وقدموهم لأتباعم على أنهم حلفاء صادقون يجب تأييدهم والذب عنهم ومعاداة من يعاديهم.
حتى أصبحت بسمة وغليون والمجلس المأفون معيار الولاء عند الأخوان.
هؤلاء الأخوان بعد أن والوا حزب الشيطان لعدم ثقتهم بنصر الرحمن, بعد أصبحوا علمانيين بجلباب المسلمين هم أخطر عليك من الكفار الصريحين وزمر المرتدين العلمانيين لأنهم يعلنون الإسلام ويعطون الكفر والردة صبغة شرعية والدهماء تقول أفتى القرضاوي, وتكلم الهلباوي, وحالف طيفور, وشارك مسعور, وبرر مأجور, ويظنون أن وراء هذه الأسماء رجال وما هم إلا طليعة الدجال. وتكفلت قناة الجزيرة بتلميع الأحذية والنفخ في البوالين لتظهر ضخمة كبيرة وتتحدث عن الشريعة والحياة وتوالي الكفار وتخدم الأشرار وتمدح اليهود الملاعين وتشتم المجاهدين ولكن مع ذلك هم فقاعات وزبد يحتمله السيل إلى المسيل ولو كانوا في عيون الغثاء شيوخ الجيل.    
فهم مقلدون لبني علمان في المظهر والمخبر, بهديهم يهتدون وبركبهم يسيرون وعلى أنغامهم يرقصون  هؤلاء هم العدو الأخطر, والشر الأكبر هؤلاء هم أس الضلال ورأس الانحلال فاحذريهم حذرك من الطاعون , لأنهم باسم الدين يتكلمون وللدين يزورون ولميراث ابن أبي يبعثون قاتلهم الله أنى يؤفكون 

الاستعانة بالمشركين (4)


الاستعانة بالمشركين (4)
رضوان محمود نموس
بعد أن بينا في الحلقة السابقة أن النصر من الأمور المتعلقة بالله عز وجل ولا يجوز طلب النصر والاستنصار إلا من الله عز وجل لأنه لا يستطيع أحد أن ينصر غير الله. وطلب النصر من المشركين لا يجوز بل هو خلل في العقيدة.
يستمر السياق القرآني ليؤكد هذه الحقيقة الكبرى فيقول تعالى: (( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))[آل عمران:160]
يقول الإمام الطبري: القول في تأويل قوله: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) }
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك:"إن ينصركم الله"، أيها المؤمنون بالله ورسوله، على من ناوأكم وعاداكم من أعدائه والكافرين به "فلا غالب لكم" من الناس، يقول: فلن يغلبكم مع نصره إياكم أحد، ولو اجتمع عليكم مَن بين أقطارها من خلقه، فلا تهابوا أعداء الله لقلة عددكم وكثرة عددهم، ما كنتم على أمره واستقمتم على طاعته وطاعة رسوله، فإن الغلبة لكم والظفر، دونهم "وإن يخذُلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده"، يعني: إن يخذلكم ربكم بخلافكم أمره وترككم طاعته وطاعة رسوله، فيكلكم إلى أنفسكم "فمن ذا الذي ينصركم من بعده"، يقول: فأيسوا من نصرة الناس فإنكم لا تجدون [ناصرًا] من بعد خذلان الله إياكم إن خذلكم، يقول: فلا تتركوا أمري وطاعتي وطاعة رسولي فتهلكوا بخذلاني إياكم "وعلى الله فليتوكل المؤمنون"، يعني: ولكن على ربكم، أيها المؤمنون، فتوكلوا دون سائر خلقه، وبه فارضوا من جميع من دونه، ولقضائه فاستسلموا، وجاهدوا فيه أعداءه، يكفكم بعونه، ويمددكم بنصره. كما حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160] " أَيْ إِنْ يَنْصُرْكَ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكَ مِنَ النَّاسِ، لَنْ يَضُرَّكَ خُذْلَانُ مَنْ خَذَلَكَ، وَإِنْ يَخْذُلْكَ، فَلَنْ يَنْصُرَكَ النَّاسُ، فَمَنِ الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ: أَيْ لَا تَتْرُكْ أَمْرِي لِلنَّاسِ، وَارْفُضْ أَمْرَ النَّاسِ لِأَمْرِي {وَعَلَى اللَّهِ}«لَا عَلَى النَّاسِ» {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}]([1]).

الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية(7)


الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية(7)
رضوان محمود نموس
س: أخ رضوان إذا طلبنا منك كأخوة لك أن تشرح لنا قليلا حول ماهية المقاومة الشعبية المسلحة بعيدا عن الدين والجهاد فهل تقدر , ولن تأخذ من وقتك إلا القليل لأنه طلب مني بعض الأعضاء موضوعا موجزا .
أقول وبالله التوفيق:
في الحياة يوجد دائرتان دائرة الإيمان ودائرة الكفر ويمكن أن نقول هناك نظامان نظام إسلامي يتَّبع ما أنزل الله ونظام جاهلي ولو تنوع وتعدد ولكن تجمعه الجاهلية وهناك سياستان سياسة شرعية متقيدة بما أنزل الله وسياسة وضعية من صنع الطواغيت وكل ما ذكر مؤداه واحد {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
وقال الله تعالى: (( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ))[القصص:50]
وهناك آيات كثيرة تؤكد على هذا المعنى
وفي الإسلام شرع لنا الجهاد فإذا أردنا شيئاً بديلاً عنه فقد قدمنا الهوى على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد له أحكام في الدنيا وثواب في الآخرة واستبدال نظام الجهاد ببديل من صنع أنفسنا هو تشريع من دون الله فالجهاد له غايات:
 قال الله تعالى:  (( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ))[النساء:76]
 [وعَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»]([1]).
يقول الرازي: قال الله تعالى: [الذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً
وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ وُجُوبَ الْجِهَادِ بَيَّنَ أَنَّهُ لا عِبْرَةَ بِصُورَةِ الْجِهَادِ. بَلِ الْعِبْرَةُ بِالْقَصْدِ وَالدَّاعِي، فَالْمُؤْمِنُونَ يُقَاتِلُونَ لِغَرَضِ نُصْرَةِ دِينِ اللَّه وَإِعْلاءِ كَلِمَتِهِ، وَالْكَافِرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطاغوت، وهذه الآية كالدلالة عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ غَرَضُهُ فِي فِعْلِهِ رِضَا غَيْرِ اللَّه فَهُوَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ، لأنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ هَذِهِ الْقِسْمَةَ وَهِيَ أَنَّ الْقِتَالَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه: أَوْ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَا سِوَى اللَّه طَاغُوتًا، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى أَمَرَ الْمُقَاتِلِينَ فِي سَبِيلِ اللَّه بِأَنْ يُقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ، وَبَيَّنَ أَنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا، لأنَّ اللَّه يَنْصُرُ أَوْلِيَاءَهُ، وَالشَّيْطَانُ يَنْصُرُ أَوْلِيَاءَهُ وَلا شَكَّ أَنَّ نُصْرَةَ الشَّيْطَانِ، لأوْلِيَائِهِ أَضْعَفُ مِنْ نُصْرَةِ اللَّه لأوْلِيَائِهِ،]([2]).
ويقول الإمام الطبري: [يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ: الَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَيْقَنُوا بِمَوْعُودِ اللَّهِ لأهْلِ اٌلإيمَانِ بِهِ {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} يَقُولُ: " فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَمِنْهَاجِ دِينِهِ وَشَرِيعَتِهِ الَّتِي شَرَعَهَا لِعِبَادِهِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} يَقُولُ: " وَالَّذِينَ جَحَدُوا وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ وَكَذَّبُوا رَسُولَهُ وَمَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} يَعْنِي: " فِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ وَطَرِيقِهِ وَمِنْهَاجِهِ الَّذِي شَرَعَهُ لأوْلِيَائِهِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ.]([3]).
ويقول سيد قطب: [وفي لمسة واحدة يقف الناس على مفرق الطريق. وفي لحظة ترتسم الأهداف، وتتضح الخطوط. وينقسم الناس إلى فريقين اثنين تحت رايتين متميزتين:
«الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ..
«وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ» ..
الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله لتحقيق منهجه، وإقرار شريعته، وإقامة العدل «بين الناس» باسم الله. لا تحت أي عنوان آخر. اعترافاً بأن الله وحده هو الإله ومن ثم فهو الحاكم:
والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، لتحقيق مناهج شتى- غير منهج الله- وإقرار شرائع شتى- غير شريعة الله- وإقامة قيم شتى- غير التي أذن بها الله- ونصب موازين شتى غير ميزان الله! ويقف الذين آمنوا مستندين إلى ولاية الله وحمايته ورعايته.

الأحد، 19 فبراير 2012

في رحاب العلماء (21) حكم السلام على الروافض وأشباههم للشيخ محمد بن عبد اللطيف


في رحاب العلماء (21)
حكم السلام على الروافض وأشباههم
للشيخ محمد بن عبد اللطيف([1])
 رضوان محمود نموس
وسئل: الشيخ محمد بن عبد اللطيف،: رجلان تنازعا في السلام على الرافضة والمبتدعين، ومن ضاهاهم من المشركين، وفي مواكلتهم ومجالستهم:
فأجاب: الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، كالمبتدعة، والمشركين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، محمد وآله وصحبة والتابعين.
أما بعد، فقد سألني من لا تسعني مخالفته، عن هذا السؤال المذكور أعلاه، بما عليه أهل التحقيق من أئمة الإسلام والهداة الأعلام، وما نعتقده في ذلك وندين الله به؟ فنقول: اعلم، وفقنا الله وإياك، لما يحب ويرضى، أنه لا يستقيم للعبد إسلام ولا دين، إلا بمعاداة أعداء الله ورسوله، وموالاة أولياء الله ورسوله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ} [سورة التوبة آية: 23] ، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [سورة النساء آية: 139] ، وقال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية [سورة المجادلة آية: 22] .
وقال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [سورة هود آية: 113] ، قال ابن عباس، رضي الله عنهما: "لا تميلوا إليهم في المودة ولين الكلام"، وقال أبو العالية: "لا ترضوا بأعمالهم"، وقال بعض العلماء: من مشى إليهم ولم ينكر عليهم، عد من الراكنين إليهم.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [سورة الممتحنة آية: 1] ، وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [سورة الممتحنة آية: 4].
 فالواجب على من أحب نجاة نفسه وسلامة دينه، أن يعادي من أمره الله ورسوله بعداوته، ولو كان أقرب قريب، فإن الإيمان لا يستقيم إلا بذلك والقيام به، لأنه من أهم المهمات، وآكد الواجبات.
إذا عرفت هذا، فمواكلة الرافضي، والانبساط معه، وتقديمه في المجالس، والسلام عليه، لا يجوز، لأنه موالاة وموادة، والله تعالى قد قطع الموالاة، بين المسلمين والمشركين، بقوله: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} [سورة آل عمران آية: 28] ، وقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ} [سورة النساء آية: 140] . والآيات في المعنى كثيرة كما تقدم.
والسلام تحية أهل الإسلام بينهم، فإذا سلم على الرافضة، وأهل البدع، والمجاهرين بالمعاصي، وتلقاهم بالإكرام والبشاشة، وألان لهم الكلام، كان ذلك موالاة منه لهم. فإذا وادهم، وانبسط لهم، مع ما تقدم، جمع الشر كله، ويزول ما في قلبه من العداوة والبغضاء، لأن إفشاء السلام سبب لجلب المحبة، كما ورد في الحديث: " ألا أدلكم على ما تحابون به؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أفشوا السلام بينكم ". فإذا سلم على الرافضة والمبتدعين، وفسَّاق المسلمين، خلصت مودته ومحبته، في حق أعداء الله وأعداء رسوله. وعن قتادة عن الحسن: "ليس بينك وبين الفاسق حرمة".

الخميس، 16 فبراير 2012

الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (6)


الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (6)
رضوان محمود نموس
وردنا السؤال التالي: ما هو حكم من يقول عما يجري في سوريا بلسانه أو بلسان حاله أنه على الحياد ليس مع الدولة وليس مع المجاهدين علماً بأن هؤلاء أنفسهم يمكن تقسيمهم إلى ثلاث فئات :
الأولى: تتمنى زوال الحكومة ولكن لا تريد أن تتحمل تبعات الجهاد.
الثانية: لا يهمها الأمر إن ذهبت الحكومة أو لم تذهب.
الثالثة: تفضل بقاء الحكومة لمصالحها الشخصية ولكن لا تريد التورط بالانحياز إلى الحكومة.
أفيدونا مأجورين وبارك الله بكم.  
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد قبل الإجابة على الأسئلة لا بد من توصيف الوضع في سوريا:
ومختصره هناك طائفة نصيرية مرتدة يعاونها علمانيون مرتدون وأصحاب مصالح شكلوا مع بعضهم طائفة ممتنعة كما أنها ممتنعة عن تطبيق الشرع وتشرع من دون الله وتحكم بغير ما أنزل الله وتوالي أعداء الله وتقتل أولياء الله وتشن حرب إبادة على المسلمين.
وفي هذه الحال فالجهاد واجب وجوباً عينياً على جميع المسلمين في القطر فإن حصل بهم الكفاية وهزيمة هذه الطائفة الكافرة المرتدة فبها ونعمت وإن لم يحصل الكفاية فالجهاد واجب على الأقرب فالأقرب ولو استغرق الأمة كلها من الشام إلى مراكش غرباً وإلى أندونيسيا وما جاورها شرقاً وهكذا جنوباً وشمالاً .
قال في شرح مسلم: [وهو وجوب أن تخرج المرأة للقتال في حالة جهاد الدفع، فيجوز لكل من لا يجوز له القتال أو يجب عليه أن يخرج للقتال، وجهاد الدفع أن يأتي العدو إلى بيتك أو بلدك أو قريتك فيداهمك فيها، فيجب على كل من قدر على القتال أن يخرج حتى الأطفال والصبيان والنساء؛ لأن الجهاد حينئذ فرض عين على كل مكلف]([1]).

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.