موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأربعاء، 15 فبراير 2012

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (22)


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (22)
رضوان محمود نموس
نبين في هذه الحلقة تهافت محمد عمارة فيما زعمه من أن الحكم والخلافة شأن دنيوي للدين فيه دخل بل هو أمر عقلي وليس للإسلام الحق في تنظيم الدولة أو التدخل في شؤونها عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي: [بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
الخلافة والحكومة هو شأن عقلي
ثمة رأي آخر للمفكر يرى فيه أن إقامة الخلافة والحكومة هو شأن عقلي دنيوي وليس دينياً، ويفتري ويزعم أن هذا هو رأي أهل السنة جميعاً فيقول: [ وعلى سبيل المثال فهذا موقف المعتزلة كما عبّر عنه قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الهمذاني،([1]) وهو موقف الخوارج كما عبّر عنه أبو حفص عمر بن جميع عندما قال: إن الإمامة مستخرجة من الرأي وليست مستخرجة من الكتاب والسنة. وهو رأي جميع أهل السنة كذلك ] ([2]).
ثم يقول بعد أن أثبت قول المعتزلة بأن الخلافة تستند إلى العقل وليس إلى النقل، يقول: [ والخوارج يقفون أيضاً من طبيعة السلطة السياسية، فيقولون: إن الإمامة مستخرجة من الرأي وليست مستخرجة من الكتاب أو السنة، أي ليست مستخرجة من الدين، والسلفية أصحاب الحديث قالوا بذلك أيضًا ] ([3]).
ثم يقول: [ فليس الحكم والقضاء وليست الإمامة والسياسة ديناً وشرعاً وبلاغاً ] ([4]).
وقول محمد عمارة: إن الخلافة والسلطة أمر عقلي وليس شرعياً، وينسب هذا القول إلى المعتزلة والخوارج وأهل الحديث وجميع أهل السنة كذلك.هو محض كذب وافتراء
ونقول: إن الخلافة ثبتت بالقرآن والسنة والإجماع والقواعد الأصولية واستنباط العلماء.
- أما من القرآن:

     قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا % يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا % أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا % وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا % فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا % أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا % وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا % فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }([5])
وقال الله تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}([6]).
- ووجه الاستدلال: أن الأمر بالحكم بالعدل, ووفق الكتاب الذي أنزل الله تعالى, ووفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي سنها, والتي يثبت حكمها هنا بقوله تعالى { لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} لا يكون إلا بعد وجود إمام. فعلم وجوب نصب الخليفة ليحكم بالعدل وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وكذلك الأمر بطاعة أولي الأمر لا يكون إلا بعد وجودهم. فعُلم وجوب نصب خليفة يلي أمر المسلمين.
وقال الله تعالى:{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ }([7]).
وقال تعالى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}([8]).
- ووجه الاستدلال: أن الأمر بقتال أنواع الكفار والمنافقين, سواء كان كفرهم أصلياً أو طارئاً كأشكال الردة لا بد له من إمام. كما قال المؤمنون من بني إسرائيل وأخبرنا الله بذلك فقال سبحانه:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } إلى قوله تعالى:{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ % فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ}([9]).
فوجب نصب الخليفة للقتال في سبيل الله, وردع الكفار ليكون الدين كله لله.
 وقال الله تعالى:{  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ % فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ }([10]).
- ووجه الاستدلال: أن الذين لا ينتهون عن الربا الذي أباحه رواد عمارة وغيرهم من المرتدين يجب قتالهم, لأن الحرب من الله هي عقابه -أجارنا الله من ذلك- أما الحرب من الرسول صلى الله عليه وسلم: فبناءً على أن كل ما خوطب به الرسول صلى الله عليه وسلم هو خطاب لأمته ما لم يقم دليل اختصاصه به صلى الله عليه وسلم إذن فالحرب على مستبيحي الربا لصيانة أحكام الإسلام لا بد لها من إمام ؛ لذا وجب نصب الخليفة.
وقال الله تعالى:{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }.
وقال تعالى:{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ  }.
وقال تعالى: { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ % أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ % يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}([11]).
وقال تعالى:{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }([12]). 
وقال تعالى:{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ولا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }([13]). 
وقال تعالى:{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَالَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ }([14]).     
وقال تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا % وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا % إِذًا لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا }([15]).
- ووجه الاستدلال: أن الله أمرنا بالحكم بما أنزل الله, وحكم بالكفر على الذين لا يحكمون بما أنزل الله, ويحكمون وفق الأهواء وآراء الرجال, ووصف ذلك بالجاهلية, وتوعَّد الذين يركنون إلى الكفار بالنار ولو كان هذا الركون شيئاً قليلاً, ولو كان حتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكي يتأتَّى منع الركون للكافرين, والحكم بما أنزل الله لابد من خليفة فوجب تنصيبه.
وقال تعالى:{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}([16]).
- ووجه الاستدلال: أن الطواغيت المتبوعة والمطاعة بغير طاعة الله فتحلل وتحرم من غير كتاب الله تنازع الله في الألوهية, ولا بد من الأخذ على أيديهم ومنعهم وقتالهم إذا أصروا, ولا يكون ذلك إلا بخليفة فوجب تنصيبه.
وقال تعالى: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب}ِ([17]).
فالله تعالى جعل نبيَّه داود عليه السلام خليفة في الأرض, وأمره أن يحكم بين الناس بالحق, وأمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به فقال الله تعالى: { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } إلى قوله تعالى { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّه ُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِين }([18]).
- ووجه الاستدلال: أن الله تعالى أمر نبياً من أنبيائه بأن يكون خليفة في الأرض ويحكم بين الناس بالحق, ثم أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به. وما خاطب الله به رسوله صلى الله عليه وسلم هو خطاب للمؤمنين إذا لم تثبت الخصوصية. فالمؤمنون مخاطبون من الله بالحكم بإقامة خليفة في الأرض, والحكم بين الناس بالحق.
وقال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ  الْفَاسِقُونَ }([19]).
- ووجه الاستدلال: أن الاستخلاف في الأرض, والتمكين للدين لا يكون إلا بخليفة فوجب تنصيبه. ووعد الله المؤمنين بالاستخلاف إذا تنزهوا عن الشرك فلم يُحَكِّموا إلا الله, لا في قليل ولا في كثير. 
ثم أنكر الله تعالى على الذين لا يتدبرون القرآن, ويطيعون الكفار, وينشرون آراءهم, ويحادون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه:{ أفلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا % إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ % ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ % فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ % ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }([20]).
وقال تعالى: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ  }([21]). 
وقال تعالى:{ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا َ% وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ % رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا }([22]).

يتبع


[1] - كان قاضيا لقضاة الري  عام 360هـ ولاه الصاحب بن عباد وزير مؤيد الدولة البويهي، كان شيخ المعتزلة في عصره وكان من غلاتهم، أرخ لهم وقنن مبائدهم وأصولهم الفكرية والعقدية مات سنة 414هـ.
[2] - الدولة الإسلامية بين العلمانية والسلطة الدينية ، ص / 52..
[3] - الدولة الإسلامية بين العلمانية والسلطة الدينية ، ص / 183.
[4] - المعتزلة وأصول الحكم، ص / 296.
[5] - سورة النساء: 58 - 65.
[6] - سورة النساء: 105.
[7] - سورة البقرة: 193.
[8] - سورة الأنفال: 39.
[9] - سورة البقرة: 246 - 251.
[10] - سورة البقرة: 279.
[11] - سورة المائدة: 44- 49- 51.
[12] - سورة الأنعام: 114.
[13] - سورة الأعراف: 3.
[14] - سورة الرعد: 37.
[15] - سورة الإسراء: 73 - 75.
[16] - سورة التوبة: 31.
[17] - سورة ص:26.
[18] - سورة الأنعام: 84 - 90.
[19] - سورة النور: 55.
[20] - سورة محمد: 24- 28.
[21] - سورة المائدة: 33.
[22] - سورة الأحزاب: 66 - 68.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.