الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية(1)
رضوان محمود نموس
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا % يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
وإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في النار، أجارنا الله والمسلمين منها، ومن مسبباتها، ودواعيها ودعاتها.
ثم أما بعد
وردتنا هذه الأسئلة وطلب أصحابها الجواب عليها بما أمكن من السرعة
- ما هو حكم الرئيس السوري بشار الأسد هل هو كافر أو فاسق ظالم وهل يجوز قتاله؟
- ما هو حكم الحكومة السورية المؤيدة لبشار وهل يجوز قتالها؟
- ما هو حكم الجيش وأجهزة الأمن والشبيحة ومن يساعدهم وهل يجوز قتلهم؟
- ما هو حكم العلماء الذين يقدمون الفتاوى لهم ويبررون أعمالهم؟
- هل يجوز هدر دم كافة العساكر في الشوارع والطرقات واستهداف الحواجز وباصات نقل المجندين؟
- هل يجوز استهداف مخافر الشرطة؟
- إذا كانت العملية الجهادية قد تعرض مدنيين عزل لخطر الموت أو الإصابة هل يجوز تنفيذها؟
- هل يجوز للمدنيين حمل السلاح والجهاد أم هو محصور بالمنشقين؟ وهل هناك حالة خاصة للمطلوبين؟
- هل يجوز الإجهاز على الجرحى من المخابرات وغيرهم؟
وسنجيب عليها بتوفيق الله تباعاً:
السؤال الأول: ما هو حكم الرئيس السوري بشار الأسد هل هو كافر أو فاسق ظالم وهل يجوز قتاله؟
الجواب: هناك قاعدة شرعية تقول: الحكم على الشيء فرع عن تصوره. فقبل الحكم على الرئيس السوري بشار الأسد لا بد من معرفة حاله وإسقاط حكم الله عز وجل على من يتصف بهذه الصفات أو من يكون هكذا حاله.
1- فالرئيس السوري ينتمي إلى الطائفة النصيرية.
2- والرئيس السوري يشرع من دون الله ويحكم بغير ما أنزل الله.
3- والرئيس السوري علماني يعلن علمانيته ويفرض العلمانية على سوريا.
4- والرئيس السوري يوالي الكافرين.
5- والرئيس السوري يعادي الإسلام ويحاربه.
6- والرئيس السوري يعلن انضمامه لمنظمة الأمم المتحدة والتقيد بقوانينها.
وهناك أشياء أخرى كثيرة ولكن نكتفي بهذه الحيثيات التي تمكنا إن شاء الله من الحكم عليه وعلى أمثاله الذين تنطبق عليهم هذه الأوصاف.
فأولاً ما هي النصيرية وما حكم من يعتنق هذا المذهب؟.
النصيرية فرقة مرتدة عن الإسلام مؤسسها محمد بن نصير البصيري النميري زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري والحجة بعده ووارث علمه وأن المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام.
اعتقاداتهم:
- أن علي إلهاً وأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص.
- يحبون عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي ويترحمون عليه, لأنه حسب زعمهم خلص اللاهوت من الناسوت.
- يعتقد قسم منهم أن علي يسكن في القمر وهم القمرية ويعتقد قسم آخر أنه يسكن في الشمس وهم الشمسية, ويعتقدون أن علي خلق محمد وأن محمداً خلق سلمان الفارسي وأن سلمان خلق الأيتام الخمسة وهم:
· المقداد بن الأسود: ويعدونه رب الناس.
· أبو ذر الغفاري: الموكل بدوران الكواكب والنجوم.
· عبد الله بن رواحة: الموكل بالرياح وقبض الأرواح.
· عثمان بن مظعون: الموكل بالجسد.
· قنبر بن كادن: الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام.
- يعتقدون بالتقمص وهو انتقال نفس الروح من جسد إلى جسد.
- يعتقدون بإباحة المحارم والفروج جميعها واللواط.
- لهم أعياد يختلط فيها الحابل بالنابل دون حرج, أهمها يوم النيروز, وعيد المهرجان, ويوم الغدير, ويوم 9محرم يوم مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويوم المباهلة, وكل أعياد النصارى أعيادهم.
- يعظمون الخمر, وشجرة العنب, وقطع شجرة العنب عندهم جرم كبير.([1]).
اتفق علماء المسلمين على تكفيرهم:
يقول الإمام ابن تيمية : [ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هَؤُلاءِ الْقَوْمُ الْمُسَمَّوْنَ بالْنُصَيْرِيَّة هُمْ وَسَائِرُ أَصْنَافِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ بَلْ وَأَكْفَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ مِثْلَ كُفَّارِ التَّتَارِ والفرنج وَغَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ هَؤُلاءِ يَتَظَاهَرُونَ عِنْدَ جُهَّالِ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّشَيُّعِ وَمُوَالاةِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ لا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلا بِرَسُولِهِ وَلا بِكِتَابِهِ وَلا بِأَمْرِ وَلا نَهْيٍ وَلا ثَوَابٍ وَلا عِقَابٍ وَلا جَنَّةٍ وَلا نَارٍ وَلا بِأَحَدِ مِنْ الْمُرْسَلِينَ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا بِمِلَّةِ مِنْ الْمِلَلِ السَّالِفَةِ بَلْ يَأْخُذُونَ كَلامَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ الْمَعْرُوفِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى أُمُورٍ يَفْتَرُونَهَا؛ يَدَّعُونَ أَنَّهَا عِلْمُ الْبَاطِنِ؛ مِنْ جِنْسِ مَا ذَكَرَهُ السَّائِلُ وَمِنْ غَيْرِ هَذَا الْجِنْسِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ حَدٌّ مَحْدُودٌ فِيمَا يَدَّعُونَهُ مِنْ الإلحادِ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَآيَاتِهِ وَتَحْرِيفِ كَلامِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ عَنْ مَوَاضِعِهِ؛ إذْ مَقْصُودُهُمْ إنْكَارُ الإيمَانِ وَشَرَائِعِ الإسْلامِ بِكُلِّ طَرِيقٍ مَعَ التَّظَاهُرِ بِأَنَّ لِهَذِهِ الأمُورِ حَقَائِقُ يَعْرِفُونَهَا مِنْ جِنْسِ مَا ذَكَرَ السَّائِلُ وَمِنْ جِنْسِ قَوْلِهِمْ: إنَّ " الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ " مَعْرِفَةُ أَسْرَارِهِمْ و" الصِّيَامَ الْمَفْرُوضَ " كِتْمَانُ أَسْرَارِهِمْ " وَحَجَّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ " زِيَارَةُ شُيُوخِهِمْ وَأَنَّ (يَدَا أَبِي لَهَبٍ) هُمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَنَّ (النَّبَأَ الْعَظِيمَ وَالإِمَامَ الْمُبِينَ) هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؛ وَلَهُمْ فِي مُعَادَاةِ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ وَقَائِعُ مَشْهُورَةٌ وَكُتُبٌ مُصَنَّفَةٌ فَإِذَا كَانَتْ لَهُمْ مُكْنَةٌ سَفَكُوا دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ؛ كَمَا قَتَلُوا مَرَّةً الْحُجَّاجَ وَأَلْقَوْهُمْ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ وَأَخَذُوا مَرَّةً الْحَجَرَ الأَسْوَدَ وَبَقِيَ عِنْدَهُمْ مُدَّةً وَقَتَلُوا مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَمَشَايِخِهِمْ مَا لا يُحْصِي عَدَدَهُ إلا اللَّهُ تَعَالَى وَصَنَّفُوا كُتُبًا كَثِيرَةً مِمَّا ذَكَرَهُ السَّائِلُ وَغَيْرُهُ وَصَنَّفَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ كُتُبًا فِي كَشْفِ أَسْرَارِهِمْ وَهَتْكِ أَسْتَارِهِمْ؛ وَبَيَّنُوا فِيهَا مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالزَّنْدَقَةِ وَالإلْحَادِ الَّذِي هُمْ بِهِ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمِنْ براهمة الْهِنْدِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ. وَمَا ذَكَرَهُ السَّائِلُ فِي وَصْفِهِمْ قَلِيلٌ مِنْ الْكَثِيرِ الَّذِي يَعْرِفُهُ الْعُلَمَاءُ فِي وَصْفِهِمْ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ عِنْدَنَا أَنَّ السَّوَاحِلَ الشَّامِيَّةَ إنَّمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهَا النَّصَارَى مِنْ جِهَتِهِمْ وَهُمْ دَائِمًا مَعَ كُلِّ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ؛ فَهُمْ مَعَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ. وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ فَتْحُ الْمُسْلِمِينَ لِلسَّوَاحِلِ وَانْقِهَارُ النَّصَارَى؛ بَلْ وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ. وَمِنْ أَعْظَمِ أَعْيَادِهِمْ إذَا اسْتَوْلَى - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى - النَّصَارَى عَلَى ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ]([2])
وهم فرق أهمها:
· الحيدرية: نسبة إلى حيدر لقب علي رضي الله عنه.
· الشمسية: يظنون أن علياً يسكن في الشمس.
· القمرية: يظنون أن علياً يسكن في القمر - وحافظ أسد من هذه الفرقة-.
· الغيبية: يقولون أن الله غائب الآن وسيظهر مرة أخرى بصورة علي.
· المرشدية: ادعوا أن الله عز وجل حل في سليمان المرشد.
وكان ذلك بتحريض من فرنسا ولكن حكومة شكري القوتلي أعدمته سنة 1946م.
ثانياً الرئيس السوري يشرع ويحكم بغير ما أنزل الله.
ربما يقول البعض أن المشرع هو مجلس النواب وليس رئيس الجمهورية ولو كان ذلك كذلك فلا يسري التشريع الجاهلي إلا بعد موافقة الرئيس مع أنه في الدستور الرئيس هو الذي يشرع وهذه بعض بنود الدستور الحالي في سوريا.
مادة 91/ لا يكون رئيس الجمهورية مسؤولاً عن الأعمال التي يقوم بها في مباشرة مهامه...
مادة 98/ يصدر رئيس الجمهورية القوانين التي يقرها مجلس الشعب ويحق له الاعتراض على هذه القوانين...
مادة 99/ يصدر رئيس الجمهورية المراسيم والقرارات والأوامر وفقا للتشريعات النافذة.
مادة 101/ يعلن رئيس الجمهورية حالة الطوارئ ويلغيها .
مادة 103/ رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة ويصدر جميع القرارات والأوامر اللازمة لممارسة هذه السلطة وله حق التفويض ببعض هذه السلطات.
مادة 104/ يبرم رئيس الجمهورية المعاهدات والاتفاقيات الدولية ويلغيها وفقاً لأحكام الدستور.
مادة 105/ لرئيس الجمهورية الحق بإصدار العفو الخاص ورد الاعتبار.
مادة 107/ لرئيس الجمهورية أن يحل مجلس الشعب ...
مادة 110/ لرئيس الجمهورية أن يعد مشاريع القوانين ويحيلها إلى مجلس الشعب للنظر في إقرارها.
مادة 111/
1- يتولى رئيس الجمهورية سلطة التشريع خارج انعقاد دورات مجلس الشعب على أن تعرض جميع التشريعات التي يصدرها على المجلس في أول دورة انعقاد له.
2- يتولى رئيس الجمهورية سلطة التشريع أثناء انعقاد دورات المجلس ...
3- يتولى رئيس الجمهورية سلطة التشريع في المدة الفاصلة بين ولايتي مجلسين ولا تعرض هذه التشريعات على مجلس الشعب. مادة 113/ لرئيس الجمهورية إذا قام خطر جسيم وحال يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة واستقلال أرض الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن مباشرة مهامها الدستورية أن يتخذ الإجراءات السريعة التي تقتضيها هذه الظروف لمواجهة الخطر.
فحسب هذه المواد جعلوا الرئيس (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) أي جعلوه في مقام الله وجعلوا التشريع والقوانين له وهذا كفر أكبر إن لم يكن كَفَرَ قبل ذلك.
وقوانين سوريا كلها تحلل الحرام وتجرم فعل الحلال فالربا مشرع والخمر مشرع والقتل مقنن ومشرع بالقانون 49 وبقانون الطوارئ والدعوة إلى الله محرمة والجهاد محرم وأخذ الجزية محرم وهكذا .
فالرئيس وضع نفسه ووضعه الموافقون معه مكان الله, تعالى الله عما يفعل المرتدون.
قال تعالى: ) إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ أَمَرَ ألا تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (([4]).
وقال تعالى: ) إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (([5]).
وقال تعالى: ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا % وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا [ إلى أن قال] ..... % فلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (([8]).
وقال الله تعالى: ) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (َ([9]).
وقال الله تعالى: ) وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (([10]).
ولقد نقل عدد كبير من العلماء الإجماع على كفر من حكم بغير ما أنزل الله.
قال ابن تيمية: [ والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه, أو حرم الحلال المجمع عليه, أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً باتفاق الفقهاء ] ([11]).
وقال: [ إن من أسقط الأمر والنهي الذي بعث الله به رسله فهو كافر باتفاق المسلمين واليهود والنصارى ] ([12]).
وقال ابن كثير: [ فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين ] ([13]).
وقال ابن عبد البَر: [ وقد أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئا أنزله الله وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر ] ([14]).
وقال محمد بن المرتضى اليماني([15])،: [ وثانيهما إجماع الأمة على تكفير من خالف الدين المعلوم بالضرورة والحكم بردته إن كان قد دخل فيه ] ([16]).
وقال محمد أنور شاه الكشميري: [ وثانيهما إجماع الأمة على تكفير من خالف الدين المعلوم بالضرورة والحكم بردته ] ([17]).
وقال الشيخ عبد الله القلقيلي([18]) في الفتاوى الأردنية: [ من المجمع عليه بين المسلمين أن من استحل محرماً علمت حرمته بالضرورة من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين فقد كفر، يستتاب فإن تاب وإلا كان حكم القتل الذي هو حكم المرتد، وإن هذا هو حكم من استحل المحرمات وإن لم يفعلها ] ([19]).
وقال ابن باز: [ أجمع علماء الإسلام على كفر من استحل ما حرمه الله أو حرم ما أحله الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة ومن تأمل كلام العلماء في جميع المذاهب الأربعة في باب حكم المرتد اتضح له ما ذكرنا ] ([20]).
ولقد أجمع علماء الأصول في مباحثهم عن الحكم والحاكم والمحكوم فيه والمحكوم عليه على أن الحُكْمَ هو: "خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع" ([21]).
وأما عن الحاكم: فلم يختلف المسلمون في أن مصدر جميع الأحكام التكليفية والوضعية هو الله سبحانه وتعالى، بعد البعثة وبلوغ الدعوة، سواء كان ذلك بطريق النص من كتاب أو سنة أم بواسطة الفقهاء والمجتهدين، لأن المجتهد مُظهِرٌ للحكم وليس مُنشِئَاً له من عنده ؛ لهذا قالوا: الحكم هو خطاب الله تعالى... وقالوا: لا حكم إلا لله، أخذاً من قوله تعالى: ) إن الحكم إلا لله (.
كما أجمع الفقهاء جميعاً على أن من رد أو دفع شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله الثابتة يصبح بهذا الفعل مرتداً وتجري عليه أحكام المرتدين([22]).
ثالثاً : والرئيس السوري علماني يعلن علمانيته ويفرض العلمانية على سوريا.
والعلمانية هي كفر :
يقول عمارة في تعريفه للعلمانية: [ هكذا نشأت العلمانية, في سياق التنوير الوضعي الغربي, لتمثل عزلاً للسماء عن الأرض, وتحرير الاجتماع البشري من ضوابط وحدود الشريعة الإلهية, وحصراً لمرجعية تدبير العالم في الإنسان, باعتباره "السيد" في تدبير عالمه ودنياه، فهي ثمرة عقلانية التنوير الوضعي, الذي أحل العقل والتجربة محل الله والدين، وهي قد أقامت مع الدين -في تدبير العالم- قطيعة معرفية وبعبارة واحد من دعاة التنوير الغربي (فلم يعد الإنسان يخضع إلا لعقله في أيديولوجيا التنوير التي أقامت القطيعة الأبستمولوجية (المعرفية) الكبرى التي تفصل بين عصرين من الروح البشرية عصر الخلاصة اللاهوتية للقديس توما الأكويني وعصر الموسوعة لفلاسفة التنوير فراح الأمل بمملكة الله ينزاح لكي يخلي المكان لتقدم عصر العقل وهيمنته وراح نظام النعمة الإلهية ينمحي ويتلاشى أمام نظام الطبيعة وأصبح حكم الله خاضعاً لحكم الوعي البشري الذي يطلق الحكم الأخير باسم الحرية. إنها عزل السماء عن الأرض, والدين عن الدنيا, وإحلال الإنسان في تدبير العمران البشري محل الله ] ([23]).
فهي تريد إحلال الإنسان مكان الله وهل هناك كفر أكبر من ذلك.
7- رابعاً: والرئيس السوري يوالي الكافرين.
فلقد أعلن الرئيس وأتباعه أكثر من مرة أنهم كانوا أول من تعاون مع أمريكا في حرب الإرهاب يعني الإسلام وقدموا لها كل الملفات عن المسلمين وهذا ولاء لرأس الكفر, وكفر بالله ودينه .
قال الله تعالى: ) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( ([24]).
قال القرطبي:[ الثانية قوله تعالى: ومن يتولهم منكم, أي يعضدهم على المسلمين, فإنه منهم, بين تعالى أن حكمه كحكمهم, وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد, وكان الذي تولاهم "ابن أبي" ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة, في قطع المولاة وقد قال تعالى: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وقال تعالى: في آل عمران لا تتخذوا بطانة من دونكم وقد مضى القول فيه وقيل إن معنى بعضهم أولياء بعض, أي في النصرة, ومن يتولهم منكم فإنه منهم شرط وجوابه أي لأنه قد خالف الله تعالى ورسوله, كما خالفوا ووجبت معاداته كما وجبت معاداتهم, ووجبت له النار كما وجبت لهم فصار منهم أي من أصحابهم]([25]).
وقال ابن كثير:[ ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله, قاتلهم الله, ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض, ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك, فقال ومن يتولهم منكم فإنه منهم الآية... عن محمد بن سيرين قال: قال عبد الله بن عتبة ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر قال فظنناه يريد هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء الآية...وقوله تعالى فترى الذين في قلوبهم مرض أي شك وريب ونفاق يسارعون فيهم أي يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر, يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة. ]([26]).
وقال الله تعالى: ) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ % وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (([27]).
قال ابن كثير: [وقوله تعالى ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء. أي لو آمنوا حق الإيمان بالله والرسول والقرآن؛ لما ارتكبوا ما ارتكبوه من موالاة الكافرين في الباطن, ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل إليه, ولكن كثيرا منهم فاسقون. أي خارجون عن طاعة الله ورسوله, مخالفون لآيات وحيه وتنزيله]([28]).
فنرى صيغة القرآن الكريم وأقوال المفسرين؛ استنكارية تعجبية تطلق الأمر وكأنه من البدهيات المسلمات التي لا تحتاج إلى برهان وحوار عند العقلاء, فالمؤمن بالله جل جلاله وبالرسول صلى الله عليه وسلم , لا يمكن أن يتخذ الكفار أولياء, والعكس أن من يتخذهم أولياء لا يمكن أن يعتبر من المؤمنين.
فالرئيس السوري بشار الأسد كافر مرتد لأنه نصيري وهو كافر مرتد لأنه يشرع ويحكم بغير ما أنزل الله وهو كافر مرتد لأنه يوالي الكفار وهو كافر مرتد لأشياء كثيرة نتركها حتى لا نطيل على القارئ وفيما ذكرنا كفاية والله أعلم .
[وبما أنه كافر مرتد فقتله وقتاله لا يدخل في دائرة الجواز وعدمه بل هو واجب على المسلمين باتفاق الأمة وإجماعها بل واجب قتل كل من كان شأنه هكذا سواء كان رئيساً أولا وإذا لم تقم الأمة بقتله فهي آثمة جميعاً. لأنها تخلفت عن إنفاذ حكم الله].
وكتبه وأفتى به (رضوان محمود نموس) في 12 ربيع الأول 1433هـ
[2] - مجموع الفتاوى: 35/149وما بعدها.
[3]- سورة الأنعام: 57.
[4]- سورة يوسف: 40
[5]- سورة يوسف: 67.
[6]- سورة القصص: 88.
[7]- سورة غافر: 12.
[8]- سورة النساء: 60 - 65.
[9]- سورة المائدة: 44 – 51.
[10]- سورة الأنعام: 131.
[15] - محمد بن المرتضى اليماني: (ت: 732هـ)هو العلامة محمد بن المرتضى بن المفضل الحسني، أخذ عن أبيه وعمه إبراهيم واتصل بالإمام محمد بن أبي القاسم، من مؤلفاته: إيثار الحق على الخلق.
[17]- إكفار الملحدين. ص/ 81.
[18]- عبد الله القلقيلي: هو مفتي الأردن في وقته، له كتاب باسم الفتاوى الأردنية في الجهاد، كتبه سنة 1381هـ، وطبعه المكتب الإسلامية.
[19]- الفتاوى الأردنية ص / 77-78.
[20]- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة تأليف ابن باز (2 / 330).
[21]- يراجع مثلا الأحكام للآمدي (1 / 49), حاشية البناني على شرح جمع الجوامع (1 / 40), شرح العضد (1 / 220), التلويح على التوضيح (1 / 13), غاية الوصول شرح لب الأصول ص / 6, حاشية الأزميري على مرآة الأصول (1 / 31), فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت (1 / 54), المنهاج للبيضاوي مع الأسنوي (1 / 38), إرشاد الفحول (1 / 56).
[22]- يراجع في هذا كتاب المرتد في جميع كتب الفقه.
[23] - معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام, ص / 26.
0 التعليقات:
إرسال تعليق