موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأربعاء، 27 يونيو 2012

الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (34) عن النصيرية


الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (34)
عن النصيرية
رضوان محمود نموس
يقول السائل: السلام عليكم شيخنا رضوان.
لدي سؤال عن حكم النصيرية:
تحاورت مع شخص يقول بأن النصيرية كفار أصليون وليسوا مرتدين؛ لأنهم اليوم لا يعلنون انتسابهم للإسلام ومختلفين عن الأجداد, وأنهم لم يدخلوا الإسلام حتى نقول عنهم مرتدين.
فمثلا إذا تحول شخص من النصارى إلى النصيرية فهل يكون مرتدا؟
أو إذا قال إنني مسلم نصيري؟
بالإضافة أنه يعتبر أننا نقلد الفقهاء تقليدًا أعمى في النصيرية!!! وغير ذلك الكثير من الكلام غير المنضبط شرعا...
ولكن ما يهمني الآن هو أن النصيرية عقيدتهم كفر بواح وإلحاد, ولا تمت للإسلام بصلة, فكيف نقول أنهم دخلوا الإسلام ثم ارتدوا؟ والنصيرية اليوم لا يقولون بأنهم مسلمون وخاصة المقاتلين منهم.. إذا هل نعاملهم معاملة كفار أصليين مثل الوثنيين أم نعاملهم مثل الزنادقة؟
المشكلة أن كلام هذا الشخص كان أمام عدد لا بأس به من الشباب ...
أفدنا بارك الله فيك.. 

عفوا شيخنا اسمح لي أن أضيف للسؤال السابق بأن الشخص يقول أن ذرية المرتدين وأبناءهم هم كفار أصليون بحسب أقوال الفقهاء ومنها قول لأحمد وعندما حاولت إقناعه بأن الفقهاء يقصدون الذرية الذين لم يبلغوا قال: "ذرية من حملنا مع نوح" وهي تشمل كل من جاء بعده ...
بارك الله فيك .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

يمكن أن تكون الأسئلة على الشكل الآتي:
1-           هل النصيرية كفار أصليون أو مرتدون لأنهم اليوم لا يعلنون انتسابهم للإسلام؟
2-           إذا قال إنني مسلم نصيري أو تحول شخص من النصارى إلى النصيرية فهل يكون مرتدا ؟.
3-           هل نعاملهم معاملة كفار أصليين مثل الوثنيين أم نعاملهم مثل الزنادقة؟.
ولا بد لنا من مقدمة عن الكفار وأنواعهم: فأقول وبالله التوفيق:
كل من لم يتخذ الإسلام ديناً فهو كافر قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: 19]

 وقال الله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 84، 85]
لذا نجد أن أكثر الناس كفارا : قال الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]
وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ } [هود: 17]
وقال تعالى: {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} [الرعد: 1] والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً.
ولو تأملنا الحديث المتفق عليه لعرفنا حجم وعدد الكفار:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " [ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: " يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟، قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ،]([1]).
وهؤلاء الكفار ينقسمون إلى أنواع وصنوف، وإن كان يجمعهم الكفر ويختلف حكمهم بحسب أنواعهم.
قال: التفتازاني في شرح مقاصد الطالبين في أصول الدين: [قد ظهر أن "الكافر" إن أظهر الإيمان خُصّ باسم المنافق، وإن طرأ كفره بعد الإسلام خص باسم المرتد لرجوعه عن الإسلام، وإن قال بإلهين أو أكثر خص باسم المشرك، لإثباته الشريك في الألوهية، وإن كان متديناً ببعض الأديان والكتب المنسوخة، خص باسم الكتابي، كاليهودي والنصراني، وإن كان يقول بقدم الدهر وإسناد الحوادث إليه، خص باسم الدهري، وإن كان لا يثبت الباري تعالى خص باسم المعطِّل، وإن كان مع اعترافه بنبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإظهاره شعائر الإسلام يبطن عقائد هي كفر بالاتفاق، خص باسم الزنديق]. اهـ.
ولا يُقرُّ في بلاد الإسلام كإقامة دائمة إلا المسلم أو الذميّ وهو الكتابي الذي يؤدي الجزية؛ قال الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } [التوبة: 29]

كما يمكن السماح للمستأمن بالإقامة الطارئة على خلاف في أقصى مدة لها والتي لا تتجاوز العام، وكل مستأمن يحدد له مدة بحسب حاله. والمستأمن هو الكافر غير الذمي وعليه أثناء مدة إقامته كما على الذمي الخضوع لأحكام الإسلام إلا ما يخص دينه ولا يظهر ما يسيء لنا كما هو موضح في الشروط العمرية. ولا يحق للمستأمن حمل السلاح أو شراء ما يمكن أن يتحول إلى سلاح وقد بينت أحكام المستأمنين في أربع مقالات سابقة.
بعد هذه المقدمة الصغيرة نأتي للسؤال الأول:
هل النصيرية كفار أصليون أو مرتدون لأنهم اليوم لا يعلنون انتسابهم للإسلام؟.
كنت قد بينت في عدة مقالات وفتاوى سابقة حكم النصيريين بأنهم مرتدون زنادقة باطنيون وقد ذكرت في ذلك بما يغني عن الإعادة إلا تذكيراً ببعض النقاط، فأقول:
المرتد هو كل من ترك دين الإسلام الحق إلى غيره, وهم أقسام: فيمكن أن يرتد من الإسلام إلى إي ملة من ملل الكفر؛ ولهذا يختلف حكم المرتد حسب ردته, وإن كان الجامع لعقوبة المرتد القتل, وتكاد تكون الأحكام واحدة إلا فيما يتعلق بقبول التوبة وطريقة القتل.
ومن الأحكام الخاصة بالمرتد:
1 – وجوب قتل المرتد وهل يستتاب أو لا على خلاف, وهل الاستتابة واجبة أو مستحبة على خلاف والأظهر أنها مستحبة.
2 - إذا أبى أن يتوب وجب قتله لقوله صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه».
3 - يمنع من التصرف في ماله في مدة استتابته فإن أسلم فهو له. وإلا صار فيئًا لبيت المال من حين قتله أو موته على الردة. وقيل من حين ارتداده يصرف في مصالح المسلمين.
4 - انقطاع التوارث بينه وبين أقاربه فلا يرثهم ولا يرثونه.
5 - إذا مات أو قتل على ردته فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وإنما يدفن في مقابر الكفار، أو يوارى في التراب في أي مكان غير مقابر المسلمين.
6- أنه لا يُقَرُّ في بلد المسلمين لا بجزية ولا بغيرها.
7- أن ذبيحته من الخبائث.
8- أنها لا تحل مناكحة المرتدين بخلاف أهل الكتاب.
9- عدم حل زوجته - المسلمة - له، وتحريم بقائها، وبقاء أولادها تحت سلطانه؛ لأن المرأة المسلمة لا يصح أن تكون زوجة لكافر بالإجماع.
  وبعض وجوه الزنديق الباطني أن يدعي الإسلام ولكن يُؤَوِّل النصوص أو يعطلها ويعتقد خلاف العقيدة الصحيحة بهذه التأويلات الباطلة فهو أشر من المرتد.
والنصيريون من هذا النوع.
وقول القائل بأنهم اليوم لا يعلنون انتسابهم للإسلام خطأ كبير للآتي:
أولاً: مخالفته لجميع علماء الإسلام، فالنصيرية ظهرت في القرن الثالث الهجري ومن ذاك الوقت وإلى الآن والعلماء يصفونهم بالزندقة أو الباطنية أو الشيعة الغلاة وما شابه وليس بالكفر الأصلي:
1-           قال الشهرستاني: [النصيرية، والإسحاقية: من جملة غلاة الشيعة. ولهم جماعة ينصرون مذهبهم، ويذبّون عن أصحاب مقالاتهم: وبينهم خلاف في كيفية إطلاق اسم الإلهية على الأئمة من أهل البيت. قالوا: ظهور الروحاني بالجسد الجسماني أمر لا ينكره عاقل. أما في جانب الخير فكظهور جبريل عليه السلام ببعض الأشخاص، والتصور بصورة أعرابي، والتمثل بصورة البشر. وأما في جانب الشر فكظهور الشيطان بصورة إنسان حتى يعمل الشر بصورته. وظهور الجن بصورة بشر حتى يتكلم بلسانه. فكذلك نقول: إن الله تعالى ظهر بصورة أشخاص.
ولما لم يكن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص أفضل من علي رضي الله عنه وبعده أولاده المخصوصون؛ وهم خير البرية. فظهر الحق بصورتهم، ونطق بلسانهم، وأخذ بأيديهم. فعن هذا أطلقنا اسم الإلهية عليهم. وإنما أثبتنا هذا الاختصاص لعلي رضي الله عنه دون غيره، لأنه كان مخصوصا بتأييد إلهي من عند الله تعالى فيما يتعلق بباطن الأسرار.]([2]).
2-           وقال الإمام الغزالي :«إن النصيريين مرتدون في الدم ولمال والنكاح والذبيحة والواجب قتالهم، حتى يسلموا، أو يهلكوا» ([3]) اهـ.
3-           وقال الإمام ابن تيمية: [النُّصَيْرِيَّةَ " ..... وَشَرْحُ مَقَاصِدِهِمْ يَطُولُ، وَهُمْ كَمَا قَالَ الْعُلَمَاءُ فِيهِمْ: ظَاهِرُ مَذْهَبِهِمْ الرَّفْضُ، وَبَاطِنُهُ الْكُفْرُ الْمَحْضُ.]([4]).
وقال: [فَأَمَّا " النُّصَيْرِيَّةُ " فَهُمْ أَتْبَاعُ أَبِي شُعَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ الْغُلاةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّ عَلِيًّا إلَهٌ]([5]).
4-           وقال ابن عابدين:[مَطْلَبٌ حُكْمُ الدُّرُوزِ وَالتَّيَامِنَةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ وَالإِسْمَاعِيلِيَّة [تَنْبِيهٌ] يُعْلَمُ مِمَّا هُنَا حُكْمُ الدُّرُوزِ وَالتَّيَامِنَةِ فَإِنَّهُمْ فِي الْبِلادِ الشَّامِيَّةِ يُظْهِرُونَ الإِسْلامَ ... مَعَ أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ تَنَاسُخَ الأَرْوَاحِ وَحِلَّ الْخَمْرِ وَالزِّنَا وَأَنَّ الأُلُوهِيَّةَ تَظْهَرُ فِي شَخْصٍ بَعْدَ شَخْصٍ وَيَجْحَدُونَ الْحَشْرَ وَالصَّوْمَ وَالصَّلاةَ وَالْحَجَّ، وَيَقُولُونَ الْمُسَمَّى بِهِ غَيْرُ الْمَعْنَى الْمُرَادِ وَيَتَكَلَّمُونَ فِي جَنَابِ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَلِمَاتٍ فَظِيعَةً. وَلِلْعَلامَةِ الْمُحَقِّقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِمَادِيِّ فِيهِمْ فَتْوَى مُطَوَّلَةٌ، وَذَكَرَ فِيهَا أَنَّهُمْ يَنْتَحِلُونَ عَقَائِدَ النُّصَيْرِيَّةِ وَالإِسْمَاعِيلِيَّة الَّذِينَ يُلَقَّبُونَ بِالْقَرَامِطَةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ صَاحِبُ الْمَوَاقِفِ. وَنَقَلَ عَنْ عُلَمَاءِ الْمَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ أَنَّهُ لا يَحِلُّ إقْرَارُهُمْ فِي دِيَارِ الإِسْلامِ بِجِزْيَةٍ وَلا غَيْرِهَا، وَلا تَحِلُّ مُنَاكَحَتُهُمْ وَلا ذَبَائِحُهُمْ، وَفِيهِمْ فَتْوَى فِي الْخَيْرِيَّةِ أَيْضًا فَرَاجِعْهَا]([6]).
5-           وقال شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن عبد الخالق في جواهر العقود [فَمنهمْ أهل غلو مفرط وعتو زَائِد وَمِنْهُم من أدّى بِهِ الغلو إِلَى أَن اتخذ عليا إِلَهًا وَمِنْهُم النصيرية]([7]).
6-           وقال حسين بن غنام :[والغلاة ثماني عشر: ومنهم النصيرية والإسحاقية: قالوا: حلَّ الله في علي,]([8]).
7-           وجاء في كتاب فرق معاصرة:[النصيرية هي إحدى الفرق الباطنية الغلاة، ظهرت في القرن الثالث للهجرة انشقت عن فرقة الإمامية الاثني عشرية]([9]).
8-           وجاء في الموسوعة الميسرة:[النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في علي وألهوه به]([10]).
9-           وجاء في فتاوى الأزهر:[عقائد النصيرية والإسماعيلية الذين يلقبون بالقرامطة والباطنية الذي ذكرهم صاحب المواقف ونقل عن علماء المذاهب الأربعة أنه لا يحل إقرارهم في ديار الإسلام بجزية ولا غيرها ولا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم) انتهى.]([11]).
10-     وفي كشاف الاصطلاحات:هم النصيرية فرقة من غلاة الشيعة قالوا حلّ الله في علي رضي الله عنه.]([12]).
ثانياً مخالفته لما يعلنون هم أنفسهم.
فهاهم يقولون في بعض كتبهم المنشورة علناً مثل كتاب النهج العلوي في الفقه الإسلامي, تأليف محمد علي حلوم. دار عماد للطباعة والنشر والتوزيع.
رقم الموافقة 26817 تاريخ 1/2/1996 الطبعة الأولى 1420 هـ 1999 م والذي أنقل منه بعض الفقرات:
قال المؤلف وهو يشير إلى التأويل الباطني:[فمن عرف الإسلام كما عرّفه أمير المؤمنين أو كما أوضح لنا، وحض على سلوكه كان من السائرين على نهجه فمفهومه فوق مستوى المألوف من ظاهر القول وعمل الجوارح] ص/8
[لم يقف المتبصرون في شؤون الإسلام وأصحاب النزعات الفلسفية والروحية عند ظاهر الدين ومظاهره ... وأخذ البحث عن أعمق وأعظم ما في العقيدة وهو علم التوحيد والبحث عن العلة والمعلول والحقيقة والغاية والاسم والمعنى وغيرها من المواضيع] ص/15
[عرف المسلمون الأوائل أن سر البعثة في جوهرها وجوهر الإسلام هو سر العقيدة وسر العقيدة هو سر الولاية وفي معرفة الحقيقة المحمدية والولاية الحقيقية المعرفة الكاملة لحقيقة الإسلام] ص/15
 [واعلم أن مراتب التوحيد أربع توحيد العوام وتوحيد الخواص وتوحيد خاص الخاص وتوحيد أخص الخواص، والأولى مدلول كلمة لا إله إلا الله] ص/79
[والعبادة الباطنة الحقة هي معرفة الله] ص/101
 [والعلوم الخاصة لدى المسلمين العلويين تعني معرفة الله، ومعرفة الحقيقة المحمدية، والولاية، وهي فوق مستوى الجهلة والأميين والسذج ولا تعطى للأشرار والمعادين لأهل بيت رسول الله وللمعاندين لما كان في ذلك من خطر على الموالين] ص/227
[وسئل الإمام الصادق عن حقوق الفريضة في الباطن ما هي؟ قال عليه السلام: معرفة أشخاص الأئمة] ص/ 230
[التوحيد والتنزيه والاسم والمعنى إذ العبادة للمعنى فقط كما قال الإمام الصادق عليه السلام من عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد] ص/232
وقال تحت عنوان [العلم الإمامي عند المسلمين العلويين ... هذا العلم هو العلم اللدني القائم على المعرفة الإلهية والإلهام والمسلم العلوي يعرف كيف ينهل العلم الصحيح من مظانه] ص/235
[الحقيقة المحمدية هي مصدر الحياة الروحية والحيوية لقلوب المؤمنين وهي الذات المحمدية وهي أيضاً آلة الخلق لما سواها، وجاء أيضاً هو العقل والنفس الواحدة والجوهر النوراني وأول وجود خلق الله وله في العالم مظاهر وأسماء كالعقل والنور والنفس الكلية وهذا ما يقول به المسلمون العلويون] ص/238
وقال  تحت عنوان "العلوم الخاصة" [من المعروف أن في أكثر الشرائع والأديان إن لم نقل كلها علوماً خاصة محجوبة عن العامة وذلك لحكمة منها عدم تحملهم لمضمونها أو تأويلها أو خشية الالتباس والنفور ... والعلوم الخاصة ليست شرعة لكل وارد حيث لا يقدر على فهمهما وتحملها إلا من أخذها من عين صافية وهداه الله إلى معرفته وسبيل طاعته وكان سالكاً النهج القويم وتناول من هذا المورد قطرة قطرة فالسالك كالمريض الذي يبتغي الشفاء بالدواء فلا يتناوله دفعة واحدة] ص/247
[وقال علي عليه السلام وآمرك أن تصون دينك وعلمنا الذي أودعناك وأسرارنا التي حملنا ولا تبدي علومنا لمن يقابلها بالعناد] ص/248
[يقول الفرغاني الوجود كله صادر عن صفة الوحدانية التي هي مظهر الأحدية وهما صادران عن الذات الكريمة التي هي عين الوحدة لا غير] ص/249
[قال أمير المؤمنين عليه السلام: دليله آياته ووجوده إثباته ومن خلال معرفة العالم الأكبر هذا يتم بالطرق الشرعية والجهاد النفساني والصفاء ومن خلال رقي العالم الأصغر الإنسان الذي هو مصغر العالم الأكبر
دواؤك فيك وما تشعر *** وداؤك منك وما تبصر
وأنت الكتاب المبين الذي *** بأحرفه يظهر المضمر
وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
... وبعد كل ما تقدم هناك الاستجلاء الباطني والعرفان] ص/227
هذا بعض ما يظهرونه من أن دينهم له باطن خاص.
وهذا بعض ما يعلنونه من الغلو في علي رضي الله عنه مع أنهم في كتبهم السرية والتي نشرت شيئاً منها يؤلهونه.
[والعلوية هي الدائرة الثانية بعد دائرة الإسلام الكبرى كما تعني الالتزام بنهج علي الذي دعا إليه رسول الله بقوله "حق علي على المسلمين كحق الوالد على ولده" وقد أخرج صاحب المناقب قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقال يا رسول الله سمعتك تقول واعتصموا بحبل الله فما حبل الله الذي نعتصم به؟ فضرب النبي يده في يد علي وقال تمسكوا بهذا فهو حبل الله المتين] ص/19
[وانطلقت الدعوة الإسلامية برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونهج علي عليه السلام تلبية لأمر الله] ص/34
[إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي ابن أبي طالب] ص/60
[إن كلماته – أي علي- أعظم ملهم في عالم المعنويات والمعرفة] ص/66
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم  [إن الله تعالى خلق علياً من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد وكنت وعلي نوراً بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام] ص/212
[النظر إلى وجه علي عبادة] ص/213
[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله وأنت ولا يعرفك إلا الله وأنا] ص/222
قال أمير المؤمنين [أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف] ص/225
لذا قالوا في كتاب الهفت ص/5 [الحمد لله المتعبد بلا ولا لا والذي سنا مجده في أوليائه يتلالا] والمقصود هنا النفي ونفي النفي.
[وقال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وحبل الله والصلة بين الناس والله تعالى هو الاعتصام بحبله وهو أمير المؤمنين علي] ص/239
بل عندهم لا يكون الدين إلا بولاية علي على طريقتهم والبراء من أعدائهم.
ويقول عن علي: [لا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه] ص/60
[الولاية: فاعلموا أن الله مولاكم ... الولي هو المتولي لأمور العالم والخلائق] ص/ 199
[إنما وليكم الله ورسوله، ورسول الله "اسم الله وحجابه ورسوله وأمينه" وعلي أمير المؤمنين عليه السلام هو الولي المعني بقوله تعالى والذين آمنوا، لأنها صفاته وحده عليه السلام والدعوة لولايته واضحة جليه في قوله تعالى (إنما أعظكم بواحدة) يعني الولاية، وقد جاء تفسير ذلك في مصادر عدة منها الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص/ 254] ص/ 200
[ولاية أمير المؤمنين واجبة وموالاته ركن الإيمان وهي سر البعثة المحمدية وفيها نزلت الآيات الكريمة العديدة والأحاديث النبوية الكثيرة وهي أمر الله وتبليغ أمر من الله تعالى وتبليغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه يقول: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) المائدة 67] ص/ 201
[يعتقد المسلمون العلويون أن الإسلام لا يكون صحيحاً ومكتملاً بدون الولاية التي سبق القول عنها ... روي عن علي عليه السلام أنه قال جعلت الموالاة أصلاً من أصول الدين ... وعنه أصول الإسلام ثلاث لا ينفع واحد منها دون صاحبه الصلاة والزكاة والموالاة] ص/203
[إن الأولياء ثلاثة حصراً وهم المفترضة طاعتهم منذ الأزل الله ورسوله وعلي] ص/239
 [بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (واتبعوا النور الذي أنزل معه) قال النور في هذا الموضع أمير المؤمنين علي ... فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا قال النور هو الإمام ... عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي مني بمنزلة رأسي من جسدي ... وعن ابن عباس قال رسول الله علي مني مثل رأسي من بدني ... وهذا يدل بصراحة ووضوح على أن الحقيقة الأزلية بينهما قائمة ويؤيدها الأصل النوراني الثابت الذي يثبت اتصالهما بالنور وانفصالهما عند المشاهدة والظهور وفي ذلك كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد] ص/240- 241
 قال تحت عنوان "التولي والتبري" [مما سبق تبين لنا أن قوام الدين وصحة العقيدة عند المسلمين العلويين هو في التولي أي الموالاة التي سبق الحديث عنها ثم التبري أي البراءة من أعداء الله ... الموالاة بأمر الله وتحديده موالاة أمير المؤمنين بأمر من الله وتبليغ من رسوله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الرسول بلغ من أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)... والبراءة هي طهارة معنوية ثانية لا بد منها لاكتمال الطهارة المادية بالماء ولا يصح الإيمان إلا بالبراءة من الشرك وأهله ولعن من أوجب الله لعنه] ص/271
وهذا شيء مما يعلنوه عن سلمان والأيتام الخمسة:
[فالعلوية دين الإسلام دين التوحيد والتنزيه للخالق العظيم والإقرار لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ولعلي أمير المؤمنين بالولاية ... وهي فتوى العلامة الشيخ سليمان الأحمد وقد وقعها معه الفاضلان الشيخ صالح ناصر الحكيم والشيخ عيد ديب الخير ] ص/21
 [وانطلق الموالون لعلي عليه السلام من السابقين إلى الإسلام والذين أحسنوا الصحبة بنشر الإسلام والموالاة لأمير المؤمنين ونذكر منهم سلمان الفارسي والمقداد ابن الأسود وأبو ذر الغفاري ... وعمار بن ياسر وعبد الله بن رواحة] ص/35
[وأمير المؤمنين يقول أول الدين معرفته] ص/ 41
[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني الله بحب أربعة قالوا من هم يا رسول الله قال: علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود الكندي وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي] ص/242
قال تحت عنوان "سلمان الفارسي" [عن علي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سئل عن سلمان فقال: علم العلم الأول والعلم الآخر ذاك بحر لا ينزف هو منا آل البيت. وقال: وقد روينا عن عائشة أنها قالت: كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... عن الباقر قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سلمان  فقال ... أبغض الله من أبغض سلمان وأحب من أحبه ولهذا أحبه المسلمون العلويون ... وقد حمله النبي سراً هو وخمسة من الصحابة على أن يظهروا ولاءهم لعلي وهؤلاء الخمسة كما جاء في روايات وشروح عدة هم الذين عرفوا بأيتام سلمان وهم المقداد وأبو ذر وعبد الله بن رواحة وعثمان بن مظعون وقنبر بن كادان ... عن علي أمير المؤمنين قال ضاقت الأرض بسبعة، بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة] ص/245- 246
وهذا موقع العلويون الأحرار فمن شاء فليطلع عليه ليرى ما يقولون عن أنفسهم.
وهذه شهادة الشيعة على النصيرية [وفي مستهل البيان الصادر عن شيوخ أفاضل ومفكرين وأساتذة من المسلمين العلويين الذي كتبه المغفور له السيد حسن مهدي الشيرازي والذي وقعه المجتمعون وعددهم ثمانون جاء تحت عنوان: (العلويون شيعة أهل البيت عليهم السلام وقال فيه المرحوم السيد الشيرازي:
"... ولقد وفقني الله تعالى لزيارة إخواننا المسلمين العلويين في الجمهورية العربية السورية في 3-7 شعبان 1392 هـ ثم زرت إخواننا المسلمين العلويين في طرابلس لبنان.
فالتقيت بجماعة من أفاضل علمائهم ومثقفيهم، وبمجموع من أبناء المدن والقرى في جوامعهم، وتبادلنا معهم الخطب والأحاديث، فوجدتهم –كما كان ظني بهم- من شيعة أهل البيت الذين يتمتعون بصفاء الإخلاص، وبراءة التزام بالحق، وهذا البيان الذي أجمع عليه الأفاضل من علمائهم خبر يصدق الخبر، فمن خلاله يرفع إخواننا المسلمون العلويون رؤوسهم فوق ما تبقى من ضباب الطائفية ليقولوا كلمتهم عالية مدوية: إننا كما نقول، لا كما يقول عنا المتقولون...
وهذا البيان واضح وصريح لأداء دلالتين:
الأولى: إن العلويين هم شيعة ينتمون إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالولاية والنسب، كسائر الشيعة الذين يرتفع انتماؤهم العقيدي إلى الإمام علي عليه السلام وبعضهم يرتفع إلى انتمائه النسبي أيضاً.
الثانية: إن العلويين والشيعة كلمتان مترادفتان مثل كلمتي (الإمامية) و(الجعفرية) فكل شيعي هو علوي العقيدة وكل علوي هو شيعي المذهب... الخ.
(التواقيع) 80 توقيعاً (صدر بموجب الاجتماع والاتفاق كتيب صغير يحمل الإيضاحات الكافية وقد وزع منه مئات النسخ في حينه.)] ص/ 21- 23.
كما أن موسى الصدر قبل أن ينفَق على يد القذافي أعلن أن العلويين من طوائف شيعة آل البيت.
وأما مشاهداتي وسماعي الشخصي من مئات منهم وهم يدعون الإسلام فهي كثيرة.
وبهذا يتبين أن قول من قال لك ما قال, ليس له من الحقيقة نصيب, فهو مخالف لما قاله علماء الإسلام عن هذه الطائفة الزنديقة, ومخالف لما تقوله هذه الطائفة الزنديقة عن نفسها في القديم والحديث, ومثل هذه الأقوال يجب عدم الاهتمام بها, وأما قوله أننا نقلد العلماء تقليدًا أعمى فالأصل بالمسلم إما أن يكون مجتهدًا أو متبعًا وهو الذي يأخذ بقول العلماء مع معرفة دليلهم فيكون متبعاً للدليل الذي أتى به العالم أو مقلداً إذا لم يكن يستطيع معرفة الدليل والاتباع فمن أي فئة هو؟.
ومختصر القول أن النصيرية طائفة زندقة يطبق عليها أحكام الزنادقة وكنت قد بينت ذلك في فتاوى سابقة فلا حاجة للإعادة والله ولي التوفيق.
سيتبع الأجوبة على بقية الأسئلة إن شاء الله.
وكتبه رضوان محمود نموس في 8شعبان 1433هـ



[1] - صحيح البخاري (4/ 138) برقم 3348 وصحيح مسلم (1/ 201) - (222)
[2] - الملل والنحل (1/ 188) المؤلف: أبو الفتح محمد الشهرستاني (المتوفى: 548هـ)
[3] - انظر المختار الإسلامي عدد (16) السنة الثانية 15/ 11/1400 هـ ص39.
[4] - الفتاوى الكبرى لابن تيمية (3/ 507)
[5] - الفتاوى الكبرى لابن تيمية (3/ 513)
[6] - الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (4/ 244)
[7] - جواهر العقود (2/ 271) المؤلف: شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن عبد الخالق، المنهاجي الأسيوطي ثم القاهري الشافعي (المتوفى: 880هـ)
[8] - العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين (ص: 227) المؤلف: حسين بن غنّام (أو ابن أبي بكر بن غنام) النجدي الأحسائي المالكي (المتوفى: 1225هـ)
[9] - فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها (2/ 533) المؤلف: د. غالب بن علي عواجي
[10] - الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 390)
[11] - فتاوى دار الإفتاء المصرية (1/ 264، بترقيم الشاملة آليا)
[12] - كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (1/ 176)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.