موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأربعاء، 13 يونيو 2012

رسالة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد إلى المدخلي


رسالة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد إلى المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ الشيخ ربيع بن هادي مدخلي              الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق :"أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" هل من ملاحظات عليه. ثم هذه  الملاحظات هل تقضي على هذا لمشروع فيطوى ولا يروى أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد للطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى, بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا, لهذا أبدي ما يلي:
1- نظرت في أول صفحة منه "فهرس الموضوعات" فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب _ رحمه الله تعالى _ أصول الكفر, والإلحاد, والزندقة: القول بوحدة الوجود, القول بخلق القرآن, يجوز لغير الله أن يشرع, غلوه في تعطيل صفات الله تعالى, لا يقبل الأحاديث المتواترة, يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها, يكفر المجتمعات ....إلى آخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذا لموبقات, وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس, وعامتهم يستفيدون منها حتى أنت في بعض ما كتبتَ .
عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع فوجدت الخبر يكذبه الخبر ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي إلى الوقيعة في سيد _ رحمه الله تعالى _ وأما القارئ الذي عنده قدر يسير من البصيرة فإنه إذا قرأ الموضوع داخل الكتاب سيجد عنده ردة فعل قوية نحو ما كتبتَه وعودة الحنين إلى كتب سيد _رحمه الله تعالى_ وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح, وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته .
2- نظرت فوجدت هذا الكتاب يفتقد "أصول البحث العلمي" الحيدة العلمية, منهج النقد, أمانة النقد والعلم, عدم هضم الحق. أما أدب الحوار, وسمو الأسلوب,  ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس. وإليك التدليل :
أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد _ رحمه الله تعالى _ من طبعات سابقة مثل "الظلال" و "العدالة الاجتماعية" مع علمكم كما في حاشية ص29 وغيرها أن لها طبعات معدلة لاحقة.
والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب, لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف _ إن شاء الله تعالى _ على معلوماتكم الأولية, لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولم يعرف هذا ؟؟ وغير خاف أيضاً ما لهذا من نظائر لدى أهل العلم, فمثلاً كتاب الروح لابن القيم _ رحمه الله تعالى – لما رأى بعضهم فيه ما رأى قال: لعله في أول حياته. وهكذا في مواطن لغيره, وكتاب "العدالة الاجتماعية" هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان .
ثانياً: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم : "سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع ..139-142" فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلا ًواحداً لسطور معدودة من كتابه "العدالة الاجتماعية" . وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي , ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة , فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة تنسف ما بنى عليه سيد – رحمه الله تعالى – حياته , ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى في " الحكم والتشريع" . ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك .
إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء, ولا أراك – إن شاء الله تعالى – إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف .
ثالثاً : ومن العناوين الاستفزازية قولكم: "قول سيد قطب بوحدة الوجود 94- 109" . إن سيداً – رحمه الله تعالى – قال كلاماً متشابهاً , حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص , وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه.
وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود ومنه قوله : "ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرتي وحدة الوجود"
وأزيدكم : أن في كتابه "مقومات التصور الإسلامي" رد شاف على القائلين بوحدة الوجود . لهذا فنحن نقول : غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة , والمتشابه ل يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه.
لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد –رحمه الله تعالى رحمه الله تعالى- وإني مشفق عليكم.
رابعاً : وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح, إنك تحت هذه العناوين :" مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة 42-44" . و"عدم وضوح الربوبية والألوهة عند سيد 45- 47" .
أقول -أيها المحب الحبيب- لقد نسفت بلا تثبت : جميع ما قرره سيد –رحمه الله تعالى – من معالم التوحيد , ومقتضياته ولوازمه , التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة. فجميع ما ذكرتم يلغيه كلمة واحدة وهي : أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد وسيد –رحمه الله تعالى – ركز على هذا كثيرا ً, لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله في القضاء وغيره وإحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها,  ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام 1342هـ
خامساً : ومن عناوين الفهرس : "قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة 98-93" . لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفاً واحداً يصرح فيه سيد –رحمه الله تعالى – بهذا للفظ : "القرآن مخلوق" . كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات إن نهاية ما رأيت له نمدد في الأسلوب كقوله :"ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها –أي الحروف المقطعة- مثل هذا لكتاب لأنه صنع الله لا من صنع الناس" أ .هـ
وهي عبارة لا نشك في خطأها لكن هل نحكم من خلالها أن سيداً يقول بهذه المقولة الكفرية "خلق القرآن" . اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك ؟؟
لقد ذكرني قوله هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة –رحمه الله تعالى –في مقدمة كتابه "دراسات في أسلوب القرآن الكريم" والذي طبعته –مشكورة- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن , اللهم لا. وأكتفي بهذه من الناحية الموضوعية. وهي المهمة ومن جهات أخرى أبدي ما يلي :
1_ مسودة هذا الكتاب تقع في ( 161) بقلم اليد وهي بخطوط مختلفة. ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد, إلا أن يكون اختلف خطكم, أو اختلط علي. أم أنه عهد بكتب سيد قطب _رحمه الله تعالى – لعدد من الطلاب فاستخرج ك لطالب ما بدا له تحت إشرافكم وبإملائكم .
لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا مما كتبته على طرته أنه من تأليفكم, وهذا عندي كاف  في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم .
2_ مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى آخره يجري على وتيرة واحدة وهي : أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار , وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال... وهذا نكث لمنهج النقد : الحيدة العلمية .
3_ من حيث الصياغة : أن قارنا بينه وبين أسلوب سيد –رحمه الله تعالى – فهو في نزول وسيد قد سما. وإن اعتبرناه من جنابكم الكريم فهو أسلوب " إعدادي" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز العلمية العالية.
لابد من تكافئ القدرات في الذوق الأدبي والقدرة على البلاغة والبيان وحين العرض . وإلا فليكسر القلم.
4_ لقد طغى أسلوب التهييج والفزع على المنهج العلمي للنقد ولهذا افتقد الرد أدب الحوار .
5_ في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم , وضيق عطن وتشنج في العبارات. فلماذا هذا ؟
6_هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشأت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة والنقد تارة وأن هذا بدعة أو ذاك مبتدع وهذا ضلال .وذاك ضال. ولا بينة كافية للإثبات .
وولدت غرور التدين والاستعلاء, حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله. وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر.
وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم. وأن اعتبر بناءً عالي الشرفات فهو إلى التساقط ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية .
هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل عير ممتع هذا ما بدا لي حسب رغبتكم وأعتذر عن تأخر الجواب, لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس لطمها هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه فوجدت في كتبه خيراً كثيرا, وإيماناً مشرقا, وحقاً أبلجا, وتشريحاً فاضحا ً لمخططات العداء للإسلام , على عثرات في سياقاته, واسترسال بعباراته ليته لم يفه بها وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان آخر. والكمال عزيز. والرجل كان أديباً نقادا, ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة والسيرة النبوية العطرة . فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره التي هضمها مسخر قلمه ووقته ودمه في سبيلها فشرق بها طغاة عصره وأصر على موقفه في سيل الله تعالى, وكشف عن سالفته وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة : إن إصبعاً أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها. أو كلمة نحو ذلك. فالواجب على الجميع الدعاء له بالمغفرة والاستفادة من علمه وبيان ما تحققنا خطأه فيه , وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه واعتبر – رعاك الله – حابه بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى – مع ما لديهما من الطوام , لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة وانظر " منازل السائرين" للهروي –رحمه الله تعالى – ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم-رحمه الله تعالى –يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها وذلك في شرحه ( دارج السالكين).
وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك.
وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية...." وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء وتشذيبهم والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم. واسمح لي – بارك الله فيك – إن كنت قسوت في العبارة فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه , جرى القلم بما تقدم سدد الله خطا الجميع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
بكر بن عبد الله بن أبو زيد
20/1/1414هـ

-an1 � o t P@ 8X3 0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية...." وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء وتشذيبهم والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم. واسمح لي – بارك الله فيك – إن كنت قسوت في العبارة فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه , جرى القلم بما تقدم سدد الله خطا الجميع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
بكر بن عبد الله بن أبو زيد
20/1/1414هـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.