لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب
رضوان محمود نموس
لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ إنجيل متى : 6
كلمة تنسب إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام قالها للحواريين يأمرهم أن لا يتركوا القدس ليهود تعيث فيها فساداً فالقدس إحدى أهم مدن الشام. الشام التي حظيت بالاهتمام منذ فجر التاريخ, وما أن فتحتها جيوش محمد صلى الله عليه وسلم وطوعتها سيوف المسلمين, حتى غدت قلعة من قلاع الإسلام, وعاصمة للدولة الإسلامية التي امتدت من فرنسا غرباً إلى التبت في الصين شرقاً وحصناً حصيناً له, والملحمة الكبرى في الشام, وظهور المهدي, ودولته في الشام, ونزول عيسى عليه السلام في الشام, وقتل الدجال في الشام, ونهاية يأجوج ومأجوج في الشام.
فعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ يوم .... [فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ]([1]).
[وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ يُقَاتِلُونَ مِنْ نَاوَأهُمْ» قَالَ مُطَرِّفٌ: هُمْ أَهْلُ الشَّامِ]([2]).
[عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ»]([3]).
[وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم: "ستجندون أجنادًا، جُنْدًا بِالشَّامِ، وجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا باليَمَنِ", قال عبد الله: فقمت، قلت: خِرْ لي يا رسول الله! فقال: "وعليكم بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَلْيَسْتَقِ مِنْ غُدُرِه، فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ تكفَّل لِي بالشام وأهله".
قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث، يقول: وَمَنْ تكفَّل اللَّهُ بِهِ فَلا ضيعة عليه.]([4]).
[إِذَا فسدَ أهلُ الشامِ فَلا خيرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي منصورين، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حَتَّى تقومَ الساعةُ]". وإسناده صحيح.([5]).
[وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم قال: "فُسطاط المسلمين يوم الملحمةِ بـ"الغوطة"، إلى جانب مدينةٍ يُقال لها: "دمشق"؛ من خيرِ مدائنِ الشامِ". وفي رواية ثانية قال: سمعت النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
"يومُ الملحمةِ الكبرى؛ فُسطاطُ المسلمين بأرضٍ يقالُ لها:"الغوطة"، فيها مدينةٌ يقالُ لها "دمشق"؛ خير منازِل المسلمين يومئذٍ"].([6]).
فأقول للمجاهدين عموماً ولجبهة النصرة خاصة:
لا تتركوا الشام للكلاب.
لا تتركوا الشام للمجلس الشيوعي العلماني الذي يسمى الوطني ويضم بعض ضلال المسلمين.
لا تتركوا الشام للعصابات التي تزعم أنها ستقاتلكم بعد التفرغ من النظام فإنهم من يصدق عليهم وصف المسيح عليه السلام.
لا تتركوا الشام لعملاء الطواغيت الذين يستشرفون رغبة أمريكا وعبيدها وينبحون نباح الكلاب "أخرجوا القاعدة".
لا تتركوا الشام للأذيال والأذناب ووكلاء الكفرة مهما عوا الكلاب ونعق الناعقون.
الشام لأهل الإسلام ليست لطوائف الردة وليست للعلمانيين وليست للشيوعيين وليست للعملاء.
كفانا مئة عام والوطنيون والقوميون والعلمانيون والماسونيون يعيثون في الشام فسادًا ويؤازرهم المتأخونون الضالون.
فدستور 1950 العلماني الكفري صاغه العلمانيون والمتأخونون بقادة زعيمهم السباعي.
وتحالف 1982 بين العلمانيين والمتأخونين لإيقاع البلاد في هوة العلمانية الكافرة.
وجبهة الدمار التي سموها خلاص بين المجرم خدام الطاغوت وبين المتأخونين الذين منحوا فيها النصيريين وسام الإسلام.
والمجلس الرِدِّي بين ملل الكفر والمتأخونين لنفس الهدف.
فلا يغرنكم تمسحهم بالإسلام ولا تقبلوا أن يسكن في الشام إلا المسلمين.
فالشام للمسلمين ومن يصر على كفره فليرحل عن الشام إلى حيث شاء فلن نبقي في الشام إن شاء الله إلا مسلمًا.
ومن أراد أن يكفر فليرحل عن بلادنا.
ومن أراد أن يحالف المرتدين الكفرة فليرحل عن بلادنا أو يؤب.
كفى تمييعاً للدين وعبثاً بشريعة رب العالمين.
[فعن عُمَر بْن عبد العَزِيز، يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ والنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، لا يَبْقَيَنَّ دِينَانِ بأَرْضِ العَرَبِ]([7]).
[وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي أَرْضٍ، وَلَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ جِزْيَةٌ ]([8]).
[2] - مسند البزار = البحر الزخار (9/ 21) 3524 وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ فَذَكَرْنَا حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَاقْتَصَرْنَا عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ غَيْرُ عِمْرَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ بِشَيْءٍ يَزِيدُهُ فَيُكْتَبُ لَعَلَّهُ الزِّيَادَةُ وجاء في كتاب فضائل الشام تحقيق الألباني
[3] - سنن الترمذي ت شاكر (4/ 498) 2217وقال الألباني : صحيح
[4] - الكتاب: تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن علي بن محمد الربعي المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، الألباني (المتوفى: 1420هـ) قلت: حديث صحيح جدًّا؛ فإن له أربعة طرق: وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي. (ص: 11):
[5] - تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي (ص: 17):
[6] - حديث صحيح, أخرجه أبو داود "2/ 210"، والفسوي "2/ 290"، والحاكم "4/ 486"، وأحمد "5/ 197"، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد", ووافقه الذهبي، وأقرَّه المنذريّ "4/ 63"، وهو كما قالوا.
[7] - موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري (1/ 223) 571 وهو في مسند أحمد وغيره قال في تحقيق المسند ط الرسالة (43/ 371) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث عن صالح بن كَيْسان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. مسند أحمد ط الرسالة (43/ 372)
[8] - مسند أحمد ط الرسالة (3/ 418) 1949
وأخرجه الترمذي (3139) ، والطبري 15/148-149، وابن عدي في "الكامل" 6/2072، والحاكم 3/3، والبيهقي في "الدلائل" 2/516 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (12618) ، والبيهقي 2/516-517 من طريق عبيد الله بن عبد - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 5/328 لابن المنذر وأبي نعيم والضياء المقدسي في "المختارة".
0 التعليقات:
إرسال تعليق