موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 31 أغسطس 2012


لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (14)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة عن الأصول الدينية للأمريكان ويتابع في هذه الحلقة عن الدور الماسوني وتسابق البروتستانت في خدمة يهود
إن من أبرز الأمثلة على صحة هذا القول، الدور الذي لعبه لورد بلفور في إخراج أهم أجزاء المشروع الصهيوني، وهو إنشاء دولة إسرائيل إلى النور، والاعتراف الدولي المبكر بهذا المشروع. فقد كان لثقافته وقناعاته الدينية دور مهم في بلورة موقفه السياسي من المشروع الصهيوني، وإصداره لوعده في 2تشرين نوفمبر 1917م. والأمر كذلك كان بالنسبة إلى ديفيد لويد جورج الذي أصبح رئيسا لوزرا إنكلترا عام 1916م، وقد أقر بأن معرفته بتاريخ اليهود وبأسماء الأماكن اليهودية في فلسطين أكثر من معرفته بتاريخ بلاده. ولم تكن هذه المعرفة إلا نتاج المناخ الديني الذي أفرزته حركة الإصلاح البروتستانتي على مدى قرون، وبخاصة انتشار قصص العهد القديم في الثقافة الإنجليزية. وفي اعتقاد المؤرخة اليهودي تشمان أن تبني بلفور ولويد جورج لإعلان بلفور كان قائما، في جزء كبير منه على تعاطفها التوراتي مع اليهود، أكثر منه كمكافأة للزعيم الصهيوني اليهودي وايزمان على ما قدمه إلى إنكلترا من خدمات علمية، أو بهدف كسب اليهود الروس للتأثير على تطور الأحداث الداخلية هناك في ذلك الوقت... إضافة إلى كسب اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية واستخدام نفوذهم لمصلحة إنكلترا الحربية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحركة الصهيونية اليهودية السياسية لم تكن في تلك المرحلة ذات تأثير كبير على يهود روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية, وتذكر المؤرخة اليهودية تشمان أن الحكومة الإنجليزية كانت إما ساذجة أو جاهلة بالنسبة إلى معرفة نفوذ اليهود هناك.

الخطاب الرابع و العشرون لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن رحمه الله. الرسالة السابعة إلى الأمة الإسلامية: (يا أهل الإسلام)


لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن رحمه الله.
الرسالة السابعة إلى الأمة الإسلامية:
(يا أهل الإسلام)

26 ربيع الأول 1427 هـ 24 أبريل/نيسان 2006 م

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:
فإلى الأمة الإسلامية عامة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حديثي هذا إليكم لمواصلة الحث والتحريض لنصرة رسولنا -صلى الله عليه وسلم- ولمعاقبة أصحاب الجريمة النكراء التي ارتكبها بعض الصحفيين من الصليبيين أو من الزنادقة المرتدين بالإساءة إلى سيد الأوليين والآخرين نبينا محمد -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
لقد جاءت الآيات الكريمات والأحاديث النبوية الشريفة مبينة ما يجب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من محبة وتكريم وإتباع وتعظيم فقد حرم الله تبارك وتعالى أذاه.
فقال في القرآن العظيم: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} [الأحزاب:57]،
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2]،
وقد ثبت في الصحيح عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أنه قال ”والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين“.
وقد أجمعت الأمة على ردة وقتل من تعرض له بالشتم أو التنقص، قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله:                 (إن سب الرسل ـ صلى الله عليهم وسلم ـ والطعن فيهم ينبوع جميع أنواع الكفر وجماع جميع الضلالات وكل كفر ففرع منه ).اهـ
وقال القاضي عياض رحمه الله: (من شبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء على طريق السب له والازدراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه أو العيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم السّاب له). اهـ
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (من شتم النبي -صلى الله عليه وسلم- أو انتقصه مسلماً كان أو كافراً فعليه القتل). اهـ
فالزنادقة والملحدون الذين يطعنون في الدين ويغمزون ويسيئون إلى رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قد وضح حالهم وحكمهم الإمام ابن القيم رحمه الله، ووضح أن جريمة الزنديق أغلظ الجرائم، وأن مفسدة بقائه بين أظهر المسلمين من أعظم المفاسد، وأنه يُقتل ولا تُقبل توبته، فكان مما قال: (فإن الزنديق هذا دأبه دائماً، فلو قُبلت توبته لكان تسليطاً له على بقاء نفسه بالزندقة والإلحاد، وكلما قُدِرَ عليه أظهر الإسلام وعاد إلى ما كان عليه، ولاسيما وقد علم أنه آمِنٌ بإظهار الإسلام من القتل؛ فلا يَزَعُهُ خوفه من المجاهرة بالزندقة والطعن في الدين ومَسَبَّة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فلا ينكف عدوانه عن الإسلام إلا بقتله، وأيضاً فإن مَنْ سَبَّ الله ورسوله فقد حارب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وسعَى في الأرض فساداً فجزاؤه القتل حداً، والحدود لا تسقط بالتوبة بعد القدرة اتفاقاً). اهـ

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

الخطاب الثالث و العشرون لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن رحمه الله


لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن رحمه الله
الرسالة الثالثة إلى الشعب الأمريكي(السبيل لإنهاء الحرب)
 20 ذو الحجة 1426 هـ20 يناير/كانون الثاني 2006 م

بسم الله الرحمن الرحيم،
من أسامة بن محمد بن لادن إلى الشعب الأمريكي؛
السلام على من اتبع الهدى.
رسالتي هذه إليكم عن الحرب في العراق وأفغانستان، وكيف السبيل لإنهائها، ولم أكن أنوى أن أحدثكم بهذا الخصوص؛ لأن هذا الأمر محسوم عندنا، ولا يفل الحديد إلا الحديد، وأحوالنا بفضل الله من حسن إلى أحسن، وأحوالكم على العكس من ذلك.
ولكن استنهض همتي للحديث مغالطات رئيسكم بوش المتكررة في تعليقه على نتائج استطلاعات الرأي عندكم، والتي أفادت أن الغالبية العظمي منكم يرغبون بسحب القوات من العراق، ولكنه اعترض على هذه الرغبة وقال إن سحب القوات يعطي رسالة خاطئة للخصوم وإنه من الأفضل أن نقاتلهم على أرضهم خيرا من أن يقاتلونا على أرضنا.
وبين يدي الرد على هذه المغالطات أقول: إن الحرب في العراق مستعرة بلا هوادة والعمليات في أفغانستان في تصاعد مستمر لصالحنا والحمد لله، و أن أرقام البنتاغون تشير إلى تصاعد عدد قتلاكم وجرحاكم، فضلا عن الخسائر المادية الهائلة، ناهيك عن انهيار معنويات الجنود هناك وارتفاع نسبه الانتحار بينهم.
فلكم أن تتصوروا حالة الانهيار النفسي الذي يصيب الجندي وهو يلملم أشلاء رفقائه بعد أن وطئوا الألغام فمزقتهم، وعقب هذا الموقف يصبح الجندي بين نارين إن يرفض الخروج في الدوريات من ثكنته العسكرية لحقته عقوبات جزار فيتنام الصارمة، وإن خرج أكله غول الألغام؛ فهو بين أمرين أحلامها مر مما يجعله يقع تحت ضغط نفسي رهيب؛ خوف وذل وقهر وشعبه غافل عنه، فلا يجد أمامه حلا إلا أن ينتحر وهذا الذي تسمعون عنه، و إن انتحاره رسالة قوية لكم كتبها بروحه ودمه والحسرة والألم يعتصرانه كي تنقذوا ما يمكن إنقاذه من هذا الجحيم، إلا أن الحل بأيديكم إن كان يهمكم أمرهم.
أما أخبار إخواننا المجاهدين: فهي مختلفة عما ينشره البنتاغون، إذ تشير إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام لا يتجاوز عُشر الحقيقة مما هو واقع على الأرض، ومما يعمق الشكوك في معلومات إدارة البيت الأبيض استهدافها لوسائل الإعلام التي تنقل بعض الحقائق من الواقع، ولقد ظهر مؤخرا بالوثائق أن جزار الحرية في العالم كان قد عزم على قصف المكاتب الرئيسية لفضائية الجزيرة في دولة قطر بعد أن قصف مقرها في كابل وبغداد وهي على علاتها صنيعة صنائعكم هناك.

الخطاب الثاني و العشرون لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن رحمه الله


لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن رحمه الله
الرسالة الرابعة إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة:
(بشائر النصر، وتذكير بالحقائق والأحكام، ورسالة إلى أمة الإسلام)
 ( وبيعة أبو مصعب الزرقاوي أميراً للقاعدة في بلاد الرافدين)
15 ذو القعدة 1425 هـ27 ديسمبر/كانون الأول 2004 م
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
الحمد لله، ثم الحمد لله، الحمد لله القائل:
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:75-76]
والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل:
”ما من امرئ يخذل امرأً مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يـحب فيه نصرته“ رواه الإمام أحمد
أما بعد ...
فإلى إخواننا المسلمين في العراق خاصة وإلى الأمة الإسلامية عامة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحيي أهلنا الصابرين في بغداد دار الخلافة وما حولها، وأحيي إخواننا المجاهدين المرابطين هناك، في بعقوبة وسامرا والموصل وكركوك وتكريت واللطيفية وأخواﺗﻬا، وبيجي وبلد وباقي المدن والقرى المجاهدة، وأخص بالتحية الحارة، الأحرار في أرض الأنبار، ولاسيما أهل الفلوجة، تلك المدينة البطلة الصامدة في وجه الباطل، والتي أبت أن تذل أو تخضع لزعيم الكفر أجمع، وقد أعطته دروساً في الثبات على المبدأ، وأثبتت له أن قوة الإيمان، أعظم من قذائف المدافع والطيران، كما فضحت خداعه وديمقراطيته، وأظهرت أنه كذاب سفاح، وإلا فما الفرق بين مجزرة الطاغية صدام في حلبجة، وبين مجزرة بوش في الفلوجة؟
فإن يكن صدام قد قتل بضعة آلاف، باسم القومية النتنة، من إخواننا الأكراد هناك عليهم رحمة الله، فإن فرعون العصر قد قتل في الفلوجة وحدها، بضعة آلاف كذلك، وجرح وعوق أضعاف ذلك، فضلاً عن ﺗﻬجير وترويع مئات الألوف، وكل ذلك باسم الصليبية المتصهينة المتعطشة للدماء.
فينبغي على المسلمين أن يعوا حقيقة هذه الحرب جيداً، فلا يمكن تفسير حصار ودك مدينة بكاملها، سكانها بمئات الألوف، بحجة أن فيها مئات المقاومين، إلا أنها حرب شاملة على الإسلام وأهله، أرجو الله أن يتقبل من قتل من إخواننا في الشهداء، وأن يمن على الجرحى بالشفاء.
ولئن ساءنا ما أصاب أهلنا هناك، فقد سرنا ذلك الثبات العظيم، والآثار الكبيرة التي ترتبت عليه، حيث انتشرت روح الجهاد والفداء، والعزة والإباء، في أرجاء العراق، كانتشار النار في الهشيم، بل وسرت تلك الروح الجهادية الأبية، إلى البقية من بلاد المسلمين، وقد خسرت ظنون بوش، حين أراد أن يقهر ويُذل هذه المدينة المؤمنة، وأن يطمسها من الوجود، ويجعلها عبرة لكل أهل الأرض، ممن يرفضون العبودية لأمريكا، ولكن أبى الله لها إلا العزة والسؤدد، فصمدت رافعة رأسها رغم أنفه وأهانته، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه فشرفته، وأصبحت مثالاً للصمود والتصدي، في وجه الهمجية الأمريكية، وسارت بذلك الركبان.

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (53) محمد عبده


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (53)
محمد عبده
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الرابع من الناحية التاريخية وهو الثاني والأهم من ناحية التأثير هو محمد عبده. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
محـمد عـبـده
(1266 - 1323هـ- 1849- 1905م)
المبحث الأول ترجمة مختصرة:
يقول محمد عبده عن نفسه [أول ما عقلت من أنا, ومن والدي, ومن والدتي, ومن هم أقاربي وجيران بيتي, عرفت أني ابن "عبده خير الله" من سكان قرية "محلة نصر" بمركز "شبراخيت" من  مديرية "البحيرة" ووقر في نفسي احترام والدي, ونظرت إليه أجل الناس في عيني, وسكن من هيبته في قلبي ما لا أجده لأحد غيره من الناس اليوم عندي, أما عوامل هذا الاحترام وذلك الإجلال فأتذكر منها قلة الكلام أمامي, ووقار كان في الحركات والأعمال والهيأة ... وانفراده بالطعام دون والدتي وأخواتي, فإن ذلك كان آية العظمة عندنا, فإنه ما كان يواكل نساءه وأولاده في تلك الأوقات إلا الفقراء وأهل الطبقة السفلى من أهل القرية... تعلمت القراءة والكتابة في منزل والدي, ثم انتقلت إلى دار حافظ قرآن, قرأت عليه وحدي جميع القرآن أول مرة.. بعد ذلك حملني والدي إلى طنطا حيث كان أخي لأمي الشيخ "مجاهد" _رحمه الله_ لأجَوِّد القرآن في المسجد الأحمدي, لشهرة قرائه بفنون التجويد, وكان ذلك في 1279هجرية. ثم في سنة إحدى وثمانين جلست في دروس العلم, وبدأت بتلقي (شرح الكفراوي على الأجرومية) في المسجد الأحمدي بطنطا, وقضيت سنة ونصفاً لا أفهم شيئاً لرداءة طريقة التعليم, فإن المدرسين كانوا يفاجئوننا باصطلاحات نحوية أو فقهية لا نفهمها, ولا عناية لهم بتفهيم معانيها لمن لا يعرفها, فأدركني اليأس من النجاح, وهربت من الدرس, واختفيت عند أخوالي مدة ثلاثة أشهر, ثم عثر عليّ أخي فأخذني إلى المسجد الأحمدي, وأراد إكراهي على طلب العلم فأبيت, وقلت له: قد أيقنت ألا نجاح لي في طلب العلم, ولم يبق عليّ إلا أن أعود إلى بلدي وأشتغل بملاحظة الزراعة كما يشتغل الكثير من أقاربي, وانتهى الجدال بتغلبي عليه, فأخذت ما كان لي من ثياب ومتاع ورجعت إلى "محلة نصر" على نية ألا أعود إلى طلب العلم, وتزوجت في سنة 1282 على هذه النية... بعد أن تزوجت بأربعين يوماً جاءني والدي ضحوة نهار, وألزمني بالذهاب إلى طنطا لطلب العلم, وبعد احتجاج وتمنع وإباء لم أجد مندوحاً عن إطاعة الأمر, ووجدت فرساً أحضر فركبته, وأصحبني والدي بأحد أقاربي _وكان قوي البنية شديد البأس_ ليشيعني إلى محطة "إيتاي البارود" التي أركب منها قطار السكة الحديدية إلى طنطا, كان اليوم شديد الحر, والريح عاصفة ملتهبة سافياء, تحجب الوجه بشبه الرمضاء, فلم أستطع الاستمرار في السير فقلت لصاحبي أما مداومة المسير فلا طاقة لي بها مع هذه الحرارة, ولا بد من التعريج على قرية أنتظر فيها أن يخف الحر, فأبى عليّ ذلك فتركته, وأجريت الفرس هارباً من مشادته, وقلت: إني ذاهب إلى "كنيسة أورين" ...  أدركني صاحبي , وبقي معي إلى العصر, وأرادني على السفر, فقلت له: خذ الفرس وارجع, وسأذهب صباح الغد, وإن شئت قلت لوالدي أنني سافرت إلى طنطا.

لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (13)


لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (13)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة عن الأصول الدينية للأمريكان ويتابع في هذه الحلقة عن الدور الماسوني وتسابق البروتستانت في خدمة يهود
(وفي منتصف القرن السابع عشر قدم العديد من الالتماسات والعرائض، ومن بينها عريضة قدمت إلى الحكومة الإنجليزية في عام 1649م تحث إنكلترا وهولندا لتكون الأسرع في نقل أبناء إسرائيل وبناتها على مراكبهم إلى الأرض التي وعد بها آباؤهم الأولون) .
 (وهكذا ساعدت هذه الدعوات المناخ العام على إعادة اليهود إلى إنكلترا كخطوة أولى لاستخدامهم في أغراضها التجارية من ناحية، وجمع شتاتهم ونقلهم إلى فلسطين من ناحية أخرى تقريبا لموعد القدوم الثاني للمسيح) .
 (تكمن أهمية حركة الإصلاح الديني البروتستانتي في كونها طليعية ورائدة في مجال استكشاف الأفكار الصهيونية المتعلقة باستعادة ما يسمى الأمة اليهودية، واستعادة فلسطين كوطن لليهود) .
 (بدأ منذ القرن السادس عشر ما يمكن وصفه بـ" الاتحاد في الغرب بين سياسة الإمبراطورية الإنجليزية ونوع من الصهيونية المسيحية الأبوية التي اتضحت في السياسة الإنجليزية في الأجيال اللاحقة ". وتذكر المؤرخة اليهودية تشمان أن اهتمامات إنكلترا البيوريتانية في استعادة إسرائيل كانت دينية الأصل ونابعة من العهد القديم الذي سيطر على عقل القوى الحاكمة في القرن السابع عشر وقلبها، وساعدتها في ذلك عدة عوامل أخرى تدخلت فيما بعد، منها العوامل السياسية والتجارية والعسكرية والإمبريالة.
قويت في القرن الثامن عشر الاتجاهات الصهيونية وزاد التعاطف مع اليهود في أوربا البروتستانتية. وساعدت على ذلك عوامل عدة، منها أن هذا القرن قد شهد انتصار الثورة الأمريكية وبداية الثورة الفرنسية وتصاعد الثورة الصناعية بما في ذلك من انتشار لأفكار الاستنارة والفكر الحر والنشاط المكثف للتجارة الخارجية والرحالة وعلماء الآثار والحجاج الأوربيين إلى الأراضي المقدسة في فلسطين وانتشار كتب الرحلات التي تتحدث عن زيارات الأرض المقدسة وعن قصص بني إسرائيل القديمة في فلسطين مثل كتاب رحلتان  إلى القدس الذي أصدره ناثانيال كروش عام 1704م.
وتتحدث ريجينا شريف عن تأثير المقولات الصهيونية المسيحية على الأدب الأوربي في القرنين السابع عشر والثامن عشر سواء في إنكلترا أو فرنسا أو ألمانيا، وكذلك على أعمال عدد من الفلاسفة من أمثال باسكال وكنط، وكذلك تأثيرها على العلماء من أمثال إسحاق نيوتن إذ تشير إلى كتاب له نشر بعد وفاته يتحدث عن عودة  اليهود إلى وطنهم في فلسطين، وعن توقعه تدخل قوة أرضية نيابة عن اليهود المضطهدين للتأثير على عودتهم إلى فلسطين. وهي تشير كذلك إلى كتاب روسو المسمى إميل والصادر عام 1762م، حيث ورد فيه حديث عن اليوم الذي يملك فيه اليهود دولتهم الحرة في فلسطين وتصبح لهم مدارسهم وجامعاتهم) .

الاثنين، 27 أغسطس 2012

الخطاب الواحد و العشرون لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن (رحمهُ الله) و المسلمين عامة: الرسالة الأولى إلى أهل بلاد الحرمين خاصة (الخلاف والنزاع بين حكام الرياض وأهل البلاد، والسبيل لحله) 4 ذو القعدة 1425 هـ16 ديسمبر/كانون الأول 2004 م


لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن (رحمهُ الله)
و المسلمين عامة: الرسالة الأولى إلى أهل بلاد الحرمين خاصة
(الخلاف والنزاع بين حكام الرياض وأهل البلاد، والسبيل لحله)
4 ذو القعدة 1425 هـ16 ديسمبر/كانون الأول 2004 م
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإلى المسلمين في بلاد الحرمين خاصة وإلى المسلمين في غيرها عامة..
فهذه رسالةٌ حول الخلاف والنزاع بين حكام الرياض وأهل البلاد والسبيل لحله.
فقد كَثُر الحديث في بلاد الحرمين عن ضرورة الأمن والأمان وعن حرمة دماء المسلمين والمستأمنين، وعلى أهمية الألفة والاجتماع وخطورة الفرقة والنزاع، وزعموا أن المجاهدين يتحملون ما آلت إليه الأمور في بلاد الحرمين. ومحض الحقيقة الواضحة أن المسؤولية تقع على عاتق النظام، حيث فرَّط في الشروط المطلوبة للمحافظة على الأمن والدماء، والألفة والاجتماع، وذلك بعصيانه لله تعالى وارتكابه الكبائر التي تُعَرِّض البلاد لوعيد الله وعقابه، وقد ذكر الله لنا قصص العصاة وعقابهم لنعتبر.
قال الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل:112]. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَاد * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:11-14].
كما أن الموالين للنظام، المداهنين له، وكذا القاعدين عن إنكار المنكر يتحملون المسؤولية أيضاً، وقد قال الله تعالى:     {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [المائدة:78-79].
وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: ”فما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل فيتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم“ رواه الحاكم، وقال أيضاً ”إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه“ رواه ابو داوود.
وقال النووي رحمه الله: ”واعلم أن هذا الباب - أعني باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - قد ضُيِّع أكثره من أزمان متطاولة ولم يبقَ منه في هذه الأزمان إلا رسومٌ قليلةٌ جداً، وهو بابٌ عظيمٌ به قِوَام الأمر وملاكه، فإذا كثر الخبث عمّ العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقابه {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم } [النور:63]“ انتهى كلامه.
ومن أبيات الحكم:
إذا كنتَ ذا نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعم
فالمعاصي التي ارتكبها النظام عظيمةٌ جداً، فقد تجاوز الكبائر والموبقات إلى نواقض الإسلام الجليّات، تجاوز ظلم العباد وهضم حقوقهم والاستهانة بكرامتهم، والاستخفاف بعقولهم ومشاعرهم، والعبث بمال الأمة العام، فاليوم يعاني من الفقر والحرمان ملايين من الناس مقابل أن تدخل الملايين من الريالات إلى حسابات المتنفذين من كبار الأسرة، فضلاً عن تدني الخدمات واغتصاب الأراضي، ومشاركة الناس في تجارتهم عنوة بغير عوض، وإلى ما هنالك. فإن النظام قد تجاوز ذلك كله إلى نواقض الإسلام الجليات، فتولى أمريكا الكافرة وناصرها ضد المسلمين وجعل من نفسه نداً لله تعالى يُشَرِّع للناس تحليلاً وتحريماً من دون الله ومعلوم أن ذلك من نواقض الإسلام العشرة. وقد أشرنا إلى بعض المظالم التي ارتكبها النظام في أمور الدين والدنيا بشيء من التفصيل في البيان السابع عشر ومن شاء فليرجع إليه.
وهذا الذي تقدم من أهم أسباب الخلاف بين المسلمين وحكام الرياض، وحَلُّ هذا الأمر سهل معلوم في دين الله تعالى إن صدق الحاكم في إرادته للإصلاح إن كان يملك الإرادة أصلاً.
أما نحن فعلم الله أننا نريد الإصلاح ما استطعنا ونسعى إليه، وما خرجنا من ديارنا إلا رغبة فيه، وما كنا نشتكي نقصاً في أمور الدنيا ولله الحمد والمنة، وما بنا عن بلاد الحرمين تَشَوّفٌ إلى غيرها وقد طال المقام بعيداً عنها، ولكنه في سبيل الله يسر.
حجازٌ حبُها في عُمْقِ قلبي *** ولكنَّ الولاةَ بها ذئابُ
وفي الأفغانِ لي دارٌ وصحبٌ *** وعند الله للأرزاق بابُ
وقد قيل:
وما الخيلُ إلا كالصديقِ قليلةٌ *** وإن كَثُرَتْ في عينِ من لا يجربُ
وكل امرئ يولي الجميل محببٌ *** وكلُ مكانٍ ينبتُ العز طيب
ومن توكل على الله كفاه، والكيّس من لم تغره دنياه، ولا معنى للحياة إن لم تكن في طاعة الله، فأسأل الله الثبات وحسن الختام.
وخلاصة هذه المسألة أنَّ سبيل النجاة إنما هو بالإصلاح والاستقامة على أمر الله تعالى وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير} [هود:112].
وقال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون} [هود:117].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”قل آمنت بالله ثم استقم“.

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (52) جمال الدين الأفغاني


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (52)
جمال الدين الأفغاني
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الثالث من الناحية التاريخية وهو الأول والأساس من ناحية التأثير هو جمال الدين الشيعي الإيراني المتأفغن عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
المبحث الحادي عشر بعض آراء وصفات جمال الدين:
نقل أحمد أمين بعض صفاته فقال: [ كان عصبي المزاج، دموياً في مزاجه، وكان مفرطاً في الشاي والتدخين ]([1]).
وقال تلميذه سليم عنحوري: [ كان يكره الحلو ويحب المر وقلما خلت جيوبه من خشب الكينا والراوند... يكثر من الشاي والتبغ، وإذا تعاطى مسكراً فقليلاً من الكونياك ]([2]).   
وقال محمد عبده: [ كان يتوسع في إتيان المباحات كالجلوس في المنتزهات العامة]([3]).
وحاول شيخ التبرير رشيد رضا الدفاع عنه في شرب الكونياك فقال: [ وما قيل من شربه لقليل من الكونياك فيحتمل أن يكون له شبهة كأن يكون رآه الناقل يشرب شيئاً يشبه الكونياك، أو يكون شرب ذلك القليل تداوياً فظنه الناظر عادة ]([4]).
ويقول عنه الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية: [ وقد اعتاد الأفغاني أن يغير لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر فقد رأيناه في مصر وتركيا يلقب نفسه بالأفغاني بينما هو في إيران (الحسيني) ويتضح من أوراقه المحفوظة أنه كان يتخذ ألقاباً أخرى مثل: الإسطنبولي، والكابلي، والروسي، والطوسي، والأسد آبادي، وكان الأفغاني يغير زيه ولباس رأسه مثلما كان يغير لقبه، فهو في إيران يلبس العمامة السوداء التي هي شعار السادة من رجال الدين، فإذا ذهب إلى تركيا ومصر لبس العمامة البيضاء فوق طربوش، وقد لبس الطربوش مجرداً ولبس العقال والكوفية، وربما لبس العتيقة أيضاً ]([5]).
جمال الدين الأفغاني وقضايا المرأة:
كان جمال الدين في مجلس والناس يتحدثون عن الحضارة والسفور فأرادوا منه أن يعطي رأيه في السفور فقال: [ وعندي أن لا مانع من السفور إذا لم يتخذ مطية للفجور ]([6]).
ويقول الأستاذ محمد كرد علي في مذكراته تحت عنوان مدرسة الجمال: [ سمعت في مصر الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في مجلس من مجالسه الغاصة بالفوائد سنة 1901 وقد جرى ذكر رأس المصلحين في الإسلام السيد جمال الدين الأفغاني، أن الأستاذ الإمام لاحظ يوم أن كان في باريس أن صديقه وأستاذه يغيب عنه كل يوم ساعتين في وقت معين، وكانا من قبل متصاحبين ولا يفترقان، فبحث عن سبب تغيبه فثبت عنده أن السيد يختلف إلى بائعة زهور عليها مسحة من الجمال، قال فلم أجرؤ لمكان السيد في نفسي أن أسأله عن سرّ هذه الزيارة المريبة، فقلت لعل الشيخ أخذ يتصابى وهو الذي لم تعهد عليه صبوة وما حفظ عنه إلا الجد في كل أموره، قال: وما لبث هذا الشك في سيرة الشيخ أن انقشع وأصبح بعد ثلاثة أشهر يتكلم الفرنسية بطلاقة، وتبين أن ذوق الأفغاني العالي الذي ألهمه أن يتخذ معلمته سيدة بارعة الجمال يحمل عنها لغتها بالعمل أمام أصص الزهر وطاقات الورد والجو العطر، وآثر جمال الدين أن يتصل بجمال الدنيا في أروح مدرسة للنفس، وطريقة جديدة في تلقف اللغات تنسي الدارس صعوبتها وتحفزه على جمع قواه بأمتع حواسه، فعسى أن يجرب رجال التعليم في مصر والشام والعراق هذه الطريقة المبتكرة في تلقين اللغات، فيكون للمصلح الأفغاني الفضل على الشرق في حياته وبعد مماته ]([7]).

السبت، 25 أغسطس 2012

لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (12)


لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (12)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة عن الأصول الدينية للأمريكان ويتابع الحديث عن نفس الموضوع في هذه الحلقة
من هذه التربية الفكرية نبتت (جمعية لندن لتعزيز المسيحية بين اليهود) وفي العام 1807م، وكان اللورد أنطوني إشلي كوبر (إيرلشا فتسبري) أحد أبرز أركانها.
ففي العام 1839م نشر مقالا يقع في ثلاثين صفحة أكد فيه أن اليهود سيبقون غرباء حتى يعودوا إلى فلسطين، وأن الإنسان قادر على تحقيق إرادة الله بتسهيل هذه العودة، وأن اليهود هم الأمل في تجدد المسيحية وعودة المسيح، وفي هذا المقال أيضا يرفع أنطوني كوبر، ولأول مرة شعار (وطن بلا شعب لشعب بلا وطن) ]([1]) .
وقال عبد الله التل: [ ولقد مرت الماسونية بمراحل عديدة تهمنا منها مرحلة القرن الثامن عشر الذي شهد مع القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين تطور النفوذ اليهودي وتغلغل سلطانهم عن طريق الماسونية في جميع الحكومات الأوربية والأمريكية. ففي سنة 1717م أعاد اليهود النظر في تعاليم الماسونية ورموزها وغيروا فيها لتناسب الجو البروتستانتي في بريطانيا والولايات المتحدة وأسسوا في ذلك محفل بريطانيا الأعظم وأطلقوا على أنفسهم اسم البنائين الأحرار بعد أن كانوا فيما سبق يحملون (القوة المستورة) وجعلوا من أهداف الماسونية الخادعة (الحرية -الإخاء – المساواة) وهي أهداف زائفة لأن الماسونية لا هدف لها إلا خدمة اليهودية العالمية وتأمين سيطرتها على العالم. ثم ما لبث المحفل الماسوني الأعظم في بريطانيا أن كشف عن بعض نواياه حين جعل من أهداف الماسونية:
1.                المحافظة على اليهودية.
2.                محاربة الأديان بصورة عامة والكثلكة بصورة خاصة.
3.                بث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب.
ومن بريطانيا انتشر أخطبوط الماسونية بشكله الجديد فتأسس بإشراف محفل بريطانيا الأعظم أول محفل ماسوني في باريس عام 1732م وفي جبل طارق 1728م وفي ألمانيا 1733م والبرتغال 1735م وهولندا 1745م والدانمارك 1745م وسويسرا 1740م وإيطاليا 1763م والبلجيك 1765م وروسيا 1771م والسويد 1773م والهند 1752م وفي أمريكا 1733م ]([2]) .

الجمعة، 24 أغسطس 2012

في رحاب العلماء(41)سبيل الدعوة الإسلامية للدكتور محمد أميْن المصْري


في رحاب العلماء(41)
رضوان محمود نموس
سبيل الدعوة الإسلامية للدكتور محمد أميْن المصْري([1]).
نفسية الكافرين:
     يقول الله تعالى في سورة آل عمران: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَاأَنْتُمْ أُوْلاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.(آل عمران: 118 ـ 120(.
     بينت الآية الكريمة أسباب النهي بالكشف عن نوايا هؤلاء الأعداء ودخائل نفوسهم السيئة:
    الأمر الأول قوله تعالى: {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً}: والخبال في الأصل: الفساد الذي يلحق الإنسان فيورثه اضطراباً كالمرض والجنون، والمعنى لا يقصرون في فساد أمرهم، بل يجهدون فيه ما وسعهم الجهد، واختيار لفظة الخبال في الآية الكريمة للإشارة إلى أنه نوع من الفساد لا يصلح معه رأي ولا ينفع فيه تدبير.
     والأمر الثاني قوله تعالى {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}: والعنت دخول المشقة على الإنسان ولقاء الشدة – أعنته: أوقعه في الهلكة – وقوله عز وجل : {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} (الحجرات – الآية 7). أي لوقعتم في العنت أي الفساد والهلاك، وفي التنزيل: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ} (البقرة – الآية  22). معناه: لو شاء لشدد عليكم وتعبدكم بما يصعب عليكم أداؤه كما فعل بمن كان قبلكم، وقد يوضع العنت موضع الهلاك فيجوز أن يكون معناه، لو شاء الله لأعنتكم أي لأهلككم، وعلى هذا فقوله تعالى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} أي تمنوا ما يهلككم.

الخطاب العشرون الرسالة الثانية إلى الشعب الأمريكي: لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن (رحمهُ الله) (الحرب؛ أسبابها و نتائجها) 15 رمضان 1425 هـ29 أكتوبر/تشرين الأول 2004 م


لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن (رحمهُ الله)
(الحرب؛ أسبابها و نتائجها)
15 رمضان 1425 هـ29 أكتوبر/تشرين الأول 2004 م

الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته وأمرهم بالعدل، وأذن للمظلوم أن يقتص من ظالمه بالمثل، أما بعد:
السلام على من اتبع الهدى،
أيها الشعب الأمريكي؛
 حديثي هذا لكم عن الطريقة المثلى لتجنب "مانهاتن" أخرى، عن الحرب وأسبابها ونتائجها، وبين يدي الحديث أقول لكم؛ إن الأمن ركن مهم من أركان الحياة البشرية، وإن الأحرار لا يفرطون بأمنهم، بخلاف ادعاء بوش بأننا نكره الحرية, فليعلمنا لِمَ لمْ نضرب السويد مثلا؟
ومعلوم أن الذين يكرهون الحرية لا يملكون نفوسا أبية كنفوس الـ 19 رحمهم الله، وإنما قاتلناكم لأننا أحرار لا ننام على الضيم، نريد إرجاع الحرية لأمتنا، فكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم، ولا يعبث بأمن الآخرين ثم يتوهم بأنه سيبقى آمنا إلا اللص الأحمق، وإن العقلاء إذا وقعت المصائب كان من أهم أعمالهم البحث عن أسبابها لتجنبها.
ولكننني أعجب منكم؛ فبالرغم من دخولنا السنة الرابعة بعد أحداث الـ 11 فما زال بوش يمارس عليكم التشويش والتضليل وتغييب السبب الحقيقي عنكم, وبالتالي فإن الدواعي قائمة لتكرار ما حدث، وإني سأحدثكم عن الأسباب وراء تلك الأحداث، وسأصدقكم القول باللحظات التي اتخذ فيها هذا القرار لتتفكروا، فأقول لكم؛ علم الله ما خطر في بالنا ضرب الأبراج، ولكن بعدما طفح الكيل وشاهدنا ظلم وتعسف التحالف الأميركي الإسرائيلي على أهلنا في فلسطين ولبنان فبادر إلى ذهني ذلك.
وإن الأحداث التي أثرت في نفسي بشكل مباشر ترجع إلى عام 1982 وما تلاها من أحداث، عندما أذنت أميركا للإسرائيليين باجتياح لبنان وساعد في ذلك الأسطول الثالث الأميركي، وبدأ القصف وقتل وجرح كثيرون وروع وشرد آخرون، وما زلت أتذكر تلك المشاهد المؤثرة؛ دماء وأشلاء وأطفال ونساء صرعى في كل مكان، منازل تدمر بمن فيها وأبراج تدك على ساكنيها، قذائف كالمطر تصب على ديارنا بلا رحمة، وكان الحال كتمساح التقم طفلا لا حول له ولا قوة إلا الصراخ، فهل يفهم التمساح حوارا بغير سلاح، وكان العالم كله يسمع ويرى ولا يزيد، وفي تلك اللحظات العصيبة جاشت في نفسي معان كثيرة يصعب وصفها ولكنها أنتجت شعورا عارما يرفض الظلم وولدت تصميما قويا على معاقبة الظالمين.
وبينما أنا أنظر إلى تلك الأبراج المدمرة في لبنان انقدح في ذهني أن نعاقب الظالم بالمثل وأن ندمر أبراجا في أميركا لتذوق بعض ما ذقنا ولترتدع عن قتل أطفالنا ونسائنا، وتأكد لي يومها أن الظلم وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء عن عمد؛ قانون أميركي معتمد، والترويع حرية وديمقراطية، وأما المقاومة؛ فإرهاب ورجعية، وتعني الظلم وحصار الملايين حتى الموت كما فعل بوش الأكبر في أكبر مجزرة للأطفال جماعية عرفتها البشرية في العراق، وتعني أن يلقى من القنابل والمتفجرات ملايين الأرطال على ملايين الأطفال في العراق أيضا كما فعل بوش الابن لعزل عميل قديم وتنصيب عميل جديد يعين على اختلاس نفط العراق، وغير ذلك من الفظائع.

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (51) جمال الدين الأفغاني


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (51)
جمال الدين الأفغاني
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الثالث من الناحية التاريخية وهو الأول والأساس من ناحية التأثير هو جمال الدين الشيعي الإيراني المتأفغن عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
المبحث العاشر جمال الدين واليهودية:
ولقد وصل جمال الدين إلى مرتبة (سفير المودَّة) في الماسونية, ولا يصل إلى هذه الرتبة إلا من كان من أعضاء العقد الملوكي, وكان يهوديا أو تهوَّد بفكره وعقله. ويُقسِم سفير المودَّة -قبل أن يحمل أوراق اعتماده لمقابلة كبار المسؤولين الماسون في البلاد التي بعث إليها- هذا القسم: [ أقسم وأتعهد وأنا أضع يدي على التوراة المقدسة التي آمنت بها الكتاب الأول والأخير الذي لا قبله ولا بعده كتاب وأقسم بجلال النور الذي تجلى على جبل الطور وسطع في وجه موسى وهارون أن أقوم بجميع المهمات التي وكلت إلي وأعمل حتى آخر نفس من عمري وأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل بناء دولة موسى الكبرى التي ستنشر نور الأقداس على العالم وأن أعمل على الانتقام من أعداء أمتنا، أمة صهيون المقدسة، وأن أعمل من أجل هدم جميع العقائد الأخرى التي فرضها الغاصبون على الأمم وأن أتحدى بهذا السيف كل غزاة أجدادي المقدسين ]([1]).

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (11)


لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (11)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة عن الأصول الدينية للأمريكان ويتابع الحديث عن نفس الموضوع في هذه الحلقة
بعد انفصال الملك هنري الثامن عن روما، اقتحمت حركة الإصلاح الديني بريطانيا وتمركزت فيها. وهناك ظهرت أول دعوة لانبعاث اليهود كأمة الله المفضلة في فلسطين، على يد عالم اللاهوت اليهودي البريطاني توماس برايتمان 1562, 1607م فقد نشر كتاب (Apocalypsis Apocalypscos) وهو الكتاب الذي قال فيه: إن الله يريد عودة اليهود إلى فلسطين ليعبدوه من هناك حيث يفضل الله أن تتم عبادته على أي مكان آخر... تحلق حول هذه الدعوة عدد من الشخصيات البريطانية الأدبية والفكرية والسياسية، أحد هؤلاء هنري فنش الذي قال في كتاب له صدر في عام 1621م: (ليس اليهود قلة مبعثرة بل إنهم أمة. ستعود أمة اليهود إلى وطنها، وستعمر كل زوايا الأرض.. وسيعيش اليهود بسلام في وطنهم إلى الأبد) !
منذ القرن السادس عشر تجاوزت اليهودية حدود العقيدة الدينية، وأصبحت أمة ورمزا للقومية، حتى الكتاب المقدس-العهد القديم- تحول منذ ذلك الوقت المبكر من كتاب دين إلى كتاب سياسي يقوم على قاعدة العهد الإلهي للأرض المقدسة للشعب اليهودي المختار. هذه المعتقدات الدينية المسيحية أصبحت جزءا من عقيدة الكنيسة البروتستانتية الجديدة ومن جوهر طقوسها، ومن خلالها تحولت إلى قاعدة عامة للتربية الدينية، خرّجت أتباعا لها ومؤمنين بها من رجال السياسة والأدب والفكر، وشهدت المرحلة البيوريتانية في القرن السابع عشر العصر الذهبي لهذه المعتقدات بعد تراجعها الكبير في العهد الإلزابيثي في هذه المرحلة ظهرت الطبعة الأولى لنسخة الملك جيمس من الكتاب المقدس، وبموجبها أصبح العهد القديم المصدر الأساسي إن لم يكن المصدر الوحيد للاجتهاد، ولاستنباط الأحكام والفلسفة الدينيتين اللتين فتحتا أبوابهما بعد أن أبيح حق التأويل الشخصي على حساب إسقاط احتكار هذا الحق بالكنيسة عموما وبالبابوية خصوصا.
لعل أبرز مظاهر التطرف في هذا العهد هي:

ويسألونك عن الجهاد


ويسألونك عن الجهاد
رضوان محمود نموس
نوع جديد من التضليل أن يسأل الشباب المسلم المتحرق لواقع أمته المهين وتسلط الكافرين عن جهاد دفع العدو الصائل المحتل الذي أخذ البلاد وقتل العباد وسبى ذرارينا ونساءنا وصادر وسرق أموالنا واختطف شبابنا وأسرهم بمساعدة الحكومات المرتدة فيبادر علماء الطواغيت وكهنتهم وسدنة المعبد الجاهلي بعد أن يحوقلوا ويتقعروا ويسوقوا المقدمات الطوال عن حمق الشباب وتسرعهم وووو..الخ ثم يجاوبون عن جهاد الطلب والغزو وضرورة استئذان الوالدين وولي أمرهم وأنه الآن لا يوجد جهاد شرعي. ولا شك أن هذا إمعان في التضليل وخضوع ذميم لرغبات القيادة اليهودية الصليبية الماسونية ولعملائها المرتدين من طواغيت البلاد.
والأصل أن من عرف أنه (لا إله إلا الله) ولو معرفة جزئية أن يتجنب هذه الأساليب الإبليسية ولقد قال الأمام أحمد: [في رواية عبد الخالق بن منصور من كان عنده كتاب الحيل في بيته يفتى به فهو كافر بما أنزل الله على محمد  صلى الله عليه وسلم]([1]). فكيف بهذه الألاعيب التي هي أسوأ من كتاب الحيل بملايين المرات فلئن كان كتاب الحيل يعيد امرأة بغير وجه شرعي لرجل كان زوجها مثلاً ففتاوى الكهنة التلاعبية تجعل بلاد الإسلام برمتها تحت تصرف المحتل الكافر وتعطي المبرر للمرتدين بالتسلط على العباد وتخذِّل المؤمنين عن الجهاد وتوقع البلابل بين الناس وتسمح بالتطاول للأنجاس والمتوقع أن لا تنطلي مثل هذه الأباطيل على شباب الإسلام وسنحاول إن شاء الله كنس ما يهيله علماء الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع  من الركام على أحكام الجهاد ولن يستطيع أحد حجب الشمس بغربال.
قال النووي: [الضرب الثاني: الجهاد  الذي هو فرض عين فإذا وطئ الكفار بلدة للمسلمين أو أطلوا عليها ونزلوا بابها قاصدين ولم يدخلوا صار الجهاد  فرض عين.
وللدفع مرتبتان: إحداهما أن يحتمل الحال اجتماعهم وتأهبهم واستعدادهم للحرب فعلى كل واحد من الأغنياء والفقراء التأهب بما يقدر عليه وإذا لم يمكنهم المقاومة إلا بموافقة العبيد وجب على العبيد الموافقة فينحل الحجر عن العبيد حتى لا يراجعوا السادات وإن أمكنهم المقاومة موافقة العبيد فوجهان أصحهما أن الحكم كذلك لتقوى القلوب وتعظم الشوكة وتشتد النكاية. والثاني لا ينحل الحجر عنهم للاستغناء عنهم والنسوة إن لم تكن فيهن قوة دفاع لا يحضرن وإن كان فعلى ما ذكرنا في العبيد ويجوز أن لا يحوج المزوجة إلى إذن الزوج كما لا يحوج إلى إذن السيد ولا يجب في هذا النوع استئذان الوالدين وصاحب الدين .

الخطاب التاسع عشر لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن (رحمه الله) الرسالة الثالثة إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة: (توضيح الحقائق، و التذكير بالأحكام، و عرض الجوائز) 17 ربيع الأول 1425 هـ6 مايو/أيار 2004 م


الرسالة الثالثة إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة:
 (توضيح الحقائق، و التذكير بالأحكام، و عرض الجوائز)
17 ربيع الأول 1425 هـ6 مايو/أيار 2004 م

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذه رسالة للأمة عامة ولإخواننا المسلمين في العراق خاصة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحيي أهلنا الثابتين في العراق أرض الأبطال وأحيي المجاهدين في سبيل الله هناك، وأقول لهم؛ أنتم أعلام العرب وذادة الإسلام، وإن المسلمين عاجزون عن شكركم وتقديركم فقد مر عام كامل على الغزو ولم يستطع الغزاة أن ينفذوا خططهم كما رسموها وذلك بفضل الله ثم بجهادكم وبجهاد من ناصركم فجزاكم الله خير الجزاء.
وقد فوجئ العدو بقوة المقاومة و جرت الرياح بما لا تشتهي سفنه فالنتائج التي تحققت داخليا وخارجيا من هذا الجهاد المبارك كبيرة جدا وإيجابية على مستويات كثيرة بفضل الله بما في ذلك الخسائر البشرية في صفوف العدو والاستنزاف المالي الهائل في ميزانياته، وهو ما زال يتكبد الخسائر تلو الخسائر، فلله الحمد والمنة.
وهنا أريد التأكيد على بعض النقاط المهمة:
أولا: ذلك الحدث الهائل الخطير الذي أظهر الأمور على حقيقتها للجميع؛ عندما أعلن المحتل بريمر أنه لن يرضى بأن يكون الإسلام مصدرا لجميع التشريعات، أي أنه لن يرضى بالإسلام دينا للعراق، وبالتالي جاء الدستور المعلن وفق إرادته، وهذا يظهر بوضوح أن مجلس الحكم ما هو إلا دمية وأداة في أيديهم لتمرير مخططاتهم على الشعب، ومن جهة أخرى يظهر مدى حقدهم الدفين على الدين وأن الصراع صراع ديني عقدي والصدام - صدام حضارات - فهم حريصون على تذويب الهوية الإسلامية في جميع العالم الإسلامي، فهذا هو موقفهم الحقيقي منا، أما موقفهم من الشعوب الأخرى فهم يستطيعون التعايش مع جميع المناهج الأرضية في الشرق أو الغرب، لأن هذه المناهج يمكن تغييرها والاحتيال عليها بما يمكنهم من امتصاص خيرات الشعوب واستعبادهم وأمركتهم على المحاور التي يريدونها.
ولكن التحدي الحقيقي لهم هو في العالم الإسلامي، حيث أن التحدي الرئيسي تحدي عقدي ديني وليس تحديا اقتصاديا أو عسكريا بالدرجة الأولى، فمقصودهم هو القضاء على الإسلام قبل كل شيء لأنهم على قناعة تامة بأن مخططاتهم في بلادنا على اختلاف محاورها - ولاسيما الاقتصادية والفكرية والعسكرية والأمنية - لا يمكن تنفيذها إذا كان الإسلام قائما و حاكما في المنطقة، لأن المسلمين حقا يملكون العقيدة والإرادة والقدرة على مقاومة مخططاتهم ودفع ظلمهم ورد الصاع بالصاع.
وبناءا على ما تقدم؛ وبعدما ظهر جليا للجميع أن الحملة الأمريكية لا صلة لها بأسلحة الدمار الشامل أو برفع المعاناة عن الشعب العراقي، وإنما هو احتلال سافر بكل ما تحمل الكلمة من معنى لدى، فإن الجهاد متعين على جميع المسلمين في العراق في الشمال والوسط والجنوب.

الاثنين، 20 أغسطس 2012


الجماعة 21
رضوان محمود نموس
وإن تقديم العقل على النقل أوصل أهل المدرسة العقلية الجدد أو قل المعتزلة الجهمية الجدد إلى نتائج لا يحسدون عليه نذكر أمثلة منها:
رأيهم في آدم وأصل الإنسان:
قال الشيخ محمد عبدة في تفسير قوله تعالى:{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء }.
قال:[ ليس المراد بالنفس الواحدة آدم بالنص ولا بالظاهر... فمن الناس لا يعرفون آدم ولا حواء ولم يسمعوا بهما وهذا النسب المشهور عند ذرية نوح مثلا هو مأخوذ عن العبرانيين فإنهم هم الذين جعلوا للبشر تاريخا متصلا بآدم والعلم والبحث في آثار البشر مما يطعن في تاريخ العبرانيين... وقد أبهم الله تعالى هاهنا أمر النفس التي خلق الناس منها وجاء بها نكرة فندعها على إبهامها فإذا ثبت ما يقوله الباحثون في الإفرنج أن لكل صنف من أصناف البشر أبا كان ذلك غير وارد على كتابنا.
ثم نقل كلاما عن ابن بابويه قال فيه: لعلك ترى أن الله لم يخلق بشرا غيركم، بلى والله لقد خلق ألف ألف آدم أنتم في آخر أولئك الآدميين.... قد انقضى قبل آدم الذي هو أبونا ألف ألف آدم.... وذكر الشيخ الأكبر في فتوحاته أن قبل آدم بأربعين ألف سنة آدم غيره، ثم قال محمد عبدة: إن ظاهر هذه الآية يأبى أن يكون المراد بالنفس الواحدة آدم، أي سواء كان هو الأب لجميع البشر أم لا لما ذكره من معارضة المباحث العلمية والتاريخية له، وأنه ليس في القرآن نص أصولي قاطع على أن جميع البشر من ذرية آدم]([1]).
وقال رشيد رضا يدافع عن أستاذه:[ أن ثبوت ما يقوله الباحثون في العلوم وآثار البشر وعاداتهم والحيوانات من أن للبشر عدة أصول ومن كون آدم ليس أبا لهم كلهم في جميع الأرض قديما وحديثا كل هذا لا ينافي القرآن ولا يناقضه.
ثم يقول: هذا وإن المتبادر من لفظ النفس بصرف عن الروايات والتقاليد المسلمات إنها هي الماهية أو الحقيقة التي كان بها الإنسان هو هذا الكائن الممتاز على غيره من     الكائنات أي خلقكم من جنس واحد وحقيقة واحدة ولا فرق في هذا بن أن تكون هذه الحقيقة بآدم كما عليه أهل الكتاب وجمهور المسلمين أو بدأت بغيره وانقرضوا كما قال بعض الشيعة والصوفية أو بدأت بعدة أصول انبث منها عدة أصناف كما عليه بعض الباحثين ولا بين أن تكون هذه الأصول أو الأصل مما ارتقى عن بعض الحيوانات أو خلقا مستقلا على ما عليه الخلاف بين الناس في هذا العصر، والله تعالى يقول في سورة المؤمنون:{ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين } وسنبين في تفسيرها أو تفسير سورة الحجر ما يفيده مجموع الآيات في خلق الإنسان من كيفية تكوينه على كل حال، وكل قول يصح، إن جميع الناس هم من نفس واحدة هي الإنسانية التي كانوا بها ناسا وهي التي يتفق الذين يدعون إلى خير الناس وبرهم ودفع الأذى عنهم على كونها الحقيقة الجامعة لهم فتراهم على اختلافهم في أصل الإنسان يقولون عن جميع الأجناس والأصناف أنهم اخوتنا في الإنسانية فيعدون الإنسانية مناط الوحدة وداعية الألفة والتعاطف بين البشر سواء اعتقدوا أن أباهم آدم عليه السلام أو القرد أو غير ذلك ]([2]).
الوحي في رأي عبدة العقول:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.