موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الخميس، 9 أغسطس 2012


دراسات عسكرية (23)
الصراع ضد الحوامات
رضوان محمود نموس
لقد كان ظهور الحوامة قفزة نوعية في ميدان الصراع الطويل والمديد عبر تاريخ الإنسان الحافل بالقتل والتدمير والتجاوزات الأخلاقية ولئن كانت بداية الحوامة غير عسكرية إلا انها سرعان ما دخلت هذا الميدان وبدأ التطور السريع لها من جهة ولوسائل مكافحتها من جهة أخرى .
وربما يقدر للحوامة أن تكون السلاح الأكثر أهمية وفاعلية في الحروب المستقبلية وقبل البدء لابد من التنويه أن الحوامة والهليوكبتر والمروحية والسمتيه
رسم لليوناردو دا فينشي لآلة طائرة بأجنحة لولبية.
والطائرة العمودية كلها أسماء لمسمى واحد .
1-  لمحة عن نشأة الحوامه وتأريخها
إن أول من تخيل شكلاً للحوامه هو الرسام " ليوناردو دافنشي " وكان رساماً خيالياً استوحى هذا الشكل من البعوضة وبعد زمن طويل صمم كل من " بلاتجارد " و " بوكشن " الفرنسيان شكلاً عملياً للحوامه سنة 1748 وفي عام 1863 نشر " جبرائيل دي لانديل " الضابط الفرنسي أولى النظريات عن موضوع الطيران بالإقلاع العمودي وفي العام نفسه تمكن "
2-  غوستاف دي بونتن " من صنع نموذج يعمل بالطاقة البخارية
3-  وسماه " الهليوكبتر " (Helicopter)وهذه الكلمة مأخوذه من اليوناني وتتألف من كلمتين " هيلكس " ومعناها (( لولبي ) و " بيترون " ومعناها الجناح أي (( الجناح اللولبي )) .
وفي عام 1907 صنع المهندس الإيطالي " كورنو " أول طائرة حوامة أقلعت عن الأرض عدة
امتار وسنة 1909 قام المهندس الروسي " ايكو رسيكو رسكي " بتصميم وبناء حوامة وفي عام 1923 نجح " خوان دي لاسفيروا " الأسباني في تحقيق الطيران بالحوامة لأول مره وفي عام 1937 صنع الدكتور " هنرش فوكه " الألماني حوامه
باسم دبليو 61  FW61 وتمكن من
الطيران بسرعة 76 ميلاً في الساعة والوصل إلى ارتفاع ( 8000 ) قدم وهكذا بدأ مشوار الحوامات حتى
مروحية بول كورنو عام 1907
دخلت الخدمة العسكرية دون تسليح للقيام بالإمداد والإخلاء للبحرية الأمريكية سنة 1944 .
وفي سنة 1957 وعندما كانت فرنسا تحتل الجزائر قام المجاهدون المسلمون في الجزائر بالهجوم على معسكر للفرنسيين وكانت في
المعسكر حوامه من نوع الويت2 فطلب ضابط فرنسي من الطيار أن يحمله بالحوامه مع رشاشه وحلق فوق المجاهدين وبدأ يطلق النار عليهم وهنا برزت فكرة تسليح الحوامات وسلح الجيش الفرنسي عام 1958 حواماته بالرشاشات والصورايخ فدخلت الحوامة ميدان الصراع من أوسع أبوابه .
-         تسليح الحوامات الحديثة
إن الاهتمام بهذا السلاح أدى به إلى التطور السريع سيما بعد معارك أمريكا في فيتنام فلقد استخدمت امريكا في هذه الحرب القذرة 2400 حوامة نفذت 8,200,000 طلعة جوية منها 6,700,000 طلعة قتال ونقلت ما مجموعة 27,600,000 رجلاً و 2,600,000 طن من الحمولات المختلفة كل هذا أبرز دور الحوامة كسلاح هام في المعارك الحديثة فجهزت الحوامات بما يتناسب
Focke-Wulf Fw 61
مع المهام القتالية الموكلة اليها وأصبحت غالبية الحوامات تتمتع بالأجهزه التالية :
1-    جهزت بسلاح جو / جو ضد الطيران المعادي .
2-    جهزت برادارات لتمكنها من كشف الأهداف .
3-    أنظمة استقبال الإنذار الراداري .
4-    أنظمة التشويش .
5-    أنظمة نشر الرقائق المعدنية للتشويش على الرادارات وإعمائها .
6-    أنظمة الكتل الملتهبة أو البالونات الحرارية لتظليل الصواريخ التي تعمل على مبدأ الأشعة تحت الحمراء .
7-    أجهزة كشف الصواريخ المقتربة .
8-    أجهزة قياس مسافات وتسديد ومناظير وقيادة نيران متقدمه .
مروحية ميل 12 الروسية
9-    أجهزه لتصغير بصمتها الحرارية .
10-       أنظمة الطيار الالكتروني .
11-       تم تصفيح غالب الحوامات من الأسفل وفي النقاط الأكثر عرضة للإصابة .
-         وأبرز الحوامات الحديثة آسرة ميل Milالروسية وكوبرا و أباش الأمريكيتين وغازيل الفرنسية
فالحوامه ميل 12 تحمل ( 100 ) جندي بكافة أسلحتهم وعتادهم وذخائرهم أو ما وزنه 97 طناً من الحمولات .
مروحية ميل 24  الروسية
أما الحوامه ميل 24 والتي أحدثت ضجة في الأوساط الغربية فلها عدة نماذج منها هند – هب – أي –

وبشكل عام تعتبر من احدث الحوامات مزوده بمحركين قوة كل منهما 2200 حصان ووزنها 11 طن بأنظمة طيران الكتروني ومسلحة برشاش رباعي الفوهات عيار 12,7 مم + 4 صواريخ ضد الدبابات يصل مداها إلى 6 كم + 192 صاروخ قطره 55 مم .
اما ميل 26 التي دخلت الخدمه سنة 1982 فتحمل " 100 " جندياً او ما وزنه 20 طن وتعمل بمدى 500كم
والميل 28 لها نفس محركات ميل 24 ووزنها 9,1 طن ومتطوره اكثر بأنظمة الدفاع ونوعية التسليح .
وعلى الصعيد الأمريكي كانت الكوبرا المزوده برشاشين عيار 7,62 يرميان 6000 طلقة في الدقيقة وتحمل حواضن لـ 1200 قنبله
مروحية ميل 28  الروسية
يدوية ضد
الأفراد ومزوده بمدفعين عيار 20 مم كل منهما ثلاثي السبطانات بالإضافة إلى الصواريخ وظهرت حالياً الحوامه ( أباش )
وزنها 8 طن سرعتها 365 كم مداها 700 كم لها محركين منفصلين عن بعضهما قوة كل منهما 1700 حصان مجهزه بمنظومة طيران ودفاع الكترونيه كاملة شاملة ونظام للرؤية الليلية ونظام التحكم والاشتباك معها اتوماتيكياً وكاميرا
تلفزيونيه واجهزة تسديد وقياس مسافات لايزرية
لها برج مراقبه يتحرك في كل الاتجاهات بين ± 120 عمودياً كما انها مزودة ببرج دائري آخر فوق البرج السابق يزود الطيار بما يتوفر لديه من المعلومات وصفحت الأجزاء الهامة منها بما يقيها من طلقات الرشاشات والمدافع حتى عيال 23 مم وزودت بخزانات
مروحية ( أباش ) الأمريكية
وقود لينه ذات قدرة على الانسداد الذاتي إذا اصيبت كما أنها مزوده بجهاز خداع وتشويش الكتروني وقاذف اشعة حرارية لتضليل الصواريخ ومبردات تقلل اصابتها الحرارية
ومسلحة بمدفع قابل للتوجيه عيار 30 مم مزود بـ 1200 طلقة وصواريخ ستنغر وسايدونيدر ضد الطائرات وصواريخ تو وصواريخ فاير ضد الدبابات التي يصل مداها إلى 9 سم .
-         ميزان الحوامات بشكل عام
1-              التحرك فوق كل الموانع .
2-              واسطة نقل سريعة للقوات
3-              التمتع بالمناورة العالية
مروحية ( CH-54 ) تحمل دبابه
4-              الدعم الناري الكبير
5-              القدرة على البقاء بالجو رغم الإصابة الخفيفية
6-              عدم تأثرها بالأسلحة الفردية
7-              مدى العمل الكبير نسبياً
8-              حمولتها الكبيرة نسبياً
9-              الإقلاع والهبوط العمودي
10-         القدرة على التحليق والوقوف فوق نقطة
11-         الطيران المنخفض جداً وعبر الوديان الضيقة
12-         امكانية الهبوط فوق أي نقطة مستوية
13-         القدرة على حمل كافة أنواع الأسلحة والذخائر
14-         القدرة على عمليات النقل والإمداد والإخلاء
15-         القدرة على البقاء فتره كبيره في الجو
16-         صعوبة اكتشاف الحوامة لصغر مساحة سطحها
17-         القدرة على القيام بالمناورة الحادة الجانبية والرأسية مما يجع من الصعب إصابتها بواسطة أسلحة الدفاع الجوي
18-         التكيف مع السرعات البطيئة
19-         القدرة على الاشتباك وقتال كافة أنواع القوات البرية والبحرية والجوية
20-         المرونة الفائقة
21-         القدرة على تركيز الجهد
-         سلبيات ونقاط ضعف الحوامة
1-              انخفاض السرعة وهو إيجابية من وجهة التحليق فوق الهدف بسرعة بطيئة تمكن من التعامل معه بشكل اكبر وسلبيه من حيث تعرضها للنيران أكثر
2-              المدى المحدود بشكل عام
3-              تأثير الرياح الشديدة والأمطار عليها
4-              الضوضاء الكبيرة
5-              افتقارها إلى التوازن والثبات المطلوبين
6-              صعوبة التجهيز الفني
7-              التعرض الشديد للأسلحة المضادة
-         المهام التي يمكن أن تنفذها الحوامة
1-   الاستطلاع وأعمال الدورية
2-  الصراع ضد الدبابات
3-  الصراع ضد الغواصات والأهداف
4-  الاشتباك مع المشاة والعصابات
5-  الصراع ضد الطائرات والحوامات المعادية
6-  زراعة الألغام وفتح الثغرات
7-  نصب الجسور
8-  نقل القوات وعملية الإنزال
9-  القيام بعملية الإمداد والإخلاء
10-         ممارسة القيادة والسيطرة والارتباط
11-         رصد وتصميم الرمايات الصاروخية والمدفعية وقيادة النيران
وتقاتل الحوامة عادة ضمن مجموعة أسلحة مشتركة بغية تحقيق المردود الأقصى كما يمكن لها أن تقاتل كمفرزة حوامات أو بشكل انفرادي
الصراع ضد الحوامات
ليست الحوامة هدفاً سهلاً كما يظن البعض وذلك لصغر حجمها وقدراتها الهائلة على المناورة وإمكانية التخفي والسير ضمن الوديان ومفاجأة الأهداف وهذا يجعلها أحد أخطر وسائل الصراع الحديث وقاعدة نارية صلبة ومتنقلة فضمت عناصر القوة جميعاً وهي النار والحركة وقدرة المناورة خاصة في الظروف الصعبة التي لا يستطيع الطيران العادي تنفيذ مهمات فيها . ولقد تحملت الحوامات الجهد الأكبر في الحرب الأمريكية الفيتنامية وقامت بمهمات غير قليله في حرب 1973 بين العرب واليهود ولا يخفى دورها على احد في الحرب العدوانية الغاشمة التي شنها الروس والشيوعيون على المسلمين في أفغانستان
ويبدأ الصراع ضد الحوامات قبل انطلاقها أي بمحاولة ضربها وهي جاثمة في قواعدها ومطاراتها . ويأخذ صراع العصابات وجيوش التمرير ضد الحوامات شكلين أساسيين هما :
أ- الدفاع السلبي
ب – الدفاع الايجابي
الدفاع السلبي : ويشمل
1-  تحصين الأرض وتجهيز المواقع دفاعياً بخنادق ومرابض أسلحه ومساند رمي وحفر للآليات وملاجئ للرجال والعتاد مع إنشاء مواقع تبادليه .
2-  إجراء الإخفاء والتمويه حسب خطة شاملة ابتداءً من الاستفادة من المواد المحلية كالطين والأشجار والنباتات مروراً على شباك التمويه والدهانات وعاكسات الرادار والأسلحة والمواقع الكاذبة .
3-  تنظيم خطة التدخين والحريق الوهمي
4-  الانتشار الواسع للقوات .
-       الدفاع الايجابي ويشمل
1-  تنظيم شبكة رصاد جويين خلال الـ 24 ساعة مزودين بأجهزة رصد مناسبة .
2-  تنظيم شبكة الدفاع الجوي الدائري والمنتشرة حول منطقة القوات وعلى محاور تقدم الحوامات المحتملة .
3-  تنظيم مخطط الرمي لوسائل الدفاع الجوي عن المنطقة المراد حمايتها
4-  إحكام القيادة والسيطرة
5-  تقدير الموقف بشكل جيد وتوقع مهمة الحوامة المرصودة
6-  النظام الدقيق في استخدام الأسلحة حسب التسلسل البعدي للحوامة وبما يتناسب مع مدى السلاح على الشكل التالي
    مسافة الهدف                                                      السلاح المستخدم
500 – 2500 م                        تستخدم الرشاشات الثقيلة مثل 23 مم و 14,5 و 12,7 مم
1000 م                                 بالاضافة الى ما سبق تشترك الرشاشات المتوسطة مثل غرينوف
700                                     بالاضافة الى ما سبق تشترك الرشاشات الخفيفة
500                                     بالاضافة الى ما سبق تشترك الرشاشات والبنادق الآليه
اما الصواريخ مثل سام 7 – ردآي – ستنغر – بلو بايب وما شابه فتطلق من 50 الى 3,5 كم وعند استخدام الصواريخ يكف عن استخدام الأسلحة الرشاشة حتى لا تساهم الطلقات المقذوفه بتضليل الصاروخ أو إصابته
الرمي على الأهداف الجوية
إن الرمي الناجح على الأهداف الجوية يستدعي أن يتمتع الرماة بمهارة ودقة عاليتين إذ أن المطلوب التقاء المقذوف المتحرك حركة عالية جداً بالهدف المتحرك مع اعتبار سرعة الهدف واتجاهه وزاوية طيرانه وسرعة المقذوف واتجاهه السريع وسرعتها بالإضافة للعوامل الجوية الأخرى والرمي على منطقة يتوقع التقاء الهدف والمقذوف عندها
ولقد بدأ بحث الرمايات الجوية عام 1915 عندما استخدم الألمان المناطيد الطائرة يومها أعطيت اشارة بدء السباق بين الهدف الطائر والمضادات وتطورت وسائل الدفاع الجوي من عيار المقذوف وفاعليته إلى أجهزة التسديد ودقتها مروراً على كثافة النيران وتنوعها انتهاء ً بالسلاح ومرونته وكانت الطائرات والمضادات تتعاوران ملاءة النصر .
وأدى دخول الصاروخ إلى الميدان إلى معركة صناعية بين الصاروخ والطائرة وكانت المعركة سجالاً بينهما خاصة بعد أن رميت  طائرة التجسس الأمريكية بصاروخ سام 2 فوق الاتحاد السوفياتي على ارتفاع " 20 " كم
فبدأت الأجهزة الالكترونية تعمل لتشويش مسار الصاروخ وتعقدت موجات وترددات عمل الصواريخ وأصبح الصاروخ موجهاً بأكثر من نظام وإذا كنا نحن المضطهدون في العالم لا نملك الصواريخ والأجهزة الالكترونية والتكنولوجيا المتقدمة نملك بإذن الله من الإيمان والتضحية ما يمكننا من الاشتباك مع هذه الأسلحة بوسائل لا تقاس بها تطوراً وهي الوسائل التقليدية بالأسلحة الرشاشة .
ويمكن تقسيم الرمي إلى الأنواع الأتية :
1-  الرمي الغريزي أي الرمي دون تسديد دقيق ويتم عند ظهور الحوامات بشكل مفاجئ وقريب وضمن المدى المجدي ويكون بكافة الأسلحة م / ط والرشاشات الثقيلة والمتوسط والخفيفة لتأمين غزارة ناريه تعوض عن التسديد الدقيق
2-  رمي الغلالة وهو الرمي على منطقة يتوقع قدوم الحوامات فيها ويستخدم هذا النوع في أحوال الرؤيا الصعبة
3-  رمي السد وهو تشكيل سد ناري أمام الحوامة لمنعها من الاقتراب
4-  رمي التسديد في حال توفر الأسلحة المتطورة المزودة باجهزة قياس المسافات وتحديد الاتجاه والسرعة فيتم ربط هذه المعلومات على السلاح واستخدامه
ولئن كانت الأسلحة الخفيفة قليلة التأثير على الحوامات إلا انها تؤدي إلى عدم اقتراب الحوامة مما يؤثر على دقة إصابتها للأهداف كما تساعد الرماية على إرباك طاقم الطائرة ورفع معنويات المدافعين
وإذا حطت الحوامة على الأرض يسعى لتدميرها بواسطة الأسلحة م / د
ولابد من تضافر نوعي الدفاع السلبي والايجابي وعملهما بشكل متناسق للحصول على أفضل النتائج
المراجع
1-  الموسوعة العسكرية
2-  الطائرات العاملة في الشرق الأوسط
3-  السمتيات – طلعت نوري
4-  استراتيجياً – مجموعة مجلات
5-  هرقل – مجلة عسكرية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.