لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن رحمه الله
الرسالة الرابعة إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة:
(بشائر النصر، وتذكير بالحقائق والأحكام، ورسالة إلى أمة الإسلام)
( وبيعة أبو مصعب الزرقاوي أميراً للقاعدة في بلاد الرافدين)
15 ذو القعدة 1425 هـ27 ديسمبر/كانون الأول 2004 م
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
الحمد لله، ثم الحمد لله، الحمد لله القائل:
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:75-76]
والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل:
”ما من امرئ يخذل امرأً مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يـحب فيه نصرته“ رواه الإمام أحمد
أما بعد ...
فإلى إخواننا المسلمين في العراق خاصة وإلى الأمة الإسلامية عامة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحيي أهلنا الصابرين في بغداد دار الخلافة وما حولها، وأحيي إخواننا المجاهدين المرابطين هناك، في بعقوبة وسامرا والموصل وكركوك وتكريت واللطيفية وأخواﺗﻬا، وبيجي وبلد وباقي المدن والقرى المجاهدة، وأخص بالتحية الحارة، الأحرار في أرض الأنبار، ولاسيما أهل الفلوجة، تلك المدينة البطلة الصامدة في وجه الباطل، والتي أبت أن تذل أو تخضع لزعيم الكفر أجمع، وقد أعطته دروساً في الثبات على المبدأ، وأثبتت له أن قوة الإيمان، أعظم من قذائف المدافع والطيران، كما فضحت خداعه وديمقراطيته، وأظهرت أنه كذاب سفاح، وإلا فما الفرق بين مجزرة الطاغية صدام في حلبجة، وبين مجزرة بوش في الفلوجة؟
فإن يكن صدام قد قتل بضعة آلاف، باسم القومية النتنة، من إخواننا الأكراد هناك عليهم رحمة الله، فإن فرعون العصر قد قتل في الفلوجة وحدها، بضعة آلاف كذلك، وجرح وعوق أضعاف ذلك، فضلاً عن ﺗﻬجير وترويع مئات الألوف، وكل ذلك باسم الصليبية المتصهينة المتعطشة للدماء.
فينبغي على المسلمين أن يعوا حقيقة هذه الحرب جيداً، فلا يمكن تفسير حصار ودك مدينة بكاملها، سكانها بمئات الألوف، بحجة أن فيها مئات المقاومين، إلا أنها حرب شاملة على الإسلام وأهله، أرجو الله أن يتقبل من قتل من إخواننا في الشهداء، وأن يمن على الجرحى بالشفاء.
ولئن ساءنا ما أصاب أهلنا هناك، فقد سرنا ذلك الثبات العظيم، والآثار الكبيرة التي ترتبت عليه، حيث انتشرت روح الجهاد والفداء، والعزة والإباء، في أرجاء العراق، كانتشار النار في الهشيم، بل وسرت تلك الروح الجهادية الأبية، إلى البقية من بلاد المسلمين، وقد خسرت ظنون بوش، حين أراد أن يقهر ويُذل هذه المدينة المؤمنة، وأن يطمسها من الوجود، ويجعلها عبرة لكل أهل الأرض، ممن يرفضون العبودية لأمريكا، ولكن أبى الله لها إلا العزة والسؤدد، فصمدت رافعة رأسها رغم أنفه وأهانته، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه فشرفته، وأصبحت مثالاً للصمود والتصدي، في وجه الهمجية الأمريكية، وسارت بذلك الركبان.
وإني عاجزٌ عن وصف أولئك الرجال بما هم أهل له، ولكن أحاول، فالقليل خير من العدم، فلله در أولئك الأبطال الغر الميامين، الذين نسجوا على منوال النجوم الزاهرة؛ إخوانهم التسعة عشر، في مقارعة فرعون العصر، ولا أقول أنهم رفعوا رأس الأمة الإسلامية فحسب، بل رفعوا رأس البشرية أجمع، في زمن سادت العالم ثقافة العبيد، ثقافة الرضا بالذل والخضوع والهوان والخنوع تحت شعار الحكمة والمصلحة والواقعية، رفعوا رأس البشرية، في زمن يطأطئ فيه رؤساء العالم رؤوسهم أمام الطاغية، عند عتبات البيت الأبيض.
جاء هؤلاء العمالقة الأباة، الشعث الغبر، الأتقياء الأخفياء، أحسبهم والله حسيبهم، مرتفعين عن بهارج الدنيا وزخارفها، متعلقين بموعود الله، كافرين بعبادة البشر للبشر، واتخاذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله عبر ما يسمى بالشرعية الدولية، أو النظام العالمي الجديد، والأنظمة التي تدور في فلكه.
جاؤوا لينقضوا حجر الزاوية، في ذلك النظام الظالم، القائم على تطبيق القرارات الظالمة، لمجلس الأمن وقوانين هيئة الأمم على الشعوب المستضعفة، تلك الهيئة الملحدة، التي تقنن العلاقة بين سادة الفيتو وعلى رأسهم أمريكا، وبين عبيد الجمعية العمومية، ثم تتحدث كذباً وزوراً عن العدل والمساواة والحرية.
لقد ثبت هؤلاء الرجال العظام في الفلوجة، في وجه الطاغية الذي جاء أشرا وبطرا، يستعرض فتك قذائف المدافع، وتدمير قنابل الطيران، على المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، ثم يدّعي حمل راية الحرية والإنسانية.
ثبتوا في وجهه رغم قلة العدد، وضعف العُدد، حاسري الرؤوس، عاري الصدور، ولكن في قلوبهم يقين تزول الجبال الرواسي ولا يزول، أحسبهم والله حسيبهم، هذا اليقين هو الذي تجذَّر في قلوب أجدادنا رضي الله عنهم فأزالوا به حضارة الصليبيين الفاسدة من بلادنا من قبل وهزموهم بفضل الله، ونحن اليوم متمسكون به وسنهزمهم بإيماننا بإذن الله.
ثبتوا ليثبتوا للعالم أجمع، معنى الإيمان الحق، ومعنى عزة وقوة المؤمن لمتمسك بحبل الله المتين، فسطروا صفحة عزٍ جديدة في تاريخ أمتنا، بدمائهم وأشلائهم، فقاتلوا العدا ولم تثنهم الموانع، واقتحموا الردى ولم تضعضهم المعامع.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وأنا أحيي هؤلاء الرجال العظام الأفذاذ اليوم، في وقت لم يعد الجهاد غريباً بفضل الله، بل الأمة الإسلامية كلها تحييهم من المحيط إلى المحيط، حاشا الحكام المرتدين والمنافقين، كالكتبة المأجورين، وعلماء السوء الذين ينهون الناس عن قتال الأمريكيين، ويسمون كبيرة القعود عن الجهاد، مقاومة سلمية، أو الذين يقولون إن قتال الأمريكيين دمار وهلاك، ومحرقة وفتنة، تشابهت قلوبهم مع قلوب أسلافهم، الذين قال الله فيهم {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة:49].
نعم أيها الرجال: إن الأمة الإسلامية اليوم تحييكم، وأنظارها عليكم وقلوبها معكم، وألسنتها تدعوا لكم، فقد أثرتم شجونها بجهادكم العظيم، ورفعتم عنها الذلة والهوان فتذكرت صفحات مجيدة من تاريخها، تذكرت بدراً وخيبراً واليرموك وحطين، فارتفع رأسها، واشتفى صدرها، وأطمأن قلبها بدينها، وعادت إليها الثقة بنفسها، وبُدد يأسها وشحذت همتها، بفضل الله ثم بجهدكم وجهادكم وإثخانكم، فمنذ قرن من الزمان والأمة تبحث عنكم، كبحث الأم التي فقدت وحيدها، وتنتظركم بعد طول غياب، فجئتم كالماء البارد على الظمأ، تنتظركم لترفعوا الراية، فتتوحد صفوفها، وتقمعوا الغواية، فيخنس خصومها، وتنشروا الهداية، فتزكوا نفوسها، وأنتم أهل لذلك، أحسبكم والله حسيبكم.
فيا أهل العراق، يا حاملي البيض الرقاق، دونكم دبابات الكفر فمزقوها، وهاماتهم ففلقوها، وواصلوا الطعن في نحور العدا، وأكثروا الدعاء، واصدقوا اللقاء، وجزاكم الله خير الجزاء.
وبعد ... فابشروا فقد بدأت تباشير الفجر تلوح، وبدأت فراسة المؤمنين تظهر، وظنون الكافرين تخسر، ولاشك أنكم تتذكرون قول المغرور: ”سأحسم الحرب في ستة أيام أو ستة أسابيع“، وتتذكرون قول بوش: ”إن العمليات الكبرى انتهت“، بعد أسابيع من ابتداء الحرب، يحسبون أن الناس أمامهم غنماً أو أنها نزهة، إلى بنما وما دروا أن أسد الشرى وليوث خِفان لهم في الميدان، يحملون أرواحهم على أكفهم، ويحثونها على الصبر والمصابرة، فانتصارها سعادة، وقتلها شهادة:
أبت لي عفتي وأبى إبائي *** وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإكراهي على المكروه نفسي *** وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت *** مكانك تحمدي أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحات *** وأحمي بعدُ عن عرض صحيح
وها قد مرت الأسابيع والشهور، وها نحن في أواخر السنة الثانية، فالحمد لله الذي ثبت أهل الإيمان، وأذل أهل الصلبان، فقد كانوا يقدرون قتلاهم بمائة قتيل قبل الحرب، فإذا بالعدد يزيد على أكثر من اثني عشرة ضعفا، على أيدي فتية القرآن والسنة، فلله الحمد والمنة.
ثم إني أوجه خطابي إلى الأمة الإسلامية عامة: فاسمعوا وعوا، فإن الأمر عظيم، والخطب جلل، وإن أهم وأعظم وأخطر قضية اليوم للعالم أجمع، هي هذه الحرب العالمية الثالثة، التي ابتدأها التحالف الصليبي الصهيوني، بالأمة الإسلامية، وإن شدة أوارها واستعارها في أرض الرافدين، وإن رحى العالم اليوم تدور، وقطبها في بغداد دار الخلافة، والعالم كله اليوم يرقب هذه الحرب، ويرقب الخصمين: الأمة الإسلامية من جهة، وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى، فإما ارتقاء وعزة، وإما شقاء وذلة، وإن أمام الأمة اليوم فرصة نادرة ثمينة جداً، للخروج من التبعية والعبودية للغرب، وتحطيم الأغلال التي كبلنا بها الصليبيون، فإن أمتنا قد وصلت إلى قاع سحيق، نتيجة لهذه التبعية، أدت إلى تخلفها في جميع المحاور، الدينية والدنيوية، حيث إن الصليبيين قد وضعوا سلسلة على عالمنا الإسلامي، أحكموا حلقاتها في كل عاصمة، بعميل عنيد يقمع الإيمان والحياء والرجولة والإباء، وينصر الكفر، ويشيع العهر، وركب كثيرا من الناس يأس عظيم، وأساءوا الظن بأنفسهم وأمتهم، وضعف يقينهم، وظنوا أن لا مخرج من العبودية للغرب، وكانوا في ضيق شديد، وحال كثير منهم يصدق علية قول الشاعر قبل أن تفرج:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
ونادى بالتبعية لأمريكا أذناب الكفر، وأشرأب النفاق، فهبوا يا عباد الله، فقد جاء عدونا إلى أرضنا، ونقض غزله بنفسه، وكسر إحدى حلقات سلسلته بيده، فجاء على أعتاها وأقساها فكسرها في بغداد، فجعل الله تدبيره تدميره، وبأسه في نحره، فلما كسرها تراخت السلسلة وتفارط الأمر، بخلاف ما كان يظن، وكانت الأمة في سجن كبير، على بوابته تلك السلسلة الحديدية، وهذه هي البوابة التي عناها شيراك حين قال: (فتحت في العراق أبواب جهنم) يقصد انه قد تم فك قيد البوابة عن المسلمين المظلومين، تلك البوابة التي أوصدها آباؤهم قبل عقود في العالم الإسلامي، ولذلك يصيح داهيتهم اليهودي كيسنجر، ويقول لأوربا: (أدركونا وشاركونا في حرب العراق فإن هزيمة أمريكا فيها هزيمة للغرب كله).
وفي هذا السياق: جاء تصرح بلير عن هذه الحرب، بأنها تاريخية وهي والله كذلك! وهذا ما يؤكده بوش وإدارته، بلسان الحال والمقال، بأن الجبهة الأمامية لمحاربة الإسلام هي في العراق.
ألم يقل عنه أنه من دول محور الشر؟ وهذا الوصف في هذا السياق عند النصارى يعني أننا كفار، ولا قيمة لنا، وهذا ما يفسر احتلالهم لأرضنا وقتلنا وقيام مئات الجنود في سجن أبو غريب وغونتنامو وغيرهما بالأفعال الفظيعة ضد إخواننا الأسرى التي هزت مشاعر البشرية.
ثم ألم يقل إننا نقلنا الحرب إلى أرضهم، فمتى كانت العراق موطنا للقاعدة؟ وإنما هي أرض لجميع المسلمين.
ألم يقل إنها حرب صليبية؟
ألم تقل رايس مستشارته أنهم يصنعون تاريخ المنطقة؟ أليست هي التي تشاطر الرئيس بوش همومه في نشر المسيحية؟
ألم ينقل عن بوش أنه يريد تحويل بلادنا إلى منطقة مسيحية؟ وهل ضغوطهم لتغيير منا هجنا وحذف آيات الجهاد منها ومشروعهم في التغييرتحت مسمى الشرق الأوسط الكبير إلا خطوات لتحقيق هيمنتهم الكاملة على المنطقة.
فهل بعد بيانهم هذا بيان بأنهم يقصدون بحربهم هذه أهل الإسلام؟
فاتقوا الله يا عباد الله، وهبوا لنصرة دينكم والدفاع عن أنفسكم وإخوانكم وأعراضكم وأرضكم، فإن أوجب الواجبات عليكم بعد الإيمان اليوم، هو نصرة الجهاد والمجاهدين عامة، وأن تساهموا بأنفسكم وأموالكم وفي ميادين القتال مع التحالف الصليبي الصهيوني خاصة، وفي فلسطين والعراق وأفغانستان حيث إن الجهاد اليوم فرض عين، ومعلوم أن أهل العلم قد نقلوا الإجماع على أن أوجب الواجبات بعد الإيمان دفع العدو الصائل، فهذا يعني أنه على الأمة أن تفرغ من طاقاتها وأبنائها وأموالها، ما يكفي لقتال وإخراج الكفار من ديارها، فإن لم تفعل فإن الإثم يعم الجميع.
ولئن ضيَّقَ العدو الطرق في وصول المجاهدين إلى فلسطين، فإن دعمهم بالمال يبقى واجبا، إلى أن تحرر أرضهم من الكفر، كما أن الطرق إلى ضرب الأمريكيين حلفاء اليهود متاحة، ومن ذلك الجهاد في العراق عبر الأدلة الثقات، ومتاحة أيضا بقتلهم وقتل حلفائهم، وضرب مصالحهم المنتشرة حول العالم.
فاغتنموا هذه الفرصة النادرة، للقيام ﺑﻬذا الواجب العظيم، ففيها عزكم في الدنيا والآخرة، فلا تضيعوها ولا تهملوها، كما أهمل كثير من الناس فرصة الجهاد في سبيل الله في أفغانستان، قبل ربع قرن من الزمان لما تثاقلوا إلى أقطارهم الضيقة، التي رسمها لهم الصليبيون، ويزعم كل واحد منهم أنه على ثغر، وهم قد أضاعوه، فضنوا بأنفسهم عن الهجرة والجهاد في أفغانستان، رغم أن جميع الظروف كانت مواتية، ليقوموا بدور كبير، لإقامة دولة إسلامية قوية. ولكنهم تقاعسوا وتخلفوا، مما أدى إلى وهن المجاهدين، فضعفت ريحهم.
فالموفق من وفقه الله لنصرة دينه، وأما من قعد مع الخوالف دون ظلال السيوف مع تعين الجهاد، فقد ارتكب إحدى الكبائر العظام، فاعتبروا بقصص الصادقين ممن قعد قبلكم، فبكوا وندموا ندما شديدا.
ففي قصة كعب بن مالك رضي الله عنه يوم تبوك، عبرة لكم فقد كان يقول: (تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، وطفقت أغدو لكي أتجهز معه، فأرجع ولم أقض شيئا، وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل يتمادى بي، حتى استمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غادياً والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئا، فلم يزل يتمادى بي، حتى أسرعوا وتفارط الغزو، فهممت أن أرتحل فأدركهم، فيا ليتني فعلت) أهـ
وعلم الله أنه استمر بالناس الجد اليوم، وتسابق الصادقون إلى ساحات الجهاد، فاغتنم الفرصة يا عبد الله، وارتحل وأدركهم، ولا يأتين عليك يوم تقول: فيه يا ليتني فعلت ..
فالبدار البدار، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسولنا عليه الصلاة والسلام أنه قال: ”بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل“ صحيح مسلم.
فما يقعدكم عن الجهاد بأموالكم، وأنتم تعلمون أنه واجب عليكم؟
وما يقعدكم عن الجهاد بأنفسكم؟ وأنتم تؤمنون بأن الأرزاق معدودة والآجال محدودة، وأن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم، لا محالة في موعده ولو كنتم في بروج مشيدة!
فاتق الله يا عبد الله، فأين ذهب عقلك حتى تضن بنفسك ومالك عن المالك؟ وهل يضن بالمملوك عن مالكه عز وجل؟ إلا من خان أمانته، وضعف يقينه، ورق دينه، وتدبروا قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:77]
فهذا هو الجواب لمن خاف يوم الحساب، فمن قعد له شيطان من الإنس أو الجن في طريق الجهاد، وقال له: تجاهد فتُقتل، يُقسم مالك، وتُنكح زوجتك، ويُيتم أطفالك، فليتل عليه قول الله تعالى {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:77]
فيا عباد الله: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واحذروا كل الحذر من المثبطين والمرجفين والمعوقين، القائلين لإخوانهم هلم إلينا.
واحذروا الذين يحبون قول الحق ولا يستطيعونه، إلا أن يختموه بقول الباطل، كمدح وتزكية الطواغيت، فهؤلاء قد ضلوا ضلالاً مبينا، ولا تصح الصلاة خلفهم، فليتقوا الله في أنفسهم وأمتهم، وليتوبوا عن باطلهم.
واحذروا الذين يريدون قول الباطل فيلبسون الحق بباطلهم، ليمرروه على الناس، فتعين الجهاد اليوم في فلسطين والعراق، حق على أهل القطرين، فإن عجزا أو قصروا أو تكاسلوا، فعلى من يليهم، وثمَ وثمَ، إلى أن تعم الدائرة جميع بلاد المسلمين، حيث إن بلاد المسلمين كلها بمترلة البلد الواحدة.
هذه هي فتاوى العلماء رحمهم الله، الذين لم يأخذوا في اعتبارهم أهواء الحكام العملاء في العواصم المحيطة، كالرياض وعمان، وحيث إن العجز واضح في فلسطين والعراق، فإن الجهاد متعين على من يليهم، كأهل بلاد الحرمين وسوريا والأردن وتركيا وإيران والكويت، فإن عجز أو قصر هؤلاء، فعلى من يليهم، فالجهاد في العراق وفلسطين حق، والتخذيل عنه باطل.
واحذروا الذين يتسللون لواذاً، الذين يزاحمون الربوبية والنبوة بأرائهم واهوائهم، ثم يزعمون إن هذه مصلحة الدعوة فهذا محال، وفي آرائهم الدمار والبوار، قال الله تعالى: {لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63]
فيا عباد الله: إن الطريق واضح بيين، فقد تركنا رسولنا عليه الصلاة والسلام على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
واقرؤا القرآن والسنة تبصروا الصراط المستقيم، وكلٌ يؤخذ من قوله ويُرد، إلا نبينا عليه الصلاة والسلام.
واضربوا بعرض الحائط آراء وأهواء الرجال، مهما عظموا وعلموا وفقهوا، إذا عارض قولهم قول الله تعالى، أو قول رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى وإن كانوا مخلصين صادقين، فهي زلة منهم لا تهدر مكانتهم وفضلهم، ولكن لا يُتابعوا في زلتهم.
وأما القعود عن الجهاد المتعين، فهو من ابرز صفات المنافقين، فقد ذمهم الله تعالى، وقال لهم شر ما قال لأحد، ليحذرنا منهم ومن القعود وتوعدهم الله بعدم الهداية والعذاب الأليم وطبع على قلوبهم ونفى عنهم العلم والفقه وإن تعلموا لأن ثمرة العلم خشية الله واقرءوا إن شئتم سورة التوبة.
فتدبر هذه الآيات التالية، فهي توضح طريقين لا ثالث لهما عند تعين الجهاد، طريق إمام المجاهدين، وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام، وطريق القاعدين. فاختر لنفسك قال الله تعالى {وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ * رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ * لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التوبة:86-88].
فيا عبد الله: هذا سيد الورى، الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو صاحب الشفاعة العظمى، ومع هذا كله حرص أن يجاهد والذين آمنوا معه بأنفسهم وأموالهم لنصرة لا إله إلا الله، فخرج يوم تبوك لقتال الروم في الضح والحرورو، وتقعد أنت مع ذوات الخدور، ثم تزعم أنك متبع لنبينا عليه الصلاة والسلام، وأنك على هديه، قاتل الله الجبن والجبناء.
يرى الجبناء أن العجز حزم *** وتلك خديعة الطبع اللئيم
فالكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت.
وهنا أذكر ببعض الأحكام ومن أهمها وأخطرها:
أولاً: حكم من ناصر الكفار على المسلمين
فقد أجمع أهل العلم أن مناصرة الكفار على المسلمين، كفر أكبر مخرج من الملة، وهي معدودة في نواقض الإسلام العشرة، سواء كان الكافر رومياً أو عربياً، حاكماً أو محكوماً، فمناصرة أمريكا أو حكومة علاوي المرتدة، أو حكومة كرزاي، أو حكومة محمود عباس وغيرها من الحكومات المرتدة، في قتالهم ضد المسلمين، كفر أكبر مخرج من الملة، ويدخل في ذلك أصحاب الشركات، والعاملين الذين يقومون بنقل الوقود والذخائر والمواد التموينية أو أي احتياجات أخرى، وإن كل من يناصرهم ويساعدهم بأي نوع من أنواع المساعدة، فقد ارتد عن الدين، ويجب قتاله.
وتدبروا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51]، وراجعوا إن شئتم الأدلة وأقوال العلماء في كتاب (التبيان في كفر من أعان الأمريكان) ... فالمسلم يوالي أولياء الله وإن كانوا عجماً، ويعادي أعداء الله وإن كانوا عرباً، والعراقي الذي يجاهد ضد الكفار الأمريكيين أو حكومة علاوي المرتدة، فهو أخونا وولينا، وإن كان فارسيا أو كردياً أو تركمانياً.
والعراقي الذي ينضم إلى هذه الحكومة المرتدة، ويقاتل معها المجاهدين المقاومين للاحتلال، فقد ارتد وكفر، وإن كان عربياً من ربيعة أو مضر.
ولا يقول المسلم هذه حرب أهلية لا يجوز الدخول فيها، كلا فإنما أهلنا المسلمون، ونتبرأ من الكافرين؛ وقد قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته وبني عمومته، من أجل لا إله إلا الله.
قال الله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود:46].
وتدبروا قصة بلال الحبشي وأبي جهل القرشي، فبلالٌ آمن فرضي الله عنه، وبشر بالجنة وهو ولينا، وأبو جهل كفر، وغضب الله عليه، وهو من أهل النار، وهو عدونا. قاتله أبناء عمومته بأيديهم رضي الله عنهم، فإنما الاعتبار في الروابط بين المؤمنين بالإيمان، وما بعده له تبع، فإذا انتقض الإيمان فلا اعتبار لرابطة النسب والعشيرة والوطن. قال الله تعالى {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4].
فالذين يقتلون من العراقيين المنتمين لحكومة علاوي المرتدة: كعناصر الجيش، وأجهزة الأمن والحرس الوطني، هؤلاء كأبي جهل العربي القرشي، دمهم هدر، كفار لا يصلى عليهم، ولا يرثون ولا يورثون، وتطلق منهم زوجاتهم، ولا يدفنون في مقابر المسلمين.
وأقول لهؤلاء: اتقوا الله في أنفسكم، وفي دينكم وفي أمتكم، واقلعوا عن مناصرة حكومة علاوي المرتدة، المعينة من قبل المحتل الأمريكي، وليختلِ كل واحد منكم بنفسه، وليسألها علامَ يضيع دينه ودنياه، من أجل دراهم معدودة؟فارجعوا إلى دينكم تفلحوا، وترجع أخوتنا، ونصل الرحم الذي بيننا.
ثانياً: حكم المشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها، سواء في العراق أو في فلسطين وأفغانستان وما شاﺑﻬها.
ابتداءً: لا يخفى أن اختيار الأمراء أو الرؤساء، هو حق للأمة، ولكن هذا الحق مقيد بشروط، إذا انتفت حرمت المشاركة في اختيار الأمير وإنما يجب السعي لتنصيب أمير مسلم يحكمنا بشرع الله، وأهم هذه الشروط: أن يكون الأمير مسلماً، وأن يكون الدين الذي سيطبق على الناس هو الإسلام، وهذا يعني أن تكون جميع الأحكام والقوانين مصدرها الوحيد هو الإسلام.
و من المعلوم أن الدستور الذي فرضه المحتل الأمريكي بريمر، هو دستور وضعي جاهلي، حيث أصر أن لا يكون الإسلام هو المصدر الوحيد لجميع التشريعات، وبالتالي لو فرضنا جدلاً أن تسعين في المائة 90 % من القوانين والأحكام مصدرها الشريعة الإسلامية، وعشرة في المائة 10 % مصدرها التشريعات الوضعية، فإن هذا الدستور يعتبر في ميزان الإسلام دستوراً كُفرياً.
فالإسلام منهج أنزله الله تعالى، ليلتزم الناس به كله في جميع شؤون حياتهم، فالإسلام كُلٌ لا يتجزأ قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال:39]
فمن آمن ببعضه وكفر ببعضه فقد كفر ولا تغني عنه صلاته ولا صيامه شيئا قال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:85].
فلو التزم الناس بجميع أحكام الإسلام، إلا الالتزام بتحريم الربا مثلاً، وأباحوا البنوك الربوية؛ فإن دستور هذه الدولة، يعتبر دستوراً كُفرياً، لأن هذا التصرف يتضمن اعتقادهم عدم كمال الشريعة، وكمال منزلها سبحانه وتعالى. ولا يخفى أن هذا كفر أكبر مخرج من الملة، فضلاً عن أن هذه الانتخابات تجري بأمر أمريكا، تحت ظل طائراتها وقذائف دباباﺗﻬا.
وبناءً عليه: إن كل من يشارك في هذه الانتخابات والتي سبق وصف حالها عن علم ورضا، يكون قد كفر بالله تعالى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وينبغي الحذر من الدجالين، الذين يتكلمون باسم الأحزاب والجماعات الإسلامية، ويحثون الناس على المشاركة، في هذه الردة الجموح، ولو كانوا صادقين لكان همهم في الليل والنهار إخلاص الدين لله تعالى و التبرؤ من الحكومة المرتدة، و تحريض الناس على جهاد الأمريكيين وحلفائهم فإن عجزوا فلينكروا بقلوبهم وليجتنبوا المشاركة في برامج المرتدين أو القعود في مجالس الردة.
وكل ما ذكرناه عن العراق، ينطبق تماماً على الوضع في فلسطين، فالبلاد تحت الاحتلال، ودستور الدولة وضعي جاهلي، الإسلام منه بريء، والمرشح محمود عباس ﺑﻬائي عميل كافر، وإنما جاؤوا به بعد أن أضاع مع رفقائه، من عمر المسلمين في فلسطين عشرُ سنين، عبر مؤامرة اتفاقية أوسلوا. فضلاً عن غيرها من المؤامرات جاءوا به ليدخل الناس في تيه جديد، وليقدم في هذه الجولة تنازلات جديدة، وليروض الانتفاضة، ويقمع الجهاد والمقاومة.
فليتق الله المسلمون في أنفسهم وفي دينهم، وليحذروا من المشاركة في هذه الانتخابات المزمعة، فإن هذا أمر خطير، وليعلموا أنه لا فرق بين أن يعتقدوا صحة انتخاب أبي جهل الأول عمرو بن هشام وبين أن ينتخبوا أبا جهل إياد علاوي أو أبا جهل محمود عباس أو أبا جهل حامد كرزاي أو أبا جهل حسني مبارك أو أبا جهل فهد بن عبد العزيز أو غيرهم من الحكام المرتدين فإن يكن الأخير قد قام ببناء وتوسعة المسجد الحرام فإن أبا جهل الأول قد قام مع قريش بتجديد بناء الكعبة المشرفة وكانوا يطوفون بالبيت العتيق ويحجون ويسقون الحجيج، ولكنهم في ميزان الإسلام مشركين لأنهم لم يستسلموا استسلاما مطلقا لله تعالى بل كان من كفرهم أن استسلموا لمجلس دار الندوة التشريعي الوضعي وهو شبيه باﻟﻤﺠالس التشريعية اليوم أو ما يسمى بمجلس النواب أو مجلس الأمة التشريعي قال الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:19].
قال ابن كثير رحمه الله: (فخَيَرَ الله الإيمان والجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم على عمارة المشركين البيت وقيامهم على السقاية ولم يكن ينفعهم عند الله مع الشرك به).
وخلاصة القول في هذه المسألة: أنه يجب على المسلمين أن يحذروا من مثل هذه الانتخابات وإنما عليهم أن يلتفوا حول المجاهدين ويقاوموا المحتلين.
وقبل الختام: أوصي نفسي والمجاهدين بتقوى الله في السر والعلن، وبالذكر وقراءة القرآن، وكثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، كما أوصي نفسي وإياكم بالصبر، واجتناب الغدر، فإن لكل غادر لواء ينصب له يوم القيامة، والحذر الحذر من الدماء المحرمة إلا ما أباحه الشرع كمسألة التترس من غير توسع، والتي يقدرها فقهاء المجاهدين، فإننا إنما نتعرض لنصر الله بالتقرب إليه بالطاعات، والبعد عن المعاصي، ثم إني أحثكم على ضرب خطوط الإمداد، وخطوط النفط وزراعة الألغام المضاعفة، التي لا تبقي جريحاً، واغتيال أصحاب الشركات الذين يمدون العدو بما يحتاج، سواء في الرياض أو الكويت، أو الأردن أو تركيا أو غيرها.
وعليكم بالاجتهاد في العمليات الاستثهادية، تلك العمليات التي كانت سببا عظيما بفضل الله في إرعاب العدو، وإرباك حركته، وإفشال مخططاته، وتحدت جميع عُدده وعَدده فهذه من أهم الأعمال.
ثم إننا قد خضنا الحروب وعرفنا ما فيها، وإن من أشدها أن تقتل أمريكا نساءنا وأطفالنا عن عمد، ثم تنكر ذلك فإذا إنفضح أمرها تزعم أن ذلك وقع خطأ، وهذا ما جرى علينا في أفغانستان، ومن ذلك قتل كثير من إخواننا وأخواتنا وأطفالنا ومن ذلك أيضاً قتل زوجة الدكتور أيمن الظواهري، وطفلته وابنه الوحيد عليهم رحمة الله.
وهذا ما يمارسه شارون اليوم عليكم في فلسطين، ويمارسه عليكم جزار النساء والأطفال في البيت الأبيض، في الفلوجة والرمادي وبغداد وبعقوبة وسامراء، والموصل وغيرها من المدن العراقية، وهو يلجأ إلى قتل الأبرياء، عند عجزه عن إيقاف المقاومة، فاثبتوا واصبروا واحتسبوا فكل ما قدر الرحمن مفعول، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم في الشهداء، وأن يمن على الجرحى بالشفاء.
وأذكركم بأنكم خط الدفاع الأول، عن دين وأمة محمد عليه الصلاة والسلام، فالله الله فيما ائتمنتم عليه، وإني لأرجو أن لا يؤتى المسلمون من قبلكم، واعلموا أن عدوك قد بان ضعفه، وظهر عجزه، وقد سمعتم أنهم اضطروا إلى ميزانية الطوارئ، وتكاثرت عليهم المساوئ، ولديهم من المشاكل ما لا يُعد ولا يحصى، فاقتصادهم ينحدر، ودولارهم في هبوط مستمر، وعجوزاتهمالمالية بلغت أرقاماً قياسية، وفوق ذلك وقع بوش قانونا لاقتراض ثمانمئة ألف مليون دولار 800،000،000،000$ [ثمانية و بجانبها إحدى عشر صفراً].
وأما عن عجزهم في توفير الجنود المدربين والمؤهلين لخوض هذه الحرب الضروس، فحدث عنه ولا حرج، فالتقارير تتحدث عن أن خمسين في المئة 50 % من الجنود هم من وحدات غير مؤهلة لخوض هذه الحرب كجنود الحرس الوطني الأمريكي، فضلا عن العجز في توفير الفرق العسكرية البديلة، والذي تسبب في إلغاء إجازات الجنود، مما أدى إلى زيادة إرتفاع نسبة الانتحار، والأمراض العصبية بينهم، وأصبحت العراق مقبرة للمرتزقة الأمريكيين، وللأوباش الذين جاءوا معهم فلله الحمد والمنة.
واعلموا أن الدائرة لمن اتقى وصبر، وساعة صبرٍ يعقبها بإذن الله سرور دهر، ومالا يحصى من الأجر.
وهذه الحرب الزبون الدائرة في العراق وفلسطسين، قلما يُرى مثلها في شراستها واستعارها، فقد تمعمعت كمعمعة الإباء المحرق، ولا يثبت فيها إلا سيف صارم، أو ليث ضبارم، فهنيئاً لكم الصبر والثبات، في الدفاع عن الدين والحرمات، واجتهدوا لموعود الله، إما النصر أو الشهادة.
قال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146]
فالسعيد من شارك بنفسه وماله في هذه الحرب لنصرة الدين، والسعيدة من شاركت بأولادها وساهمت بأموالها، علماً بأن مصاريف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين تبلغ مئتي ألف يورو أسبوعياً، ناهيك عن مصاريف الجماعات الأخرى فصلوا الجميع فلا يؤتى المجاهدون من قبلكم واعلموا أن هذه حرب عظيمة لها ما بعدها، أشبه ما تكون بغزوة بدر الكبرى، في نتائجها العظيمة، وآثارها العميمة، فما زالت أصداء تكبيرات الصحابة رضي الله عنهم، وقعقعة سيوفهم وصهيل خيولهم يوم بدر، تبث في الأمة روح العزة والجهاد. وفي الحديث: ”سأل جبريل رسولنا عليهما الصلاة والسلام من حضر بدراً من الصحابة؟ فقال: خَيارنا، فقال جبريل: وكذلك من حضرها من الملائكة“.
وأنا لا أحسب أن المجاهدين اليوم، الذين يقاومون الطائرات والدبابات الأمريكية، ويصلون بالقذائف في فلسطين والعراق، إلا أنهم خَيار الأمة اليوم، والموفق من وفقه الله تعالى للمشاركة في بدر فلسطين، وبدر العراق وبدر أفغانستان وبدر الشيشان وغيرها من ساحات الجهاد. وقد قال رسولنا عليه الصلاة والسلام ”لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة“ رواه مسلم.
فاحرص أن تكون من هذه الطائفة، وكذلك لا أحسب أن الأمير المجاهد؛ الأخ الكريم أبا مصعب الزرقاوي، والجماعات التي انضمت معه إلا أنهم من هؤلاء الخيار، ومن هذه الطائفة المقاتلة على أمر الله أحسبهم والله حسيبهم.
ولقد سرتنا عملياتهم الجريئة، ضد الأمريكيين وحكومة علاوي المرتدة كما سرنا استجابتهم لأمر الله تعالى وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام، بالوحدة والاجتماع والاعتصام بحبل الله، قال الله تعالى في محكم التتريل {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران:103]
وإننا في تنظيم القاعدة: نرحب باتحادهم معنا ترحيباً كبيراً، وهذه خطوة عظيمة، في طريق توحيد جهود المجاهدين، لإقامة دولة الحق، وإزهاق دولة الباطل، فنرجو الله أن يتقبلها ويباركها.
وللعلم فإن الأخ المجاهد أبا مصعب الزرقاوي هو أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وعلى الإخوة في الجماعة هناك أن يسمعوا له ويُطيعوا بالمعروف، وشتان شتان، بين الصادقين من أمراء المجاهدين، أحسبهم والله حسيبهم، الذين يتنازلون عن الإمارة من أجل دينهم حرصاً على مصلحة أمتهم. وبين ملوك ورؤساء دول المنطقة الذين لم يقوموا بتوحيد الأمة، وإلغاء الحدود التي رسمها الصليبيون، وإنما كرسوا الخلاف والفرقة باسم الوطنية، وهم ليسوا مستعدين للتضحية بأمتهم ومصالحها، من أجل بقائهم في الإمارة فحسب، بل يضحون بأبائهم وأبنائهم وإخوانهم، في سبيل الكرسي وما عزل حسن بن طلال وحمزة بن الحسين، وما تهميش عبد الله بن عبد العزيز من طرف آل فهد إلا أمثلة على ذلك، فأي خير يرتجى من هؤلاء لتوحيد الأمة ورعاية مصالحها، وسط التكتلات الدولية الكبيرة، وهذه بعض أحوالهم.
ثم إني أذكر المجاهدين: بأن توحيد الكلمة تحت كلمة التوحيد، هو أمر ليس من النوافل، بل إنه من أوجب الواجبات، فينبغي أن يعطى حقه، ويجب على الجماعات المجاهدة، التنسيق فيما بينها لتوحيد صفوفها، تحت راية واحدة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به، وقعت بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا، فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب) اهـ
وإن الأمور تسير في العراق بفضل الله، بخطوات واثقة وسريعة، وتتصاعد بوتيرة مبشرة، والعدو يتكبد الخسائر الفادحة، في الأرواح والمعدات والأموال، وقد فشلت جميع خططه، فأين ذهبت عملياتهم ذات الأسماء الرنانة؟ كالقبضة الحديدية، والمطرقة الحديدية والأفعى الضخمة، وإلى ما هنالك، لقد ذهبت كلها أدراج الرياح الحمد لله.
وهاهم المجاهدون بفضل الله، يمتلكون الإرادة والقوة اللازمتين لتنفيذ أكبر العمليات في وضح النهار، في وسط بغداد فضلا عن غيرها.
والمقاومة بفضل الله تنمو وتزداد، ولننُسين بإذن الله، أرطبونات الروم -بوش ومن معه- وساوس الشيطان بأرطبونات المسلمين؛ إبي مصعب الزرقاوي وإخوانه.
فإن يكن ارطبون الروم قطعها *** فقد جعلت بها أبراجه قطعاً
وإن يكن أرطبون الروم قطعها *** فقد بقى بها بحمد الله منتفعاً
كتيبتان وأنصار أقيم بهم *** سُمر الرماح إذا ما آنسوا فزعاً
فيا أيها المسلمون: إن أمر الجهاد قد توجه، وقام على سوقه فلله الحمد والمنة فينبغي عليكم أن تنفضوا غبار النوم واليأس، وأن تستشعروا اقتراب النصر بإذن الله، وتبذلوا ما في وسعكم لنصرة دينكم.
وأما المنافقون والمرتدون، فإني أقول لهم: من رجع إلى الإسلام وتاب وأصلح وبين تاب الله عليه، وذلك خير لهم في دينهم ودنياهم، ومن أبى إلا الطعن في الدين، وتسمية الجهاد إرهاباً في سياق الذم، ومناصرة الحكام المرتدين على المسلمين، بيده أو بلسانه أو بقلمه، فلا حق له أن يعيش على أرض كفر بخالقها سبحانه وتعالى، فاليكتب وصيته، ولا يلومن إلا نفسه، وعلى سرايا المجاهدين أن يقتدوا بمحمد بن مسلمة رضي الله عنه، وأن يلحقوا هؤلاء المرتدين بكعب بن الأشرف.
قال الله تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلًا} [الأحزاب:60]
وأقول للحكام المرتدين: إن الأمة هي صاحبة الحق في اختيار ولاة أمرها، فردوا الأمانات إلى أهلها، فهذا خير لكم وإن موكلكم الطاغية في العراق، قد ظهر تضعضعه، واتسعت أصدعه، وأن الأحداث والأيام تسير بسرعة، نحو تصفية الحساب معكم ومن أعانكم، فاغتنموا الفرصة قبل فوات الأوان؛ فإن الأمة قد استيقظت وأخرجت فلذات كبدها للجهاد في سبيل الله، لإحقاق الحق، وإبطال الباطل.
لئن شهد التاريخ أوسا وخزرجا *** فلله أوس قادمون وخزرج
وإن بني الإسلام أضحوا كتائبا *** مجاهدة رغم الزعازع تخرج
فأين عباد الله الصالحون ؟
أين أهل الصبر ؟
أين ُ طلاب الأجر؟
أين أصحاب سورة البقرة ؟
أين المقتدون بأصحاب الشجرة ؟
أين المبايعون على الموت ؟
أين المبايعون على الموت ليمزقوا الجيوش الأمريكية ويفتكوا بالكتائب الصهيونية؟
أين فتيان عدنان وقحطان ؟
أين ربيعة الطعَّانُون في الهيجاء ؟
أين فرسان مضر الحمراء ؟
أين أحفاد سلمان الفارسي رضي الله عنه وليوث طارق بن زياد وأشاوس صلاح الدين ؟
أين أحفاد محمد الفاتح وأبطال أرض الشام؟
أين غطارفة أرض الكنانة ؟
أين أمداد اليمن وآلاف عدن؟
فهذه حرب مصيرية بين الكفر والإسلام، بين جندُ محمدٍ عليه الصلاة والسلام جند الإيمان، وبين أهل الصلبان، ومن فاتته فاته الأجر، وباء بالوزر، إلى أن تتم الكفاية.
فالبدار البدار، فسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، و يا خيل الله إركبي وياريح الجنة هبي.
وفي الختام: أدعو الله تعالى أن يتقبل الأبطال، الذين قضوا نحبهم في ساحات الجهاد، في كل مكان وخاصة أبطال العمليات الاستشهادية، الذين مزقوا الجيوش الصهيونية والصليبية، كما أودع الذين وضعوا أقدامهم في ركاﺑﻬا، أسأل الله لنا ولهم الثبات، ولقد تشرفت بمعرفة بعض من مضوا رحمهم الله، ويعزُّ علي أني لم أتشرف بمعرفة البعض الأخر، ولكن مما يهون علي وجد فراقهم، أنهم شهدوا هذه الملاحم العظام لنصرة الإسلام، فأسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء، فيشفعوا في أهلهم، وتكون أرواحهم في أجواف طير خُضر، تسرح من الجنة حيث تشاء، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بعرش الرحمن، فنسأل الله أن يُلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يُعوضهم خيرا.
فهنيئاً لهم إذ قدموا أنفسهم رخيصة من أجل لا إله إلا الله، نحسبهم كذلك والله حسيبهم، فهؤلاء المجاهدون الأبطال، كل واحد منهم يحسبه أهل الدنيا غُرَا بَلهَا، لكنه كما قيل:
تخال فيه إن حاورته بلهاً عن *** نفسه وهو وافي العقل والورع
باعوا الضلالة بالهدى، شأنهم شأن أهل الصدق والوفاء، فقاموا بتسليم العطاء للمعطي عز وجل، وسلموا المثمن ليستلموا الثمن، ففقهوا المسالة وأيقنوا أن ما عند الله خير وأبقى، فودعوا الأهل وذا القربى، ومضوا يرددون:
في سبيل الله نمضي *** نبتغي رفع اللواء
فليقم للدين عز *** و لترق منا الدماء
ويرددون:
لا تقولوا اللهو عذب *** نحن حطمنا الكؤوسا
لا تقولوا الدرب صعب *** نحن أرخصنا النفوسا
وإني أودع هؤلاء الأبطال ﺑﻬذه الأبيات:
وداعاً أيها البطل *** لفقدك تدمع المقل
بقاع الأرض قد حزنت *** لبعدك واشتكى الطلل
ففي الدنيا تلاقينا *** وفي الأخرى لنا الأمل
ونسأل ربنا المولى *** وفي الأسحار نبتهل
بأن نلقاك في فرح *** بدار ما بها ملل
بجنات ورضات *** بها سادتنا الرسل
بها الأحباب قاطبة *** بها الأنهار والحلل
بها الحور تنادينا *** بصوت ماله مثل
بها أبطال أمتنا *** بها شهداؤنا الأول
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ...
اللهم لك أسلمنا وبك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وبك خاصما وإليك حاكمنا، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا ...
أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
اللهم يا ذا الجلال والإكرام اللهم يا ذا الجلال والإكرام، خذ بقلوب شباب الإسلام ونواصيهم إلى الجهاد في سبيلك ...
اللهم اربط على أفئدتهم وثبت أقدامهم وسدد رميهم وألف بين قلوبهم ...
اللهم أنزل نصرك على عبادك المجاهدين في كل مكان ...
اللهم فرج عن إخواننا الأسرى في سجون الطغاة في كل مكان، في سجون أمريكا وفلسطين وفي بغداد والرياض وفي المغرب ومصر وفي أفغانستان والشيشان وفي الهند وباكستان إنك على كل شيء قدير...
اللهم ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ...
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21]
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أبو عبد الله - أَفْغَانسْتَانَ – خُرَاسَانَ
0 التعليقات:
إرسال تعليق