موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الاثنين، 20 أغسطس 2012

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (50) جمال الدين الأفغاني


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (50)
جمال الدين الأفغاني
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الثالث من الناحية التاريخية وهو الأول والأساس من ناحية التأثير هو جمال الدين الشيعي الإيراني المتأفغن عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
المبحث التاسع جمال الدين والبابية:
تعريف البابية: قالت الموسوعة الميسرة: [ البابية والبهائية حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي 1260هـ/1844م تحت رعاية الاستعمار الروسي, واليهودية العالمية, والاستعمار الإنجليزي, بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.
 أسسها الميرزا علي محمد رضا الشيرازي (ت 1850). وأبرز أعضائها: قرة العين واسمها أم سلمى، والميرزا يحيى علي, والميرزا حسين علي الملقب بالبهاء, وعباس أفندي الملقب عبد البهاء.
ثم أسسوا عام 1963م مجلساً يرعى شؤون البهائية من أربع أمريكيين واثنين إنجليز وثلاثة إيرانيين. تولى رئاسة المجلس (فرناندو سانت), ثم تولى رئاستها اليهودي الصهيوني ميسون الأمريكي الجنسية ]([1]).

وقد كتب جمال الدين الأفغاني نفسه مادة البهائية في دائرة المعارف للبستاني, فقال عنها: [ (دين ظهر في بلاد العجم نحو سنة 1863م بدعوة رجل من أهل شيراز يعرف بالسيد علي محمد وكان تلميذا لبعض تلامذة الشيخ أحمد زين الدين الإحسائي الذي مزج التصوف والفلسفة بالشريعة وجمع بين اعتقادات الشيعة الإمامية والأصول الفلسفية على طراز جديد، وقال إن المهدي المنتظر ظهوره عند الشيعة هو الآن من سكان عالم روحاني غير هذا العالم الجسماني سماه بجابلقا وجابر ساوان, أجسام سكان ذلك العالم الروحاني كأجسام الجن والملائكة المسماة بالأجسام الهورقليائية وهي من اصطلاحات الكيميا القديمة وقد قفاه على هذا الأثر تلامذته وقاموا في مقام التعليم على هذه الطريقة وكان من أمر السيد علي محمد المذكور بعد أن حج إلى مكة ادعى أنه باب المهدي وأقام على تقرير هذه الدعوة مدة وأسس ذلك الدين من عناصر إسلامية ونصرانية ويهودية ووثنية ولقب نفسه باب الدين ثم ترك هذا اللقب ولقب نفسه النقطة أو خالق الحق مدعيا أنه ليس نبيا بسيطا بل هو مشخص للآلهة ومنح أحد أتباعه لقب الباب ثم ادعى أنه المهدي بعينه وأن ذلك الجسم اللطيف الروحاني قد ظهر في هذا الجسم الكثيف المادي ولما كانت الرجعة أي رجوع بعض الأئمة التابعين وسابقيهم من الأصول الثابتة في مذهب الإمامية والتناسخ من اعتقادات طائفة الباطنية الذين تسلطوا في بلاد العجم مدة طويلة كان له بقايا في النفوس فقام جماعة وادعى بعضهم أنه الحسن وبعضهم أنه الحسين وبعضهم أنه غيرهما من الأئمةثم قال إنه هو النبي وأن الله قد أنزل عليه كتابا يسمى بالبيان وأنه المشار إليه بقوله تعالى (خلق الإنسان علمه البيان) والإنسان هو محمد والبيان هو هذا الكتاب المنزل على السيد علي وكتابه هذا يحتوي على كثير من العربي المسجع وبعض الفارسي إلا أن العربي منه كان ملحونا فلما سئل عن سبب وقوع اللحن في هذا الكتاب المنزل مع أن اللحن نقص أجاب بأن الحروف والكلمات كانت قد عصت واقترفت خطيئة في الزمن الأول فعوقبت على خطيئتها بأن قيدت بسلاسل الإعراب وحيث أن بعثتنا جاءت رحمة للعالمين فقد حصل العفو عن جميع المذنبين والمخطئين حتى الحروف والكلمات فانطلقت من قيدها تذهب إلى حيث شاءت من وجوه اللحن والغلط. ولقب نفسه بالذكر وزعم أنه المراد من الآية (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومن قوله (فاسألوا أهل الذكر...).
ثم يقول الأفغاني: (وأما ديانة الباب فتثبت مُبدئا واحدا كسائر الأديان على ما يتراءى من قول أتباعه وتحكم بصدق جميع المرسلين السابقين وتقرب من قول النصارى كحلول اللاهوت في الناسوت وتنبئ عن ثواب وعقاب الأرواح بعد مفارقة الأبدان).
ثم يقول: (وكان من جملة دعاته امرأة فتية بارعة الجمال متوقدة الجنان فاضلة عالمة تسمى باسم سلمى من بنات أحد المجتهدين في العجم وكانت متزوجة من مجتهد آخر طلقت نفسها من زوجها على خلاف شريعة الإسلام، وآمنت بذلك الرجل عن غيب وكانت تكاتبه ويكاتبها فكان يخاطبها في مكاتبته بِقُرَةُ العين فلقبت بذلك وكانت تناظر العلماء والفضلاء مكشوفة الوجه بدون حجاب ثم لما وقعت المحاربة بين البابيين وعسكر الدولة في مازندان فجيشت جيشا وقادته مكشوفة الوجه وسارت أمامه طالبة إعانتهم وفي أثناء الطريق قامت في الناس خطيبة وقالت: أيها الناس إن أحكام الشريعة الأولى أعني المحمدية قد نسخت وإن أحكام الشريعة الثانية لم تصل إلينا فنحن الآن في زمن لا تكليف فيه بشيء، فوقع الهرج والمرج وفعل كل من الناس ما كان يشتهيه من القبائح) ]([2]).
وقبل أن نعلق على تعريف جمال الدين بالبابية وبقرة العين لا بأس بأن نلقي مزيداً من الضوء على قرة العين هذه التي يصفها جمال الدين بالفاضلة العالمة.
ولدت قرة العيون في قزوين سنة 1233هـ وكانت تلقب (زرين تاج) أي التاج الذهبي لجمال شعرها.
يقول هيوارت: [ زرين تاج الملقبة بقرة العيون كانت فائقة الجمال شديدة الذكاء واضطرت قرة العيون إلى ترك المدينة بعد قتل عمها الذي كان من المجتهدين المتعصبين وكانت متهمة بالاشتراك في قتله ]([3]).
ويقول الكونت جوبينو الفرنسي الذي كان سفيراً لفرنسا في إيران في تلك الفترة عن أهم دعاة البابية: [ امرأة تدعى زرين تاج ثم تلقبت بقرة العيون وكانت هذه من مدهشات العصر في علمها وفضلها وحماستها الدينية وفصاحتها المتدفقة وجمالها البارع]([4]) وكانت تقول الشعر الغزلي الفاحش بالعربية والفارسية ننقل بعض ما يمكن سماعه مثل:
يا نديمي قم فإن الديك صاح *** غن لي بيتا وناول كأس راح
لست أصبر عن حبيب لحظة*** هل إليه نظرة مني تباح([5])
ومن الفارسي المترجم:
 متى يحصل لهم اللقاء *** كم بقوا ناظرين خلف الباب
 إلى متى الصبر والحرمان *** طال تطوافهم وراء الحجاب
 إلى متى تبقى وراء الحسرات *** أرهم نظرة بلا جلباب([6])
[ وكانت تظهر سافرة في الأماكن العامة وتختلط بالرجال وتخطب بهم ]([7]).
خطبت في مؤتمر بدشت فقالت: [ مزقوا هذا الحجاب الحاضر بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال وتقاسموهن بالأفعال واصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا وإن الزهرة لا بد من قطفها وشمها لأنها خلقت للشم والضم ولا ينبغي أن يُعَدّ شامها وضامها بالكيف والكم فالزهرة تجنى وتقطف وللأحباب تهدى وتتحف ]([8]).
[ ولما استنكر فجورها الملا محمد علي الملقب بالقدوس أغرته بجمالها وتهتك جسدها فسافرت معه في هودج واحد ودخلت معه الحمام ]([9]).
وقال في تاريخ البهائية: [ إن القدوس قد غضب غضبا شديدا فصاحبته وأغوته وأشبعته من جسدها العارم وأغرقته في خضم لذائذ أنوثتها ]([10]).
[ وكانت تقول بجواز نكاح المرأة من تسعة رجال ]([11]).
[ ولقد دخل من يهود طهران في البابية 150 يهوديا وفي همدان 100 يهودي وفي كاشان 50 يهوديا وفي كلباكيان 85 يهوديا ]([12]).
ولننظر الآن إلى علاقة الأفغاني بالبابية.
يقول الأستاذ محمد حرب أستاذ الدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة تحت عنوان: "جمعية إيران الفتاة": [ وهي جمعية من البابيين الإيرانيين الذين فروا من إيران بعد سلسلة من أحداث الشغب والإرهاب التي اقترفوها في بلادهم... وفي العاصمة استنبول قام الأفغاني بنشاط متشعب في سبيل دعوته ومن هذا النشاط أنه كان بمثابة المرجع والمستشار للبابيين فقد قام الأفغاني بتنظيم جمعية لهؤلاء البابيين في استنبول سماها جمعية (إيران الفتاة) كما أرسل بعضاً منها سرًا إلى إيران للقيام بالدعاية ضد الحكم الإيراني وكانت مجموعة من هؤلاء البابيين تتعيش على عملية نقل مطبوعات (تركيا الفتاة) (والاتحاد والترقي) -وهي مطبوعات ممنوعة من قبل السلطان العثماني- من أوربا لتوزيعها على أعضاء الاتحاد والترقي في داخل البلاد العثمانية كما كان هذا القسم من البابيين يقوم بطباعة الأعمال الإعلامية والأدبية التي يكتبها أعضاء جمعية العثمانيين الجدد المخالفة للنظام العثماني.
ويذكر إبراهيم تيمور مؤسس جمعية الاتحاد والترقي أن رضا العجمي تلميذ جمال الدين الأفغاني وقاتل شاه إيران والذي قال له عند قتله إياه خذها من يد جمال الدين كان يمده ويمد زملاءه الثوار في استنبول بالصحف الممنوعة التي تصدرها معارضة عبد الحميد في أوربا وتدخل البلاد العثمانية خلسة والجدير بالذكر هنا أن الأفغاني أقام رابطة بين جماعتي (إيران الفتاة) و(تركيا الفتاة) في البلاد العثمانية وأوربا ]([13]).
كما أن شيخ الإسلام أبو الهدى الصيادي مفتي دولة الخلافة حكم أن جمال الدين بابي لما رأى عنده من أفكار ومعتقدات متقاربة مع أفكار ومعتقدات البابية ([14]).
ولقد علق البابيون في قصرهم (بيت الرب) في حيفا صورة كبيرة لجمال الدين.
ويقول محمد عمارة: [ كتب أبو الهدى الصيادي إلى الشيخ رشيد رضا مهاجما ترديد المنار لأفكار الأفغاني وقال:" إني أرى جريدتك طافحة بشقائق المتأفغن جمال الدين الملفقة وقد ثبت في دوائر الدولة رسميا أنه مازنداني من أجلاف الشيعة وهو مارق من الدين كما مرق السهم من الرمية ]([15]).
والمقصود من المازنداني أي نسبة إلى مؤسس الحركة البابية الميرزا حسين علي المازنداني.
ومما يذكر أنه عند محاكمة قاتل الشاه ناصر الدين أقسم القاتل قائلا: أقسم بخالق السيد جمال الدين وخالقي أنه لم يكن أحد يعلم إلا السيد جمال الدين وأنا.
وإذا علمنا أن دافع القتل هو الانتقام للبابيين الذين قتلوا على أيدي الشاه ناصر الدين, وخاصة الميرزا حسين علي المازنداني, وقرة العيون, وكيف أن الشاه شرَّد البابية من إيران. علمنا لماذا خطط لاغتياله, وما هي هوية هؤلاء المخططين.
كما أن المؤسس الحقيقي للبابية هي الماسونية التي كان فيها جمال الدين بموقع الأستاذية العظمى، وإذا قارنا بين طروحات جمال الدين وطروحات البابية لوجدنا عدداً غير قليل من نقاط التلاقي, ومما يعجب منه المرء الثناء الكبير الذي أثنى به الأفغاني على قرة العيون في دائرة المعارف، فوصفها بالمتوقدة الجنان الفاضلة العالمة. فلا أدري أي شيء غير الجنس والفجور, وعوامل استدعائه, واستغلال جسدها كمطية للشيطان كان لديها. وهو يفتخر بأنه هو الذي كتب مادة البابية وما يتعلق بها [ فقد كتب الأفغاني مقالا بجريدة مصر في 25 أبريل 1879م وأعادت طبعه مرآة الشرق والأهرام والجنان قدم لها المحرر بالعبارة التالية:" بقلم مجلي الكمال ومظهر الجلال أستاذنا النسيب الطاهر الأرومة الفيلسوف الأجل السيد جمال الدين الأفغاني وقد كتب المقال عقب ظهور دائرة المعارف للبستاني في ذلك الوقت وكان هو نفسه من أشد المتحمسين لظهورها كما سنرى فقد شجع بطرس البستاني على المضي في تأليفها وعاونه بالمعلومات والمواد ومن أبرز معاوناته ما كتبه البستاني عن البابية فقد كان الأفغاني مصدر هذه المادة أثناء إقامته بالقاهرة.
ويقول الأفغاني في معرض شكره للبستاني حول كتابته دائرة المعارف:
[ ولهذا رأيت من الفرض علي أداء الشكر أصالة عن نفسي ونيابة عن كل عارف باللغة العربية الشريفة أن أنشر عطر الثناء على حضرة العالم الفاضل المتبحر بطرس أفندي البستاني لما أودعه في مؤلفه (دائرة المعارف) من الفوائد الجليلة والمنافع العميمة التي قلد بمنتها أعناقنا... قد أتى لنا بكتاب (دائرة المعارف) محيطا بجميع ما يحتاج إليه الإنسان في معاشه ومعاده ]([16]).



[1] - راجع الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة إصدار الندوة العالمية للشباب الإسلامي 1/ 412.
[2] - انظر دائرة المعارف للبستاني، مادة البهائية.
[3] - دائرة المعارف الإسلامية (3 / 228).
[4] - دائرة معارف القرن العشرينوجدي(2 / 6).
[5] - كتاب بهائي ظهور الحق، ص/ 366.
[6] - المصدر السابق, ص / 368.
[7] - مطلع الأنوار، ص / 214.
[8] - المصدر السابق، ص / 233.
[9] - مفتاح باب الأبواب، ص / 182.
[10] - البهائية تاريخ وعقائد، ص / 101.
[11] - مفتاح باب الأبواب، ص / 176.
[12] - الماسونية في المنطقة 245، ص / 35.
[13] - مقال للدكتور محمد حرب، أستاذ المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة نشر في الشرق الأوسط، و كتاب السيد جمال الدين لمحمد أمان صافي، ص/ 193.
[14] - رشيد رضا الإمام المجاهد، ص / 97.
[15] - تاريخ الأستاذ الإمام، (1 / 90).
[16] - سلسلة أعمال الأفغاني, علي شلش، ص / 73 - 73.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.