موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (5)


لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (5)
رضوان محمود نموس
لقد بين الباحث في الحلقة السابقة موقف الكهنة عصابة الطاغوت من أهم الأمور حسب ما جاء في الكتاب  وفي هذه الحلقة بجدثنا عن نبذة تاريخية للملكة السعودية.
نبذة تاريخية عن السعودية:
كانت جزيرة العرب في مطلع القرن الرابع عشر هجري؛ تخضع بشكل أقل من اسمي للخلافة العثمانية، فكان في مكة والحجاز الأمير غالب، ثم تلاه الشريف حسين، وفي نجد صراع دائم؛ بين آل الرشيد, وآل سعود، وأطراف الجزيرة الجنوبية كانت محتلة؛ في عدة نقاط منها للإنجليز, في عدن, والبحرين, والكويت, وعمان, وما يسمى الآن الإمارات, ومحاولات لأخذ البصرة.
كان عبد الرحمن بن فيصل والد عبد العزيز لاجئاً في الكويت، وقامت معركة عام 1900م بين مبارك الصباح حاكم الكويت من قبل الإنجليز, وبين آل الرشيد، فقام عبد الرحمن وابنه عبد العزيز ومن معهم بمساعدة مبارك الصباح؛ فاستدرجهم ابن الرشيد إلى منطقة الطريف في القصيم، وهزمهم هزيمة منكرة، وفي عام 1901 بدأ عبد العزيز بن عبد الرحمن بمعارك ومناوشات مع آل الرشيد، أشبه ما تكون بحرب العصابات، وبواسطة مبارك الصباح تم ربط عبد العزيز بالإنجليز، وبدؤوا يمدونه بالمال والسلاح، وكان يأخذ راتبا شهريا خمسة آلاف ليرة ذهبية، ولقد اعترف بهذا ابنه طلال في وسائل الإعلام ومنها قناة الجزيرة.
كان هدف الإنجليز الذين كانوا يتزعمون محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي تجزيء المنطقة أكثر, وإتعاب الدولة العثمانية؛ تمهيداً لتفكيكها واحتلال المنطقة العربية, وإقامة الكيان اليهودي في فلسطين لتحقيق نبوءات التوراة المحرفة,  فكانوا قد ربطوا الكويت, والبحرين, وعدن، وشيخ المحمرة (عربستان)، وكلهم شيوخ قبائل بالإدارة الإنجليزية، ثم التحق بهم عبد العزيز آل سعود فأبدى خدمات جلَّى للإنجليز، فخلال 12 سنة طرد الأتراك من الإحساء وما حولها، وفي هذه الأثناء كان الشريف حسين أمير مكة يخطط للثورة على العثمانيين، وكان الآخر قد ارتبط بالإنجليز، فغدا الشريف حسين, وعبد العزيز هما الطرفان الأساسيان في الجزيرة، وكل منهما مرتبط بالإنجليز ويريد الثورة على العثمانيين وإنشاء ملك له، ولكن مطالب الشريف حسين كانت أكبر من مطالب عبد العزيز، فكان يطلب نقل الخلافة الإسلامية, من استنبول إلى مكة، ليكون خليفة للمسلمين على مساحة أقلها سوريا الطبيعية (سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين), والعراق، واليمن الطبيعية، و الكويت، والإمارات، وعمان، وقطر، والبحرين، بما في ذلك الحجاز ونجد وهو ما يسمى الآن المملكة العربية السعودية, بينما لم تكن مطالب عبد العزيز إلا أن يكون أميرا على نجد، لهذا فضل الإنجليز التعامل مع عبد العزيز آل سعود على الشريف حسين, ومساعدته أكثر، وخذلوا الشريف حسين، وبدؤوا بزيادة المساعدات والأسلحة والعتاد لعبد العزيز، حتى تمكن من الانتصار على آل الرشيد في عام 1921م .

عقد الإنجليز بعدها اتفاقية مع عبد العزيز عام 1922م، مثل فيها الطرف الإنجليزي السير جيلبرت كلاتيون، وعرفت باتفاقية الحرة، ثم عقد مؤتمر في الكويت عام 1923م، حضره كافة شيوخ القبائل وعملاء الإنجليز ولم يتخلف عنه من العملاء إلا الشريف حسين فقط، في هذا اللقاء تعهد عبد العزيز بعدم مساعدة العرب في فلسطين إذا نشب بينهم وبين اليهود صراع لقاء عشرين ألف جنيه ذهبي إنجليزي، ثم أوعز الإنجليز لعبد العزيز بالهجوم على الشريف حسين, فهجم عليه وسقطت مكة بيده عام 1924م، والمدينة عام 1925م، ونودي عام 1926م بعبد العزيز سلطانا على نجد والحجاز، عند ذلك أعلن بعض الأخوان التمرد على عبد العزيز لما رأوا من خضوعه للإنجليز وتنفيذ أمرهم والسير وفق توجيهاتهم،  كانت الثورة بقيادة سلطان بن بجاد واستمرت المعارك ثلاث سنوات زاد فيها الإنجليز دعمهم لعبد العزيز حتى تمكن من هزيمة سلطان واستقر الأمر له.
وفي عام 1929م، حاول عبد العزيز أخذ أراضٍ من اليمن بناءا على توجيهات من الإنجليز لإشغال اليمنيين عن مقارعة الإنجليز في الجنوب، وفي  عام 1933م، منح عبد العزيز الشركات الأمريكية حق التنقيب عن النفط واستغلاله، ومن هذه الشركات : (ستاندر أويل كومبني أف كاليفورنيا), وشركة (تكساس أويل كومبني), ثم اندمجت الشركتان تحت اسم (أرامكو), وعندما أنكر عليه العلماء مشاركة الكفار باستخراج المعادن؛ كذب وموه عليهم وخدعهم, كما يفعل المنافقين,  والطواغيت, في كل زمان ومكان .
رفض عبد العزيز تأييد حركات التحرر العربية؛ مثل حركة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وحركة عز الدين القسام في فلسطين، وذلك حفاظا على علاقته بالإنجليز وأمريكا، وفي عام 1945م، دخل رسميا مع أمريكا والإنجليز ضد تركيا وألمانيا، وكانت السعودية من الدول التي اشتركت في وضع ميثاق الأمم المتحدة، وفي عام 1943م، أعطت الحكومة السعودية أمريكا حق بناء قاعدة جوية في الظهران، واستعمالها حسب ما تشاء أمريكا واستمر حكم عبد العزيز بعد أن اصبح ملكا على ما يسمى المملكة العربية السعودية حتى عام 1953م. ثم تولى بعده ابنه سعود من عام 1953م إلى 1964م، واتسمت سياسته بتبذير المال والعبث واللهو، والمغامرات النسائية، فتظاهر فيصل أخو سعود أنه حريص على الإصلاح فاجتمع هو والسديريون السبعة فهد وإخوانه بناءً على مشاورات واتفاق مع أمريكا وقرروا عزل سعود وطوقوا قصره، فأمر سعود قائد حرسه الملكي (عثمان الحميد) أن يفتح النيران على فيصل ومن معه، ولكن الحميد تردد، ثم فر إلى معسكر فيصل وفهد، وتدخل السفير الأمريكي ونصح سعود بمغادرة البلاد, وتم عزل سعود وتولية فيصل، ثم تم اغتيال سعود بالسم في إيطاليا وفي أوائل حكم فيصل، قام فهد بزرع لغم في حياة فيصل وذلك عندما قام الأمير خالد بن مساعد بن عبد العزيز بإنكار البث التلفزيوني الفاسق بناء على فتوى من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، فقام وزير الداخلية فهد بإرسال مفرزة لمنع خالد بن مساعد من ذلك، وإحضاره حيا أو ميتا، وأوعز سرا إلى أحد الضباط بأن يطلق النار على خالد بن مساعد، وقد تم ذلك، وقتل الأمير خالد بن مساعد، وكان رئيس المفرزة التي قامت بهذه المهمة هو: "محمد بن هلال"  وخالد بن مساعد هو حفيد الأمير "محمد بن طلال آل الرشيد" لأمه وهي " وطفاء بنت محمد بن طلال آل الرشيد" تزوجها مساعد بن عبد العزيز عام 1944م ثم طلقها بعد 11سنة وتزوج " هلا " اللبنانية. وعندما جاء أخو القتيل إلى الملك فيصل وسأله باللهجة القبلية : (دم أخي عند من ؟؟).
رد عليه الملك فيصل : (دم أخوك عندي).
واستثمر فهد نجاح عملية اغتيال خالد بن مساعد لترتيب عملية اغتيال أخرى وهي اغتيال فيصل، وقبل أن تتم عملية اغتيال فيصل ظهر في الصحف البيروتية مقالا بعنوان : (انقلاب داخل العرش السعودي) يشير إلى مؤامرة تدبر لاغتيال فيصل . فانزعج فهد من انكشاف الأمر واتصل بالملحق العسكري في بيروت (علي الشاعر) وطلب منه التقصي عن الموضوع، والمفروض أن "علي الشاعر" يتبع الأمير سلطان وزير الدفاع، الأمر الذي يؤكد شراكة سلطان مع فهد في تدبير المؤامرة.
وجاء مبعوث خاص من بيروت على متن طائرة سعودية خاصة يحمل النبأ إلى الملك فيصل، ولكن المبعوث وجد في استقباله اللواء (منصور الشعبي)،قائد المنطقة العسكرية الغربية، من رجال سلطان المقربين، وقاد اللواء ذلك المبعوث الخاص إلى مكتب الأمير فهد، وهناك قدم المبعوث تقريرا تفصيليا عن النتائج، فطلب فهد التكتم عن الموضوع حتى يعد هو تقريرا يقدمه إلى صاحب الجلالة الملك فيصل، ولكن لم يقم بشيء من هذا حتى الآن .. وتمت الجريمة .
عاد فيصل بن مساعد من أمريكا بعلم من فهد وإخوانه، وخاصة سلطان ونايف، وكان عدد لا بأس به من أفراد العائلة يعلم يقينا سبب عودة فيصل بن مساعد الذي اغتال الملك فيصل سيما وأن عودته جاءت بعد الفضيحة الصحفية.
حتى أن الأمير متعب وزير الإسكان كان يقسم في مجالسه الخاصة أن فهد وسلطان كانا على علم بمؤامرة اغتيال فيصل .
طلب فيصل بن مساعد مقابلة عمه الملك فيصل للسلام عليه، وكان برفقته وزير النفط السعودي أحمد زكي يماني، ووزير النفط الكويتي عبد اللطيف الكاظمي، وعند المقابلة أخرج فيصل ابن مساعد مسدسه وقتل عمه الملك فيصل.
وبعد مقتل الملك بأكثر من ساعتين ونصف قطعت إذاعة الرياض برامجها وأذاعت بياناً كاذباً هذا نصه:
[ بينما كان جلالة الملك يقوم بأعماله الرسمية هذا الصباح نهض من مجلسه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز ابن أخ جلالته متظاهراً بالسلام عليه وعندما اقترب منه أطلق الرصاص عدة مرات على جلالته فأصابه بجراح.
ومما تجدر الإشارة إليه أن المذكور مختل الشعور وقام بما قام به منفرداً وليس لأحد علاقة بما أقدم عليه]
ودبرت العائلة أمر تولي خالد وفهد متخطين أخوين أكبر منهما هما: ناصر وسعد.
وهذا الذي قالوا عنه مختل الشعور " أي مجنون" حاصل على بكالوريوس علوم سياسية من جامعة كلورادو عام 1971م ثم نال الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا عام 1973م وعمل مدرساً في جامعة الملك سعود عام 1974.
وهنا تقرب فهد خطوة كبيرة نحو الملك وبصعوبة تولى خالد منصب الملك عام 1975م، بعد اغتيال فيصل، ومن قبلها كان رافضا تولي ولاية العهد، ولولا تهديدات محمد أبو شرين - الذي قتل حفيدته في الحادث الشهير الذي تحول إلى فيلم كبير تحت اسم موت أميرة - لم يكن ليقبل . وأصبح خالد ملكا وفهد وليا للعهد.
كان خالد رجلا بدويا بسيطا يهتم بالصيد وسباق الهجن، وأشبع فهد هذه الرغبة عند خالد، لكن خالد مشى في الطريق الذي يصبح فيه ملكا حقيقيا بعد أن كان شكليا، وهذا الذي أزعج فهد، وقال خالد يوما للأمير عبد الله : ( خوفي يا عبد الله يوم انك تصل الحكم يضيع ملك آل سعود، أما سلطان فثيابه اللي عليه ما تأمن شره).
وغضب فهد كون خالد بدأ يمارس صلاحيات الملك ويتقرب من عبد الله، فرتب خطة اغتيال محكمة.
ذهل أبناء خالد؛ وهم يسمعون نبأ وفاة والدهم الذي قضى نحبه على ظهر طائرة خاصة, كانت تقله في رحلة داخلية، لقد صعد الملك سلم الطائرة وهو موفور الصحة, وهبط منها جثة هامدة.
وأراد أولاد خالد تشريح الجثة ليتبينوا سبب الوفاة، ولكن فهد منع تشريح الجثة؛ كما يدعي احتراما لجثمان الميت، ولكنه هكذا تعهد للطبيب الذي أعطى الحقنة السامة للملك خالد، والذي أخذ ثمن هذه الحقنة مبلغ خمسة وعشرين مليون ريال من فهد، وهو ثمن أغلى حقنة في العالم.
ووصل فهد إلى الحكم عام 1982م عندها قال ريغان رئيس أمريكا: [ إن تغيير القوى في الرياض يساعد على إحلال السلام في الشرق الأوسط] .
وقال ألكسندر هيج: [ إن إحلال الملك فهد مكان الملك خالد يبعث على الراحة والاطمئنان].
وتأمل قول هيج إحلال ! فمن أحله؟! ولماذا أحله؟! ولماذا الباعث على الاطمئنان؟!
وبعد أن أصبح فهد أشبه بمومياء الفراعنة، ومن ورائه صراع السديريين, وعبد الله، وكل ينشد ود أمريكا صاحبة الشأن والقرار في تعيين الملك, وإحلاله والذي سيكون ولي أمر علماء المملكة فاز عبد الله برضا أمريكا بعد أن قدم كل ما يلزم وزيادة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.