الرسالة الأولى لشعوب أوروبا: (مبادرة صُلح)
24 صفر 1425 هـ 14 أبريل/نيسان 2004 م
لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن
فهذه رسالة إلى جيراننا شمال البحر المتوسط، تتضمن مبادرة صلح كرد على التفاعلات الايجابية التي ظهرت غمدا ...
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي أقام السموات والأرض بالعدل، وأذن للمظلوم أن يقتص من ظالمه بالمثل، أما بعد:
فالسلام على من اتبع الهدى، بين يديّ الرسالة أذكركم بأن العدل واجب مع من تحب ومن لا تحب، وأن الحق لا يضيره أن قاله الخصم، وان أعظم قواعد الأمان: العدل والكف عن الظلم والعدوان، وقد قيل:
البغي يصرع أهله *** والظلم مرتعه وخيم
ولكم في الأوضاع في فلسطين المحتلة عبرة، وأن ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر والحادي عشر من مارس هي بضاعتكم ردت إليكم، ومعلوم أن الأمن ضرورة ملحة لكل البشر، ونحن لن نرضى لكم أن تحتكروه لأنفسكم، كما أن الشعوب الواعية لن ترضى لساستها أن يعبثوا بأمنها، فبعد ما تقدم نحيطكم علماً:
بأن وصفكم لنا ولأعمالنا بالإرهاب هو بالضرورة وصف لأنفسكم وأعمالكم كذلك، حيث أن رد الفعل من جنسه؛ وأعمالنا هي رد فعل لأعمالكم، التي هي تدمير وقتل لأهلنا كما هي في أفغانستان والعراق وفلسطين، ويكفيكم شاهد الحدث الذي روع العالم؛ قتل المسن المقعد الشيخ احمد ياسين رحمه الله، فنحن نعاهد الله بأن نقتص له من أمريكا بإذن الله ...
ففي أي ملة قتلاكم أبرياء وقتلانا هباء، وفي أي مذهب دماءكم دماء ودمائنا ماء، فمن العدل المعاملة بالمثل والبادئ اظلم ..
وأما ساستكم و من سار على نهجهم، الذين يصرون على تجاهل المشكلة الحقيقة في احتلال فلسطين كلها، ويبالغون في الكذب والمغالطة في حقنا في الدفاع والمقاومة، فهؤلاء لا يحترمون أنفسهم، كما أنهم يستخفون بدماء وعقول الشعوب، لأن مغالطتهم تلك تزيد من سفك دمائكم بدلاً من حقنها.
ثم انه عند النظر في الأحداث التي جرت وتجري من قتل في بلادنا و بلادكم، تظهر حقيقة مهمة وهي أن الظلم واقع علينا وعليكم من ساستكم، الذين يرسلون أبنائكم رغم اعتراضكم إلى بلادنا، ليقتلوا ويُقتلوا، فلذا من مصلحة الطرفين أن يفوتا الفرصة على الذين يسفكون دماء الشعوب من اجل مصالحهم الشخصية الضيقة وتبعيتهم لعصابة البيت الأبيض، فهذه الحرب تجر مليارات الدولارات على الشركات الكبرى؛ سواء التي تصنع السلاح أو تلك التي تقوم بإعادة الإعمار كشركة هاليبرتون وأخواتها وبناتها ...
ومن هنا يتضح بجلاء من المستفيد من إيقاد نار هذه الحرب وسفك الدماء؛ إنهم تجار الحروب مصاصوا دماء الشعوب، الذين يديرون سياسة الدنيا من وراء ستار، فما الرئيس بوش ومن يدور في فلكه من الزعماء، فما المؤسسات الإعلامية الكبرى، فما الأمم المتحدة التي تقن العلاقة بين سادة الجيش وعزيز الجمعية العمومية، إلا بعض أدوات لتضليل الشعوب واستغلالها ... فهؤلاء كلهم هم مجاميع الخطر القاتل على العالم اجمع والتي يشكل اللوبي الصهيوني احد اخطر وأصعب أرقامها، فنحن مصممون بإذن الله على مواصلة قتالهم.
وبناء على ما تقدم:
ولتفويت الفرصة على تجار الحروب، وكرد على التفاعل الايجابي الذي أظهرته الأحداث الأخيرة واستطلاعات الرأي؛ بأن معظم الشعوب الأوربية راغبة في الصلح، لذا فاني ارجوا من الصادقين ولا سيما العلماء والدعاة والتجار أن يشكلوا لجنة دائمة لتوعية الشعوب الأوروبية بعدالة قضايانا وأولها فلسطين، مستفيدين من إمكانيات الإعلام الهائلة ...
كما أني أقدم مبادرة صلح لهم:
- جوهرها التزامنا بإيقاف العمليات ضد كل دولة تلتزم بعدم الاعتداء ضد المسلمين أو التدخل في شؤونهم،فمن ذلك المؤامرة الأمريكية على العالم الإسلامي الكبير.
- وهذا الصلح يمكن أن يجدد في حال انتهاء المدة الموقع عليها من الحكومة الأولى، وقيام حكومة ثانية برضا الطرفين.
- وسريان الصلح يبدأ بخروج آخر جندي لها من بلادنا.
- فهذا الصلح مفتوح لمدة ثلاثة أشهر من تاريخ إعلان هذا البيان.
فمن أبى الصلح و أراد الحرب فنحن أبناؤها ...
فمن أراد الصلح فها قد أجبناه ...
فأوقفوا سفك دمائنا لتحفظوا دمائكم، وهذه المعادلة السهلة الصعبة حلها بأيديكم، فأنتم تعلمون أن الأمر يتسع ويتضاعف كلما تأخرتم،وعندها فلا تلومونا ولوموا أنفسكم ...
والعاقل لا يفرط بماله وأمنه وبنيه لإرضاء كذاب البيت الأبيض، إذ لو كان صادقاً في دعواه للسلام لما قال عن باقر بطون الحوامل في صبرا وشاتيلا ومدبر عملية الاستسلام رجل سلام، ولا ما كذب على الناس وقال إننا نكره الحرية ونقتل لمجرد القتل، والواقع يصدقنا ويكذبه:
- فالقتل للروس كان بعد غزوهم لأفغانستان والشيشان ...
- والقتل للأوروبين كان بعد غزوهم للعراق و أفغانستان ...
- والقتل للأمريكين يوم نيويورك كان بعد دعمهم لليهود في فلسطين وغزوهم جزيرة العرب ...
- والقتل لهم في الصومال كان بعد غزوهم لها في عملية إعادة الأمل، فأعدناهم بلا أمل والحمد لله.
وقد قيل:
درهم وقاية خير من قنطار علاج ...
والسعيد من وعِظَ بغيره ...
والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ...
والسلام على من اتبع الهدى.
أبو عبد الله - أَفْغَانسْتَانَ – خُرَاسَانَ
0 التعليقات:
إرسال تعليق