موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 24 أغسطس 2012

الخطاب العشرون الرسالة الثانية إلى الشعب الأمريكي: لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن (رحمهُ الله) (الحرب؛ أسبابها و نتائجها) 15 رمضان 1425 هـ29 أكتوبر/تشرين الأول 2004 م


لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن (رحمهُ الله)
(الحرب؛ أسبابها و نتائجها)
15 رمضان 1425 هـ29 أكتوبر/تشرين الأول 2004 م

الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته وأمرهم بالعدل، وأذن للمظلوم أن يقتص من ظالمه بالمثل، أما بعد:
السلام على من اتبع الهدى،
أيها الشعب الأمريكي؛
 حديثي هذا لكم عن الطريقة المثلى لتجنب "مانهاتن" أخرى، عن الحرب وأسبابها ونتائجها، وبين يدي الحديث أقول لكم؛ إن الأمن ركن مهم من أركان الحياة البشرية، وإن الأحرار لا يفرطون بأمنهم، بخلاف ادعاء بوش بأننا نكره الحرية, فليعلمنا لِمَ لمْ نضرب السويد مثلا؟
ومعلوم أن الذين يكرهون الحرية لا يملكون نفوسا أبية كنفوس الـ 19 رحمهم الله، وإنما قاتلناكم لأننا أحرار لا ننام على الضيم، نريد إرجاع الحرية لأمتنا، فكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم، ولا يعبث بأمن الآخرين ثم يتوهم بأنه سيبقى آمنا إلا اللص الأحمق، وإن العقلاء إذا وقعت المصائب كان من أهم أعمالهم البحث عن أسبابها لتجنبها.
ولكننني أعجب منكم؛ فبالرغم من دخولنا السنة الرابعة بعد أحداث الـ 11 فما زال بوش يمارس عليكم التشويش والتضليل وتغييب السبب الحقيقي عنكم, وبالتالي فإن الدواعي قائمة لتكرار ما حدث، وإني سأحدثكم عن الأسباب وراء تلك الأحداث، وسأصدقكم القول باللحظات التي اتخذ فيها هذا القرار لتتفكروا، فأقول لكم؛ علم الله ما خطر في بالنا ضرب الأبراج، ولكن بعدما طفح الكيل وشاهدنا ظلم وتعسف التحالف الأميركي الإسرائيلي على أهلنا في فلسطين ولبنان فبادر إلى ذهني ذلك.
وإن الأحداث التي أثرت في نفسي بشكل مباشر ترجع إلى عام 1982 وما تلاها من أحداث، عندما أذنت أميركا للإسرائيليين باجتياح لبنان وساعد في ذلك الأسطول الثالث الأميركي، وبدأ القصف وقتل وجرح كثيرون وروع وشرد آخرون، وما زلت أتذكر تلك المشاهد المؤثرة؛ دماء وأشلاء وأطفال ونساء صرعى في كل مكان، منازل تدمر بمن فيها وأبراج تدك على ساكنيها، قذائف كالمطر تصب على ديارنا بلا رحمة، وكان الحال كتمساح التقم طفلا لا حول له ولا قوة إلا الصراخ، فهل يفهم التمساح حوارا بغير سلاح، وكان العالم كله يسمع ويرى ولا يزيد، وفي تلك اللحظات العصيبة جاشت في نفسي معان كثيرة يصعب وصفها ولكنها أنتجت شعورا عارما يرفض الظلم وولدت تصميما قويا على معاقبة الظالمين.
وبينما أنا أنظر إلى تلك الأبراج المدمرة في لبنان انقدح في ذهني أن نعاقب الظالم بالمثل وأن ندمر أبراجا في أميركا لتذوق بعض ما ذقنا ولترتدع عن قتل أطفالنا ونسائنا، وتأكد لي يومها أن الظلم وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء عن عمد؛ قانون أميركي معتمد، والترويع حرية وديمقراطية، وأما المقاومة؛ فإرهاب ورجعية، وتعني الظلم وحصار الملايين حتى الموت كما فعل بوش الأكبر في أكبر مجزرة للأطفال جماعية عرفتها البشرية في العراق، وتعني أن يلقى من القنابل والمتفجرات ملايين الأرطال على ملايين الأطفال في العراق أيضا كما فعل بوش الابن لعزل عميل قديم وتنصيب عميل جديد يعين على اختلاس نفط العراق، وغير ذلك من الفظائع.

وعلى خلفية تلك الصور وأمثالها جاءت أحداث الـ 11 ردا على تلك المظالم العظام، فهل يلام المرء في الذود عن حماه؟ وهل الدفاع عن النفس ومعاقبة الظالم بالمثل إرهاباً مذموماً؟ فإن يكن كذلك فما لنا منه بد.
فهذه هي الرسالة التي حرصنا على إبلاغها لكم - قوليا وعمليا - مراراً منذ سنين قبل أحداث الـ 11، وطالعوها إن شئتم في لقائي مع "سكوت" في مجلة "التايم" عام 96, وكذلك مع "بيتر أرنيت" في "السي أن أن" عام 97، ثم لقائي مع "جون وتر" عام 98، وطالعوها عمليا إن شئتم في نيروبي وتنزانيا وفي عدن، وطالعوها في لقائي مع عبد الباري عطوان وكذلك لقائاتي مع "روبرت فيسك" – وهذا الأخير هو من جلدتكم وعلى ملتكم وأحسب أنه محايدا – فهل يستطيع مدعو الحرية في البيت الأبيض والقنوات الخاضعة لهم أن يجروا معه لقاء لينقل للشعب الأميركي ما فهمه منا عن أسباب قتالنا لكم؟
فإن تتجنبوا هذه الأسباب تكونوا قد سرتم في الطريق الصحيح الذي يوصل أميركا إلى أمنها الذي كانت عليه قبل الـ 11، فهذا عن الحرب وأسبابها.

وأما عن نتائجها؛
فهي بفضل الله تعالى إيجابية وكبيرة جدا, وفاقت كل التوقعات والمقاييس، لأسباب كثيرة، من أهمها:
إننا لم نجد صعوبة في التعامل مع بوش وإدارته، نظرا للتشابه بينها وبين الأنظمة في بلادنا، والتي نصفها يحكمها العسكر والنصف الآخر يحكمه أبناء الملوك والرؤساء، وخبراتنا معهم طويلة، وكلا الصنفين يكثر فيهم الذين يتصفون بالكبر والغطرسة والطمع أخذ المال بغير حق.
وقد بدا هذا التشابه منذ زيارات بوش الأب إلى المنطقة، ففي الوقت الذي كان بعض بني جلدتنا منبهرا بأميركا ويأمل أن تؤثر هذه الزيارات في بلادنا, إذا به يتأثر هو بتلك الأنظمة الملكية والعسكرية ويحسدهم على بقائهم عشرات السنين في مناصبهم يختلسون مال الأمة دون حسيب ولا رقيب، فنقل الاستبداد وقمع الحريات إلى ابنه، وسموه "قانونا وطنيا"، تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
 واستحسن بوش الأب تولية الأبناء على الولايات، كما لم ينس أن ينقل خبرات التزوير من رؤساء المنطقة إلى "فلوريدا" للاستفادة منها في اللحظات الحرجة كل ما ذكرنا سابقا؛ سهل علينا استفزاز هذه الإدارة واستدراجها؛ فيكفي أن نرسل اثنين من المجاهدين إلى أقصى المشرق ليرفعوا خرقة مكتوب عليها "القاعدة" حتى يركض الجنرالات إلى هناك مسرعين ليتسببوا في تكبيد أميركا الخسائر البشرية والمالية والسياسية دون أن يحققوا لها شيئا يذكر، باستثناء بعض المنافع لشركاتهم الخاصة.
إضافة إلى أننا خبرنا حرب العصابات وحرب الاستنزاف في مقارعة القوى الكبرى الظالمة، حيث استنزفنا مع المجاهدين روسيا عشر سنين إلى أن أفلسوا بفضل الله فاضطروا إلى الانسحاب منهزمين، فلله الحمد والمنة، ونحن ماضون في هذه السياسة في استنزاف أميركا إلى درجة الإفلاس بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
فمن قال؛ إن القاعدة انتصرت على إدارة البيت الأبيض، أو أن إدارة البيت الأبيض قد خسرت في هذه الحرب؛ فهو كلام يفتقد إلى الدقة، لأنه عند النظر بتمعن إلى النتائج فلا يمكن القول أن القاعدة هي السبب الوحيد في الوصول إلى هذه المكاسب المذهلة، بل إن سيادة البيت الأبيض الحريصة على فتح جبهات قتال لتشغيل شركات باختلاف أنواعها - سواء العاملة في مجال السلاح أو النفط أو الإعمار - ساعدت جميعها في تحقيق تلك النتائج الهائلة للقاعدة.
كما بدا لبعض المحللين والدبلوماسيين؛ إننا والبيت الأبيض نلعب كفريق واحد نهدف في مرمى الولايات المتحدة الاقتصادي - وإن اختلفت النوايا - وبمثل هذه المعاني وغيرها أشار الدبلوماسي البريطاني في محاضرته بالمعهد الملكي للشؤون الدولية.
فعلى سبيل المثال؛ إن القاعدة أنفقت 500 ألف دولار في الحدث، بينما خسرت أميركا على أقل تقدير في الحدث وتداعياته أكثر من 500 مليار دولار، أي أن كل دولار من القاعدة هزم مليون دولار بفضل الله تعالى.
علاوة على فقدها عددا هائلا من الوظائف، وأما عن حجم العجوزات المالية؛ فقد بلغت أرقاما قياسية وفلكية تقدر بأكثر من تريليون دولار.

والأخطر والأمر على أميركا؛
أن المجاهدين اضطروا بوش - أخيرا - إلى أن يلجأ لميزانية الطوارئ لمواصلة القتال في أفغانستان وفي العراق، مما يدل على نجاح خطة الاستنزاف إلى درجة الإفلاس بأذن الله.
وصحيح أن هذا يوضح أن القاعدة كسبت، لكنه في المقابل يوضح أن إدارة بوش كسبت أيضا، لأن الناظر إلى ضخامة العقود التي نالتها الشركات الكبرى المشبوهة كـ "هالبيرتون" ومثيلاتها ذات الصلة ببوش وإدارته يتأكد له ذلك، وإن الخاسر في الحقيقة إنها هو أنتم؛ هو الشعب الأميركي واقتصاده.
وللعلم؛ كنا قد اتفقنا مع الأمير العام؛ محمد عطا رحمه الله أن ينجز جميع العمليات خلال 20 دقيقة، قبل أن يتنبه بوش وإدارته، ولم يخطر ببالنا قط أن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية سيترك 50 ألف من مواطنيه في البرجين ليواجهوا تلك الأهوال العظام وحدهم وقت أشد حاجتهم إليه، لأنه قد بدا له أن الانشغال بحديث الطفلة عن عنزتها ونطحها أهم من انشغاله بالطائرات ونطحها لناطحات السحاب، مما وفر لنا ثلاثة أضعاف المدة المطلوبة لتنفيذ العمليات، فلله الحمد.
كما لا يخفى عليكم أن المفكرين وأولي الألباب من الأميركيين حذروا بوش قبل الحرب قائلين له؛ "أن كل ما تريده لتأمين أميركا بنزع أسلحة الدمار الشامل - على افتراض وجودها - متاح لك، ودول العالم معك في التفتيش، ومصلحة أميركا تقتضي أن لا تزج بها في حرب غير مبررة ولا تعرف نهايتها"، ولكن سواد الذهب الأسود ختم على بصره وبصيرته، فقدم المصالح الخاصة على مصلحة أميركا العامة، فكانت الحرب وكثر القتلى، واستنزف الاقتصاد الأميركي وتورط بوش في مستنقعات العراق التي تهدد مستقبله، ومثاله كما قيل:
فكان كعنز السوء قامت بظلفها *** إلى مدية تحت التراب تثيرها

وأني أقول لكم؛
لقد قتل من أهلنا أكثر من 15 ألفاً وجرح عشرات الآلاف، كما قتل منكم أكثر من ألف وجرح أكثر من عشرة الآف، وجميع هؤلاء القتلى من الطرفين تلطخت يدا بوش بدمائهم من أجل النفط وتشغيل شركاتهم الخاصة.
واعلموا؛ أن الأمة التي تعاقب الضعيف إذا تسبب في قتل رجل من أبنائها من أجل المال وتترك الشريف إذا تسبب في قتل أكثر من ألف رجل من أبنائها من أجل المال أيضا ...
وكذلك حلفاؤكم في فلسطين فيروعون النساء والأطفال ويقتلون ويأسرون الرجال وهم نائمون مع أهلهم وعلى فرشهم.
ومطلبي منكم يسير؛ وهو أن تتذكروا أن لكل فعل رد فعل.
وأخيرا؛ يحسن أن تتدبروا وصايا الألوف الذين فارقوكم يوم الـ 11 وهم يلوحون في يأس، وهي وصايا ملهمة ينبغي ان تخرج في بحوث ودراسات.
وإن من أهم ما أقرأه نثرا في تلويحاتهم قبل السقوط قولهم؛ "كم كنا مخطئين عندما تركنا البيت الأبيض ينتقد سياساته الخارجية على المستضعفين بلا رقيب"، وكأنهم كانوا يقولون؛ "أيها الشعب الأميركي حاسبوا الذين تسببوا في قتلنا"، والسعيد من وعِظَ بغيره، ومما أقرأه شعرا في تلويحاتهم أيضا:
البغي يصرع أهله *** والظلم مرتعه وخيم
وقد قيل؛ درهم وقاية خير من قنطار علاج.
وأعلموا؛ أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وأن العاقل لا يفرط بأمنه وماله وبنيه من أجل كذاب البيت الأبيض.
وفي الختام؛ أقول لكم - وأصدقكم القول - إن أمنكم ليس بيد كيري أو بوش أو القاعدة، إن أمنكم هو في أيديكم أنتم وإن كل ولاية لا تعبث بأمننا فهي تلقائيا قد أمنت أمنها.
والله مولانا ولا مولى لكم،
والسلام على من أتبع الهدى.
أبو عبد الله أَفْغَانسْتَانَ – خُرَاسَانَ


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.