لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (9)
رضوان محمود نموس
لقد بين الباحث في الحلقة السابقة عن ظهور الحركة التجديدية في نجد. وفي هذه الحلقة يحدثنا عن ذم من يصدق الكذوب
ذم من يصدق الكذوب
وحتى لا تنطلي على بعض المساكين فتوى شيخ جاهل أو موظف عميل بوصف المحتلين الأمريكيين و محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي بالحمائم المستأمنة, و (المستأمنين) و (أهل الذمة) و (أهل العهد) إلى آخر مصطلحات التزوير والتضليل وتُسمع فتاواهم وتنطلي على بعض الناس وهم السماعون الذين ذمهم الله في كتابه فقال الله تعالى: { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ } وقال الله تعالى: { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }
وقال الإمام ابن تيمية في هذا: [ ثم قال سمَّاعون للكذب أكَّالون للسحت فذكر أنهم في غذاءي الجسد والقلب يغتذون الحرام بخلاف من يأكل الحلال ولا يقبل إلا الصدق وفيه ذم لمن يروج عليه الكذب ويقبله أو يؤثره لموافقته هواه فيدخل فيه قبول المذاهب الفاسدة لأنها كذب لا سيما إذا اقترن بذلك قبولها لأجل العوض عليها سواء كان العوض من ذي سلطان أو وقف أو فتوح أو هدية أو أجرة أو غير ذلك وهو شبيه بقوله تعالى:{إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله}... ثم قال في السورة لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت فقول الإثم وسماع الكذب وأكل السحت أعمال متلازمة في العادة وللحكام منها خصوص فإن الحاكم إذا ارتشى سمع الشهادة المزورة والدعوى الفاجرة فصار سماعا للكذب أكالا للسحت قائلا للإثم ]([1]).
وقال: رحمه الله تعالى [ فكل من تصديق الكذب والطاعة لمن خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب ولفظ السميع يراد به الإحساس بالصوت ويراد به فهم المعنى ويراد به قبوله فيقال فلان سمع ما يقول فلان أي يصدقه أو يطيعه ويقبل منه بقوله سماعون للكذب أي مصدقون به وإلا مجرد سماع صوت الكاذب وفهم كلامه ليس مذموما على الإطلاق وكذلك سماعون لقوم آخرين لم يأتوك أي مستجيبون لهم مطيعون لهم كما قال في حق المنافقين وفيكم سماعون لهم أي مستجيبون لهم مطيعون لهم]([2]).
وقال رحمه الله تعالى [ كما قال تعالى: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم} فأخبر أن المنافقين لو خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالا ولكانوا يسعون بينهم مسرعين يطلبون لهم الفتنة وفي المؤمنين من يقبل منهم ويستجيب لهم إما لظن مخطئ أو لنوع من الهوى أو لمجموعهما فإن المؤمن إنما يدخل عليه الشيطان بنوع من الظن واتباع هواه ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات وقد أمر المؤمنين أن يقولوا في صلاتهم: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ]([3]).
وقال رحمه الله تعالى: [ وأعداء الدين نوعان الكفار والمنافقون وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بجهاد الطائفتين في قوله {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } في آيتين من القرآن فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعا تخالف الكتاب ويلبسونها على الناس ولم تبين للناس فسد أمر الكتاب وبدل الدين كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله وإذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سماعون للمنافقين قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا وهو مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين كما قال تعالى: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم} فلا بد أيضا من بيان حال هؤلاء بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم فان فيهم إيمانا يوجب موالاتهم وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين فلا بد من التحذير من تلك البدع وان اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق لكن قالوها ظانين أنها هدى وأنها خير وأنها دين ولم تكن كذلك لوجب بيان حالها]([4]).
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:[ قوله سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه مما يدل على أن العبد إذا اعتاد سماع الباطل وقبوله أكسبه ذلك تحريفا للحق عن مواضعه فإنه إذا قبل الباطل أحبه ورضيه فإذا جاء الحق بخلافه رده وكذبه إن قدر على ذلك وإلا حرفه ]([5]).
ولقد قال الشاعر في وصف السماعين:
أثر البهتان فيه *** وانطلى الزور عليه
يا له من ببغاء *** عقله في أذنيه
وكما هو مقرر في القواعد الأصولية: أن الحكم على الشيء؛ هو فرع عن تصوره.
وكما هو مقرر في القواعد الأصولية: أن الحكم على الشيء؛ هو فرع عن تصوره.
وحتى نتصور الحقيقة؛ لا بد لنا من معرفة التالي:
من هي أمريكا وما هو العمق الديني والإستراتيجي لها:
وهذا ما سنبينه في الحلقات القادمة
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق