موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

إلـى العلـماء

إلـى العلـماء
رضوان محمود نموس (أبو فراس السوري)
إلى العلماء من ورثوا النبالة
سمعت فقيهكم يفتي بقول
فضيلته أباح لكل كفر
فجاسوا في الديار و دنسوها
أذلوا قومنا وسبوا نسانا
أناس حاربوا رب البرايا
وكانت ردة عن دين ربي
وبات المسلمون بأرض قهر
وراح الشيخ يعطي كل فتوى
فلا أدري أفتوى الشيخ جهل
ولما قام جند الله ثأراً
ومن أشخاصهم صاغوا سهاما
بروج الكفر قد باتت حطاماً
فصاح الشيخ إرهاب وبغي
فمن آذاهم قد شذ ديناً
وجاء جريمة نكراء كبرى
خوارج فاقتلوهم حيث كانوا
فلا أدري أفتوى الشيخ جهـل

وهم بعيوننا رمز الأصالة
من الشيطان قد أخذت حباله
 دخول بـلادنا مهد الرسالة
ومصوا دماءنا حتى الثمالة
ومالأهم على هذا الحثالة
أطاعوا الكافرين بكل حالة
فحقق فيهم إبليس فاله
وقام الشهم يبري من نباله
يبرر للزنيم بها فعاله
بحكم الدين أم كانت عمالة
لدين الله وليعلوا جلاله
 وهبوا ماردا أفنى عقاله
وقلب الكافرين غدا نخالة
وقتل الأبرياء بلا دلالة
وآذى ولينا وكذا عياله
وأوغل في التزندق والضلالة
ويرضي القتل مولانا وآله
بحكم الدين أم كانت عمالة




السبت، 21 نوفمبر 2015

تأصيل الصراع
رضوان محمود نموس (أبو فراس السوري)
قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ} الأنفال60 وقال تعالى: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} التوبة36 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف}([1]) وقال: {أنا نبي الرحمة أنا نبي الملحمة}([2]) وقال: {بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم}([3])
منذ وطأت قدما آدم الأرض عليه وعلى نبينا السلام هبط معه عدوٌ له ولنا وبدأ الصراع الأبدي بين عباد الرحمن وبين الشيطان وقبيله وأتباعه، هذا الصراع الذي تفجر عندما رفض الشيطان الإذعان لأمر الله عز وجل بالسجود لآدم، {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ* وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ*فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}البقرة 34 – 36
عندها حصل الشيطان اللعين على وعد من رب السموات والأرض بأن ينظر إلى يوم القيامة ليخوض الحرب الطويلة والصراع الدائم ضد آدم عليه السلام وضد أبنائه المخلصين،
{قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ* إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ*قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}الحجر 36- 40
وأقسم أن يثيرها معركة شعواء شرسة دون هوادة ويستخدم فيها كافة إمكاناته وقدراته وأسلحته {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}الأعراف 16- 17
ومضى يجند قواته ويحشدها غير غافل عن المعركة الطويلة {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً} الإسراء62
وهكذا سار الصراع على الأرض مع إبليس وقبيله ونوابه من أبناء آدم عليه السلام الذين تفوقوا في كثير من الأحيان على سيدهم بأساليب البطش والتنكيل والغدر، والمكائد، وبين عباد الله {... وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }الأنعام121
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}الأنعام112
وتتابع الصراع بين الحق والباطل صراع عقائدي صراع بين الكفر والإيمان بين عباد الرحمن وأتباع الشيطان وتكون لدى الحق قناعة راسخة يؤيدها الوحي بأنه لا بد من مفاصلة الكافرين والتميز عنهم، فليس الكفار من جنس المؤمنين، فهما عنصران متنابذان لا يلتقيان إلا بأن يتخلى أحد العنصرين عن خصائصه ومميزاته.
وأن أي لقاء أو تنسيق أو عمل مشترك بين عباد الرحمن وأتباع الشيطان هو خيانة كبرى في هذه المعركة وانحياز لأتباع الشيطان.
 لذا يحاول جيش عرمرم من المضللين حرف المعركة عن مسارها وإطلاق قنابل دخانية لحجب الرؤية وللتضليل والتمويه وإشاعة أن المعركة وأن  ثورات الشعوب من أجل الثورة فقط، أو من أجل إيجاد فرص عمل للعاطلين، أو حبّاً في التغيير، أو من أجل الخبز، أو من أجل الديمقراطية أو الدولة المدنية أو الدولة الحديثة أو تكريس مبدأ المواطنة أو للعمل وفق المشترك الإنساني وما إلى ذلك من عناوين التضليل وشباك التمويه وطلاء الخداع ومصائد المغفلين.
وهنا لابد من توضيح الحقيقة الناصعة التي لا يمكن حجبها، وهي أن هذه الثورات هي مظهرٌ من مظاهر الصراع الأبدي الذي يحاول الأعداء -كل الأعداء- تغيير عنوانه وحجب حقيقته، وإلباسه لباساً مزورًا وإطلاق عناوين كاذبة عليه.
إنه استمرار للصراع الأبدي بين إبليس وجنده وبين عباد الله المخلصين؛ صراع الدين الحق مع الأديان المحرفة المبدلة أو الوضعية؛ صراع الإسلام مع الكفر بكافة أشكاله وأنواعه وصنوفه.
هذه المعركة التي يحاول الكثير حرفها عن معناها الأصلي تحت لافتات تشوّه هذا النور وتحاول تضييع السمت وحرف البوصلة. 
أصل الصراع:
لقد بين الله تعالى للمسلمين - رأفة بهم وتعليماً لهم- أن عدوهم ما نقم منهم إلا الإيمان، قال الله تعالى: }وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ{[البروج:8]
 وقال الله تعالى:}قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ{[المائدة:59]
وقال الله تعالى:}وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ{[الأعراف:126]
  وأخبرنا سبحانه وتعالى أن عدونا لن يضع السلاح حتى يردَّ المسلمين عن دينهم إن استطاع، فقال تعالى:{وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا}([4]).
وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}([5]).
وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ}([6]).
وقال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}([7]).
وفي هذه الآيات ردٌّ كافٍ على المتوهمين والسرابيين وأصحاب أحلام اليقظة المرتبطة بعقدة الضعة والذل والهوان, الذين يزعمون أنه يمكن للحق أن يتعايش مع الباطل، وللإيمان أن يساكن الكفر، وأن المواطنة تصلح أن تكون رابطاً بدل العقيدة،  وأن تحلَّ الأنسنَةَ كمبدأ صالح للجميع لتشكيل النظام العالمي الجديد. ولا ريب أن هؤلاء مخدوعين أو مخادعين، أو جبناء مهزومين لا يجرؤون على الصدع بالحقيقة، وقد أسلموا الراية للباطل ابتداءً، ذلك لأن الكفر لا يستطيع أن يرى الحق أو يقبله شريكاً إلا إذا أصبح الحق باطلاً.
وعلى الحق إعلان رايته واضحةً ناصعةً لا يشوبها شائبة، ولا تلوث نقائها جاهلية، قال الله تعالى:} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{[آل عمران:64]
وقال تعالى: }قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{[يوسف:108]
وقال تعالى: }وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{[الأنفال:39]
 وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»([8]).
فالقضية أولاً وأخراً هي قضية العقيدة، والصراع مع الشرك على هذه العقيدة، قضية الصراع بين الذين يؤلهون البشر والأوثان ويتبعون الهوى والضلال، وبين الذين يتبعون هدى الله.
قال الله تعالى: }فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{[الأعراف:157]
وقال تعالى: }وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ{[الزمر:55]
وبيَّن الله جل جلاله لنا الفرق فقال: }أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ{[محمد:14]
فما بال أقوام من جلدتنا، يتكلمون لغتنا، ويدَّعون الإسلام، يريدون تشويه الهدف، وتمزيق الراية، وحرف السمت، يخشون من إعلان كلمة لا إله إلا الله حتى لا يؤذون أسماع الكفار! يمغمغون في إعلان الغاية من الجهاد وهي إقامة حكم الله في الأرض, ويوحي له إبليس بأهداف يظنونها ترضي الكفار وحلفائهم, ويتبجحون بالكفر إرضاءً للأعداء؛ فيؤذون الله والملائكة والمؤمنين، وتعود عقابيل دعواهم عليهم يوم لا ينفع مال ولا بنون، يخافون من إظهار إسلامهم، ويرفعون عقيرتهم ويهتفون ويعلنون وينادون ويكتبون ويصرحون نريدها وطنية، نريدها ديمقراطية، نريدها دولة حديثة، نريدها تعددية، نريدها أي شيء إلا الإسلام!!
فما لم يتم إسكات هؤلاء وإعادتهم إلى جحورهم مقموعين مدحورين سيتسع الخرق، وتزداد الكارثة.
علينا النظر إلى هؤلاء أنهم رأس حربة الأعداء, ليسوا منا ولسنا منهم، وكل من يحاول تشويه راية الإسلام وخلطها برايات جاهلية علينا تعريته وإظهار باطله، وفضح زيفه والتحذير منه, وإن انحاز إلى معسكر الكفر وأصبح جزءً من الأعداء, كما هو واقع في بعض الحركات المتمسّحة بالإسلام، فيجب أن نعامله معاملة العدو المحارب, فهم يعلنون التحالف مع الكفار ليقاتلوا المسلمين، وليتمكنوا بعد ذلك من الجلوس على منصات من جماجم أبناء الأمة. قال الله تعالى:}وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ{[التوبة:56]
وقال تعالى: }أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{[المجادلة:14]
ولقد أمرنا الله عز وجل بأن يكون جهادنا مؤصّلاً واضحاً لا غبشَ فيه، فقال سبحانه وتعالى: }وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً {([9]).{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ}([10]).
[وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه جابر بن سمرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال: ثم لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ]([11]).
فهم الصليبيين للصراع:
إنّ القوى الصليبية الكافرة فهمت الصراع فهماً جيداً، فهي تعلن في كل مناسبة أن حربها في المنطقة هي حرب دينية على الإسلام.
لقد كان الجنود الإيطاليين يغنون عندما غزوا ليبيا عام 1330هـ:
[أماه أتمي صلاتك  ....  لا تبكي بل اضحكي وتأملي
فرحاً مسروراً سأبذل دمي .... في سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية.... سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن....]([12]).
ويقول (أيوجين روستو) مستشار الرئيس الأمريكي جونسون: [إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمّل للعالم الغربي، فلسفته وعقيدته ونظامه، وذلك يجعلها تقف معاديةً للعالم الشرقي الإسلامي بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام، وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها]([13]).
والجنرال اللنبي الذي تحالف معه القوميون العرب ودخلوا القدس سوية عام 1335هـ أعلن هناك قائلاً: [الآن انتهت الحروب الصليبية]([14]).
أما الجنرال غورو الذي دخل دمشق بعد معركة ميسلون عام 1340هـ ذهب مباشرة إلى المسجد الأموي ووقف أمام ضريح صلاح الدين الأيوبي وقال: [ها قد عدنا يا صلاح الدين]([15]).
قال الجنرال الفرنسي كاترو في ثورة دمشق عام 1940 نحن أحفاد الصليبيين، فمن لم يعجبه أن نحكم فليرحل. ويقول مثلها زميل له في الجزائر سنة 1945 ([16]).
وقال فيليب فونداس إن من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم وأن تنتهج سياسة عدائية للإسلام،وأن تحاول على الأقل إيقاف انتشاره. ([17]).
وقال الرئيس الروسي بوتين:  إن الأصولية الإسلامية هي الخطر الوحيد الذي يهدد العالم المتحضر اليوم وهي الخطر الوحيد الذي يهدد نظام الأمن والسلم العالميين، والأصوليون لهم نفوذ ويسعون إلى إقامة دولة موحدة تمتد من الفلبين إلى كوسوفو، وينطلقون من أفغانستان التي تعتبر قاعدة لتحركاتهم، فإذا لم ينهض العالم لموجهتها فإنها ستحقق أهدافها، وروسيا تحتاج إلى دعم عالمي لمكافحة الأصولية في شمال القوقاز. ( الرئيس الروسي الأرثـوذكسي بوتيـن في آخر اجتماع له أمام دول الكومنولث عام 1421هـ )([18]).
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون:  إن الإسلام سوف يصبح قوة جيوبوليتيكية متطرفة، وإنه مع التزايد السكانيوالإمكانيات المتاحة سوف يشكل المسلمون مخاطر كبيرة وسوف يضطر الغرب إلى أن يتحد معموسكو ليواجه الخطر العدواني للعالم الإسلامي، ومما يرجح هذا الأمر أن الإسلاموالغرب متضادان، وعلى الغرب أن يتحد ليواجه الخطر الإسلامي الداهم. ([19]).
 وقال هانوتو وزير خارجية فرنسا سابقا:  رغم انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها ، فإن الخطر لا يزال موجوداً من انتفاض المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم؛ لأن همتهم لم تخمد بعد. ([20]).
وقال لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسي وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا ؟".
وكان هذا ردا على الصحف الفرنسية التي ثارت ثائرتها بسبب فشل الاستعمار الفرنسي بعد للجزائر مدى 128سنة ) ([21]).
وقال الكاردينال لاتيجوري ملخصا أهداف الاستعمار الفرنسي في الجزائر: علينا أن نخلص هذا الشعب، وأن نحرره من القرآن، وعلينا أن ننشئ أطفالهم على مبادئغير التي نشأ عليها أجدادهم، إن واجب فرنسا تعليمهم الإنجيل أو إبادتهم.([22]).
وقال الجنرال كليمونت تونير وزير الحربية الفرنسية عام 1830 أي عام احتلال الجزائر: إن الحملة على الجزائر هي حرب صليبية هيأتها العناية الإلهية لينفذهاالملك الفرنسي الذي اختاره الله للثأر من أعداء المسيحية.([23]).
وقال الجنرال بيجو القائد العسكري الفرنسي في الجزائر:  إن أيام الإسلام الأخيرة في الجزائر قد ماتت ولن يكون في الجزائر كلهابعد عشرين عامًا من إله يعبد سوى المسيح. وكان هذا الجنرال الفرنسي يعمل على جمع الأطفال الجزائريين وتسليمهم للقسيس الأب "بريمون" قائلاً: "حاول يا أبت أن تجعلهم مسيحيين"([24]).
وقال أحد خطباء الفرنسيين في الذكرى المئوية لاحتلال فرنسا للجزائر: إن احتفالنا اليوم ليس احتفالاً بمرور مائة سنة على احتلالنا الجزائر، ولكنه احتفال بتشييع جنازة الإسلام فيها. وفي نفس الاحتفال وقف أحد المستوطنين الفرنسيين في الجزائر يقول: "إن عهد الهلال قد ولى وإن عهد الصليب قد بدأ وإنه سيستمر إلى الأبد([25]).
وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر بعد مرور مائة عام على احتلال الجزائر: يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم ([26]).
وقال القس الأمريكي صمويل زويمر: جئنا هذه الأرض- أي الجزائر- لنبدل لغة بلغة ودينا بدين وعادات بعادات.. ولم نأت فقط لنشر حضارتنا كما يزعمون! إننا لم نكن نسخر نصف المليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أوصحاريها، أو زيتونها .. إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط ، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها ، وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها ، ويكسحون أوروبا الواهنة ، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة . من أجل ذلك كنا نحارب في الجزائر([27]).
ويقول (غلادستون) رئيس وزراء بريطانيا: [مادام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان]([28]).
وقال راندولف تشرشل: [لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة]([29]).
وصرح الكاردينال بور الألماني لمجلة تابلت الإنجليزية يوم سقوط القدس: [(إن المسيحيين لا بد لهم من التعاون مع اليهود للقضاء على الإسلام). وفي نفس الفترة أيضاً قام جان بول سارتر في فرنسا بمسيرات ترفع لافتات (قاتلوا المسلمين)، وجمع مليار فرنك فرنسي لمساعدة اليهود]([30]).
يقول الرئيس الأمريكي نكسون: [إن صراع العرب ضد اليهود يتطور إلى نزاع بين الأصوليين الإسلاميين من جانب، وإسرائيل والدول العربية المعتدلة من جانب آخر]([31]).
وقال أيضاً: [يجب على روسيا وأمريكا أن تعقدا تعاوناً حاسماً لضرب الأصولية الإسلامية]([32]).
وفي كلمة ألقاها رئيس الوزراء البريطاني (جون ميجر) في مجلس الشرق الأوسط البريطاني ألمح إلى موقف بلاده من عملية السلام، ومن العدو الذي يهدد هذه العملية، ويقصد التيارات الإسلامية قائلاً: (الإرهاب عدونا جميعًا؛ لأنه موجه ضد أولئك الذين يبحثون عن السلام والتقدم في الشرق الأوسط. فالإرهاب هو مهمة الذين يرفضون الالتزام بالقوانين وبمبادئ المجتمع المتحضر، فلابد إذن من أن نلاحق هؤلاء الإرهابيين ونقدمهم إلى العدالة فليس من المقبول على أي دولة أن تتسامح. فضلاً عن أن تدعم ـ الإرهاب. كما ينبغي على المجتمع الدولي أن يتحد للوقوف في وجه الدول المساندة للإرهاب([33]).
ولقد قال بوش مرات عديدة في خطبه بعد غزوتي منهاتن وواشنطن عام 1422هـ: [لقد بدأت الحرب الصليبية المقدسة]([34]). وما رسوم الدانمارك عنا ببعيد، ولا حرق القرآن والتبول عليه وإطلاق الرصاص عليه ورميه في زرائب الخنازير في أمريكا عنا بأبعد.
وقبل هذا بقليل خرجت علينا صرعة صراع الحضارات، وإعلان أن صراع الغرب هو مع الإسلام، كما صرح بهذا (صمويل هنتنجتون) وقبله (فرانيسفوكرياما) بتكوين مقولة حول (نهاية التاريخ) وقبل ذلك أسطورة هرمجدون والحرب على الإسلام.
وما زال طواغيت العرب ورؤوس الضلالة من الحركات المتمسحة بالإسلام يقولون عن أمريكا والغرب دول صديقة!!!!!!
على أي شيء تصادقتم يا إماء؟ إن الأَمَة لا تصادق غريباً إلا لغاية هي تعرفها!!
هذه أقوال الغرب الصليبي التنظيرية، أمّا مواقفه التنفيذية في دعم اليهود بناءً على النظريات التوراتية والحرب المباشرة على الإسلام واحتلال بلاد المسلمين وتجمعهم علينا في الشام التحالف الغربي بقيادة أمريكا ومعها أنظمة الردة, والتحالف الروسي الشيعي الإيراني ومعه ميلشيات الزنادقة, التحالف الروسي الفرنسي المصري الجديد, ولا ندري ماذا سيكون من تحالفات جديدة وكلها ضد الإسلام ولا أظن هذا خافً إلا على من تربع الشيطان على قلبه!!.
فهم يهود للصراع:
يعي اليهود وعياً تاماً أن حربهم معنا هي حرب دينية وليست حرباً قومية، يقول الكاتب الصهيوني "أيرل بوغر" في كتابه العهد والسيف الذي صدر عام 1965م: [إن المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لا بد أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معها، ولكي يصبح هذا التعاون ممكناً فيجب القضاء على العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم الإسلامي، وهي عناصر رجعية تتمثل في رجال الدين والمشايخ]([35]).
وفهم الحكام العرب العلمانيون ومعهم طاقم شيوخ الطاغوت الإشارة بسرعة، لذا كان العدو الأول للحكومات وما زال هم شباب الإسلام وخاصة أصحاب الفكر الجهادي، وكانت جيوشهم وتدريباتهم وتوجيههم الفكري ضد الإسلام والإسلام فقط. وما ممارسات العبد الخاسر ونظام سوريا وتونس والقذافي وسائر أنظمة الردة في المنظومة العربية والدول ذات الشعوب الإسلامية قاطبة إلا روافد تصب في هذه البحيرة الآسنة. 
[ يقول "بن غوريون": نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديموقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام.
ويقول "شمعون بيريز": إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه.
وقد أذاع راديو إسرائيل في 5-9-1978م: إن على اليهود وأصدقائهم أن يدركوا أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل هو خطر عودة الروح الإسلامية إلى الاستيقاظ من جديد، وإن على المحبين لإسرائيل أن يبذلوا جهودهم لإبقاء الروح الإسلامية خامدة ]([36]).
انتقدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في 18-3-1978م إجراء مقابلة تلفزيونية مع سعد حداد وإبراز معالم الفرح التي عمت قرى النصارى بسبب احتلال اليهود لجنوب لبنان، لأن ذلك التصرف الطائش سبب ردة فعل عنيفة بين المسلمين في لبنان وغيره، وحرك فيهم الروح الإسلامية.
قالت الصحيفة: [إن على وسائل إعلامنا أن لا تنسى حقيقة هامة، هي جزء من إستراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب، وهي أننا نجحنا في إبعاد الإسلام بعيداً عن المعركة إلى الأبد، ويجب منع استيقاظ الروح الإسلامية بأي شكل، ولو اقتضى الأمر الاستعانة بأصدقائنا لاستعمال العنف والبطش لإخماد أي بادرة ليقظة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا.... لقد وقع تلفزيوننا في خطأ كاد ينسف كل خططنا لأنه تسبب في إيقاظ الروح الإسلامية، ونخشى أن تستغل الجماعات الإسلامية هذه الفرصة لتحريك المشاعر ضدنا، وإذا فشلنا في إقناع أصدقائنا بتوجيه ضربة إليها في الوقت المناسب فإن على إسرائيل أن تواجه عدواً حقيقياً لا وهمياً، حرصنا أن يبقى بعيداً عن المعركة]([37]).
ولقد رأى العالم كيف استجاب النظام السوري لهذا النداء وفعل ما فعله من قتل وتشريد المسلمين في سوريا ولبنان، وتدمير مخيمات الفلسطينيين، وكيف قامت سلطة عرفات وعباس ودحلان ومبارك وبقية الطاقم العروبي بالمسارعة لشن الحرب على الإسلام، تلبية لنداء راديو إسرائيل وكيف فعل مبارك والسيسي وعبد الله ابن الإنجليزية وسائر طاقم الردة.
يقول "بيركريندروستون" في مقال نشرته صنداي تلغراف في 17-2-1978م: إن أكبر خطأ يرتكبه الغربيون هو عدم تفكيرهم بضرورة التدخل العسكري المباشر في المنطقة في حال عجز الأنظمة العربية عن كبح جماح المتطرفين المسلمين، لأن خطرهم لا يقارن بخطر آخر مهما كان.
وقال "حاييم هيبر تزوغ" في صحيفة الجروزيلم بوست في 25-9-1978م: إن ظهور اليقظة الإسلامية في هذه الصورة المفاجئة المذهلة قد أظهرت بوضوح أن جميع البعثات الدبلوماسية وقبل هؤلاء جميعاً وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت تغط في سبات عميق.
وذكرت صحيفة القبس الكويتية الصادرة في 4-1-1979م: إن مجلس الأمن القومي الأمريكي طلب من هيئة المخابرات البريطانية تزويد الإدارة الأمريكية بكل ما يتوافر لديها من معلومات تتعلق بالحركة الإسلامية، للاستعانة بها في وضع الخطط الكفيلة بالقضاء على خطرهم قبل فوات الأوان.
وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي "بريجنسكي": [إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعداد دراسة جديدة حول الحركة الإسلامية المتشددة ليسهل على الإدارة الأمريكية وأصدقائها في المنطقة الإسلامية مراقبتها عن كثب، حتى لا تفاجئ باندلاع ثورة إسلامية جديدة في أي مكان في العالم الإسلامي، لأن أمريكا حريصة على عدم السماح للإسلام بأن يلعب دوراً مؤثراً في السياسة الدولية]([38]).
ويقول الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل: [وفجأة في نيويورك وفي تل أبيب بدأت صيحة الخطر الإسلامي، وأنه التهديد المقبل في المنطقة، وإذا لم يجر تداركه بسرعة فأرجح الاحتمالات أن يكون الإسلام هو شكل المستقبل في الشرق الأوسط.... وكان نشاط وصحوة التيار الإسلامي في مصر تعطي دلائل يمكن بها تأييد هذا الظن، وراحت كل معاهد الدراسات السياسية والأبحاث الإستراتيجية في تل أبيب والقدس وفي نيويورك وواشنطن ترفع عالياً إشارات التحذير من الخطر الإسلامي.... وفي باريس وفي اجتماع عقد في فندق "نيككو" الياباني في العاصمة الفرنسية بين ممثلين للمنظمة وبين الجنرال "إيفرايين سنية" وزير الصحة وقتها في إسرائيل؛ انهمك الجنرال سنية في محاضرة عن الخطر الإسلامي القادم، وقال لمحاوريه الفلسطينيين: قبل أن نتفاوض على الحكم الذاتي لا بد لنا أن نتفاوض على كيفية احتواء التيار الإسلامي وقال أحد محاوريه ما مؤداه: إن السلطات الإسرائيلية هي التي أعطت للإسلاميين رخصة بالعمل.... وحين حاول أحد القادة الفلسطينيين المشاركين في الاجتماع أن يستمر في الجدال حول هذه النقطة، رد الجنرال سنية غاضباً: أوف.. أنا أحدثكم بمنتهى الصراحة عن خطر يهددنا كما يهددكم في المستقبل، وأنتم مصرون على العودة إلى الماضي.
كان شيمون بيريز أكثر قادة إسرائيل حماسة في التحذير من الخطر الإسلامي الذي زعم أنه يراه أخطر من أي خطر يتهدد إسرائيل.... وتحركت المؤسسة([39]) وبعث ستيف كوهين برسالة إلى السيد ياسر عرفات يقول فيها: إن هناك تغييرات هامة تحدث لرابين، وتطال أفكاره وسياساته، ولا بد من استغلالها، وإن هذا رأي شيمون بيريز أيضاً، وشيمون بيريز اقترح أكثر من مرة دعوة رابين لزيارة القاهرة، ولكن القاهرة لم تعط اقتراحه ما يستحق من اهتمام.
ويستطرد ستيف كوهين فيقول في رسالته: إن رابين بدأ يشعر بأهميتكم... وعلى هذا الأساس فقد كان السيد ياسر عرفات نفسه هو الذي طلب من الرئيس حسني مبارك أن يوجه دعوة إلى رابين، وكان أن قام الرئيس مبارك في حضور السيد عرفات برفع سماعة التلفون في مكتبه طالباً توصيله بالسفير محمد بسيوني في تل أبيب، وإبلاغه توجيه دعوة رسمية باسم الرئيس مبارك إلى إسحاق رابين]([40]).
[كان إسحاق رابين رئيس الوزراء الصهيوني يحاضر في مركز القوات الموحدة في وزارة الدفاع البريطانية، ويلفت انتباه الحضور إلى النفوذ الأصولي الذي يمتد في الشرق الأوسط وينتشر إلى خارج تلك المنطقة وصولاً إلى الجمهوريات الإسلامية التي كانت تخضع سابقاً للاتحاد السوفييتي...، وبعد عملية الإبعاد التي تمت في 16-12-1992م بأيام قليلة؛ دعا رابين في خطاب له أمام الكنيست العالم أجمع لاتباع إسرائيل في حربها ضد الأصولية الإسلامية، ومنذ تاريخ عملية الإبعاد الشهيرة حمل الخطاب الصهيوني سواء السياسي أو الإعلامي أو حتى الأكاديمي مضموناً جديداً ملخصه أن إسرائيل تضطلع الآن وستضطلع خلال عقد التسعينات وربما بعده أيضاً بواجب دولي في محاربة (الأصولية الإسلامية)، وأن العالم الغربي مدعو للتكاتف من أجل دعم إسرائيل وتأييدها في أدائها لهذا الواجب نيابة عن العالم بأسره في منطقة الشرق الأوسط.
ويتوج "حاييم هيرتزوغ" تلك التصريحات من ناحية بروتوكولية كرئيس للدولة بالقول: إن الأصولية هي الخطر الأكبر على العالم الحر، وطالب كل دول المنطقة بتوحيد جهودها لمكافحة ظواهر التطرف الإسلامي من أجل السلام في الشرق الأوسط]([41]).
وبعد أحداث 11 سبتمبر سارعت المخابرات العربية قاطبة لتقديم ما لديها من معلومات عن الشباب المجاهد لأمريكا حتى أن أمريكا فوجئت بسرعة الاستجابة وغزارة المعلومات كما جاء في كتاب بوش محارباً.
وكان أول المستجيبين لنداءات يهود حكام العرب والمسلمين الذين شنوا حرباً شعواء نيابة عن يهود ضد الشباب المسلم المجاهد، وسارعت بعض الحركات المتمسلمة استجابة لدعوات يهود إلى البراء من الجهاد ووصفه بالإرهاب، وتبني العلمنة شكلاً ومضموناً، والتعهد لأمريكا ومن ورائها يهود والماسونية بحرب المجاهدين وأنهم هم المؤهلون فعلاً لحرب المجاهدين الذين أطلق عليهم (إرهابيون – متطرفون) بل أعلن رموز منهم علناً الحرب على المجاهدين مثل القرضاوي والغنوشي وإخوان اليمن وسوريا. وخاض إخوان اليمن حرباً ضد المجاهدين بالتعاون مع قوات النظام.
عملية الخداع الكبرى:
إن قضية احتلال اليهود لفلسطين وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي من بدايتها وإلى الآن سلسلة يأخذ بعضها بخناق بعض من الخيانة والتآمر وأحقاد الكفر القديمة، ويساهم في إنجاح هذا التآمر غفلة مريعة وجهل مهول من الشعوب الإسلامية.
فعندما رحلت القوات المحتلة عن بلاد الشام ومصر ما بين 1946 إلى 1952خُدِعَ الشعب الخدعة الكبرى والعظمى، إذ رأى علماً جديداً وأبواقاً تعزف الموسيقى، وسمع نشيداً يقال عنه النشيد الوطني، وعين يوماً في كل بلد أسموه عيد الاستقلال, فظن أن بلاده نالت الاستقلال، ولم يدر أن القوات المحتلة رحلت ظاهريا وخلفت وراءها أشخاصاً من أبناء جلدتنا، يتكلمون لغتنا، ويفكرون بعقلية المحتل الراحل وينفذون مخططاته، وإذا أمعنا النظر في حقيقة الموضوع نرى الصورة على حقيقتها: رحيل الكفار الغربيين، وإحلال الموظفين في وزارات خارجياتهم من العرب مكانهم، وكنت أظن أن الأمر أوضح من أن يحتاج إلى بيان، ولكن تبين لي أنني كنت واهماً في ذلك، لذا تراني مضطراً لإيضاح نقطة واحدة هامة وهي (أنه من ينفذ أحكام الله ويطبق شرع الله وقوانينه يكون جنديا لله عز وجل، وتنطبق عليه صفة الإسلام، ومن يطبق قوانين إبليس ويسير وفق شرعه ويحمي نظامه، فهو جندي لإبليس، ومن يطبق قوانين الدول الكافرة ويدعو إليها ويسن شرعها ويدافع عنها ويقاتل دونها، فهو بلا ريب جندي لهذه الدول الكافرة)  فلتنظر الشعوب إلى حكوماتها وماذا تطبق، وإلى ماذا تدعو، وأي قوانين تسن، وأي شرع تنفذ،وتحت أي راية تستقر؟! ثم لتحكم على هذه الحكومات وفق القاعدة الأنفة الذكر.
لقد قامت هذه الحكومات والتي كانت تنفذ ما يلقى إليها من تعليمات، وفي كثير من الأحيان كانت تقوم باستشفاف رغبات يهود والمعسكر الصليبي وتسارع إلى التنفيذ قبل أن يطلب منها.
[قبل قيام إسرائيل في عام 1948م جرت اتصالات ومفاوضات يهودية عديدة مع بعض المسؤولين العرب، لعل أبرزها في عام 1936م بين "الييشوف" اليهودي([42]) والحركة الوطنية السورية. قصة تلك الاتصالات باختصار هي التالية:
[كانت سوريا قد عقدت مع فرنسا معاهدة الاستقلال، ورغم أن البرلمان السوري أبرم تلك المعاهدة، إلا أن الحكومة الفرنسية أغفلتها تماماً حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1936م كان يترأس الحكومة الفرنسية "ليون بلوم" وهو يهودي من أبرز أعضاء الحركة الصهيونية العالمية في ذلك الوقت، وكان عضواً في الوكالة اليهودية منذ عام 1929م، وقد حاول قادة الحركة الوطنية السورية استغلال وجوده على رأس الحكومة الفرنسية لإبرام معاهدة الاستقلال، فاتصلوا بالييشوف التي كانت تتولى عملية الاستيطان اليهودي في فلسطين وعرضوا عليها مقايضة تنص على تسهيل أعمالها مقابل الإيعاز إلى "اليون بلوم" بالموافقة على اتفاقية استقلال سوريا، وبالفعل جرت مفاوضات بين الطرفين، كان يمثل اليهود فيها "إلياهوساسون" "وعاموس لندمان" -الذي كان أستاذاً في الجامعة الأمريكية في بيروت- و"دافييد لوزيه" رئيس الجالية اليهودية في دمشق في ذلك الوقت.
أما الحركة الوطنية السورية فكان يمثلها: "جميل مردم" "وشكري القوتلي"....
وفي عام 1941م جرت مفاوضات من نوع آخر؛ ففي العراق استطاع "رشيد عالي الكيلاني" الإطاحة بحكومة العراق المؤيدة لبريطانيا، وقد هرب "نوري السعيد" مع ولي العهد "عبد الإله" إلى فلسطين حيث أقاما في مدينة القدس. كانت بريطانيا على وشك تسوية الأمور مع الكيلاني والاعتراف به عندما اتصل نوري السعيد وعبد الإله بالييشوف اليهودي، وبالتحديد ب"موشى شاريت" -الذي أصبح رئيساً لحكومة إسرائيل فيما بعد- و"دوف يوسف"، وخلال تلك المفاوضات طلب نوري السعيد وعبد الإله أن تمارس الييشوف الضغط على بريطانيا للتخلي عن الكيلاني وللعمل على إعادتهما إلى الحكم في العراق مقابل تأييد العراق للييشوف اليهودي، وهذا ما حدث بالفعل.
فالدور الذي لعبته حكومة نوري السعيد في مطلع الخمسينات من خلال فرض التهجير القسري على يهود العراق إلى إسرائيل لم يكن له مثيل على الإطلاق.
وقبل السادات وعبد الناصر وقبل ثورة 1952م، وبالتحديد عام 1946م حاول رئيس الحكومة المصرية "علي ماهر" الاستعانة بيهود فلسطين لتحقيق الجلاء البريطاني عن مصر مقابل تأييد مصر لمطالب الييشوف الاستيطانية في فلسطين.
ولعل أول مشروع اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة عربية كان مرشحا أن يتم في شرق الأردن في عام 1951م. حتى لبنان نفسه قبل استقلاله في عام 1943م وخلال وقوعه تحت الانتداب الفرنسي كان موضوعا لمفاوضات سرية مع الييشوف اليهودي.
كان هناك اقتراح بأن يشتري اليهود مساحات شاسعة في جنوب لبنان في جبل عامل.... وكان الييشوف اليهودي يحاول إغراء بعض الشخصيات المسيحية بأن ذلك يساعد على تحقيق هدف مسيحي، وهو صيانة الشخصية المسيحية إزاء الأكثرية الإسلامية من جهة، كما أنه يساعد من جهة ثانية على تحقيق هدف يهودي وهو إقامة تحالف بين الأقليات الدينية والأثنية في المنطقة....
وفي عام 1955م جرت محاولة أمريكية لترتيب مفاوضات مصرية إسرائيلية بين الرئيس عبد الناصر والرئيس الإسرائيلي دافييد بن غوريون، وقد كلف بتحقيق هذه المهمة السرية "مورجاكسون"، وهو رجل دين من جماعة "الكويكر" المسيحية المحافظة في الولايات المتحدة]([43]).
ذكر محمد حسنين هيكل في كتابه المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل كيف أن بريطانيا أرسلت ممثلها في القاهرة ["الكوماندر هوجارت" لمقابلة الشريف حسين في جدة يبلغه رسالة تختص بمشروع سايكس بيكو وبوعد بلفور، وكتب الكوماندر هوجارت تقريراً عن المقابلة قال فيه:
فيما يتعلق بسايكس بيكو قال الشريف حسين أنه إذا كان هناك تعديل ثانوي في الخطط الأصلية تفرضه ضرورات الحرب فهو مستعد أن يعترف لمثل هذه الضرورة بصراحة.... وفيما يتعلق بوعد بلفور فإن الكوماندر هوجارتراح يشرح للشريف حسين تفاصيل طويلة على نمو الحركة الصهيونية خلال الحرب وعظم قيمة اليهودية والنفوذ اليهودي، وأنه من المفيد التعاون معهم –يقصد اليهود ومصالحهم ونفوذهم-.
كان رد الشريف حسين يفيد باستعداده لقبول صيغة وعد بلفور.
وروى الكوماندر هوجارت في تقريره لوزارة الحرب في لندن أن الشريف وافق بحماسة قائلاً: إنه يرحب باليهود في كل البلاد العربية.
وجاء الدور على الأمير فيصل، وأقنعه مستشاره الكابتن "لورانس" بعقد اجتماع مع حاييم "وايزمان" في العقبة، ثم رتب بعد ذلك لقاءً بينهما في لندن تمهيداً لمؤتمر الصلح في "فرساي"، وهناك في الأسبوع الأول من شهر يناير تم توقيع اتفاق مكتوب بين الاثنين أورده المؤرخ "جورج أنطونيوس" في كتابه المرجعي يقظة العرب؛ على النحو التالي:
إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها، والدكتور حاييم وايزمان ممثل المنظمة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنها، يدركان القرابة في الجنس والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي، وهما متأكدان أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو الأخذ بأقصى ما يمكن من أسباب التعاون في سبيل تقدم الدولة العربية، وتقدم فلسطين (!) ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي يقوم بينهما فقد اتفقا على المواد التالية:
-              يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين (!) أقصى درجة من النوايا الحسنة والتفاهم المخلص، وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس وتقوم وكالات عربية ويهودية معتمدة حسب الأصول في بلد كل منها (!).
-              تحدد بعد إتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدولة العربية وبين فلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين.
-              عند وضع دستور لإدراة شؤون فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر 1917م (وعد بلفور).
-              يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى ما يمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الإسكان الواسع والزراعة الكثيفة.
-              يجب أن لا يسنَّ نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة في ممارسة الحرية الدينية.
-              إن الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين.
-              تقترح المنظمة الصهيونية العالمية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانات الاقتصادية في البلاد.
-              يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم الكاملين في جميع الأمور التي شملتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح.
-              كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم.
                                    فيصل        .....        وايزمان.
كما أن "الملك عبد العزيز" أخبر الولايات الأمريكية بضغوط بريطانيا عليه لتسهيل أمور اليهود في فلسطين، فأرسل المفوض الأمريكي في جدة إلى وزارة الخارجية الأمريكية في 22 فبراير 1945م رسالة هذا نصها:
[ سيدي .. لي الشرف أن أحيلكم إلى برقية المفوضية رقم 89 بتاريخ 21فبراير، وأن أقدم لكم تفاصيل ما سمعت من الملك عبد العزيز عن لقائه مع المستر تشرشل.
إن الملك دعاني أمس لكي أعود إليه بعد الغداء للقاء لا يحضره إلا هو وأنا، بل إنه لا يريد أن يكون حارسه الخاص موجوداً، إن الملك قال لي إنه يريد أن تعرف حكومتي تفاصيل ما جرى بينه وبين المستر تشرشل عندما التقى الاثنان في الفيوم في مصر بعد اجتماع الملك مع الرئيس "روزفلت" في البحيرات المرة، وكانت رواية الملك للّقاء كما يلي وبالحرف تقريباً: (إن تشرشل بدأ يتحدث معي مظهراً ثقته الكبيرة بنفسه، وبدا وكأنه يلوح لي بعصا غليظة، قائلاً لي إن إنكلترا أيدتني وساعدتني مالياً عشرين سنة، كما أنها ساعدت على استقرار ملكي، وأوقفت كل الطامعين فيه، وبما أن بريطانيا ساعدتني في الأيام الصعبة فإنها الآن تطلب مني أن أساعدها في موضوع فلسطين، وترى أنه يجب أن أثبت قدرتي كزعيم عربي قوي، وأمنع عناصر التهييج العربي من الإثارة ضد الخطط الصهيونية في فلسطين، وقال تشرشل لي (الملك): إن علي أن أساعد على تهيئة الرأي العام العربي لقبول تنازلات لليهود.]([44]).
تحالف قوى الشر:
 وينقل لنا هيكل محضراً من محاضر سراديب أوسلو في مصر فيقول: [والغريب أن إحدى جلسات مؤتمر القاهرة تسرب إلى الصحافة الإسرائيلية ونشرته الجيروزليم بوست بالفعل في عددها بتاريخ 5فبراير 1995، وفي هذا المحضر ورد الحوار التالي:
رئيس الوزراء رابين ملتفتاً إلى الملك حسين: هل يعقل أن يقوم كيان مستقل ولا يكون للسلطة فيه احتكار السلاح كما هو حادث بالنسبة للسلطة الفلسطينية في غزة.
عرفات: موجهاً حديثه للرئيس مبارك: سيادة الرئيس ماذا نفعل والإسرائيليون يبيعون السلاح لحماس. إنني أستطيع أن أقدم أسماء وعناوين هؤلاء الذين يبيعون السلاح لحماس.
رابين ملتفتاً إلى الرئيس مبارك: إنني أطلب من الرئيس الفلسطيني أن يفعل ذلك.
عرفات: إن الرافضين الإسلاميين يملكون من الأسلحة أكثر مما أملك.
رابين: إذن فأنت لا تستطيع أن تسيطر عليهم.
(تبادل لحديث باللغة العربية بين الملك حسين والرئيس مبارك)
الرئيس مبارك: نحن ضد الإرهاب.
رابين: بعد حادث بيت لود فأنت (مشيراً إلى عرفات) قبضت على سبعة أفراد من الجهاد الإسلامي ونحن قبضنا على مائتين..بعد حادث تفجير الأوتوبيس في شارع ديزنجوف نحن قبضنا على ألف وثلاثمائة وخمسين فرداً.
عرفات: نحن قبضنا على الكثيرين في الماضي، ولكنهم برؤوا.
رابين: لأن المحاكم تخاف من الإرهابيين.
مبارك موجهاً كلامه لعرفات: نحن ضبطنا بعض الناس يحاولون تهريب متفجرات من نفق حفروه تحت خط الحدود المصرية.
ولم تكن تلك أحاديث قمة تبحث عن المستقبل، وإنما هي أحاديث مرسلة بين جماعة من الأصدقاء والمعارف راح كل منهم يشكو للآخرين همومه وهواجسه]([45]). وتخوفه من المسلمين.
وإزاء تخوف جميع الأطراف من الصحوة الإسلامية جمع الراعي قطيعه في شرم الشيخ ليدينوا الجهاد فقام ياسر عرفات ليقول: [(يا أخواني هذه العمليات، هذا العنف، هذا الإرهاب، ليحاول، أن يضرب، أن يضرب، ليس فقط، ليس فقط، ليس فقط، ليس فقط، مسيرة السلام، ولكن، ليضرب الشعب الفلسطيني وأهداف الشعب الفلسطيني).
وقام وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ليقول:
(صاحب الفخامة الرئيس محمد حسني مبارك.
صاحب الفخامة الرئيس بل كلينتون.
صاحب الفخامة الرئيس يوريس يلتسن.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي والسعادة رؤساء وأعضاء الوفود الكرام.
يطيب لي في مستهل كلمتي أن أنقل إليكم تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي شرفني بتمثيل بلادي في هذا الاجتماع الهام، الذي يتناول موضوعاً يحتل جل اهتمامنا وتفكيرنا، ومصدراً كبيراً من مصادر انشغالنا وقلقنا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في تاريخ المنطقة، فإننا نجمع اليوم على إدانة وشجب أعمال العنف التي حدث مؤخراً في تل أبيب والأراضي المحتلة، حيث أن هذه الأعمال تدخل جميعها في نطاق العنف الذي يستهدف الأبرياء والمدنيين، والذي يستحق منا الإدانة والشجب الشديدين، أياً كانت مصادره ومهما كانت مبرراته.
إن ما نتطلع إليه اليوم من خلال هذا المؤتمر الفائق الأهمية والدلالة ليس فقط معالجة مشكلة الإرهاب، بل محاولة اجتثاث جذور العنف)]([46]).
لقد خطط الأعداء طويلاً ومكروا مكر الليل والنهار، لصد الناس عن دين الله، فالتقت مصالح اليهود والمتهودين والنصارى والمتنصرين والعلمانيين والمتعلمنين والانتهازيين والشيعة والمتشيعين والمتمسلمين والانهزاميين, على حرب المجاهدين. وقامت هذه الحرب على عدة محاور: 
التعتيم الإعلامي على الجهاد.
اغتيال رموز العمل الإسلامي والجهادي.
 القضاء على النشاط الإسلامي وتجفيف منابعه.
العمل على تدمير الأخلاق ونشر الرذيلة.
عدم السماح ببروز أي معارضة لمشاريع الاستسلام.
بعث الفكر الإلحادي والإباحي بتسمية مزورة (التنوير).
مطاردة الإسلام والمنتمين إليه تحت مسمى الإرهاب.
تجديد الخطاب الديني ليتناسب نع أهداف الماسونية.
إنشاء شبكات مما يسمونه الإسلام المعتدل وفق المقاييس الماسونية والغربية.
مراودة من يقبل المراودة للتخلي عن المطالبة بحكم إسلامي إلى حكم العدالة والقانون والنظام ووو...الخ.
عقد اتفاقات أمنية مع أمريكا لملاحقة المجاهدين بواسطة طائرات دون طيار وقواعد أمريكية في البلاد المناسبة لذلك.
تلميع المتأسلمين المفلسين ليكونوا الإسلام المتأمرك الذي يشوه صورة المجاهدين، وتقديمهم لامتصاص الطموح الإسلامي والنهضة الإسلامية ثم حرفها بما يخدم الكفر.
تقديم فرص للمنحرفين من المتأسلمين ليكونوا أسوة لبعض التيارات الإسلامية وغيرها.
إنشاء تعاون وثيق مع الشيعة والصوفية.  
وكانت أخر حلقة من هذا التآمر على الإسلام إدراج المجاهدين تحت الفصل السابع ثم مؤتمرات الحرب على الإرهاب بقيادة رأس الكفر أمريكا وسوقها لدول الإماء مثل السعودية ومصر والبحرين والأردن وقطر وللإمارات وغيرها البحرين التي عجزت عن فض مظاهرة للشيعة تتألف من ثلاثمائة رافضي لم تستطع دولة البحرين فضها حتى استنصرت ببقية دول الإماء تقوم الآن لتحارب المسلمين والويل لهم مما يصنعون والويل لهم مما يكيدون نعم أرغمت دول الإماء على دفع فاتورة الحرب على الإسلام والمشاركة بها هذه الحرب التي نتج عنها قصف مراكز المجاهدين وبيوت وأسواق وطرقات ومساجد المسلمين بالطيران والصواريخ صباح مساء.
ثم إن تعجب فالعجب من الائتلاف الجاهلي المرتد الذي أعلن مباركته وتأييده لضرب الإسلام والمسلمين في الشام هذا الائتلاف الذي لم يقدم لأهل الشام إلا التآمر والخيانة والعمالة التي رضعها من ثدي البعث والحكم النصيري والرذيلة التي نشأ وتربى عليها في مواخير البعث النصيري والعمالة ليهود والصليبيين هذا ائتلاف الحثالة الذي جمع قمامة الشعب السوري وإن كان بينه أناس لهم احى ويتسمون بأسماء المسلمين ومنهم من ينتسب لحركات (إسلاماسونية).
هذا الائتلاف الذي رضي لنفسه أن يقوم بأخس الأدوار في الفرح بقتل المسلمين في الشام .
ونقول لأهل الائتلاف لن تغني عنكم أمريكا من الله شيئاً ولن تغني عنكم أمريكا ودول الإماء من غضبة مسلمي الشام شيئاً يوم يتركونكم ويولوا مدبرين فلكم الويل مما ستلاقون نعم يجب على المسلمين إعداد القوائم السوداء بكل من دخل الائتلاف أو تعاون معه أو مع أمريكا ليتم محاكمتهم كزنادقة مرتدين وخونة آثمين.
اعتبروا من التاريخ إن أمريكا تخلت عن عميلها شاه إيران ولم تمنحه لجوءً على أراضيها  وتخلت عن ماركس عميلها في الفلبين. وعن حكومة باكستان وعن الأمة الكبيرة السعودية وهذه نتيجة العملاء المعروفة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . وستترك أمريكا ودول الإماء الائتلاف لمصيره المحتوم على أيدي مسلمي الشام عندما تحين ساعة الحساب يوم يحلفون لنا بأنهم مسلمين وما هم بمسلمين .
ولقد حذرنا الله منهم ومن أمثالهم إذ قال الله تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة: 55 - 57] 
وقال تعالى واصفاً حالهم { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ} [الرعد: 33، 34]
عذاب الآخرة الذي هو أشد وأبقى قال الله تعالى:  {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } [الأحزاب: 64 - 68]
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا } [الفرقان: 27 - 29]
وإزاء كل هذا التآمر لا بد لكل المخلصين من إعلان الراية واضحة لا لبس فيها ولا غمغمة ولا مناورة ولا التواء, ولا تميع ولا نفاق, ولا دجل ولا كذب, ولا ركون للكافرين, ولا مسايرات للمجرمين, ولا إدهان لجنود الشياطين, ولا عبث بمحكمات الدين.  ((لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ))[الأنفال:42]
والمجاهدون مستمرون في جهادهم  ولسان حالهم يقول لمن يَتَسَمّون بأسماء المسلمين: {وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ}([47]).
ويقولون لليهود: إننا موقنون بما وعد نبينا صلى الله عليه وسلم كما حدَّث أَبِو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ]([48]).
ويعلمون يقيناً أنهم منصورون وأنهم هم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم:
عن عُقْبَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللهِ، قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ»([49]).





[1] -  متفق عليه
[2] - مسند أحمد 4/395
[3] - مسند أحمد 2/50
[4]- سورة البقرة : 217.
[5]- سورة البقرة: 120.
[6]- سورة البقرة :109.
[7]- سورة المائدة: 82.
[8]- متواتر ذكره البخاري في (1/ 14) 25
[9]- سورة التوبة: 36.
[10]- سورة البقرة: 191.
[11]- مسند أحمد ج: 5 ص: 103.
[12]- القومية والغزو الفكري ص 208.
[13]- قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام وأبيدوا أهله ص 25.
[14]- المصدر السابق ص 26.
[15]- القومية والغزو الفكري ص 84.
[16] - http://www.taghrib.org/arabic/nashat/maidania/dowal/eqame/13/mq/a-13-16.htm
[17] - محمد مورو،– الإسلام وأمريكا –
[18] - انظر: النسخة الالكترونية لكتاب حقيقية الحرب الصليبية الجديدة،
[19] - محمد مورو، الحرب الصليبية لم تتوقف قط..وستشتد!نقلاعن : ريتشارد نيكسون – الفرصة السانحة – ترجمة أحمد صدقي مراد – دار الهلال – القاهرة 1992.
[20] - موقع الوحدة الإسلام ، قال أعداء الإسلام،http://www.alwihdah.com/others.ph
[21] - موقع الوحدة الإسلام ، قال أعداء الإسلام ،http://www.alwihdah.com/others.phpوانظر: النسخة الالكترونية
[22] - محمد مورو، الحرب الصليبية لم تتوقف قط..وستشتد! نقلا عن: بسام العسيلي – جهاد شعب الجزائر – دار النفائس – بيروت.
[23] - محمد مورو، الحرب الصليبية لم تتوقف قط..وستشتد! نقلا عن المرجع السابق.
[24] - محمد مورو، الحرب الصليبية لم تتوقف قط..وستشتد! نقلا عن المرجع السابق.
[25] - محمد مورو، المرجع السابق، نقلا عن أبو الصفصاف عبد الكريم – جمعية العلماء المسلمين في الجزائر ودورها في تطور الحركةالوطنية الجزائرية – دار الهدى – الجزار – 1987.
[26] - موقع الوحدة الإسلام ، قال أعداء الإسلام ،http://www.alwihdah.com/others.php
[27] - عز الدين ميهوبي وسهيل الخالدي ( وجها لوجه ) – مجلة العربي – العدد - 485- 4/1999
[28]- الإسلام على مفترق الطرق ص 39.
[29]- قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام وأبيدوا أهله ص 29.
[30]- القومية والغزو الفكري ص 222.
[31]- نصر بلا حرب للرئيس نكسون ص 284.
[32]- المصدر السابق ص 307.
[33]- هشام العوضي: موقف الغرب من الإسلاميين (بيروت، دار ابن حزم، الطبعة الأولى، 1418هـ ـ 1997م) ص: (56).
[34]- وكالات الأنباء
[35]- الإسلام في المعترك الحضاري ص 28.
[36]- حماس الجذور التاريخية والميثاق. د. عبد الله عزام ص 109.
[37]- المصدر السابق ص 112.
[38]- حماس الجذور التاريخية والميثاق ص 115.
[39]- المقصود بالمؤسسة: المؤسسة العسكرية الحاكمة بإسرائيل.
[40]- سلام الأوهام، أوسلو ما قبلها وما بعدها، محمد حسنين هيكل ص 225-226.
[41]- الإسلامييون في فلسطين، قراءات موقف وقضايا أخرى، خالد الحروب  ص 139.
[42]- كلمة عبرية معناها الاستيطان، وتطلق في الكتابات الصهيونية على التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين قبل قيام الكيان الصهيوني، وتقسم الكتابات الصهيونية تاريخ الييشوف إلى مرحلتين: مرحلة ما قبل عام 1882م، ومرحلة مما بين 1882م إلى 1948م.
[43]- القرار العربي في الأزمة اللبنانية، محمد السماك ص 228-230.
[44]- المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل، محمد حسنين هيكل ص 193-194.
[45]- سلام الأوهام، أوسلو وما قبلها وما بعدها، محمد حسنين هيكل ص 427-428.
[46]- قناة mbc الفضائية.
[47]- سورة إبراهيم: 13.
[48]- صحيح مسلم: 2922.
[49]- صحيح مسلم (3/ 1524) برقم 1924وصحيح البخاري (4/ 207) برقم 3641

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.