موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 29 يونيو 2012

لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (1)


لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (1)
رضوان محمود نموس
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
 من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا % يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
وإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في النار، أجارنا الله والمسلمين منها، ومن مسبباتها، ودواعيها ودعاتها.
قال تعالى:  { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ }
قال تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْد ِاللَّهِ قَالَ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ}([1]).
وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلائِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ} ([2]).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ }([3]).
 إخوتي الأحبة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .
ما كتبت هذا إلا نصحاً لكم وحباً لكم في الله  فعنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {أَفْضَلُ الأعمَالِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ}([4]). وأسأل المولى الكريم أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
فنحمد الله أن هدانا؛ بمنه وكرمه, إلى الإسلام؛ ونسأله أن يثبتنا على الحق ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء فيقول كما روى عنه أنس رضي الله عنه: { عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ُ}([5])

الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (35) عن ردة الكفار وتبديل دينهم


الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (35)
عن ردة الكفار وتبديل دينهم
رضوان محمود نموس
يقول السائل: السلام عليكم شيخنا رضوان.
لدي سؤال عن حكم النصيرية:
تحاورت مع شخص يقول بأن النصيرية كفار أصليون وليسوا مرتدين لأنهم اليوم لا يعلنون انتسابهم للإسلام ومختلفين عن الأجداد, وأنهم لم يدخلوا الإسلام حتى نقول عنهم مرتدين.
فمثلا إذا تحول شخص من النصارى إلى النصيرية فهل يكون مرتدا؟
أو إذا قال إنني مسلم نصيري؟
بالإضافة أنه يعتبر أننا نقلد الفقهاء تقليدًا أعمى في النصيرية!!! وغير ذلك الكثير من الكلام غير المنضبط شرعا...
ولكن ما يهمني الآن هو أن النصيرية عقيدتهم كفر بواح وإلحاد, ولا تمت للإسلام بصلة, فكيف نقول أنهم دخلوا الإسلام ثم ارتدوا؟ والنصيرية اليوم لا يقولون بأنهم مسلمون وخاصة المقاتلين منهم.. إذا هل نعاملهم معاملة كفار أصليين مثل الوثنينن أم نعاملهم مثل الزنادقة؟
المشكلة أن كلام هذا الشخص كان أمام عدد لا بأس به من الشباب ...
أفدنا بارك الله فيك.. 

عفوا شيخنا اسمح لي أن أضيف للسؤال السابق بأن الشخص يقول أن ذرية المرتدين وأبناءهم هم كفار أصليون بحسب أقوال الفقهاء ومنهم قول لأحمد وعندما حاولت إقناعه بأن الفقهاء يقصدون الذرية الذين لم يبلغوا قال: "ذرية من حملنا مع نوح" وهي تشمل كل من جاء بعده ...
بارك الله فيك 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

أما السؤال الثاني والثالث والرابع:
2-            إذا قال إنني مسلم نصيري أو تحول شخص من النصارى إلى النصيرية فهل يكون مرتدًا ؟.
3-            هل نعاملهم معاملة كفار أصليين مثل الوثنين أم نعاملهم مثل الزنادقة؟.
4-           ما هو حكم أولاد المرتدين؟
الجواب عن السؤال الثاني : إذا قال المسلم إنني مسلم نصيري فلا شك أنه ارتد عن دين الإسلام إلى طائفة الزنادقة ويصبح حكمه حكمهم، وحكمهم قد بيناه في الفتاوى السابقة لأن قوله إقرار منه أنه ترك الدين الحق والتحق بالزنادقة.
أما إذا تحول من النصرانية إلى النصيرية فيكون قد ارتد من دين يقبل الإسلام من أهله الجزية والبقاء بدار الإسلام إلى زندقة لا يقبل الإسلام من أهلها الجزية بل القتل.
والخروج من ملة كفر إلى أخرى يختلف بحسب الملة الخارج منها والملة الداخل فيها.
فمن خرج من وثنية أو زندقة إلى دين كتابي شيء, ومن خرج من دين كتابي يقر بالجزية إلى وثنية أو زندقة أو إلحاد شيء آخر, وفيه تفصيل:
 [قال القرطبي: وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ خَرَجَ مِنْ كُفْرٍ إِلَى كُفْرٍ، ... حَكَى ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ يُقْتَلُ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ" وَلَمْ يَخُصَّ مُسْلِمًا مِنْ كَافِرٍ. وَقَالَ مَالِكٌ: مَعْنَى الْحَدِيثِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلامِ إِلَى الْكُفْرِ، وَأَمَّا مَنْ خَرَجَ مِنْ كُفْرٍ إِلَى كُفْرٍ فَلَمْ يُعْنَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ. وَالْمَشْهُورُ عَنِ الشَّافِعِيِّ مَا ذَكَرَهُ الْمُزَنِيُّ وَالرَّبِيعُ أَنَّ الْمُبَدِّلَ لدينه من أهل الذمة يُلحقه الإمام أَرْضِ الْحَرْبِ وَيُخْرِجُهُ مِنْ بَلَدِهِ وَيَسْتَحِلُّ مَالَهُ مَعَ أَمْوَالِ الْحَرْبِيِّينَ إِنْ غَلَبَ عَلَى الدَّارِ، لأَنَّهُ إِنَّمَا جَعَلَ لَهُ الذِّمَّةَ عَلَى الدِّينِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ فِي حِينِ عَقْدِ الْعَهْدِ]([1]).
وقال الشوكاني: [وَاسْتَدَلَّ بِالْحَدِيثِ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ عَلَى أَنَّهُ يُقْتَلُ مَنْ انْتَقَلَ مِنْ مِلَّةٍ مِنْ مِلَلِ الْكُفْرِ إلَى مِلَّةٍ أُخْرَى]([2]).
وقال في منح الجليل: [مَنْ تَزَنْدَقَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ ... َقَالَ ابْنُ الْمَاجِشُونِ يُقْتَلُ لأَنَّهُ دِينٌ لا يُقِرُّ عَلَيْهِ أَحَدٌ وَلا تُؤْخَذُ عَلَيْهِ جِزْيَةٌ]([3]).
 [قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: وَصُورَتُهَا أَنْ يَنْتَقِلَ أَهْلُ الذِّمَّةِ فِي الإِسْلامِ مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ، فَذَلِكَ ضَرْبَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى دِينٍ يُقَرُّ عَلَيْهِ أَهْلُهُ.
وَالثَّانِي: إِلَى دِينٍ لا يُقَرُّ عَلَيْهِ أَهْلُهُ.
فَأَمَّا الضَّرْبُ الأَوَّلُ، وَهُوَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى دِينٍ يُقَرُّ عَلَيْهِ أَهْلُهُ كَمَنْ بَدَّلَ يَهُودِيَّةً بِنَصْرَانِيَّةٍ أَوْ بِمَجُوسِيَّةٍ أَوْ بَدَّلَ نَصْرَانِيَّةً بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ، أَوْ بَدَّلَ مَجُوسِيَّةً بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ، فَفِي إِقْرَارِهِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلانِ:
أَحَدُهُمَا: إِنَّهُ يُقَرُّ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَالْمُزَنِيِّ؛ لأَنَّ الْكُفْرَ كُلَّهُ مِلَّةٌ وَاحِدَةٌ يَتَوَارَثُونَ بِهَا مَعَ اخْتِلافِ مُعْتَقَدِهِمْ، فَصَارُوا فِي انْتِقَالِهِ فِيهِ مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ، كَانْتِقَالِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ مَذْهَبٍ إِلَى مَذْهَبٍ.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: وَهُوَ أَظْهَرُ أَنَّهُ لا يُقَرُّ عَلَيْهِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85] ؛ وَلأَنَّهُ لَمَّا كَانَ الْوَثَنِيُّ إِذَا انْتَقَلَ إِلَى نَصْرَانِيَّةٍ لَمْ يُقَرَّ، وَالنَّصْرَانِيُّ إِذَا انْتَقَلَ إِلَى وَثَنِيَّةٍ لَمْ يُقَرَّ، وَجَبَ إِذَا انْتَقَلَ النَّصْرَانِيُّ إِلَى يَهُودِيَّةٍ أَنْ لا يُقَرَّ، لأَنَّ جَمِيعَهُمْ مُنْتَقِلٌ إِلَى دِينٍ لَيْسَ بِحَقٍّ.

الخميس، 28 يونيو 2012

الخطاب الرابع الرسالة الثانية إلى الأمة الإسلامية لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن


الرسالة الثانية إلى الأمة الإسلامية
لأسد الإسلام أسامة بن محمد بن لادن
 (حقيقة الصراع) 17 شعبان 1422 هـ3 نوفمبر/تشرين الثاني 2001 م
للشيخ أبي عبد الله (رحمه الله)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أما بعد:
في غمرة الأحداث الهائلة، وبعد تلك الضربات العظيمة التي ضربت أميركا في أهم مقاتلها في نيويورك وواشنطن، ثارت ضجة إعلامية هائلة لم يسبق لها مثيل نقلت آراء الناس حول هذه الأحداث، فانقسم الناس إلى قسمين:
الأول: قسم يؤيد هذه الضربات ضد الجبروت الأميركي.
الثاني: وقسم آخر استنكر هذه الضربات.
وبعد ذلك بقليل بعد أن شنت الولايات المتحدة الأميركية تلك الحملة الظالمة على الإمارة الإسلامية في أفغانستان، انقسم الناس أيضا إلى قسمين:
الأول: قسم أيد هذه الحملات الظالمة.
الثاني: وقسم أنكرها ورفضها.
وهذه الأحداث العظام التي قسمت الناس إلى قسمين تهم المسلمين بدرجة كبيرة جدا حيث يترتب عليها من الأحكام الشيء الكثير، وهي ذات صلة قوية بالإسلام ونواقضه، لذا كان لابد على المسلمين أن يفهموا طبيعة هذا الصراع وحقيقة هذا الصراع؛ ليسهل عليهم أن يحددوا من أي الصفوف يكونون.
و بين يدي الحديث عن حقيقة الصراع، إن استطلاعات الرأي في العالم أظهرت أن 80% و زيادة من الغربيين من النصارى في أمريكا و غيرها، قد حزنوا على هذه الضربات التي أصابت أمريكا، و بالعكس فقد أظهرت الاستطلاعات موافقة السواد الأعظم من أبناء العالم الإسلامي و فرح هؤلاء لهذه الضربات لأنهم يعتقدون أنها من باب رد الفعل على ذلك الإجرام الهائل التي تمارسه إسرائيل و أمريكا في فلسطين و غيرها من بلاد الإسلام.
و بعد أن بدأت الضربات على أفغانستان تبادلت هذه الفئات المواقف؛ فالذين فرحوا بضرب أمريكا.. حزنوا عندما ضربت أفغانستان، والذين حزنوا لضرب أمريكا.. فرحوا عندما ضربت أفغانستان، وهذه الفئات تعد بمئات الملايين، فالغرب بأسرِه إلا ما ندر، مؤيد لهذه الحملة الظالمة الشرسة، التي لم يقم دليل على إثبات ما تم في أمريكا على أهل أفغانستان، و أهل أفغانستان لم يكن لهم أي شأن في هذا الأمر، و لكن الحملة متواصلة، تبيد القرويين و المدنيين من الأطفال و النساء و الأبرياء دون حق.
فيظهر بوضوح و جلاء من كلا الطرفين، حيث قامت مظاهرات عارمة في المشرق الإسلامي من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب من إندونيسيا والفليبين وبنغلاديش والهند وباكستان مروراً بالعالم العربي وانتهاء بنيجيريا وموريتانيا، فهذا يدل بوضوح على طبيعة هذه الحرب وعلى أن هذه الحرب هي حرب دينية في الأساس.
فأهل المشرق هم المسلمون، تجاوبوا وتعاطفوا مع المسلمين ضد أهل المغرب، و ضد أهل الغرب وهم الصليبيون، فالذين يحاولوا أن يغطوا هذه الحقيقة الواضحة الجلية التي أجمع العالم بأسره في تصرفاته على أنها حرب دينية، إنما هم يخادعون الأمة يريدون أن يصرفوها عن حقيقة هذا الصراع، وهذه الحقيقة مثبتة في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام.
فلا يمكن بحال من الأحوال تناسي هذا العداء بيننا وبين الكفار فالعداء عقدي، فلابد من الولاء مع المؤمنين وأهل لا إله إلا الله ويجب التبرؤ من أهل الشرك والكفر والإلحاد (حسبي الله عليهم جميعا) قال سبحانه وتعالى {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم} [البقرة:120] فالمسألة مسألة ملة، مسألة عقيدة، لا كما يصورها بوش وبلير بأنها حرب ضد الإرهاب.
فقد ألقي القبض من قبل على كثير من اللصوص ينتمون إلى هذه الأمة لم يتحرك أحد، ولكن هذه الجماهير المتحركة من أقصى المشرق إلى المغرب لا تتحرك لأجل أسامة، وإنما تتحرك لأجل دينها لأنها تعلم أنها على الحق، وأنها تقاوم أشد وأشرس وأخطر وأعنف حملة صليبية على الإسلام منذ أن بعث محمد عليه الصلاة والسلام.
فبعد هذا الأمر الواضح البين الجلي لابد للمسلم أن يدري وأن يتعلم أين يقف من هذه الحرب.
فهذا بوش بعد أن تكلم الساسة الأميركيون وبعد أن طفحت الصحف والقنوات الأميركية بالحقد الصليبي الواضح، الظاهر، في هذه الحملة تعبئ على الإسلام وأهله لم يترك بوش المجال للظنون واجتهادات الصحف وإنما خرج على الملأ لينطق بوضوح أن هذه الحرب هي "الحرب الصليبية" تلفظ بهذه الكلمة أمام العالم أجمع ليؤكد هذه الحقيقة.
فأين يذهب أولئك الذين يزعمون أن هذه الحرب ضد الإرهاب وأي إرهاب هذا الذي يتحدثون عنه، في وقت تنحر الأمة منذ عشرات السنين ولا نسمع لهم صوت، ولا يتحرك منهم متحرك، فإذا قامت الضحية لتنتقم لأولئك الأطفال الأبرياء في فلسطين والعراق وجنوب السودان والصومال وفي كشمير وفي الفليبين، قام علماء السلاطين وقام المنافقون يدافعون عن الكفر الظاهر (حسبي الله عليهم أجمعين).
فالعوام قد فقهوا المسألة وهؤلاء مازالوا يجاملون هؤلاء الذين تواطؤوا مع الكفار على تخدير الأمة عن القيام بواجب الجهاد؛ لتكون كلمة الله هي العليا.
فالحق الذي لا لبس فيه أن بوش قد حمل الصليب ورفع رايته عالياً ووقف في أول الطابور، فكل من يقف خلف بوش في هذه الحملة فقد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام العشرة، التي أجمع أهل العلم على أن موالاة الكافرين ومظاهرة الكافرين على المؤمنين من نواقض الإسلام الكبرى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولننظر هل هذه الحرب التي قامت قبل أيام على أفغانستان هي مفردة، مستقلة، نادرة، أم أن هذه الحرب هي حلقة من سلسلة طويلة من الحروب الصليبية ضد العالم الإسلامي.
فمنذ الحرب العالمية الأولى التي انتهت قبل أكثر من 83 عاماً وسقط العالم الإسلامي بأسره تحت أعلام الصليب، تحت الحكومة البريطانية وتحت الحكومة الفرنسية وتحت الحكومة الإيطالية، تقاسموا هذا العالم بأسره وسقطت فلسطين تحت الإنجليز ومنذ ذلك التاريخ و إلى اليوم، أكثر من 83 عاماً، يُسام إخواننا وأبناؤنا وإخواننا في فلسطين سوء العذاب، وقد قُتِلَ منهم مئات الألوف، و سُجِنَ مئات الألوف، وعُوِقَ مئات الألوف.
ثم لننظر إلى الأحداث القريبة، فلننظر إلى الشيشان، أمة مسلمة تقَدَمَ عليها هذا الدب الروسي، صاحب العقيدة النصرانية الأرثوذكسية، أباد شعباً بأكمله، وشردوا إلى الجبال، وأكلتهم الثلوج و الفقر والأمراض، ولم يتحرك أحد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم حرب إبادة في البوسنة، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بل في قلب أوروبا، عدة سنوات يقتل إخواننا، وتنتهك أعراض نسائنا، ويذبح أطفالنا، في الملاذات الآمنة للأمم المتحدة وبعلم الأمم المتحدة وبتعاون الأمم المتحدة.
إن الذين يحيلون مآسينا اليوم، ويريدون أن يحلوها في الأمم المتحدة، إنما هم منافقون يخادعون الله ورسوله ويخادعون الذين آمنوا.
وهل مآسينا إلا من الأمم المتحدة، من الذي أصدر قرار التقسيم عام 1947 لفلسطين، أباح بلاد الإسلام لليهود، الأمم المتحدة في قرارها في 47.
أولاً: فهؤلاء الذين يزعمون بأنهم زعماء للعرب ومازالوا في الأمم المتحدة هم كفروا بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام.
وثانياً: الذين يحيلون الأمور إلى الشرعية الدولية هم كفروا بشرعية الكتاب الكريم وبسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
فهذه هي الأمم المتحدة التي عانينا منها ما عانينا فلا يذهب إليها مسلم بحال من الأحوال، ولا يذهب إليها عاقل وإنما هي أداة من أدوات الجريمة تذبح كل يوم ولا تحرك ساكنا.
إخواننا في كشمير منذ أكثر من 50 عاماً يسامون سوء العذاب، يذبحون ويقتلون ويعتدى على أعراضهم ودمائهم ودورهم، ولا تحرك ساكنا الأمم المتحدة.
واليوم بدون أن يثبت أي دليل تسوق الأمم المتحدة القرارات المؤيدة لأميركا الظالمة الجابرة المتجبرة على هؤلاء المستضعفين الذين خرجوا من حرب ضروس على يد الاتحاد السوفياتي.
ولننظر إلى حرب الشيشان الثانية التي مازالت قائمة إلى اليوم، شعب بأكمله تعاد عليه الحروب مرة أخرى من هذا الدب الروسي، وتتحرك الهيئات الإنسانية حتى الأميركية تطالب الرئيس كلينتون بأن يوقف الدعم عن روسيا، ولكن كلينتون يقول إن إيقاف الدعم عن روسيا لا يخدم المصالح الأميركية.
وبوتين قبل عام طالب الصليب وطالب اليهود بأن يقفوا معه ويقول لهم ينبغي عليكم أن تقفوا معنا وأن تشكرونا لأننا نقوم بحرب ضد الأصولية الإسلامية.
بكل هذا الوضوح يتكلم الأعداء وزعماء المنطقة يناورون ويستحون من أن ينصروا إخوانهم والأشد من أنهم يمنعون المسلمين من نصرة إخوانهم.
ولننظر إلى موقف الغرب وإلى موقف الأمم المتحدة في أحداث إندونيسيا عندما تحركوا لتقسيم أكبر دولة في العالم الإسلامي من حيث عدد السكان، هذا المجرم كوفي عنان يتكلم على الملأ ويضغط على حكومة إندونيسيا، ويقول لها أمامك 24 ساعة لقسم وفصل تيمور الشرقية عن إندونيسيا، وإلا سوف نضطر بإدخال قوات عسكرية لفصلها بالقوة، وكانت القوات الصليبية الأسترالية على الشواطئ الإندونيسية وفعلاً دخلت لفصل تيمور الشرقية جزء من بلاد العالم الإسلامي.
فينبغي أن ننظر إلى الأحداث لا على أنها حلقة مستقلة، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من المؤامرات، هي حرب إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
-              في الصومال تحت حجة إعادة الأمل قتل 13 ألف من إخواننا.
-              في جنوب السودان قتل مئات الألوف ولكن عندما ننتقل إلى فلسطين وإلى العراق فحدث ولا حرج.
-              أكثر من مليون طفل قتلوا في العراق ومازال القتل مستمر.
-              وأما ما يجري هذه الأيام في فلسطين فحسبي الله ونعم الوكيل. [هنا يبكي الشيخ كما يظهر في التشجيل الصوتي، ثم يتابع حديثه]
إن الذي يجري لا تحتمله أمة من الأمم، لا أقول من أمم البشر، بل من الكائنات الأخرى، من الحيوانات، لا يحتملون هذا الذي يجري.
حدثني من أثق به، أنه رأى جزارا ينحر بعيرا أمام بعير آخر، فما كان من البعير الآخر إلا أن سار واضطرب وهو يرى الدماء تخرج من أخيه البعير، فهاج وقضم هذا الرجل من يده وخلع يده منه وكسرها.
فكيف للأمهات المستضعفات في فلسطين أن يتحملن قتل أبنائهم أمام أعينهم من اليهود العتاولة الجلاوزة، بدعم أميركي بالطائرات الأميركية وبالدبابات الأميركية.
إن الذين يفرقون بين أميركا وإسرائيل هم أعداء حقيقيون للأمة، هم خونة، خانوا الله ورسوله، وخانوا أمتهم، وخانوا أمانتهم، يخدرون الأمة.
لا ينبغي بحال من الأحوال النظر إلى هذه المعارك على أنها معارك جزئية بل إنها جزء من حلقة من سلسلة عظيمة هي الحرب الصليبية الشديدة الشرسة الشنعاء، فينبغي على كل مسلم أن يقف تحت راية لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
و أذكركم بحديث رسولنا عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنه قال  ”يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف“.
وأقول للمسلمين الذين بذلوا ما يستطيعون خلال هذه الأسابيع، أقول لهم ينبغي أن تواصلوا المسيرة، فإن وقوفكم معنا يشد من أزرنا ويشد من أزر إخوانكم في أفغانستان، وزيدوا من البذل في مكافحة هذا الإجرام العالمي الذي لم يسبق له مثيل.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وهبوا إلى نصرة دينكم، فإن الإسلام يناديكم:
واإسلاماه ...
واإسلاماه ...
واإسلاماه ...
ألا هل بلغت اللهم فاشهد،
ألا هل بلغت اللهم فاشهد،
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو عبد الله - أَفْغَانسْتَانَ – خُرَاسَانَ

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (41)


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (41)
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الثاني والأساس من الناحية التاريخية هو رفاعة الطهطاوي. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
رفاعة الطهطاوي (1216-1290هـ 1801-1873م)
ترجمة مختصرة:
وهو الرائد الحقيقي عند عمارة، هو رفاعة رافع الطهطاوي ولد بطهطا سنة 1216هـ. سافر إلى القاهرة والتحق بالأزهر سنة 1232هـ, وتخرج 1238هـ, واهتمّ به حسن العطار، وكان يدرسه دروساً خاصة في كتب لا تتداولها أيدي علماء الأزهر, والتي حصل عليها العطار من الفرنسيين نتيجة اختلاطه بهم. ولمّا أراد محمد علي إرسال بعثة إلى فرنسا قام حسن العطار بترشيح رفاعة الطهطاوي لمحمد علي ليكون إماماً للبعثة، وكان عمره آنذاك 25 سنة حيث أرسلت البعثة سنة1241. وفي فرنسا تولى المستشرق الفرنسي جومار الإشراف على البعثة وخاصة الطهطاوي، وعيَّن له مدرساً خاصاً يوجهه في اللغة والآداب وغيرها.
وبقي هناك سبع سنوات، ثم رجع أوائل عام 1249هـ. وكان أبرز أعماله كتابه: (تخليص الإبريز في تلخيص باريز).
الطهطاوي وكتابه (تخليص الإبريز في تلخيص باريز):
كتب الطهطاوي هذا الكتاب أثناء إقامته في فرنسا. نقل فيه عادات الفرنسيين وتقاليدهم, كما نقل وصفا ًحياً لمراقص باريس وملاهيها الليلية وباراتها وزانياتها.
[ وقد أعجب محمد علي باشا بكتاب تخليص الإبريز وسُرَّ له، وأصدر أمراً بقراءته في قصوره وتوزيعه على الدواوين والوجوه والأعيان بعد طبعه، كما أمر بتلاوته للانتفاع به في المدارس المصرية، وقد طبع في عهده مرتين ]([1]).
واعتبر هـذا الكتاب أهمّ كتاب في الصحوة عند الحزب الفرنسي، لذلك سنورد أهم ما جاء في فهرس الكتاب مع بعض الفقرات الصغيرة لإلقاء الضوء على هذا الكتاب. 
- أهم فقرات الكتاب:
ذكر الرحلة إلى باريس وأغراضها.   
1.     السفر بحراً إلى مرسيليا.
2.     من مرسيليا إلى باريس.              
3.     وصف باريس وحضارتها.                  
4.     الكلام على أهل باريس.            
5.     تدبير وسياسة الدولة الفرنسية.         
6.     الدستور الفرنسي.
7.     الوزراء.                             
8.     القضاة.
9.     حقوق الناس التي يضمنها مجلس النواب.
10.     حقوق الشعب في ثورة 1831
11.     عادات أهل باريس ومساكنهم.       
12.     غذاء الباريسيين ومشاربهم.
13.     ملابس الباريسيين.                     
14.     نظام الباريسيين الصحي.
15.     منتزهات الباريسيين.                    
16.     عناية الباريسيين بالطب وعلومه.
17.     في فعل الخير بمدينة باريس.             
18.     في كسب مدينة باريس ومهارتها.
19.     في دين أهل باريس.                   
20.     في العلوم والتربية عند الفرنسيين.
21.     في أحوال البعثة المصرية في باريس.   
22.     في ثورة سنة 1830 بباريس.
23.     في علوم الفرنسيين ومعارفهم.
24.     في تعلم أمور الدين وإحكامه مقام العقل. 
25.     في الإنسان كحيوان ناطق.
26.     في الصفات العامة والخاصة لدى الذكور والإناث.
27.         في اشتراك المرأة والرجل ببعض الصفات وتمايزهما في البعض الآخر.
28.     مميزات المرأة.                    
29.     في نفوذ النساء على قلوب الرجال.
30.     نصيب المرأة من اللذات.        
31.     في التعليم والتعلم.

الأربعاء، 27 يونيو 2012

الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (34) عن النصيرية


الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (34)
عن النصيرية
رضوان محمود نموس
يقول السائل: السلام عليكم شيخنا رضوان.
لدي سؤال عن حكم النصيرية:
تحاورت مع شخص يقول بأن النصيرية كفار أصليون وليسوا مرتدين؛ لأنهم اليوم لا يعلنون انتسابهم للإسلام ومختلفين عن الأجداد, وأنهم لم يدخلوا الإسلام حتى نقول عنهم مرتدين.
فمثلا إذا تحول شخص من النصارى إلى النصيرية فهل يكون مرتدا؟
أو إذا قال إنني مسلم نصيري؟
بالإضافة أنه يعتبر أننا نقلد الفقهاء تقليدًا أعمى في النصيرية!!! وغير ذلك الكثير من الكلام غير المنضبط شرعا...
ولكن ما يهمني الآن هو أن النصيرية عقيدتهم كفر بواح وإلحاد, ولا تمت للإسلام بصلة, فكيف نقول أنهم دخلوا الإسلام ثم ارتدوا؟ والنصيرية اليوم لا يقولون بأنهم مسلمون وخاصة المقاتلين منهم.. إذا هل نعاملهم معاملة كفار أصليين مثل الوثنيين أم نعاملهم مثل الزنادقة؟
المشكلة أن كلام هذا الشخص كان أمام عدد لا بأس به من الشباب ...
أفدنا بارك الله فيك.. 

عفوا شيخنا اسمح لي أن أضيف للسؤال السابق بأن الشخص يقول أن ذرية المرتدين وأبناءهم هم كفار أصليون بحسب أقوال الفقهاء ومنها قول لأحمد وعندما حاولت إقناعه بأن الفقهاء يقصدون الذرية الذين لم يبلغوا قال: "ذرية من حملنا مع نوح" وهي تشمل كل من جاء بعده ...
بارك الله فيك .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

يمكن أن تكون الأسئلة على الشكل الآتي:
1-           هل النصيرية كفار أصليون أو مرتدون لأنهم اليوم لا يعلنون انتسابهم للإسلام؟
2-           إذا قال إنني مسلم نصيري أو تحول شخص من النصارى إلى النصيرية فهل يكون مرتدا ؟.
3-           هل نعاملهم معاملة كفار أصليين مثل الوثنيين أم نعاملهم مثل الزنادقة؟.
ولا بد لنا من مقدمة عن الكفار وأنواعهم: فأقول وبالله التوفيق:
كل من لم يتخذ الإسلام ديناً فهو كافر قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: 19]

 وقال الله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 84، 85]
لذا نجد أن أكثر الناس كفارا : قال الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]
وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ } [هود: 17]
وقال تعالى: {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} [الرعد: 1] والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً.
ولو تأملنا الحديث المتفق عليه لعرفنا حجم وعدد الكفار:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " [ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: " يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟، قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ،]([1]).
وهؤلاء الكفار ينقسمون إلى أنواع وصنوف، وإن كان يجمعهم الكفر ويختلف حكمهم بحسب أنواعهم.
قال: التفتازاني في شرح مقاصد الطالبين في أصول الدين: [قد ظهر أن "الكافر" إن أظهر الإيمان خُصّ باسم المنافق، وإن طرأ كفره بعد الإسلام خص باسم المرتد لرجوعه عن الإسلام، وإن قال بإلهين أو أكثر خص باسم المشرك، لإثباته الشريك في الألوهية، وإن كان متديناً ببعض الأديان والكتب المنسوخة، خص باسم الكتابي، كاليهودي والنصراني، وإن كان يقول بقدم الدهر وإسناد الحوادث إليه، خص باسم الدهري، وإن كان لا يثبت الباري تعالى خص باسم المعطِّل، وإن كان مع اعترافه بنبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإظهاره شعائر الإسلام يبطن عقائد هي كفر بالاتفاق، خص باسم الزنديق]. اهـ.
ولا يُقرُّ في بلاد الإسلام كإقامة دائمة إلا المسلم أو الذميّ وهو الكتابي الذي يؤدي الجزية؛ قال الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } [التوبة: 29]

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

في رحاب العلماء (40) حقيقة الجهاد وأطواره للشيخ عبد القادر شيبة الحمد


في رحاب العلماء (40)
رضوان محمود نموس
حقيقة الجهاد وأطواره
للشيخ عبد القادر شيبة الحمد([1]).
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعهد بنصرة أوليائه وفي ذلك يقول:{وإنّ جندنا لهم الغالبون}, وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله القائل: "إن الجنة تحت ضلال السيوف", صلى الله وسلم وبارك عليه, وعلى آله وصحبه الموصوفين في محكم الكتاب بأنهم{أشداءُ على الكفار رُحماءُ بينهم}, سلكنا الله وإياكم في حزبهم, وهدانا لسلوك دربهم وسبيلهم أما بعد:
فإن فريضة من فرائض الإسلام لم تتعرض لما تعرض له الجهاد من طعن أعداء الإسلام فيه، والتشويش عليه، وجعل ذلك سبيلاً للوصول إلى غمز الدين كله، حتى صاروا يوهمون الجاهلين بأن الإسلام لم ينتشر إلا بالسيف، وأنه لو كان حقاً من عند الله لاعتمد على الحجة والبرهان، لا على السيف والسنان، ولم يقف أعداء الإسلام عند ذلك فحسب، بل استطاعوا أن يوجدوا من أبناء المسلمين من يحمل راية الحرب على الجهاد, إما بإبطاله أصلاً, كما فعل الملحد الضال غلام أحمد القادياني والقاديانيون، فقد بذل هذا المارق كل جهده في محاربة فريضة الجهاد في الإسلام، فبعد أن أعلن عام (1902م) أنه نبي مرسل, وأصدر رسالة سماها (تحفة الندوة) قال فيها: "فكلما ذكرت مراراً أن هذا الكلام الذي أتلوه هو كلام الله بطريق القطع واليقين كالقرآن والتوراة، وأنا نبي ظلي وبروزي من أنبياء الله، وتجب على كل مسلم إطاعتي في الأمور الدينية, ويجب على كل مسلم أن يؤمن بأني المسيح الموعود, وكل من بلغته دعوتي فلم يحكمني, ولم يؤمن بأني المسيح الموعود, ولم يؤمن بأن الوحي الذي ينزل عليّ من الله, مسئولٌ ومحاسبٌ في السماء -وإن كان مسلماً-؛ لأنه قد رفض الأمر الذي وجب عليه"، ثم يقول: "وقد شهد لي القرآن وشهد لي الرسول وقد عين الأنبياء زمان بعثتي.."، ثم ادعى أنه نسخ الجهاد الذي شرع الإسلام, وأن الواجب على كل مسلم أن يسالم الإنجليز، وألف لذلك كتاباً سماه (ترياق القلوب) يقول في (ص: 15) منه: "لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها, وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولى الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة، وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وتركيا، وكان هدفي دائماً أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة, وتمحى من قلوبهم قصص المهدي السفاك، والمسيح السفاح, والأحكام التي تبعث فيهم عاطفة الجهاد, وتفسد قلوب الحمقى".

الأحد، 24 يونيو 2012

المعركة الفاصلة


المعركة الفاصلة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألاّ إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
إلى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان من أبناء السنة وما زال في جيش الطاغوت.
إلى الذين ولدوا من أباء وأجداد مسلمين وما زالوا يعملون في أي قطاع يخدم دولة الزنادقة. لتعلموا أن بقاءكم في جيش وأجهزة الطاغوت خيانة لله وخيانة لرسوله وخيانة للمؤمنين, وردة عن دين الله؛ وكفر مخرج من الملة؛ تطلق به الزوجات وتفقد الولاية على الأبناء ويقطع الميراث بينكم وبين أصولكم.
إلى النائمين على أرصفة الأحلام من أبناء الأمة الذين يظنون أن دولة الإسلام قد تبنى بصناديق التبرعات والحسرات. لتعلموا أنكم تعيشون في عالم الأوهام.
إلى المتقاتلين والمتناوشين والمتصارعين على كراس وألقاب ولم يدركوا أن الوقت وقت الملحمة. لتعلموا أن المجاهدين والشعب كفروا بكم وبأساليبكم وسيكون مصيركم في مزبلة التاريخ.
إلى المخذلين والمثبطين والمشتغلين بعورات المجاهدين وعلماء المسلمين وقد عموا وصموا وخرسوا عن جرائم الطواغيت والصليبية ويهود. لتعلموا أنكم بعملكم هذا جعلتم أنفسكم في خندق أمريكا والطواغيت والكفر العالمي وإن لم تسارعوا بأوبة فحكمكم حكم أسيادكم.
إلى المتحالفين مع العلمانيين والشيوعيين وممثلين عن طوائف الردة والزندقة وما زالوا يتمسحون بالإسلام. لتعلموا أنكم بولائكم لحلفائكم وتبرئكم من تطبيق الشريعة تحشرون أنفسكم في معسكر الكفر, فراجعوا وتوبوا قبل أن تنالوا لعنة الله ورسوله والملائكة ولعنة الناس أجمعين.
إلى المسلمين في بلاد الشام خاصة وفي بلاد الإسلام عامة.
لتعلموا أن الإسلام الآن يخوض معركة فاصلة وحربًا ضروسًا مع الكفر والزندقة في سوريا؛ وأن معسكر الكفر تقوده حكومة الزنادقة ومن معها ومن يساندها من قوى عالمية وأن هذه المعركة هي من المعارك الفاصلة والحاسمة في تاريخ بلاد الشام خاصة والإسلام عامة؛ ونتائجها ستعيد رسم خريطة المنطقة وإستراتيجيات الحرب الدائرة بين الكفر والإيمان وعليها ستبنى إستراتيجيات وخطط دول وقوى العالم وصراع الحق والباطل في القادم من الأيام.
وانتصارنا في هذه المعركة الحاسمة الفاصلة يعني انتهاء الفورة الباطنية المجوسية الفارسية المتحالفة مع قوى الكفر العالمي ضد الإسلام.
ووضع حجر الأساس للمعركة الفاصلة مع يهود وسائر ملل الكفر.
والعكس ونعوذ بالله أن يكون؛ يعني دمار الإسلام في بلاد الشام والمنطقة العربية الآسيوية على الأقل.
وهناك حلف واضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع بين يهود والمجوس الفرس والباطنيين وقوى الكفر العالمي.
وآمل أن لا يؤدي هذا إلى شيء من الإحباط فنحن نأوي إلى ركن شديد وهو أن نكون مع الله ليكون الله معنا ومن كان الله معه فهو المنتصر بالتأكيد.
فالجهاد في بلاد الشام الآن ليس ثورة كالثورات فيما سمي بالربيع العربي.
وليس معركة عابرة.
إنها معركة الإسلام التي ستغير مجرى التاريخ.
ولا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يساعد الحكومة الزنديقة ولو بشطر كلمة أو دفع قرش واحد تحت أي مسمى أو دلالة أحدهم على طريق ولا أدنى من ذلك.
ولا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤوي أو يساعد من يساعد الحكومة الكافرة الزنديقة بأدنى مساعدة.
وإن الطريق الوحيد للنصر في هذه المعركة أن نكون جنوداً خُلَّصَاً لله، ولا لغير الله فينا أقل من حبة خردل.
وأن تكون راية المعركة إسلامية واضحة لا يشوبها أدنى شائبة من وطنية وقومية ومسميات طاغوتية كالديمقراطية والدولة الحديثة وما شابه.
وإنني أناشد جميع القوى الإسلامية المجاهدة الدخول في المعركة وأخص أخي في الله أيمن الظواهري (أبومحمد) وأخي سيف العدل وجميع الأخوة قادة الجهاد من أفغانستان إلى المغرب إلى غيرها أن يسارعوا إلى معركة الإسلام اليوم في بلاد الشام.
فإلى الله سيروا وعلى الله توكلوا وبه ثقوا وجندوا أنفسكم لله ينصركم الله بإذنه
فهو الذي كل الأمر بيده والنصر من عنده والعزة منه وهو الذي وعدنا بالنصر إن حققنا العبودية الخالصة له.
فالطريق واضحة لا عوج فيها ولا أمت.
عودوا إلى الله واتركوا الطاغوت.
{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 256]
وكونوا جنداً لله ينصركم الله.
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } [الصافات: 171 - 173]
وكتبه أبو فراس (رضوان محمود نموس)

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.