سلام الله عليك يا بلادي (15)
رضوان محمود نموس
سلام الله عيك يا بلادي.. كم كانت دما الشهداء التي سالت في أرضك تشع نوراً عليك.. ومشكاة تضيء لك السبيل.. ودليلاً إلى الحق النبيل .. وقائداً إلى الصراط المستقيم.. صراط الذين أنعم الله عليهم.. لقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[العنكبوت:69]) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الأنفال:29] (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ))[محمد:17]
انظري يا بلادي كيف عاد أبناؤك إلى الحق وأصبحوا يغتسلون من خطاياهم بالدماء.. يغتسلون من تقصير وانحراف أجيال كاملة بالدماء.. ليتطهروا من رجس القعود ودنس التخاذل.. وركس الركون إلى الأرض.. أصبحت أرواحهم تحلق عالياً إلى الله.. فيحملون معهم أمتهم في هذا التحليق.. ليروا من ملكوت الله وقدرته.. انظري كيف تغيرت شعارات أبناءك من الوثنية الوطنية.. والجاهليات الأرضية.. إلى شعارات الدين والحق المستمدة من المعايير الإلهية..
كيف تركوا الاستنصار بالعبيد والمرتدين والكافرين من الهيئات العربية والدولية.. وتوجهوا إلى الله وحده.. فهو الناصر والمعين.
كيف تركوا شعارات الجاهلية.. (سوريا وبس).. وتحولوا إلى (لا إله إلا الله).. (والله أكبر الله أكبر) .. من طلب الديمقراطية إلى تطبيق الشريعة الإلهية.. من الدولة المدنية الكفرية إلى حكم الإسلام..
إن كل هذا التحول.. هو بفضل الله أولاً.. ثم بفضل دماء الشهداء التي تحولت إلى نبراس يهدي..
انظري يا بلادي كيف عاد أبناؤك بعد أن ارتوت الأرض بدماء الشهداء ودماء الأعداء. كيف عادوا إلى الله.. كيف تصدح المآذن بالتكبير ليل نهار.. كيف تميز الصف.. وانحاز إلى المرتدين الكفرة الأشرار.. كيف اتضح الطريق واستبان المسار.. كيف رفضت دعاوى الجاهلية.. وبكل مسمياتها ولافتاتها وعناوينها.. وتقدمت دعوة الحق.. إسلامية إسلامية.. فاستمر يا بلادي بالسير إلى الله.. وكوني لله عبداً يكن لك حامياً ومعيناً..
0 التعليقات:
إرسال تعليق