لا
تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (29)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة عن ارتباط السعودية
بأمريكا وأخذها موقع ذيل الكلب رغم أنه كلب عقور وبه داء الكَلَبْ. ويحدثنا في هذه
الحلقة عن آل سعود والتشريع من دون الله
آل سعود والتشريع من
دون الله
قال الله تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ
إلا لِيَعْبُدُونِ } والعبادة هي الطاعة فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر
والتذلل لله سبحانه وتعالى.
ولا يطاع لذاته إلا الله جل جلاله وكل طاعة أخرى بالله
تعالى منوطة وبأمره موصولة فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست لذاته لأنه محمد
بن عبد الله بن عبد المطلب بل طاعته صلى الله عليه وسلم لأنه رسول الله ولأن الله
تعالى أمرنا بطاعته بأكثر من أية قال الله
تعالى: { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ
لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } ([1]).
وقال الله تعالى: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ([2]).
وقال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ
إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ } ([3]).
وقال تعالى:{مَنْ
يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ
عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} ([4]).
وقال الله
تعالى:{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ } ([5]).
وطاعة الوالدين كذلك: قال الله تعالى: { وَإِنْ
جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ
إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ([6]).
وطاعة أولي الأمر من المسلمين كذلك: قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ
كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}
([7]). فطاعة هؤلاء ليست مطلقة إنما طاعتهم فيما
أطاعوا الله فإذا عصوه فلا طاعة لهم ولقد جاءت الأحاديث الصحيحة تؤكد هذا المعنى
حتى لا تنجرف الأمة وراء الطواغيت تحت شعار الطاعة الذي يستغله علماء الطاغوت ومن
يدور في فلك الطاغوت
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه
عَنْهمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:{ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ
مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا
طَاعَةَ}([8]).
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلا مِنَ الأنْصَارِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ
يُطِيعُوهُ فَغَضِبَ فَقَالَ أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
أَنْ تُطِيعُونِي قَالُوا بَلَى قَالَ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا فَجَمَعُوا فَقَالَ
أَوْقِدُوا نَارًا فَأَوْقَدُوهَا فَقَالَ ادْخُلُوهَا فَهَمُّوا وَجَعَلَ
بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا وَيَقُولُونَ فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم مِنَ النَّارِ فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ فَسَكَنَ
غَضَبُهُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَوْ دَخَلُوهَا مَا
خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ}([9]).
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْد
ِاللَّهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: { السَّمْعُ
وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ
يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ }([10]).
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّه:ِ{
كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ
وَقْتِهَا أَوْ يُمِيتُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا قَالَ قُلْتُ فَمَا
تَأْمُرُنِي قَالَ صَلِّ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ
فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ نَافِلَةٌ وَلَمْ يَذْكُرْ خَلَفٌ عَنْ وَقْتِهَا}([11]).
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَال:{سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ
بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا أَفَلا
نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لا مَا صَلَّوْا }([12]).
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا لا يَفْعَلُونَ فَمَنْ
صَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي
وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ }([13]).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: تَكُونُ أُمَرَاءُ
تَغْشَاهُمْ غَوَاشٍ أَوْ حَوَاشٍ مِنَ النَّاسِ يَظْلِمُونَ وَيَكْذِبُونَ فَمَنْ
دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ
فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَيُصَدِّقْهُمْ
بِكَذِبِهِمْ وَيُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ}([14]).
وعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَنَّ مُعَاذًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ
عَلَيْنَا أُمَرَاءُ لا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ وَلا يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ
فَمَا تَأْمُرُ فِي أَمْرِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا
طَاعَةَ لِمَنْ لَمْ يُطِعِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ }([15]).
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ يَا هَذَا اتَّقِ
اللَّهَ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ
الْغَدِ فَلا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ ثُمَّ قَالَ
{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ } إِلَى قَوْلِهِ { فَاسِقُونَ } ثُمَّ قَالَ: كَلا
وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ
أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ
حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ زَادَ أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ
بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ
قَالَ أَبو دَاود رَوَاهُ الْمُحَارِبِيُّ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمٍ الأفْطَسِ عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَرَوَاهُ خَالِدٌ الطَّحَّانُ عَنِ الْعلاءِ عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ }([16]).
وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ
فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ وَلا
تُنَازِعِ الأمْرَ أَهْلَهُ وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حَيَّانَ أَبِي
النَّضْرِ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ جُنَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بِمِثْلِهِ
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ لَعَلَّهُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ حَدَّثَهُ
عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ مَا لَمْ يَأْمُرُوكَ بِإِثْمٍ
بَوَاحًا }([17]).
وقال الحافظ في الفتح:[ قوله إلا أن تروا كفرا بواحا
بموحدة ومهملة قال الخطابي معنى قوله بواحا يريد ظاهرا باديا من قولهم باح بالشيء
يبوح به بوحا وبواحا إذا أذاعه وأظهره وأنكر ثابت في الدلائل بواحا وقال إنما يجوز
بوحا بسكون الواو وبؤاحا بضم أوله ثم همزة ممدودة وقال الخطابي من رواه بالراء فهو
قريب من هذا المعنى وأصل البراح الأرض القفراء التي لا أنيس فيها ولا بناء وقيل
البراح البيان يقال برح الخفاء إذا ظهر وقال النووي هو في معظم النسخ من مسلم
بالواو وفي بعضها بالراء قلت ووقع عند الطبراني من رواية أحمد بن صالح عن بن وهب
في هذا الحديث كفرا صراحا بصاد مهملة مضمومة ثم راء ووقع في رواية حبان أبي النضر
المذكورة إلا أن يكون معصية لله بواحا وعند أحمد من طريق عمير بن هانئ عن جنادة ما
لم يأمروك بإثم بواحا وفي رواية إسماعيل
بن عبيد ثم أحمد والطبراني والحاكم من روايته عن أبيه عن عبادة سيلي أموركم من
بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله وعند
أبي بكر بن أبي شيبة من طريق أزهر بن عبد الله عن عبادة رفعه سيكون عليكم أمراء
يأمرونكم بما لا تعرفون ويفعلون ما تنكرون فليس لأولئك عليكم طاعة]([18]).
قال ابن حبان: [ذكر الزجر عن أن يطيع المرء أحدا من
أولاد آدم إذا أمره بما ليس لله فيه رضى. عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: ثم لا طاعة لبشر في معصية
الله جل وعلا] ([19]).
وقال: ذكر صلى الله عليه وسلم على أمته مجانبتهم
الطريق المستقيم بانقيادهم للأئمة المضلين عن شداد بن أوس قال: قال نبي الله صلى
الله عليه وسلم ثم إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في
أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ([20]).
وقال عمر بن عبد العزيز:[عن حماد بن أبي سليمان قال
قام عمر بن عبد العزيز في جامع دمشق. فقال بأعلى صوته لا طاعة لنا في معصية الله ]([21]).
يتبع
إسناده
حسن رجاله ثقات رجال ابن ثوبان واسمه عبد الرحمن ثابت بن ثوبان وفيه كلام من قبل
حفظه ولكنه قد توبع كما يأتي ودحيم اسمه عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي المتقن والحديث
أخرجه أحمد ثنا الوليد به وزاد وإن رأيت أن لك ما لم يأمروك باثم بواحا وقال ثنا
الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي عن عمير بن هانىء به دون قوله ما لم يأمروك بإثم
بواحا وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين
0 التعليقات:
إرسال تعليق