موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (80) تعريف بالماسونية التي انتسب إليها من رشحهم محمد عمارة رواداً


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (80)
تعريف بالماسونية التي انتسب إليها من رشحهم محمد عمارة رواداً
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن الماسونية التي كانت تجمع الرواد الذين عينهم عمارة للصحوة الإسلامية الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل,. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
الباب الثالث
المـاسـونيـَّة
تمـهيـد:
سبقت الإشارة فيما سبق في عدة مواضع إلى الماسونية وخطرها، وانتساب المتأفغن ومحمد عبده وصنوع إليها وتأسيسهم محافل لها والعمل على انتشارها وتبرير المبررين للمتأفغن ومحمد عبده .
وقد آن لنا إلقاء الضوء على الماسونية بكتابة مختصرة عنها ليتضح أمرها, ولإزالة اللبس عن المبررين والمهوِّنين والمهوِّشين الذين يسعون لتبرير دخول المتأفغن ومحمد عبده وغيرهما في الماسونية.
ولقد أوردنا أقوال حزب التبرير لماسونية الأفغاني وغيره, ولا بأس بأن نذكّر بأقوال محمد عمارة في هذا الصدد.
قال عمارة:[ وبرز الطابع السياسي لنشاط الأفغاني، وأدرك دوره التنظيمي وأهميته في حركة الإصلاح والتغيير، وكانت الحركة الماسونية على ذلك العهد ذات سمعة حسنة إلى حدّ كبير، فهي ترفع شعارات الثورة الفرنسية (الحرية - الإخاء - المساواة) وتواصل النضال الذي بدأ منذ العصور الوسطى ضدّ الكهنوتية والسلطة الرجعية، وتسعى لفصل السلطة الزمنية عن السلطة الدينية كي تضعف من سلطان الأباطرة والملوك والسلاطين، كما كانت تضمّ صفوة المجتمع بصرف النظر عن الجنس والدين ]([1]) .
كما قام محمد عمارة بنشر دفاعٍ عن ماسونية الأفغاني في جريدة الشرق الأوسط يوم السبت بتاريخ 18/3/1989م قال فيها:[ أولاً: تهمة الماسونية. وهذه التهمة حقيقية وليست اتهاماً لكن خطأ البعض من الذين يتخذونها سبيلاً للهجوم على الأفغاني ودعوته وحركته إنّما يأتي من الغفلة عن ملابسات علاقة الأفغاني بالماسونية، إنّ من الخطأ الشديد قياس الأحداث التاريخية بمعايير عصرنا الراهن، فالماسونية في الفترة التي كانت للأفغاني علاقة بمحافلها ورجالاتها - أي فترة السبعينات من القرن التاسع عشر - كانت حركة حسنة السمعة ولم تكن سلبياتها ولا جرائمها قد انكشفت بعد. كانت قد تأسّست في الغرب في العصور الوسطى كحركة مناهضة للبابوية ومعادية لاستبداد الكنيسة الغربية، وكانت ترفع شعار الثورة الفرنسية (الحرية الإخاء المساواة). وكانت تستنكر التعصب الديني والقومي، وكانت تسمي المنتسبين إليها بالبنّائين الأحرار، ثم إن أكبر سلبيات الماسونية وجرائمها هي الطابع اليهودي الذي جعل منها أداة تمهّد لاغتصاب فلسطين لم تكن قد تكشّفت بعد، لأن أطماع اليهود الصهيونية قد ظهرت سافرة منذ عهد هرتزل والمؤتمر الذي عقده سنة 1897 ].
ثم نشر عمارة في اليوم التالي في نفس الجريدة الأحد 19/3/1989م تتمة البحث فقال: [ ويزيد من خطأ اتّهام الأفغاني بسبب علاقته بالماسونية أنّ الذين يتهمونه وينقصون من قدره لهذا السبب يغفلون تصوّر موقفه وعلاقته بهذه الحركة. لقد انتسب إلى المحفل الماسوني وهذه حقيقة تسجّلها الوثائق ويتحدث هو نفسه عنها بلا مواربة لكن الوثائق والحقائق تقول لنا أيضاً إنه دعا المحفل الماسوني ليتصدّى للاستبداد الداخلي وللنفوذ الأجنبي، فلمّا رفض القائمون على هذا المحفل وكانت لهم علاقات بتنظيم المحافل الماسونية في إنجلترا ثار الأفغاني ثورة كبيرة وخطب خطبة عصماء في أعضاء المحفل وكان ذلك بحضور ولي عهد إنجلترا الذي كان يزور المحفل المصري في ذلك التاريخ. هاجم الأفغاني هذا الموقف المتخاذل لأعضاء المحفل الماسوني وأعلن أن هذا الموقف تخاذلٌ عن الشعارات المعلنة من قبل الحركة الماسونية ثم استقال، لكنه حاول الاستفادة من هذه الحركة كإطار تنظيمي فأنشأ محفلاً شرقياً كانت له علاقة بالمحفل الفرنسي.. وفي شعب هذا المحفل تم تثقيف وتدريب عدد من القيادات التي لعبت دوراً بعد ذلك ].
وقد قام كثير من الكتَّاب غير عمارة يدافعون عن ماسونية الأفغاني بأنّ الماسونية لم تكن معلومة الأهداف آنئذ. وأمّا البعض الآخر فمشى باتجاه معاكس فبدأ يدافع عن الماسونية لأن الأفغاني وأمثاله انتسبوا إليها.

 فهل كانت الماسونية معلومة الأهداف واضحة المقاصد تفوح منها رائحة الكفر أم لا؟.
الفصل الأول
 هل كانت الماسونية مجهولة ؟!.
لم تكن الماسونية منذ أن تأسست مجهولة لمن يهتم بأمر دينه ، وبمعرفة من يناصب هذا الدين العداء ، ومن يدخل إلى الماسونية يعلم منافاتها للدين منذ أول لحظة حيث  ينقل لنا أنور الجندي مثلاً قول أحد الماسون التائبين فيقول:[ وقد وجدنا هذه التجربة ومن يكتب عنها في بلادنا حين كتب الدكتور أحمد غلوش يكشف بعض أسرار الماسونية ويقول إنها تخالف مبادئ الإسلام. ويقول: كنت قد دخلتها وتركتها من زمان بعيد لمّا تبينتُ منافاتها للأصول الاجتماعية ومجافاتها لوصايا الأديان السماوية، وأن اتِّباع هذه الطقوس يتنافى مع جميع الأديان لأنّه يتنافى مع الكرامة الإنسانية (المصور 14/7/1939). -فقال الأستاذ أنور الجندي تعليقاً على ذلك-: ولكنّ الصحف التي كانت على ولاء كامل للفكر التلمودي في هذه الفترة وخاصة الهلال والمقتطف والمقطّم والأهرام فإنها لم تترك هذا الرأي يمرّ هكذا دون أن تحشد له من ينقده من أتباع الماسونية الذين أشاروا إلى أن عدداً كثيراً من أعلام مصر كانوا من أتباع الماسونية، وفي مقدمتهم كما ذكرت المصور: الخديوي توفيق، حسين فخري باشا، سعد زغلول، إدريس راغب، محمد عبده، قاسم أمين، محمد بخيت، جمال الدين الأفغاني، الأمير محمد علي باشا، أحمد ماهر، حسن نشأت، مكرم عبيد، حسين صبري، فؤاد أباظة، علي جمال الدين، علي عبد الرازق، حامد الشورابي، محمد خالد حسنين، فارس نمر، خليل مطران، حبيب لطف الله، فهمي ويصا، يوسف وهبي ]([2]) .
·      كلام محمد عمارة
لقد مر معنا عند الكلام عن ماسونية جمال الدين تبريرات المبرِّرين وأنواعها  للدخول في الماسونية وخاصة انتساب المتأفغن إليها وعلى رأس هؤلاء المبررين الدكتور المفكر محمد عمارة الذي يعلم أن الماسونية في ذلك العهد كانت معروفة الأهداف، ولكنه يدَّعي غير ذلك، ولذا ننقل من كُتبهِ هو أهداف حملة نابليون الماسونية، حيث يقول:[ ما صنعه بونابرت نموذج الحرية والإخاء والمساواة الغربية في أرقى وأحدث صورها مع المصريين عندما جاءهم طليعة للغزوة الاستعمارية الغربية الحديثة، وإذا كان بونابرت طليعة هذه الغزوة فقد سعى منذ حملته على مصر إلى توطين العمالة الفكرية والحضارية في محاضن الأقليات تمهيداً لقيام هذه العمالة الفكرية والحضارية بمهام العمالة السياسية للمشروع الغربي في الشرق الإسلامي فإن جهود حملته وما تلاها من حملات قد حققت النجاحات في هذا الميدان الشيء الكثير، لقد جاء نابليون على رأس "جيش الشرق" الفرنسي وفي جعبته مشروع تجنيد عشرين ألف رجل من أقليات الولايات العثمانية التي يفتحها.
ولقد ألقى إلى اليهود خيوط الشراكة في المشروع الاستعماري الغربي منذ ندائه الذي وجهه إليهم في 4 أبريل 1799 أثناء حصار مدينة " عكا " وهو النداء الذي خاطبهم فيه لإقامة إمبراطوريته الشرقية مقابل إقامة قاعدة لهم، وجاء في هذا النداء (يا ورثة فلسطين الشرعيين إن الأمة العظيمة فرنسا تناديكم الآن لا للعمل على إعادة احتلال وطنكم فحسب، وليس بغية استرجاع ما فقد منكم بل لأجل ضمان ومؤازرة هذه الأمة لتحفظوها مصونة من جميع الطامعين بكم كيما تصبحوا أسياد بلادكم الحقيقيين) ]([3]) .
ويظهر من كتابات محمد عمارة وأصحابه أنهم يعلمون أن شعار الماسونية (حرية إخاء مساواة) ، هو شعار الثورة الفرنسية وهو شعار كاذب، وأنّ فرنسا الماسونية متحالفة مع اليهود لإعادتهم إلى فلسطين، ويقرر أن هدف الماسونية فصل الدين عن الدولة, وأنّها تحارب الخلافة والسلاطين, وأنها تجتمع بغض النظر عن الجنس والدين، أي أن رجالاتها ليسوا من المسلمين؛ بل من اليهود والنصارى والبهائيين, ومن كان أهلهم من ذراري المسلمين، ويعلم أن تلاميذ الأفغاني كانوا على هذه الشاكلة: فيعقوب صنوع، وفهمي ويصا، وطبيب الأفغاني الخاص كانوا يهوداً، وأديب إسحاق، وسليم النقاش، وسليم عنحوري، وحنين نعمة الله الخوري كانوا نصارى، وميرزا ألطاف الله خان، وأبا تراب، وقنصل إيران في استنبول كانوا شيعة، وخبير الملك, وحبيب الأصفهاني كانا بهائيين، وإبراهيم الهلباوي, وأحمد روحي, ومحمد عبده, وسعد زغلول كان آباؤهم من ذراري المسلمين، وكان أمير المحفل ولي عهد بريطانيا، لذلك كله قال الدكتور المفكر محمد عمارة: [ بغض النظر عن الجنس والدين ].
ونحن هنا نسأل الدكتور المفكر محمد عمارة وأضرابه سؤالاً: على أي شيء اجتمع هؤلاء اليهود والنصارى والشيعة والبهائية وأبناء ذراري المسلمين؟.
- هل اجتمعوا لبحث سبل نهضة الإسلام؟
- أم اجتمعوا لإحباط التآمر على الخلافة التي يبغضها عمارة؟
- أم اجتمعوا لإعادة القرآن والسنة إلى السيادة والتطبيق؟
- أم اجتمعوا على تدارس كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
- أم اجتمعوا على ذكر الله. أو الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم؟
-               أم اجتمعوا للعمل على تنظيم الدفاع عن الأمة الإسلامية؟
-               وإذا لم يكن كل ذلك فعلى أي شيء اجتمعوا غير الكيد للإسلام.
نحن نريد من الدكتور المفكر وأضرابه أن يُعمِلوا عقولهم, خاصة وهم يؤلّهون العقل, ويدعون إلى سيادته وتحكيمه, كما أنهم لم يقولوا لنا أي عقل يقصدون: هل المقصود عقل مردخاي وشامير وشالوم وشارون؟ أم عقل بطرس وجورج وحنا وموريس؟ أم عقل الباب وعبد البهاء وقرة العين؟ من أجل أي شيء يكون اجتماع هذا الخليط بقيادة ولي عهد بريطانيا؟
ثم هل الدين يزدرى إلى درجة يقال فيها عنه بغض النظر عن الدين أي بترك الدين جانباً وهل من يترك الدين جانباً يبقى له من الإسلام شيء؟!!
ثمّ حين غضب الأفغاني -كما يقول عمارة-  لماذا لم يترك الماسونية مطلقاً؟ بل إنه ذهب إلى المحفل الفرنسي الذي كان تحت إشراف القنصل الفرنسي وبرئاسة أستاذهم الأعظم الإيطالي سوليتوري افنتوري زولا!. وتسلّم الأفغاني فوراً الأستاذية العظمى في الماسونية. وعندما قدّم الطلب وصف الماسونية بأنهم إخوان الصفا وخلان الوفا، وهي الفرقة الزنديقة التي تقوم فلسفتها على وحدة الوجود. فهل يتسلم الأستاذية العظمى مَن يجهل أهداف الماسونية؟!. ونكرر بأننا نأمل من هؤلاء إعمال عقولهم في ذلك، إلا أن يكونوا هم أعضاء في مثل هذه المحافل. علماً بأنّ الأفغاني بقي حتى آخر رمق ماسونياً, واشترك في عدة محافل منها: محفل ممفيس، ومحفل الشرق الأعظم، ومحفل كوكب الشرق، ومحفل باريس، إلى أن هلك لا رحمه الله عام 1897م.



[1]- الأعمال الكاملة للأفغاني, (محمد عمارة ص / 34).
[2] - المخططات التلمودية , (أنور الجندي, ص / 204).
[3] - محمد عمارة , التعددية, (ص / 29 – 30).

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.