التعليقات
التوضيحية على الباكورة السليمانية
في
كشف أسرار الديانة النصيرية (12)
رضوان محمود نموس
بقية الأعياد
أما في أعياد نيسان والسابع عشر من آذار والسادس عشر
من تشرين أول التي يسمونها النيروز، ففي تلك الأعياد عند ابتدآءِ الصلاة يضعون
قدام الإمام طست ماء كبيراً ويضعون فيه أغصان زيتون أو ريحان أو صفصاف، وبعد
انتهآءِ الصلوة يكشفون روسهم جميعاً، ويقوم النجيب ويرش عليهم من ذلك المآءِ،
ويفرق عليهم قليلاً من تلك الأغصان، فيأخذونها ويضعونها في كوايرهم لأجل التبرك،
والنصيرية في كل اجتماعاتهم، عند تلاوتهم سورة السجود يركعون على الأرض، ولكن في
يوم عيد الغدير حين تلاوتها، يرفعون رؤسهم نحو السمآءِ، ومن النصيرية نحو خمسة ألآف
في بلد أذنة والقرية الحاضرلية، والقرا حمدلية، والقرا يوسقية والياملية
والصلمانبكلية وغيرها، وايّمة هذه القرى هما الشيخ بدر بن الشيخ بدران، والشيح إبراهيم
بن الشيخ منصور، وهذان يسكنان الحاضرلية، ثم البقج أي البساتين، وحارة الباقر
صندية، والحارة الجديدة، ويوكسك دولاب، وكل الحارات التي هي من الجهة الغربية من
البلد، والنصيرية الذين هم في الجبال شمالي البلد إمامهم الشيخ صالح أفندي بن
سمرا، والمضق جنوبيها والحارات التي شرقيها، إمامهم الشيخ عيد الأعور، ابن الشيخ
عيد، وله اسم آخر وهو غريشو، ولُقب بهذا لأنه كان ذات ليلة سكراناً فخرج من بيتهِ
وبينما هو سائر إلى الشارع إذ صادفهُ الطوف وجاءوا به إلى الحكم فألقي في السجن، فصار
المسجونون يستهزئون به ويدعونه قايلين: مرحباً مرحباً يا غريشو، ولما خرج من السجن
في اليوم الثاني اتفق أن الطوف صادف شيخاً آخر اسمه الشيخ حسن من يوكسك طولاب،
وكان سكراناً كالأول فاستاقه إلى الحبس، فلاقاه المسجونون يترحبون به قائلين بيوك
غريشو كندي، كجوك غريشو كلدي، وترجمتها خرج غريشو الكبير وأتانا غريشو الصغير،
وتقال غريشو للكلب.
وأما أهل البساتين ورآءَ الجسرِ عبر اليرمق أي النهر فإمامهم
الشيخ يوسف الخوجة، وكل هؤلاء شماليون، خاصتهم عبدة السماء.
واما الكلازيون في أذنة فهم يسكنون الاوبتين فقط،
ولهما أربعة أئمة، وهم الشيخ صالح بن البوغه، والشيخ يوسف بن شحادة، والشيخ يوسف
بن البوغة، وراشد افندي بن الشيخ غريب، وهو من أرباب المجلس هناك.
وأما الشماليون في مدينة ترسوس فمن قراهم القاظلية، وإمامها
الشيخ ابرهيم ابن اليسير وقرى دوار إمامها الشيخ محمد من قرا غاج، ودا اليمنَّة إمامها
الشيخ إبراهيم القرا اغاجلي، وإمام باقي القرى والحارات التي هي في غربي البلد،
وجنوبيها، هو الشيخ حسن بن ديبة، وهو أعظم ما يكون عندهم.
وفي البلد ثلاثة أئمة، الشيخ نعمان المغريتي، والشيخ إبراهيم
الشاملي، والشيخ سلمان ابن الشيخ نعمان الوردي، فالكلازيون في البلد يسكنون حارة
المصلِّي مع الحارات التي حواليها، ويوجد منهم جماعة في قرية المنطش، وإمامهم
الشيخ علي الحمصي، والشيخ محمد صالح، والشيخ يوسف بن لولو، والشيخ غنام.
والشماليون الذين هم في قرى إنطاكية، فقرية الدرسونية،
إمامها الشيخ صالح ابن الشيخ علي بن ديبة.
والحربية وما يليها من القرى، فالإمام الشيخ علي ابن
الشيخ داود العارف بصورة الهبود، والشيخ يوسف ابن الشيخ منصور.
وأما النهر الصغير فإمامهُ الشيخ علي ابن الشيخ حبيب،
والجليَّة والسويدية وما يليهما من القرى، فإمامهما الشيخ حسن ابن شيخ الحرف قاطن
في الجليَّة.
والعيديّة وامامها الشيخ علي وهو أعظم ما يكون عندهم لأنه
ينتسب إلى الشيخ يوسف أبي ترخان المشهور عند الشماليين.
اما الكلازيون في قرى انطاكية ففي الدوير والعساكرة
وغيرهما وإمامهما الشيخ احمد، وهؤلاءِ الأئمة مهما رسموا من الطقوس أو غيرها
فالعامة تصدقه وتقبله بكل رضى، لظنها بأنهم لا يغلطون، ثم بعد وفاة هؤلاء الأئمة
تنتقل وظيفتهم إلى خلفائهم، وكثيرون من العامة يعتقدون بان الشيوخ لا يغيطون، كما
كنت أعتقد بهم كذلك لما كنت حديث السن وصار بيني وبين بعض الناس شروط بشأن ذلك، ثم
أتانا إمام منهم اسمه الشيخ يوسف شيخ الرياحنة فراقبته ورأيت أنه لا يفرق عن بقية
الناس بشيء من هذا القبيل، وما شاهدت شيئاً يثبت فكري بهذه القضية، فاطلعتُ على
غيره فكان منه كما كان من الأول.
والعلامة التي تتميز بها كل طايفة من النصيرية من الأخرى
فالخاصة من الشماليين لا يحلقون لحاهم ولا وجوههم, والبعض منهم يحرمون أكل القرع الأصفر
وشرب الدخان لا يجوز لأحد منهم ولا الباميا ولا الفليفلة ولا البنادورة ويوردون
سبباً بتحريم الباميا والفليفلة قصة لا يليق بنا ذكرها وهي أيضاً تتضمن سبب تحريم
البنود ولبس الأحمر على الرجال، وأما تحريم الدخان فيقولون انه كان في عصر النبي
محمد رجل كثير الصلوة ففي ذات يوم كان قاصد المسجد وإذا بالشيطان قد تراءى له
بالطريق بصورة شيخ كبير السن وقال له يا ولدي إن الصلوة قد انتهت فرجع الصبي حينئذ وقد داوم على ذهابه كثيرا والشيطان
كان يصده عن الوصول بقوله له إن الصلوة قد انتهت وبينما هو على هذه الحالة إذ كان
ذاهباً كعادتهِ إذا بالشيطان قد لاقاه ليصده فلم يسمع منه بل ذهب إلى المسجد وبعد
انتهاءِ الصلوة سألهُ النبي ما الذي أعاقك عن الحضور إلى الصلوة فاجابهُ مخبرًا إياه
بما كان حدث له مع الشيخ الذي هو الشيطان فأخذ النبي يفتكر بذلك مدة ساعة ثم شخص إليهِ
وقال يا ولدي هذا هو الشيطان ومرادهُ أن يضلك ولست بقادرٍ على مقاومتهِ إن لم
تتزوج فامض واخبر أمك لكي تزوجك فذهب الصبي وأخبر أمهُ عما قالهُ لهُ النبي عن
زواجهِ فقالت لهُ أمهُ اذهب ثم إيت عند العشا ونم مع زوجتك، ولما كان المسآءُ فرشت
أمهُ فراشاً واضطجعت عليهِ واطفأت الضو ثم اقبل الصبي ودخل على أمهِ *** وهو لا يعلم ذلك فعند الصباحِ رأى أنها امهُ
فحزن جداً وذهب إلى النبي حزيناً، واخبرهُ بما صار، فقال لهُ اذهب واقتلها سريعاً
ولا تدع الشمس تغيب عليها حيةً، فمضى الصبي واخذ أمه إلى البرية وقتلها وألقاها
على جسد خنزيرةٍ ميتة، فوثبت الخنزيرة وقالت للغلام إني استحلفك كثيرا أن تبعدها
عني، لأنني لا استطيع اقبلها، فقال لها انصتي لأنكما كل واحدة منكما أرجس من الأخرى،
فلما كان بعد مدَّة، قصد النبي النزهة وإذ خرج اتفق انه مر بذلك المحل، فرأى نبتاً
خارجاً من ذينك الجسدين، فلما رآهُ حزن وبكى، فقالت له الصحابة لماذا تبكي يا رسول
الله، فقال لهم: أما تنظرون هذا النبات الخارج من هذين الجسدين انهُ سيأتي زمان
على أمتي ويشربون من هذا النبت ظانين أنهم من أمتي لكني بريٌ منهم ثم اقلعه وألقاه
بعيداً، وانصرف فأتى الشيطان وغرسهُ في محلهِ، ثم بال عليه، فنما، ويقولون أن من
شرب منهُ فكأنهُ ضاجع أمهُ، وشرب بول الشيطان أيضاً.
واما طايفة الكلازيين، فلا يصدقون هذه الخرافات
ويحلقون لحاهم وان تركوها يحلقون وجوههم وحناجرهم، وما حرم أكله عند الشماليين فهو
حلال عندهم، ويتفقون جميعهم على تحريم لحم الأنثى والزنا أيضاً، لكن عند طايفة
الكلازيين فرض لازم وحق واجب وهو أنه إذا حضر لإمام منهم إلى إمام آخر نظيرهِ
فالثاني ملتزم بان يقدم حرمته للأول ويسمون هذا الفعل كما سبق فرضاً لازما وحقاً
واجباً، ويحكمون على من يخالفه بعدم دخوله الجنة، وأما العامة فلا تعلم ذلك،
ويوردون الشاهد على هذا الفساد من القران من سورة الأحزاب وهو قوله وامرأة مؤمنة إن
وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من المؤمنين. فيفسرون هذه
الاية بقولهم إن النبي معصوم عن الزواج وهذه الإية موجهة إلينا، فان النبي المذكور
هو الإمام المرشد الخاص والمرأة المؤمنة هي امرأة أي إمام خاص ويوجد ذكر هذا الفرض
في كتاب الدلايل بمعرفة المسايل للميمون بن قاسم الطبراني إذ يستشهد به من كتاب
الهفت الذين يتهمون بتأليفه جعفر الصادق من العشر وصايا الموجودة فيه، فالوصية
العاشرة منها، هي الفرض اللازم والحق الواجب على كل مؤمن أن يرضى لأخيه المؤمن كما
يرضى لنفسه فيعنون بذلك تقديم نسائهم إلى الخاصة منهم ويوجد ذكره أيضا بكتاب
التأييد، وأما الطايفة الشمالية فتفسر ذلك عن بذل العلم والمال.
0 التعليقات:
إرسال تعليق