أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (13)
رضوان محمود نموس
نتابع في هذه الحلقة عن رأي محمد عمارة بالفرق الضالة وكيف أنه معجب بها كلها على تناقضها وكيف يزور الحقائق ويتناقض حتى مع نفسه هذا الذي وصفه القرضاوي [بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة نت) 3/11/2010
عمارة وقومية الدولة الإسلامية.
يقول المفكر محمد عمارة: [ وعرب العراق سواء كانوا مجوسا، أم نصارى، أم وثنيين، رحبوا بالفتح العربي الإسلامي، وقاتل كثير منهم في صفوف الجيش الفاتح، لأنهم حضاريا كانوا عربا، مثلهم في ذلك مثل الفاتحين، رغم التمايز في الدين، وكذلك كان حال العرب الغسانيين النصارى في الشام، رحبوا بالفتح وأسهموا فيه، لأنهم حضارياً وقومياً كانوا عرباً كالفاتحين ]([1]).
ويقول: [ إن الرعية السياسية لدولة الإسلام الأولى قد تكونت من العرب رغم اختلاف الدين، أي وفق معيار قومي عربي ]([2]).
ويقول: [ فلم تكن الدولة هدفاً من أهداف الوحي، ولا أصلاً من أصول الدين، بل إنجازاً سياسياً حضارياً قومياً ]([3]).
ويقول: [ حتى العهد القديم كتاب اليهود المقدس ظلّ العرب يعتبرونه حلقة من سلسة الكتب الدينية التي عرفتها الجزيرة العربية في عصورها المختلفة، ففي العهد القديم إذن يجب أن نرى ظلاً ونلمس أثراً للحياة الدينية إلى جانب مظاهر الحياة العقلية الأخرى التي عرفها ذلك الصقع العربي في فجر التاريخ وضحاه، بل إن هؤلاء اليهود الساميين الذين عاشوا في إطار الإمبراطورية العربية ودويلاتها التي امتدت من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي وفي الأندلس، لم يعد لهم ما يميزهم جوهرياً وقومياً عن العرب الساميين، وفي إطار العروبة هذا كان يعيش ويتعايش وينتج مادياً وثقافياً المسلمون والمسيحيون واليهود والصابئة وغيرهم من أصحاب المذاهب والمعتقدات ]([4]).
ويقول: [ بل إن هذا الاندماج الحضاري لليهود الساميين في البناء العربي قد جعل اللغة العربية من أكثر اللغات تأثيراً في عبرية المشنا([5]). ]([6]).
ويقول: [ فالفيلسوف اليهودي الأندلسي موسى بن ميمون([7])، لا يمكن إلا أن يكون جزءاً من ذلك البناء الفلسفي الذي أسهم في تشييده عديد من الفلاسفة العرب المسلمين، من أمثال أساتذته ابن سينا وابن رشد وغيرهما من الأعلام.
ومثل ابن ميمون في ذلك، الفيلسوف اليهودي ابن كمونة([8]) الذي عاش وفكر وأنتج في هذا الإطار، بل ومن ذا الذي يستطيع أن ينكر أثر ابن رشد على الفلاسفة اليهود والذي امتد حتى عهد قريب وترك بصماته على كثير من جوانب فكر (اسبينوزا)([9]) وخاصة في نظرته لقضية وحدة الوجود.
والطبيب اليهودي (إبراهيم الفقين) يترجم قصة المعراج إلى لغة قشتالة بالأندلس ]([10]).
ويقول عمارة: [ كما يشهد المجتمع المصري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حياة (يعقوب روفائيل صنّوع)([11]) وكفاحه، والذي يعتبر أباً للمسرح العربي في مصر وأحد رواد الصحافة الوطنية فيها، كما كان تلميذاً للفيلسوف الثائر جمال الدين الأفغاني، بل إن قصة ميلاد هذا المفكر المصري إنما تقدم هي الأخرى نموذجاً صادقاً وطريفاً في ذات الوقت لذلك التلاحم بين اليهود وبين غيرهم من العرب أصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى، فهو يحكي في مذكراته أن أمه قد مات لها أربعة أطفال حتى إذا حملت به نصحتها صديقاتها بالذهاب إلى شيخ مسجد الشعراني ليصنع لها التمائم والتعاويذ التي تضمن حياة حملها الجديد، وتذهب الأم اليهودية لشيخ مسجد الشعراني الذي يقول لها: سيبارك الله ثمرة أحشائك وسترزقين بولد … وينشأ يعقوب صنّوع حافظاً للقرآن بالعربية، وقارئاً للإنجيل بالإنجليزية، والعهد القديم بالعبرية، ومدافعاً بمسرحه وقلمه عن الوطن وحرياته، حتى لا يكاد كثير من المثقفين يحسون بأنه يهودي ]([12]).
وينعى على الإسلاميين فيقول: [ في محاولاتهم الفكرية الرامية إلى تقديم الإسلام من زواياه العالمية فقط، مغفلين تلك الملامح القومية التي تبدّى بها الإسلام منذ نشأته ]([13]).
ماذا نقول للمفكر محمد عمارة؟! هل نقول له هذا كذب وبهتان؟ هل نقول له هذا عيب إن كان يعرف العيب. ولكنه زمن الرويبضة والدجل زمن تزلف الزعانف إلى يهود؟!
إن أطفالنا يعلمون أنّ عرب الشام والعراق قاتلوا المسلمين مع قيصر وكسرى، وكانوا في جيش فارس وجيش الروم بل كان يوم اليرموك ألافاً من العرب الغساسنة, طليعة قوات الروم, وهُزموا كما هُزم أسيادهم، و الأطفال يعلمون أن جبلة بن الأيهم والغساسنة فرّوا إلى هرقل في روما.وهذا بعض ما سجله مؤرخي الإسلام:
قال في شذرات الذهب [سنة خمس عشرة فيها وقعة اليرموك وكان المسلمون ثلاثين ألفا والروم أزيد من مائة ألف الخمسة والستة في سلسلة لئلا يفروا فداستهم الخيل ومعهم جبلة بن الأيهم الغساني في ستين ألفا من متنصرة العرب فقدمهم الروم ثم نصر الله المسلمين وهرب جبلة ولم ينج منهم إلا القليل ثم التقى المسلمون مع الروم مرة بعد أخرى حتى أبادوهم بالقتل وهربت بقيتهم تحت الليل واستشهد في اليرموك جماعة من فضلاء المسلمين منهم عكرمة]([14]).
وقال في معجم البلدان [وقد اختلفوا في أول من قطع الدرب وهو درب بغراس فقيل قطعه ميسرة بن مسروق العبسي وجهه أبو عبيدة فلقي جمعا للروم ومعهم مستعربة من غسان وتنوخ يريدون اللحاق بهرقل فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة]([15]).
وقال في تاريخ الطبري: [ودخل أبو عبيدة بن الجراح تلك السنة دمشق فشتا بها فلما أصافت الروم سار هرقل في الروم حتى نزل أنطاكية ومعه من المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وتلك القبائل من قضاعة غسان بشر كثير ومعه من أهل أرمينية مثل ذلك فلما نزلها أقام بها وبعث الصقلار خصيا له فسار بمائة ألف مقاتل معه من أهل أرمينية اثنا عشر ألفا عليهم جرجة ومعه من المستعربة من غسان وتلك القبائل من قضاعة اثنا عشر ألفا عليهم جبلة بن الأيهم الغساني ...فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل عسكر المسلمين وقاتل نساء من نساء قريش بالسيوف حين دخل العسكر منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن الرجال]([16]).
وقال في فتوح البلدان: [ يوم اليرموك قالوا جمع هرقل جموعا كثيرة من الروم وأهل الشام وأهل الجزيرة وأرمينية تكون زهاء مائتي ألف وولى عليهم رجلا من خاصته وبعث على مقدمته جبلة بن الأيهم الغساني في مستعربة الشام من لخم وجذام وغيرهم وعزم على محاربة المسلمين]([17]).
وقال في البداية والنهاية :[ ثم كانت وقعة أليس في صفر أيضا وذلك أن خالدا كان قد قتل يوم الولجة طائفة من بكر بن وائل من نصارى العرب ممن كان مع الفرس فاجتمع عشائرهم وأشدهم حنقا عبد الاسود العجلي وكان قد قتل له ابن بالأمس فكاتبوا الأعاجم فأرسل إليهم اردشير جيشا فاجتمعوا بمكان يقال له أليس فبينما هم قد نصبوا لهم سماطا فيه طعام يريدون أكله إذ غافلهم خالد بجيشه فلما رأوه أشار من أشار منهم بأكل الطعام وعدم الاعتناء بخالد وقال أمير كسرى بل ننهض إليه فلم يسمعوا منه فلما نزل خالد تقدم بين يدي جيشه ونادى بأعلى صوته لشجعان من هنالك من الأعراب أين فلان أين فلان فكلهم تلكأوا عنه إلا رجلا يقال له مالك بن قيس من بني جذرة فأنه برز إليه فقال له خالد يا ابن الخبيثة ما جرأك علي من بينهم وليس فيك وفاء فضربه فقتله ونفرت الأعاجم عن الطعام وقاموا إلى السلاح فاقتتلوا قتالا شديدا جدا والمشركون يرقبون قدوم بهمن مددا من جهة الملك ثم سار خالد فنزل الخورنق والسدير وبالنجف وبث سراياه هاهنا وهاهنا يحاصرون الحصون من الحيرة ويستنزلون أهلها قسرا وقهرا ...
وقعة عين التمر لما استقل خالد بالأنبار استناب عليها الزبرقان بن بدر وقصد عين التمر وبها يومئذ مهران بن بهرام جوبين في جمع عظيم من العرب وحولهم من الأعراب طوائف من النمر وتغلب وإياد ومن لاقاهم وعليهم عقة بن أبي عقة فلما دنا خالد قال عقة لمهران إن العرب أعلم بقتال العرب فدعنا وخالدا فقال له دونكم وإياهم وإن احتجتم إلينا أعناكم فلامت العجم أميرهم على هذا فقال دعوهم فأن غلبوا خالدا فهو لكم وإن غلبوا قاتلنا خالدا وقد ضعفوا ونحن أقوياء فاعترفوا له بفضل الرأي عليهم ]([18])
وقال الإمام ابن القيم عن خيانة نصارى الشام وجرائمهم وموالاتهم للتتار وأي كافر ما يلي:[ وبهذا القول أفتينا ولي الأمر لما أحرقت النصارى أموال المسلمين بالشام ودورهم وراموا إحراق جامعهم الأعظم حتى أحرقوا منارته وكاد لولا دفع الله أن يحترق كله وعلم بذلك من علم من النصارى وواطأوا عليه وأقروه ورضوا به ولم يعلموا ولي الأمر فاستفتى فيهم ولي الأمر من حضره من الفقهاء فأفتيناه بانتقاض عهد من فعل ذلك وأعان عليه بوجه من الوجوه أو رضي به وأقر عليه وأن حده القتل حتما لا تخيير للإمام فيه كالأسير بل صار القتل له حدا والإسلام لا يسقط القتل إذا كان حدا ممن هو تحت الذمة ملتزما لأحكام الله بخلاف الحربي إذا أسلم فإن الإسلام يعصم دمه وماله ولا يقتل بما فعله قبل الإسلام فهذا له حكم والذمي الناقض للعهد]([19]).
وهذه أمثلة من العصر الحديث :منها طلب النصيريون من فرنسا حمايتهم وتحريضهم على المسلمين: [وإليك ما طلبه النصيريون من فرنسا، ففي سجلات وزارة الخارجية الفرنسية وثيقة تحت رقم 3547 بتاريخ 15-6-1936 هذا نصها:
دولة ليون بلوم رئيس الحكومة الفرنسية.
إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في نفوس الشعب، وهو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني، ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطانه من الداخل.
إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم المنكوبين في فلسطين، وإن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه، ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون عليهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنجلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا.
إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحيق استقلاله ولكن سورية لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين. ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضمانا لحريته واستقلاله ويضع بين يديها مصيره ومستقبله وهو واثق أنه لا بد واجد لديهم سندا قويا لشعب علوي قدم لفرنسا خدمات عظيمة.
الموقعون:
سليمان الأسد (جد حافظ الأسد) محمد سليمان الأحمد
محمود آغا حديد سليمان المرشد
عزيز آغا هواش محمد بك جنيد
وفي حرب 1967 أرادوا أن يحققوا نبوءة كاذبة في كتبهم فتخلى النصيري حافظ أسد عن الجولان ليهود من أجل ذلك :
نبوءة وحيد العين : يوجد في أهم كتاب من كتب النصيرية واسمه كتاب الأسوس في الصفحة 213 نبوءة خطيرة فسرها شيوخ الطائفة النصيرية بما يخدم اليهود وهذا هو نص النبوءة
( عندما يبلغ المريخ إلى مرتبة الأوتاد الأربعة ويكون بهرام في الطالع يظهر من الجنوب وحيد العين الذي يكون مجتمعا فيه حدث الميم وقدم الدال عندما يصبح بهرام في الوتد بمقدار عشر درجات يكون وارد الوقت وحيد العين قد ظهرت أعلامه الخضراء من الشرق راكبا الميمون وبيمينه ذو الفقار المسنون ، فيطهر البلاد ويقضي على الفساد وينصب الخيام على العاصي وينهي الناس عن المعاصي ويطعم الجائع وعندما يصل بهرام إلى المغارب في تلك السنة يكون صاحب حدث الميم وقدم الدال قد وصلت راياته إلى دمشق واتجهت جيوشه إلى الشمال لتلتقي مع جيوش وارد الوقت وحيد العين، فتتلألأ الأنوار القدسية وتظهر الأظلة والأيتام من خلف القباب وتؤدى الطاعة إلى وارد الوقت سيدنا وحيد العين ويدوم العز في رؤوس العوالي وترفرف الأعلام فوق الجبال لمدة سبعين عاما بالتقريب، تكون كلمة وارد الوقت وحيد العين هي السائدة يخدمه وحيد العين صاحب حدث الميم وقدم الدال)
وبدأ النصيريون يطبقون هذه النبوءة ويفكون رموزها ويحللون أسرارها على الشكل التالي كما شرحه شيخ من شيوخهم } إن السيد أو شعيب الذي كان وحيد العين أي أعور ، سيحتجب عن طريق التناسخ ، فيظهر من الجنوب فيحتل دمشق ويتجه نحو الشمال ليؤدي الطاعة إلى وارد الوقت وحيد العين أعور ، وعندما يلتقي الأعوران سيدوم حكمهما مدة سبعين عاما وأبو شعيب يفسره مشايخنا اليوم هو : موشي دايان حدث الميم موشي وقدم الدال دايان
وتكريساًً لذلك أصدر حافظ أسد عفوا عن اليهود هذا نصه:
ومما يجدر ذكره أن حافظ أسد قبل توقيع الاتفاق بشهرين كان قد أصدر أمراً سرياً للعفو عن جواسيس اليهود إكراماً لصديقه اليهودي كيسنجر , وهذا نص المرسوم:
مرسوم رقم 385
بناءاً على أحكام قانون العقوبات وأصول المحاكمات الجزائية وعلى المرسوم التشريعي 23 بتاريخ 1 - 9 - 1971 وعلى الأحكام المكتسبة قوة القضية المقضية الصادرة عن المحكمة العسكرية بدمشق بالأرقام : 1132 / 1154 / بتاريخ 29 - 1951 * 69 / 1101 لعام 1952 * و 2 / 214 تاريخ 21 12 - 1955 و 18 / 19 تاريخ 12 - 10 - 1959 و 11 / 11 تاريخ 10 / 12 / 1960 والمتضمن الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة بعد الدعم والتبديل على ثلاثة وعشرون مجرماً لارتكابهم جرم العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية ومدها بالمعلومات وذهاب البعض منهم إلى إسرائيل والاتصال بالمسؤولين فيها وتناول المال من إسرائيل لقاء عمليات التجسس يرسم ما يلي :
المادة : يُمنحُ المحكومون المذكورون عفواً خاصاً عن المدة المتبقية المحكومين بها من قبل المحكمة العسكرية بقراراتها 1132 / 214 / 20 / 9 / 1 / 18 / 19 / 10 / 22 / 11 / 11
المادة 2 : لا ينشر هذا المرسوم ويبلغ من يلزم تنفيذه
وزير العدل محمد أديب النحوي رئيس الجمهورية حافظ الأسد
نسخة إلى المحامي العام .. دمشق 25- 2 - 1974
وزارة العدل الرقم 2204
وبعد ذلك هل نسي المفكر مجزرة صبرا وشاتيلا عندما تحالف نصارى لبنان مع يهود عام 1982 وذبحوا المسلمين في مخيمات صبرا وشاتيلا؟ وهل نسي مجزرة تل الزعتر الذي قام بها النظام النصيري ضد المسلمين في مخيم تل الزعتر 1975؟
وهل نسي أعمال الجنرال يعقوب بن حنا القبطي جزار المصريين بمساعدة ودعم الفرنسيين؟ وهل نسي أن فرنسا عندما احتلت الجزائر كان يساعده نصارى لبنان والتي منحتهم ألقاب الجنرالات ؟
أي قومية وأي تحالف وتعاضد قومي يتحدث عنه عمارة إن نصارى العرب وكفارهم كانوا مع أعداء المسلمين يتحالفون معهم ويستغلون كل فرصة لكيد الإسلام وأهله. بل نضيف ونقول للمفكر: إن الكفار من العرب كانوا دوماً خنجراً في خاصرة المسلمين، فعندما جاء التتار تحالف معهم النصارى ويهود والكفرة من العرب أمثال الشيعة والدروز والإسماعيلية الذين حاولوا اغتيال صلاح الدين وأسامة بن منقذ وكذلك النصيرية والنصارى ويهود.كانوا دائماً ضد المسلمين، وعندما جاءت الحملات الصليبية تحالف نصارى العرب, ويهود والنصيريون والشيعة مع الإفرنج، وعندما جاءت حملة نابليون تحالف أقباط مصر مع نصارى فرنسا وشكلوا ميليشيا خاصة، هي مليشيا المعلم يعقوب جلاد المصريين، وراجع تاريخ الجبرتي إن شئت، واستمروا على هذا النهج من بطرس غالي الجد([20]) إلى بطرس غالي الحفيد.([21]).
وفي الاستعمار الحديث كان الكفار من النصارى والدروز وغيرهم على تحالف مع الغرب ضد الإسلام، واقرأ كل كتب التاريخ تنبئك بهذا، ولا يغيب عنا دور الكتائب في لبنان وتحالفها مع النصيريين واليهود لإبادة المسلمين.. خيانات لها أول وليس لها آخر.. و سلسلة خبث وكيد ومكر وغدر ولؤم لا تنتهي.
اقرأ التاريخ يادكتور ولا تكتف بقراءة كتب أستاذ الماسون جرجي زيدان مثل فتاة غسان وشبيهاتها فهذه ليست مصدر وإنما روايات يتلهى بها الضائعون والتائهون وأفراخ الماسون
وأما يهود أحباب عمارة فالعجائز تعلم أن يهود المدينة وما حولها قوتلوا جميعاً وأجلوا عنها، وعامة المسلمين يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب }([22]).
وأنه قال: {... لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ, وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ, وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ, وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى, أَبَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم … }([23]).
وقال عن دعاوى القوميات: {.. دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ.. }([24]).
ووصف الله لنا الكفار محذراً ومنبهاً فقال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} النساء (144)
وقال تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } المائدة (51)
وقال تعالى { وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُون } المائدة َ(81)
وقال تعالى { مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }البقرة (105)
وقال تعالى { إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ(2)لَنْ تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(3)قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } الممتحنة
[1] - التراث في ضوء العقل، ص / 164.
[2] - الإسلام والعروبة والعلمانية - محمد عمارة، ص / 14.
[3] - الإسلام وقضايا العصر، ص / 11.
[4] - دراسات في القومية العربية - إسرائيل هل هي سامية، ص / 57.
[5] - المشنا: هو الجزء الأول والأساسي من التلمود، والجزء الثاني هو الجمارة، ومعنى لفظة المشنا: التعليم بالإعادة والتكرار.
[6] - دراسات في القومية العربية - إسرائيل هل هي سامية، ص / 58.
[7]- موسى بن ميمون: (1135-1294م) فيلسوف وطبيب يهودي أندلسي المولد، يعتبر أكبر مفكر يهودي في القرون الوسطى، غادر الأندلس إلى شمال أفريقيا ثم استقر في القاهرة، وعيِّن طبيباً في بلاط الأيوبيين، من آثاره "دلالة الحائرين" بالعربية، وحاول فيه إظهار التعارض بين الفلسفة والدين. وشرحه على "المشنا" وهو بالعبرية.
وأهم آراؤه الفلسفية ضمنها في كتابه دلائل الحائرين، وقرر فيه تعارض العقل مع ما جاء به النقل (التوراة)، وفي صفات الله عز وجل يقرر موسى صفات السلب متأثراً بالفلسفة اليونانية التي تأثر بها المعتزلة، والله عنده هو العلة الفاعلة والعلة الصورية والعلية الغائية، والله عقل محض، والنبي لا بد أن تتوافر فيه قدرة عقلية ممتازة وقدرة تخيل ممتازة، فإذا ما وجدت هاتان القوتان واقترن بهما السلوك الصالح كانت النبوة ظاهرة طبيعية.
[ مختصراً من موسوعة الفلسفة وموسوعة المورد ٍ]
[8] - ابن كمونة (1215- 1285) ابن كمونة اسم الشهرة واسمه الحقيقي (سعد بن منصور بن سعد بن الحسن الإسرائيلي). عاش في بغداد وعَمل مع الغزاة المغول، الوثنيين! ارتبطت شهرته بكتابه الجديد في الحكمة وهو الكتاب الذي نال اهتماماً خاصّاً من المتفلسفين من زراري المسلمين وأعضاء الجماعات اليهوديَّة، مع أنَّ لابن كمونةَ مؤلفاتٍ أخرى، مثل التذكرة فى الكيمياء وشرح كتاب الإشارات والتنبيهات لابن سينا، وشرح كتاب التلويحات العرشيَّة للسهروردي، وتنقيحِ الأبحاث في الملل الثلاث. وهذا الكتاب الأخير مطبوع مع ترجمة للإنجليزيَّة (جامعة كاليفورنيا 1967، نشرة موسى برلمان) أما الكتب الأخرى فهي في حكم المفقود، ويتناول الكتاب النقاشَ الدائر بين أتباع الديانات الثلاث (اليهوديَّة والمسيحيَّة والإسلام) ويبدأ بفصل تمهيدي عن النبوَّةِ بشكل عام، ثم يُتبعه بفصول عن النبوَّة في الديانات الثلاث كما يتبدَّى فى الكتاب اتجاه ابن كمونةَ مع ما يسمونه العقلانيَّة ولكنْ مادَّةُ الكتاب في معظمها اقتباساتٌ من كتابات ابن سينا والغزالي وموسى بن ميمون (دون أن يعيَّنَ المصدر). وقام بنشر كتابه تنقيح الأبحاث للملل الثلاث (دار الأنصار) المصرية، قالت الدار في مقدمته: بأنها نهدف إلى (تبصير المسلمين وعلماء الإسلام بحقيقة أمر كتاب تنقيح الأبحاث الذي ألفه سعد ابن منصور بن كمونة اليهودي لإثارة البلبلة بين المسلمين وتشكيكهم في أمر دينهم، مما حدا بدار الأنصار أن تتبنى نشر هذا الكتاب من خلال محققه الأستاذ الفاضل الدكتور عبد العظيم المطعني ليؤكد بالدليل الواضح بطلان وافتراء اليهودي ابن كمونة ومن ساعده لإخراج كتابه الذي دفع به الحقائق وطمس الثوابت، ليجعل من أوهامه تاريخا ومن أحلامه حقائقا، ولكن الله على كيدهم لقدير.
ثم قال المحقق: [ فإذا تجاوزنا الفصل الأول من فصوله الأربعة، وهو فصل تحدث فيه المؤلف عن (النبوات) وصاحبناه في الفصل الثاني الذي وقفه على الحديث عن عقيدته (اليهودية) وجدنا المؤلف ابن كمونة قد (نصب) من نفسه (دفاعا) مخلصا عن اليهودية والمآخذ الموجهة إليها، دافع عنها رسولا ورسالة وكتابا وعقيدة وشريعة، كما دافع عن (الخرافات) التي شحن بها اليهود (التوراة) عن الله وعن الرسل، وعن الإنسان فلا مانع عنده لا شرعا ولا عقيدة أن يزني لوط بكلتا ابنتيه؟! ولا مانع أن يزني يهوذا بامرأة ابنه ولا مانع أن يزني داود بزوجة قائد جيشه أوريا ثم يتآمر عليه ويقتله ويتزوجها من بعده. ولا مانع عنه أن يرتد سليمان بن داود في آخر حياته ويعبد الأصنام والأوثان والآلهة من دون الله! ولا مانع عنده أن يجتمع شيوخ بني إسرائيل بالله، وأن يروا موضع قدمية ّّ وأن يأكلوا ويشربوا في حضرته في ( خيمة الاجتماع)
ولا مانع أن يكون الله قد سكن في بيت بين بني إسرائيل!! ولا مانع أن يكون ذلك البيت فيه عدد من الشقق مصنوعة من البوص وشعر المعزة!! بل لا مانع أن يخاف الله من خلقه وأن يسعى بينهم بالفتنة ليفرق شملهم حتى لا يتحدوا عليه ويغلبوه، لا مانع من هذا الهوس الوارد في التوراة، بل لا مانع أن يأكل الله لحوم البشر ويحلو له مذاق لحمهم المشوي .- تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيرا- كل هذا وارد في التوراة ، ومع هذا فإن التوراة عند المؤلف وشيعته لم يلحقها تحريف ولا تبديل...؟
وإذا فحصنا ما كتبه ابن كمونة في الفصل الثالث عن المسيحية وجدناه يعمد أولا فيورد كل المآخذ التي تؤخذ عليها، ثم يكر عليها فيدافع عنها واحدا واحدا، ومن أبرز ما دفع عنه هذا الرجل الغريب كون المسيح له طبيعتان لاهوتية وناسوتية، ثم كون الثلاثة واحدا ولعل هذا الدفاع يفسر لنا السر في اشتراك مسعود بن أرجوك المسيحي معتقدا في إخراج هذا الكتاب..؟؟
وفي النهاية يرى ابن كمونة أن عقائد النصارى بما فيها خلط بين اللاهوت والناسوت وبما فيها من جعل الثلاثة واحدا، فبالناسوت كان هو القائم بعد موته والمخلص وابن الله –سبحانه- هذه العقائد عند ابن كمونة فوق النقد، وكل من يحاول نقدها فهو جاهل أو مشنع مجرد تشنيع. لقد دافع ابن كمونة عن النصرانية دفاعا حارا مثلما دافع عن يهوديته وغرائبها.
أما الفصل الرابع الذي خص به الإسلام فقد ارتدى ابن كمونة وهو يتحدث عنه ثوب المدعي العام بعد أن ارتدى في الحديث عن اليهودية والمسيحية ثوب المحامي الهمام.
وباختصار أنه في حديثه عن اليهودية والمسيحية جعل كل الأوهام حقائق وثوابت، وفي حديثه عن الإسلام جعل كل حقائقه الثوابت أوهاما، فلم يسلم منه لا رسول الإسلام، ولا كتاب الإسلام –القرآن- ولا عقائد الإسلام، ولا المسلمين ولا الإسلام، كل هذه الحقائق عند هذا المؤلف –الحاقد- سحابة قاتمة لا تلبث أن تزول، أو هي –حسبما خيل إليه حقده وشيطانه وجهله وكفره- زائلة بالفعل ساعة أن وضع ابن (الكمونة) كتابه، وحين وضع الله ابن كمونة هذا –الفاجر- ووضع كتابه في سجين، وما أدراك ما سجين...؟
أدار ابن كمونة حديثه عن الإسلام على محور واحد مكون من ستة دعائم، أما المحور فهو ثبوت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو لا ثبوتها، وأما الدعائم فهي دلائل ستة قال أن المسلمين يستدلون بها على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم راح يذكرها بالتفصيل وينقدها واحدا أثر واحد حتى يوهم قارئه أن نبوة محمد عليه السلام غير ثابتة ما دامت أدلتها محل نزاع أورد. وهدف المؤلف –طبعا- أن يثير الشكوك حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن قرر ثبوت نبوة موسى عليه السلام ثم نبوة عيسى عليه السلام والوصية .
وإلى القارئ بعض الشبهات التي أثارها ابن كمونة في كتابه هذا ضد الإسلام، ليقيس القارئ مالم نذكر على ما ذكرنا، فإن كلام ابن كمونة سيظل كلاما مالم نتعرض له، فإذا تعرضنا له لو كان وجهه وجه الشمس لاسود.
يدعي هذا الحاقد أن بعض كتاب الوحي في عهد النزول كانوا يرتدون حين يقفون على وجه (التزيد) الذي كان –عليه السلام- يلحقه بالقرآن ساعة ينزل؟؟ ويقول أن من هؤلاء المرتدين عبد الله بن سعد بن أبي سرح!!
ومن مزاعمه أن القرآن فيه تحريف، ويذكر مثلا له بقوله تعالى (فتثبتوا) وهي قراءة في (فتبينوا) في قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
ويدعي أن قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد...) أنه من الزيادات التي ألحقت بالقرآن، إما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أو حال حياته بإرادة منه، أو أن بعض أهل الكتاب زلف إلى رسول الإسلام فقال له مضمون هذه العبارات على أنها واردة في الإنجيل، فصدق عليه السلام هذه الإدعاء ووضعه في القرآن على أنه منه ؟!! هكذا يزعم هذا الرجل الممسوخ، وإلى هذه الدرجة تجرأ أو تهور على رسول الإسلام وكتاب الإسلام.]
أنكر أن يكون أن محمد صلى الله عليه وسلم نبياً وأنه بعد التمكين أباح لنفسه سائر الملذات وأمر زيداً أن يطلق زوجته ليتزوجها وجمع كثيرا من الإماء والسراري والنساء وتوسع في لذائذ الأطعمة واستبد بالخمس وقاتل وغزا لجمع الأموال. وبالمقابل دافع عن الملل الأخرى مثل البوذية والمزدكية وغيرها
وقال ابن الفوطي في الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة. سنة 683 وفيها اشتهر ببغداد أن عز الدولة بن كمونة اليهودي صنف كتابا سماه (الأبحاث عن الملل الثلاث) عرض فيه بذكر النبوات، وقال ما نعوذ بالله من ذكره، فثار العوام وهاجوا، واجتمعوا لكبس داره وقتله، فركب الأمير نمكاي، شحنة العراق، ومجد الدين بن الأثير، وجماعة الحكام، إلى المدرسة المستنصرية، واستدعوا قاضي القاضاة والمدرسين لتحقيق هذا، وطلبوا ابن كمونة، فاختفى. واتفق ذلك اليوم يوم الجمعة، فركب قاضي القضاة للصلاة، فمنعه العوام، فعاد إلى المستنصرية ، فخرج ابن الأثير ليسكن العوام، فأسمعوه قبيح الكلام، ونسبوه إلى التعصب لابن كمونة والذب عنه، فأمر الشحنة النداء في بغداد بالمباكرة في غد إلى ظاهر السور لإحراق ابن كمونة ، فسكن العوام، ولم يتجدد بعد ذلك له ذكر. وأما ابن كمونة فإنه وضع في صندوق مجلد وحمل إلى الحلة وكان ولده كاتبا بها. فأقام أياما وتوفي هناك.
[9] - باروخ دي اسبينوزا Baruch De Spinoza ا (1632 ـ 1677) فيلسوف هولندي، من أسرة يهودية أندلسية، هاجرت بعد استيلاء الملوك الكاثوليكيين سنة 1492 على غرناطة، وصدور مرسوم الملك فرديناند بطرد اليهود منها، وملاحقة محاكم التفتيش لهم. فكان آخر عهدهم بالتسامح الذي نعموا به في ظل العرب مدة قرون. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة عبرية، ثم انتقل إلى المدرسة الإكليركية في بيريرا. وأشرف والده على تعليمه فأتقن لغات عديدة منها الإسبانية والبرتغالية والعبرية. كما ألم بالثقافة الغربية السائدة القائمة على العناية بالتراث القديم (اليوناني واللاتيني المسيحي). ودرس الرياضيات والطبيعيات وشيئاً من مبادئ الطب. ثم انتقل إلى دراسة كوبيرنيك وغاليلو وكبلر وهارفي وديكارت وجيوردانو برونو، ألف في هذه الأثناء كتابه «رسالة موجزة في الله والإنسان وسعادته». ولما سافر إلى رينسبورغ شرع في تأليف «رسالة في إصلاح العقل». ونزولاً عند رغبة أصدقائه بالإدلاء برأيه في بعض مسائل فلسفة ديكارت ألف كتابه «مبادئ فلسفة رينيه ديكارت».
وتأثر بديكارت، ويمكن إعطاء لمحة موجزة عن فلسفته، من خلال ثلاثة كتب تعد رئيسة فيها، وهي: «رسالة في إصلاح العقل» و«الأخلاق»، و«رسالة في اللاهوت والسياسة».
فهو يبدأ الكلام على الجوهر ويرى أنه واحد، وأنه يبدو طبيعة طابعة في الله، وطبيعة مطبوعة في العالم؛ فالله والعالم واحد، ثم ينتقل إلى الكلام على الإنسان؛ ويرى أنه حال من أحوال الجوهر؛ فالإنسان، بما هو جسم، حال من أحوا ل الامتداد؛ وبما هو نفس، حال من أحوال الفكر. ويدرسه في انفعالاته وإرادته. ويرى أنه خاضع للضرورة السببية. فلا هو يضع غايات أفعاله، ولا هو حر في تنفيذها. فالحرية التي يشعر بها خداع؛ لأنه لو وعى حقيقته لأدرك أنه محكوم بضرورة كلية. وهذا يعني، أن أخلاقه أخلاق ضرورة، وأنها تابعة للضرورة السارية في أجزاء العالم كلها؛ وأن حكمته تتطلب منه أن يراعي هذه الضرورة، التي فيها خلاصه في نهاية المطاف.
يقوم اسبينوزا بثورة في التفكير الديني والسياسي، أراد بها أن يدخل نور العقل إلى هذين المجالين، فقد أراد ـ وفقاً لقاعدة ديكارت ـ ألا يقبل فيهما شيئاً على أنه حق ما لم يكن كذلك.
وهذا ما دفعه إلى أن يرى أن فكرة النبوة ليست واضحة ولا محددة، وأن ما يأتي به النبي هو وليد الخيال، أكثر منه وليد العقل، وإن ما خالف العقل باطل. وحين طبق معيار الأفكار الواضحة في مجال السياسة أيضاً؛ رأى أنها تقوم على فكرة الحق الطبيعي، وهي فكرة واضحة ومحددة. وهي أن كل فرد له الحق في أن يحيا وفق طبيعته ، سواء أكان جاهلاً أم حكيماً، وهذا لا يوفره إلا النظام الديمقراطي، الذي يوافق العقل والطبيعة.
وبهذا نسف اسبينوزا ثنائيات الدين وثنائيات الديكارتية: فألغى تعدد الجواهر وثنائية الله والعالم. فالعالم لا وجود له إلا في الله وبالله. وألغى ثنائية الوحي والعقل؛ فلا علامة على الحقيقة غير موافقتها للعقل. وألغى ثنائية الميكانيكية الطبيعية وحرية الإرادة؛ ووحد بين العقل والإرادة، فرأى أن الضرورة كلية، وهي تهيمن على ظواهر العالم المادي والأفعال الإرادية. مختصراً من الموسوعة العربية
وأكد اسبينوزا أن معرفة الطبيعة يجب أن تكون عقلية؛ وحتى تكون كذلك، لا بد من تصور جوهر حقيقي يكون العلة الكلية لكل المعلولات الطبيعية الناتجة عنها، هذا الجوهر الواحد غير المتناهي هو الله، وإذا كان واحداً ، لم يكن هناك جوهر آخر أحدثه، وهذا يعني أنه علة ذاته.
وهو يرى أن هناك صلة بين الدين والدولة، فاللاهوت الذي يأخذ به الدين ليس نظرية في الله فقط، بل يؤدي إلى نظام اجتماعي. كذلك العقائد الدينية فهي ليست عقائد خالصة، بل تؤدي إلى إقامة نظام سياسي. ومن هنا كانت حرية العقيدة مرتبطة بالحرية السياسية، فهي ضرورية هنا، كما هي ضرورية هناك: إذ من دونها لا يمكن أن يكوّن الناس رأياً واضحاً يكون دليلهم في شؤون حياتهم.
لهذا لا يحق للدولة احتكار الفكر، ولا التدخل في حرية تفكير المواطن، أو الانتصار لرأي فئة دينية على رأي فئة دينية أخرى. ففي مجال الدين تكثر الاتجاهات المختلفة، ولا يجمع الناس على رأي صحيح واحد يعدون ما خالفه خاطئاً. ولهذا لا يحق للدولة الانتساب إلى دين معين، ولا بد لها من أن تكون علمانية.
[10] - دراسات في القومية العربية - إسرائيل هل هي سامية، ص / 60.
[12] - دراسات في القومية العربية - إسرائيل هل هي سامية، ، ص / 66.
[13] - مسلمون ثوار، ص / 381.
[20] - بطرس غالي: (1876-1933م)هو بطرس بن غالي نيروز، قبطي مصري من طائفة الأرثذوكس، ولد بالميمون من قرى بني سويف، تعلم في أوربا وولي عدة نظارات منها المالية والخارجية ورئاسة النظار، تولى رئاسة محكمة دنشواي التي حكمت على المصريين من أهالي قرية دنشواي بالإعدام من أجل عيون الإنجليز، كان عميلاً للإنجليز بكل ما تعنيه كلمة العمالة والخيانة وكان مفروضاً على أي حكومة تشكل في عهد الاستخراب الانجليزي أن تعينه وزيراً فيها تم قتله اغتيالاً انتقاما لقتلى دنشواي .
[21] - بطرس بطرس غالي (1922 - ..........) أكاديمي وسياسي مصري، من عائلة إقطاعية رجعية معروفة، وحفيد بطرس غالي الذي ترأس محكمة دنشواي ونكل بالحركة الوطنية المصرية، التي عاقبته بالاغتيال عام 1910، درس الحقوق ثم الاقتصاد من باريس، وحصل على الدكتوراة عام 1949، عين أستاذا للقانون الدولي ولاعلاقات الدولية في جامعة القاهرة، ثم رئيسا لقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ترأس تحرير مجلة (السياسة الدولية) الصادرة عن (الأهرام) عين وزيرا للدولة عام 1977، وشغل منصب وزير الخارجية بالوكالة بعد استقالة إسماعيل فهمي ومحمود رياض احتجاجا على إعلان السادات عن عزمه زيارة الكيان الصهيوني، وقد رافق السادات في زيارته للأرض المحتلة بهذه الصفة، ثم أصبح وزير دولة للشؤون الخارجية بعد تعيين وزير أصيل للخارجية، شارك في أعمال مؤتمر كامب ديفيد وفي المفاوضات التي أعقبته 1978 . عين أمينا عاما للأم المتحدة عام 1992 وفي عهده تم غزو الصومال لنهب ثرواته وخيراته . ترأس منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة ، وبطرس غالي متزوج من ليا نادر وهي يهودية مصرية .
[22] - رواه مسلم برقم (1767).
[23] - رواه أحمد برقم (22978).
0 التعليقات:
إرسال تعليق