موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 20 يناير 2012

في رحاب العلماء (2)


في رحاب العلماء (2)
رضوان محمود نموس
لقد اعتبر الشيخ أبو الحسن الندوي([1]) أن المفاهيم الواردة من الفلسفة الغربية من علمانية وديمقراطية وليبرالية ما هي إلا ردة عن دين الله بل هي من أخطر أنواع الردة وكتب في هذا كتيباً بهذا العنوان(ردة ولا أبا بكر لها) أخذت منه هذه الصفحات.
ردة جديدة
شهد التاريخ الإسلامي حوادث ردة عديدة، أبرزها وأعنفها ردة القبائل العربية على أثر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، الثورة الكبيرة التي وأدها أبو بكر الصديق في مهدها بإيمانه وعزمه الذي ليس له مثيل في التاريخ، ومنها حركة التنصر التي انتشرت في أسبانيا على أثر جلاء المسلمين، والتي ظهرت في بعض الأقطار التي استولت عليها الدول الغربية المسيحية ونشط فيها القسس و "الإرساليات" ومنها قضايا شاذة من ارتداد بعض ضعاف العقول وصغار النفوس من المسلمين عن دين الإسلام واعتناقهم للبرهمية أو الآرية في الهند، ولكنها حوادث نادرة جداً، وفي الحقيقة أن تاريخ المسلمين لا يعرف الردة العامة – إذا استثنينا أسبانيا البائسة إذا صح أن نسميها ردة – كما اعترف به مؤرخو الديانات.
وتتسم هذه الحوادث كلها بسمتين، أولاهما المقت الشديد من المسلمين، والثانية الانفصال عن المجتمع الإسلامي، فكان كل من يرتد عن دينه يستهدف لسخط المسلمين الشديد وينفصل عن المجتمع الإسلامي الذي يعيش فيه بطبيعة الحال وتنقطع بمجرد ارتداده بينه وبين ذوي قرابته الأواصر والأرحام، وكانت الردة انتقالا من مجتمع إلى مجتمع، ومن حياة إلى حياة  وكانت الأسرة تقاطعه وتهجره وتقصيه، فلا مصاهرة، ولا زواج، ولا إخاء ولا توارث وكانت حركات الردة تثير روح المقاومة في المسلمين والمقارنة بين الديانات، والدفاع عن الإسلام، وكل قطر من أقطار المسلمين ظهرت في حوادث الردة تحمس علماء المسلمين ودعاة الإسلام وحملة الأقلام فيه للرد عليها وتتبع أسبابها، وعرض محاسن الإسلام ومزاياه، واجتاحت المجتمع الإسلامي موجة عنيفة من السخط والاستنكار والقلق، وكانت هذه الحوادث المقيمة المقعدة للمسلمين وكانت الحديث العام والشغل الشاغل للعامة فضلاً عن الخاصة وأهل الغيرة الدينية، هذا ما اتسمت به حوادث الردة، على ندرتها وشذوذها وعلى عدم تأثيرها في الحياة.
ولكن جرب العالم الإسلامي في العهد الأخير ردة اكتسحت عالم الإسلام من أقصاه إلى أقصاه وبذت جميع حركات الردة التي سبقتها في العنف والعموم، وفي العمق وفي القوة، ولم يخل منها قطر، وقلما خلت منها أسرة من أسر المسلمين، هر ردة تلت غزو أوروبا للشرق الإسلامي، الغزو السياسي والثقافي، وهي أعظم ردة ظهرت في عالم الإسلام وفي تاريخ الإسلام، منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يوم الناس هذا.
ماذا تعني الردة في عرف الإسلام وفي مصطلح الشريعة الإسلامية؟ هي إبدال دين بدين، وعقيدة بعقيدة، وإنكار ما جاء به الرسول وتواتر عنه وثبت بالضرورة من دين الإسلام.
وماذا كان يفعل المرتد ؟ ينكر الرسالة المحمدية – على صاحبها الصلاة والسلام – وينتقل إلى المسيحية أو اليهودية أو البرهمية، أو يلحد في الدين وينكر الرسالات والوحي والمعاد، هذا ما كان يعرفه العالم القديم أو المجتمع القديم من معاني الردة، وكان كل من يرتد عن دينه يدخل الكنيسة إذا تنصر أو يدخل الهيكل أو معبد الأصنام إذا اعتنق البرهمية مثلاً فيعرف ذلك الجميع، ويصبح شامة بين الناس يشار إليه بالبنان، ويقطع منه المسلمون الأمل، ولا يكون ارتداده – في غالب الأحوال – سراً من الأسرار.

الفلسفة التي حملتها أوروبا إلى الشرق
حملت أوروبا إلى الشرق الفلسفات التي قامت على إنكار أسس الدين وإنكار القوة المصرفة لهذا العالم، القوة الواعية التي أخرجت هذا العالم من العدم إلى الوجود وبيدها زمام الكون (الإله، الخلق والأمر ) وعلى إنكار عالم الغيب والوحي والنبوات، وإنكار الشرائع السماوية، وإنكار القيم الروحية والخلقية، منها ما تبحث في علم الحياة والنشوة والارتقاء، ومنها ما تتصل بالأخلاق، ومنها ما تدور حول علم النفس، ومنها ما موضوعها الاقتصاد والسياسة، ومهما اختلفت هذه الفلسفات في ألوانها وأهدافها وأسسها، فإنها جميعاً تلتقي على النظرية المادية المحضة إلى الإنسان وإلى الكون والتعليل المادي لظواهرهما وأفعالهما.
غزت هذه الفلسفات المجتمع الشرقي الإسلامي وتغلغلت في أحشائه وكانت أعظم ديانة ظهرت بعد الإسلام في التاريخ، أعظما انتشارا وأعمقها جذوراً وأقواها سيطرة على العقول والقلوب، وأقبل عليها زهرة البلاد الإسلامية زبدتها عقلاً وثقافة، وساغتها وهضمتها ودانت بها كما يدين المسلم بالإسلام والمسيحي بالمسيحية بكل معنى الكلمة، فهي تستميت في سبيلها وتقدس شعارها وتجل قادتها ودعاتها وتدعو إليها في أدبها ومؤلفاتها، وتحتقر كل ما يعارضها من الأديان والنظم والعقليات وتؤاخي كل من يدين بها،فأفرادها أمة واحدة وأسرة واحدة ومعسكر واحد.
الديانة اللادينية
وما هي هذه الديانة وإن أبى أصحابها أن يسموها ديانة ؟ إنكار لفاطر الكون العليم الخبير الذي قدر فهدى، وإنكار للمعاد وحشر الأجساد ووجود الجنة والنار والثواب والعقاب، وإنكار النبوات والرسالات وإنكار الشرائع السماوية والحدود الشرعية وإنكار أن الرسول الأعظم هو الذي فرض الله طاعته على جميع الخلق وحصر الهداية والسعادة في اتباعه، وأن الإسلام هو الرسالة الأخيرة الخالدة المتكفلة لجميع السعادات الدنيوية والأخروية ونظام الحياة الأمثل الأفضل، وهو الدين الذي لا يقبل الله غيره ولا يسعد العالم سواه أو إنكار أن الدنيا خلقت للإنسان وأن الإنسان خلق الله.
هذه ديانة الطبقة المثقفة الممتازة التي تملك زمام الحياة في أكثر البلدان الإسلامية، وإن لم تكن كلها طبقة واحدة في الإيمان بها والتحمس لها، وفيها ولا شك مؤمنون بالله متدينون بالإسلام، ولكن سمة هذه الطبقة التي تغلب عليها مع الأسف وديانة أكثر أفرادها ورؤسائها هي الديانة المادية وفلسفة الحياة الغربية التي قامت على الإلحاد.
إنها ردة، أعود فأقول : اكتسحت العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه  وغزت الأسر والبيوتات، والجامعات والكليات والثانويات والمؤسسات، فما من أسرة مثقفة – إلا من عصم ربك – إلا وفيها من يدين بها أو يحبها أو يجلها وإذا استنطقته أو خلوت به أو أثرته عرفت أنه لا يؤمن بالله، أولا يؤمن بالآخرة، أو لا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، أولا يؤمن بالقرآن كالكتاب المعجز الخالد ودستور الحياة وأفضلهم من يقول أنه لا يفكر في مثل هذه المسائل ولا يهتم بها اهتماما كبيراً.
إنها ردة ولكنها لم تلفت المسلمين، ولم تشغل خاطرهم، لأن صاحبها لا يدخل كنيسة أو هيكلاً ولا يعلن درته وانتقاله من دين إلى دين، ولا تنتبه لها الأسرة فلا تقاطعه ولا تقصيه بل يظل يعيش فيها ويتمتع بحقوقها وقد يسيطر عليها، ولا ينتبه له المجتمع فلا يحاسبه ولا يعاتبه ولا يفصله بل يظل يعيش فيه ويتمتع بحقوقه وقد يسيطر عليه.
قضية ولا أبا بكر لها.
إنها قضية العالم الإسلامي الكبرى، إنها مشكلة الأمة الإسلامية الكبرى، ردة تنتشر وتغزو المجتمع الإسلامي ثم لا ينتبه لها أحد، ولا يفزع لها العلماء ورجال الدين، لقد قالوا قديماً " قضية ولا أبا  حسن لها " وأقول : قضية ولا أبا بكر لها.
إنها قضية لا تطلب حرباً ولا تطلب تهييج الرأي العام، ولا تطلب ثورة، ولا تطلب عنفاً بل أن العنف يضرها ويهيجها، والإسلام لا يعرف محاكم التفتيش ولا يعرف الاضطهاد، إنها تطلب عزما وتطلب حكمة وتطلب صبرا واحتمالا وتطلب دراسة.
سر انتشار هذه الديانة
لماذا انتشرت هذه الديانة في الشرق الإسلامي ؟
لماذا استطاعت أن تغزو المسلمين في عقر دارهم ؟ ولماذا استطاعت أن تسيطر على العقول والنفوس هذه السيطرة القوية ؟ إن كل ذلك يطلب التفكير العميق الدقيق … والدراسة الواسعة.
ضعف العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر المسيحي في الدعوة والعقدية والعقلية والعلم وبدا عليه الإعياء والشيخوخة، والإسلام لا يعرف الشيخوخة والهرم، إنه جديد كالشمس وقديم كالشمس وشاب كالشمس ولكن المسلمين هم الذين شاخوا وضعفوا، فلا سعة في العلم ولا ابتكار في التفكير والإنتاج، ولا عبقرية في العقل، ولا حماسة في الدعوة، ولا عرضاً جميلاً ومؤثراً للإسلام ومزاياه ورسالته إلا النادر القليل.
ولا صلة بالشباب المثقف والتأثير في عقليتهم وهم أمة الغد والجيل المرتجى، ولا محاولة لإقناعهم بأن الإسلام هو دين الإنسانية والرسالة الخالدة، وأن القرآن هو الكتاب المعجز الخالد الذي لا تنقضي عجائبه ولا تنفذ ذخائره ولا تبلى جدته، وأن الرسول هو المعجزة الكبرى ورسول الأجيال كلها وإمام العهود كلها، وأن الشريعة الإسلامية هي الآية في التشريع وهي الصالحة لمسايرة الحياة وقضاء مآربها الصالحة والأشراف عليها، وأن الإيمان والعقيدة والأخلاق والقيم الروحية هي أساس المدنية الفاضلة والمجتمع الكريم، وأن الحضارة الجديدة لا تملك إلا الوسائل والآلات، وأن تعاليم الأنبياء هي مصدر العقيدة والخلق والغايات، ولا مطمع في المدنية الصالحة المتزنة إلا بالجمع بين الوسائل والغايات.
وفي هذه الساعة هجمت أوروبا بفلسفاتها التي تعب في تدوينها وتهذيبها كبار الفلاسفة ونوابغ العصر، وصبغوها بصبغة علمية فلسفية يخيل إلى الناظر أنها غاية ما يصل إليها التفكير الإنساني ومنتهى الدراسات والاختيارات ونتاج العقول البشرية وعصارة التأملات وكان فيها ما يقوم على الاختبار والمشاهدة وتصدقه التجربة، وما يقوم على الافتراض والتحكم والتخيل والتوهم، وفيها الحق والباطل والعلم والجهل والحقائق الراهنة والتخيلات الشعرية، وليس الشعر محصوراً في النظم والقوافي بل هو في الفلسفة والعلم أيضاً.
ووردت هذه الفلسفات مع الفاتحين الأوروبيين فخضعت لها العقول والنفوس البشرية وأذعنت لها وقبلتها الطبقة المثقفة في الشرق وفيها ما يفهمها وهم القلة والقليلة وفيها من لا يفهمها وهم الكثرة الكاثرة ولكن كل مؤمن بها مسحور بسحرها يرى الظرفة والكياسة في اعتقادها ويرى ذلك شعار المثقفين الأحرار.
وهكذا انتشر الإلحاد والارتداد في الأوساط الإسلامية من غير أن ينتبه له الآباء والأساتذة المربون وأهل الغيرة ولم يسجدوا لصنم ولم يذبحوا لطاغوت، وكان ذلك دليل الارتداد والكفر والزندقة في العهد القديم.
نفاق وإلحاد
وكان المارقون القدماء يخرجون من المجتمع الإسلامي وينضمون إلى مجتمع الديانة التي يدينون بها جديداً ويعلنون عقيدتهم وتحولهم بصراحة وشجاعة، ويحتملون كل ما يخسرونه في سبيل عقيدتهم الجديدة ولا يلحون على البقاء في المجتمع القديم ليحافظوا على ما كانوا يتمتعون به من حقوق وحظوظ.
أما الذي يقطع صلته عن دين الإسلام اليوم فلا يريد أن يقطع صلته عن المجتمع الإسلامي، مع أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع البشري الوحيد الذي يقوم على العقيدة ولا يتحقق هذا المجتمع من غير عقيدة، ويلحون على أن يعيشوا في مراكزهم متمتعين بثقة هذا المجتمع، متمتعين بالحقوق التي يخولها الإسلام، إن هذا وضع شاذ لم يعرفه التاريخ الإسلامي.
أعظم خطر يواجه العالم الإسلامي
هذا تصوير العالم الإسلامي الديني والاعتقادي بالإجمال وهي موجة تكتسح العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه وهي أعظم موجة واجهها العالم الإسلامي في تاريخه الطويل وهي تفوق كل موج معارضة عرفها التاريخ الإسلامي سواء في قوتها وفي شمولها وفي تأثيرها في المجتمع الإسلامي، وتمتاز عنها بأن المنتبهين لهذه الأخيرة قلائل، والذي ينقطعون إلى محاربتها ويجندون لها قواهم ومواهبهم أقل، فقد حدث الإلحاد وظهرت الزندقة بتأثير الفلسفة اليونانية في العهد القديم فوجد من يحاربها بعقله الكبير وذكائه النادر وعلمه الغزير ودراسته الواسعة وشخصيته القوية، وظهرت الباطنية والملاحدة فوجد من يحاربها بالعلم والحكمة والبرهان وبقي الإسلام محتفظاً بنفوذه العقلي ومكانته العلمية ترتد عنه كل موجة عاتية، وينحسر عنه طوده كل فيضان وكل سيل جارف.
ليست المسألة انحطاط في الأخلاق وضعف في العبادات وترك للشعائر، وتقليد للأجانب، وإن كانت مسائل تستحق العناية والجهاد، ولكن مسألة العالم الإسلامي اليوم أعظم وأضخم من كل ذلك، إنها مسألة كفر وإيمان، إنها مسألة بقاء على الإسلام وخلع له، إن المعركة قائمة بين الفلسفة الغربية اللادينية وبين الإسلام آخر الرسالات، وبين المادية والشرائع السماوية، ولعلها آخر معركة قامت بين الدين واللادينية وإنها تحدد مصير العالم.
جهاد اليوم
إن جهاد اليوم وإن خلافة النبوة وإن أعظم القربات وأفضل العبادات أن تقاوم هذه الموجة اللادينية التي تجتاح العالم الإسلامي وتغزو عقوله ومراكزه وأن تعاد الثقة المفقودة إلى نفوس الشباب والطبقات المثقفة بمبادئ الإسلام وعقائده وحقائقه ونظمه، وبالرسالة المحمدية، وأن يزال القلق الفكري والاضطراب النفسي اللذان يساوران الشباب المثقف وأن يقنعوا بالإسلام عقلياً وثقافياً، وأن تحارب المبادئ الجاهلية التي رسخت في النفوس وسيطرت على العقول علمياً وعقلياً وأن يحل محلها المبادئ الإسلامية باقتناع وإيمان وحماسة.
لقد مضى علينا قرن كامل وأوروبا تغتصب شبابنا وعقولنا وتنبت في عقولنا الشك والإلحاد، والنفاق وعدم الثقة بالحقائق الإيمانية والغيبية والإيمان بالفلسفات الجديدة الاقتصادية والسياسية، ونحن معرضون عن مقاومتها ومعتمدون على ما عندنا من ثراء، مضربون عن الإنتاج الجديد، معرضون عن فلسفاتها ونظمها ومحاسبتها محاسبة علمية ونقدها وتشريحها كتشريح الأطباء الجراحين، متعللون بالبحوث السطحية المستعجلة بالزيادة في ثروتنا العلمية القديمة حتى فوجئنا في العصر الأخير بانهيار العالم الإسلامي في الإيمان والعقيدة، وملك زمام الأمور في البلاد الإسلامية، جيل لا يؤمن بمبادئ الإسلام وعقيدته ولا يتحمس لها ولا تربطه بالشعب المسلم المؤمن البريء إلا ( القومية الإسلامية ) أو المصالح السياسية.
وبدأت هذه العقلية أو النفسية اللادينية تتسرب عن طريق الأدب والثقافة والصحافة والسياسة إلى الجماهير حتى أصبحت الشعوب الإسلامية وفيها كل خير وكل صلاح وكل استعداد وهي من أصلح الكتل البشرية في العالم خاضعة لهذه الطبقة بحكم ثقافتها وذكائها ونفوذها، وإذا بقي هذا الوضع يسرب الإلحاد والفساد إلى هذه الشعوب وإلى الطبقات التي تعيش في البادية والقرى وتعمل في المصانع والمزارع وصارت في طريق اللادينية والزندقة. هذا ما وقع في أوروبا وهو واقع في الشرق إذا جرت الأمور مجراها الطبيعي ولم تحل إرادة الله القاهرة.
إلى الإيمان من جديد
إن العالم الإسلامي في حاجة شديدة إلى دعوة إسلامية جديدة وإن هتاف الدعاة والعاملين فيه وهدفهم اليوم ( إلى الإيمان من جديد ) ولا يكفي الهتاف، إنه لا بد من تصميم حكيم قبل العمل، لا بد من تفكير هادئ عميق كيف نرد الطبقة المثقفة التي تحتكر الحياة وتملك الزمام إلى الإسلام من جديد وكيف نبعث فيها الإيمان والثقة بالإسلام، وكيف نحررها من رق الفلسفات الغربية والحضارة العصرية ونظرياتها اللادينية.
فريضة لا تحتمل التأخير
إنها فريضة لا تحتمل التأخير ولا تأخير يوم واحد، فالعالم الإسلامي يواجه اليوم موجة ردة عنيفة منتشرة في أعز أبنائه وأقوى أجزاءه، إنها ثورة على أعز ما يملك من عقيدة وخلق وقيم، ولا بقاء للعالم الإسلامي بعد ضياع هذه الثروة التي خلفها الرسول وتوارثتها الأجيال وجاهد في سبيلها أبطال الإسلام.
فليكن الموضوع موضع دراسة واهتمام لجميع من يهمهم أمر الإسلام.






[1] - هو عليٌّ أبو الحسنِ بنُ عبد الحي بن فخر الدين الحسني ـ ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن السبط الأكبر بن علي ابن أبي طالب. وُلِدَ بقرية تكيه بمديرية راي بريلي- في الولاية الشمالية بالهند . تُوُفِّي أبوه عام 1341هـ 1923 م وهو لم يزل دون العاشرة، عيَّن مُدَرِّساً في دار العلوم لندوة العلماء عام 1934م، ودرَّس فيها التفسير والحديث، والأدب العربي وتاريخه, والمنطق. أسَّسَ مركزاً للتعليمات الإسلامية عام 1943م من أهم كتبه:  كتابه المشهور ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين عام 1944 م، وأكمله عام 1947م. له كتاب القادياني والقاديانية  عام 1958م. الصِّراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية, صورتان متضادتان لنتائج جهود الرسول الأعظم والمسلمين الأوائل عند أهل السنة والشيعة. وغيرها من الكتب توفي يوم الجمعة 23 رمضان 1420 هـ الموافق 31 ديسمبر 1999 في قرية تكية كلان في الهند.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.