سلام الله عليك يا بلادي (11)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي.. كم أنت طيبة حليمة.عفوَّة كريمة . حتى ظنك البعض أنك ساذجة.. كم كنت طيبة عندما خانك النصيريون.. والإسماعيليون والشيعة.. في جبل عامل.. وتمالؤوا مع الصليبين، أعداء الأمة، بل حاولوا اغتيال القائد صلاح الدين، والقائد أسامة بن منقذ، وعندما هزم الصليبيون، جاؤوك يهرعون، وقالوا لك: إنما فعل ذلك سفهاؤنا، وكلهم سفهاء, وجثوا يتمرغون ويعلنون التوبة الكاذبة، ثم جاء التتار فعادوا إلى خيانتهم، وإلى أصلهم اللئيم، ومارسوا التجسس والغدر، وكانوا يجاهرون بالأفراح إذا أصاب المسلمين القرح، ويعلنون الحزن إذا انتصر الإسلام، ولما هزم التتار، جاؤوا يهرعون وقد كانوا كافرين مرتدين من قبل ومن بعد، فعفوت وصفحت، من موقع القوة والاقتدار..
ودارت دورة الدهر، وجاء الفرنسيون، فعادوا إلى أصلهم الخبيث الكافر المرتد، وأعلنوا ولاءهم لفرنسا، وتعاونوا معها ضدك، وطالبوها بعدم الرحيل، ولكنها رحلت، فعادوا يعتذرون، وقبلت عذرهم، وكان عليك ألا تقبلي، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) وقد أوصى ابنك العالم الرباني البار (ابن تيمية) آنذاك: (ألا تتركوا هؤلاء في جيش، ولا شرطة، ولا حرس، ولا عسس، فإنهم أهل غدر وخيانة وأكفر من اليهود والنصارى)، فنسيت أو تناسيت وصية ابنك البار وأدخلتيهم في الجيش والشرطة والأمن، فهاهم يقتلون أبناءك وينتهكون أعراض نساءك، ويمارسون القتل والخيانة.
ونحن واثقون أنك ستخرجين من محنتك منتصرة عزيزة كما كنت تخرجين كل مرة، فهل ستعودين إلى عفوك الذي كان في غير مكانه، أذكرك يا بلادي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) وأذكرك بوصية ابنك ا لبار ابن تيمية، وأذكرك بواجبك الشرعي في قتل المرتدين..
وإياك.. إياك.. إياك.. أن تعودي للصفح فسكون سذاجة وغفلة بل ضرب من الجنون
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وهاهم تمردوا، وعلوا، وأفسدوا، فعليك بإنزال حكم الله بهم (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
0 التعليقات:
إرسال تعليق