موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

دراسات عسكرية (20)


دراسات عسكرية (20)

رضوان محمود نموس
المعركة الهجومية
الهجوم هو الشكل الرئيسي من أشكال القتال وكل الأشكال الأخرى ما هي إلا وسائل تعمل في خدمة الهجوم والإعداد له وإيجاد الظرف الملائم ولا يمكن تحقيق أي نصر دون أعمال هجومية.
مبادئ الهجوم
1-  تحقيق التفوق بالقوى والوسائط على العدو المدافع بنسبة لا تقل عن ثلاثة إلى واحد. وفي حال المجاهدين في سوريا أو أي مكان: المقصود التفوق في النقطة الهجومية وليس بالمجموع فمثلاً نريد الهجوم (الإغارة) على نقطة معادية قوامها 10مقاتلين فينبغي أن تكون القوة المهاجمة (30) مقاتل
2-  استثمار الضربة النارية المبكرة للأهداف المعادية والتي تحدث خللاً في دفاعاته وإرباكاً له قبل أن يصحو من هول المفاجأة ويرتب نفسه ويستعد لتلقي القوات المهاجمة وامتصاص زخمها.
3-  السرعة في الأداء والتي تتيح استمرارية العمل الهجومي دون ترك فرصة للعدو لاتخاذ تدابير ضد هذا الهجوم فيصبح الموقع المعادي متغيراً بسرعة نحو الأسوأ مما يفقده القدرة على اتخاذ قرار واضح ومبني على أسس سليمة ثابتة.
4-  تركيز الهجوم على قطاع ضيق مع مشاغلة كامل الجبهة وتمويه مكان هذا القطاع عن العدو والمرونة في تحديده لصعوبة خرق الجبهة بالكامل.
5-  تحقيق التماس المباشر مع العدو حتى لا نترك له فرصة لتنظيم أي هجوم معاكس أو دفاع فعال ولحرمانه من استخدام الأسلحة ذات التدمير الشامل والأسلحة الكيميائية.

6-  المناورة بالقوى والوسائط وعدم الاكتفاء بالهجوم الجبهي.
7-  المرونة في خطة الهجوم وإيجاد البدائل في حال فشل الهجوم في أحد القطاعات.
8-  المحافظة على تراتيب القتال في كافة المراحل الهجومية.
9-  إدامة زخم الهجوم بزج الأنساق الثانية والخلفية لتطوير الهجوم.
10- الاحتفاظ بقوة احتياطية كبيرة لاستثمار الثغرات في صفوف العدو ولزجها في أي مكان يتطلبها للمحافظة على التفوق واستثمار النصر.
11- تنظيم التعاون المتين بين القوى والوسائط.
12- المحافظة على الحركية الهجومية وعدم التوقف.
أشكال الهجوم:
1-  الهجوم من قاعدة انطلاق محضرة مسبقاً حيث تكون القوات في مواقع دفاعية مجهزة يتم تموضع المدفعية في مكان تستطيع منه ضرب الأهداف المعادية المقرر ضربها بنيران التمهيد، وتجهز الكاسحات وتفتح ثغرات في الموانع الصديقة وتجهز محاور في العمق لتقدم الأرتال الصديقة وتحدد خطوط الفتح والانتشار وخط زج النسق الثاني ومهمة الاحتياطات مثل الاحتياط م/د وغيرها من القوى والوسائط.
2-  الهجوم على عجل من أرض محتلة جديداً ويحصل هذا النوع من الهجوم لقوة احتلت خطاً جديداً إما لتراجعها عن الخط الدفاعي الأصلي، أو لاحتلالها خطاً ضمن دفاع العدو وبعد احتلال هذا الخط بفترة قصيرة انطلقت للهجوم ولا يكون التحضير في هذه الحالة كسابقتها ومثال ذلك في التاريخ الإسلامي معركة بدر إذا احتل المسلمون منطقة بدر وثم تجهيزها بسرعة وتغوير الآبار ثم انطلقوا بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم للهجوم بعد هذا التحضير السريع.
3-  الهجوم الصاخب وهو الذي يرافق قصف عنيف يمهد للأعمال الهجومية.
4-  الهجوم الصامت وهو الذي يتم بسرية مطلقة ولا يحدث الاشتباك إلا على الهدف المعادي.
5-  المعركة التصادمية وهي معركة بين قوتين متحركتين تسعى كل منها إلى احتلال خط مناسب والدفاع عنه ومهاجمة الخصم في منطقة غير مناسبة والإجهاز عليه ومثال هذا معركة أحد إذ كان المشركون يتقدمون باتجاه المدينة وكان المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم يخرجون من المدينة لملاقاة المشركين والصدام معهم واحتل المسلمون خطاً ممتازاً عند جبل أحد للدفاع عنه وضرب المشركين وهم في موقع غير جيد وكاد أن يتم لهم ذلك، لولا إرادة الله عز وجل، التي تريد أن تمحص الصف وكذلك السبب المباشر في ترك المسلمين لجبل الرماة.
مراحل الهجوم
1- التمهيد الناري: ويكون حسب حجم القوات المهاجمة والهدف المُهاجَم ويستخدم في الجيوش التمهيد المدفعي والقصف الجوي ويستمر حتى 2 ساعة أو أكثر حسب قرار القائد وبعد القوات الصديقة عند الحد الأمامي، ويفضل أن لا يزيد التمهيد المدفعي عن ساعتين إلى ثلاث، حتى لا يستفيد العدو من عدم اندفاع القوات الصديقة ويرتب وضعه الدفاعي.
كما وتستخدم القنابل الدخانية لمنع المراصد العادية من مراقبة تراتيب القتال وحجم الوحدات المهاجمة واستنتاج مكان الضربة الرئيسية.
2- الانطلاق نحو الهدف تتحرك القوات من قاعدة انطلاقها تحت ستار التمهيد الناري حتى تصل إلى مقربة من الهدف يتم نقل الرمايات المدفعية والجوية إلى العمق المعادي.
3- الالتحام وتحقيق المهمة المباشرة عند وصول القوات إلى الحد الأمامي أو نقطة الاستناد أو الهدف المعادي تلتحم بأسلحتها مع عناصر العدو وتدمره ويحتل الهدف المقرر لها في مهمتها المباشرة.
4- تحقيق المهمة التالية وذلك بعد تدمير الهدف المقر كمهمة مباشرة أو اجتياز الحد الأمامي يتجه للهمة التالية والتي تستعمل لتدمير الأنساق الثانية والمعادية ولا يقوم عناصر النسق الأول الصديق بتطهير الأرض وتترك هذه المهمة لرجال النسق الثاني للمحافظة على الاندفاع القوي والسريع.
5- مطاردة العدو المنسحب وتطوير المعركة ومنع العدو من إعادة تنظيم نفسه حتى لا يشكل دفاعاً متماسكاً أو يشن هجوماً معاكساً.
6- التشبث في الأرض واحتلالها وتدمير العدو المتواجد فيها أو متابعة الأعمال الهجومية وتحقيق المهام المتتابعة حتى يتم تطهير الأرض من أدران العدو ورجسه، وتعود طاهرة يعلو فيها أمر الله عز وجل.
العوامل المؤثرة على الهجوم
1- العدو : طريقة دفاعه هل هي دفاع خنادق متتالية أم دفاع مبني على أساس نقاط الاستناد وهل هو دفاع ثابت أم دفاع متحرك وما هي طبيعة تحصيناته وكثافتها ودرجة صلابة حده الأمامي وحجم الاحتياطي لديه في العمق ونوعية قواته هل هي مشاة أم مشاة محمولة أم قوات مدرعة وما هي تعداد القوات لديه ونوعيه وحجم الوسائط التي يمتلكها.
2- الصديق وسائله الهجومية قوة ضربته النارية الأولى ومدى تأثيرها وسائل فتح وتدمير الحواجز المعادية الاستطاعة على استمرارية النظم – إمكانية تغطية القوات الصديقة المهاجمة القوى والوسائط المتوفرة، حجم الاحتياطات لديه.
3- طبيعة الخطة القتالية ومخططات المناورة ونجاحها.
4- مستوى التنفيذ ومدى المهارة في تطبيق الخطط.
5- طبيعة الأرض (مسرح العمليات) التي تدور عليها المعارك.
تنظيم الهجوم
1-  تحديد نوعية الهجوم.
2-  تحديد زمن التمهيد الناري وحجم وأنواع الذخائر المستهلكة على كل هدف.
3-  تحديد حجم النسق الأول المهاجم والقوى والوسائط المعززة والداعمة له.
4-  تحديد المهمة المباشرة.
5-  تحديد المهمة التالية.
6-  تحديد اتجاه الهجوم اللاحق والمهمة اليومية والمهام المتتابعة.
7-  تحديد قطاع الخرق وحجم القوى والوسائط فيه.
8-  تحديد خط زج النسق الثاني.
9-  تحديد خطوط الفتح والانتشار.
10- ترك احتياط كبير لمواجهة الحالات الطارئة.
11- ترتيب كافة التأمينات ووضع خطط واضحة لها.
12- تنظيم المناورة الهجومية.
13- تنظيم التعاون.
ولئن كان هذا الكلام عن الهجوم بشكله العام فهو ينطبق على حروب المجاهدين مثل (الإغارة) فما الإغارة إلا عملية هجوم مصغرة وكل ما ذكرناه عن المعركة الهجومية ينظبق بشكل أو بآخر على الإغارة وهنا أود التذكير أنه لا يجوز في بدئ العمليات الجهادية اللجوء إلى معارك كبيرة هجومية أو دفاعية بل الأصل الإغارات والكمائن السريعة حتى يتم استنزاف الخصم بشكل كبير وإنهاكه وتخلي المؤيدين عنه وفي النهاية لا بد من عمليات عسكرية هجومية وهذا ما حصل في فيتنام وأفغانستان وأخيراً في ليبيا بل في كل البلدان لا بد أخيراً من عمليات حربية كبيرة وكل بلد وظروفها تحدد متى تكون هذه العمليات. 
ولكن المتفق عليه أنه في بداية العمليات الجهادية يجب عدم التورط في عمليات عسكرية كبيرة إنما يكون طابع العمليات استنزاف الخصم وتحقيق التفوق عليه في لحظة الإغارة أو الكمين.     

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.