دراسات عسكرية(2)
رضوان محمود نموس
الإعداد العسكري
العدة في اللغة هي: ما أعددت لحوادث الدهر من المال والسلاح والقيادة والإعداد العسكري هو التجهيز عسكرياً لردع المعتدين ومواجهتهم واستنقاذ الحق منهم ويشمل الإعداد الفكري والجسدي والفني والإداري للمقاتلين وتجهيز السلاح والعتاد.
ويختلف الإعداد تبعاً للمهمة التي ستلقى على عاتق الرجال المراد إعدادهم فإعداد الجيوش النظامية يختلف عن إعداد مقاتلين سيخوضون حرب عصابات والإعداد للمهام الخاصة كالقتال في الجبال والمدن والغابات يختلف عنه في المناطق الصحراوية أو السهلية.
وتطور وسائل الصراع يفرض إعداداً فنياً وإلكترونياً وعلمياً يتلاءم مع هذه الوسائل، ولكن مع كل هذه الفوارق هناك نقاط تشابك بل هناك حد تلتقي عنده كل أشكال الإعداد؛ وهو إعداد المقاتل المدرب تدريباً جيداً والمتمتع بلياقة بدنية عالية تتيح له استخدام كافة الأسلحة وخوض كافة المعارك في مختلف الظروف والذي يتمثل استيعاب التقنيات الحديثة والاستفادة من الأرض والبيئة ومعرفة أساليب قتال الخصم وميزات عتاده وأسلحته فالأعداد تعلم وتدريب وتربية تعلم نظري على فنون القتال والتقنيات الحديثة والتدريب عملياً لإسقاط العلم النظري على الواقع وتلافي السلبيات التي تظهر أثناء التنفيذ والتربية الصحيحة ليكون القتال قتال حق وجهاد في سبيل الله بعيداً عن النزوات العدوانية.
ويجب أن يكون التدريب قاسياً ومستمراً وأقرب ما يكون إلى ظروف القتال الحقيقية وبكافة الأراضي سهلها ووعرها وجبالها وسواحلها وصحرائها ومستنقعاتها بالمدن والغابات وفي كافة الأوقات ليلاً ونهاراً وفي حر الصيف وقر الشتاء وتحت كل الظروف ليتكون لدينا مقاتل يحقق التفوق النوعي ويستطيع مجابهة الخصم وهزيمته في كل الأماكن والأوقات ومتسلحاً بالوعي العقائدي الإسلامي الصحيح، الذي يشكل العدة الأساسية لدى المقاتل فهو يعرف وبشكل دقيق لماذا يقدم جهده وماله بل وروحه وفي أي سبيل ولأية غاية ومتى يسفك الدماء ومتى يحميها ويصونها وما كانت سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم مثل بدر الأولى والثانية وذات الرقاع وسيف البحر وسرية عبد الله بن جحش وغيرها إلا نوعاً من الإعداد العملي للقوة الإسلامية الصاعدة وتجهيز قادة ميدانيين لحمل عبء المواجهة في المستقبل القريب.
وللبحث صلة
0 التعليقات:
إرسال تعليق