موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأحد، 20 نوفمبر 2011

أحفاد بلعام والرجال بن عرفطة


أحفاد بلعام والرجال بن عرفطة

رضوان محمود نموس

قال الله تعالى:) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِين % وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ % ( الأعراف175-176
قال ابن كثير: [وأجمعوا على أن بلعام بن باعورا أعان الجبارين بالدعاء على موسى... وهو من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام, وكان بحيث إذا نظر رأى العرش. وهو المعني بقوله "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا" ولم يقل آية, وكان في مجلسه اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه.
وقال الطبري في تفسيره: [وبعد فإن أهل العلم بأخبار الأولين مجمعون على أن بلعام بن باعوراء كان ممن أعان الجبارين بالدعاء على موسى] تفسير الطبري ج: 6 ص: 185
وقال ابن الجوزي: [ومن تلبيس إبليس على الفقهاء مخالطتهم الأمراء والسلاطين ومداهنتهم وترك الإنكار عليهم مع القدرة على ذلك وربما رخصوا لهم فيما لا رخصة لهم فيه لينالوا من دنياهم عرضا فيقع بذلك الفساد لثلاثة أوجه الأول الأمير يقول لولا أني على صواب لأنكر على الفقيه وكيف لا أكون مصيبا وهو يأكل من مالي والثاني العامي أنه يقول لا بأس بهذا الأمير ولا بماله ولا بأفعاله فان فلانا الفقيه لا يبرح عنده والثالث الفقيه فإنه يفسد دينه بذلك وقد لبس إبليس عليهم في الدخول على السلطان فيقول إنما ندخل لنشفع في مسلم] تلبيس إبليس ج: 1 ص: 148.
لقد آمن رجل من بني حنيفة على زمن رسول الله r يسمى (الرجال بن عرفطة) وحفط ما تيسر له من القرآن فلما لما ارتد مسيلمة أرسل رسول الله r له الرجال ينصحه ويرده إلى الإسلام ولكن مسيلمة أغرى الرجال بالمال والنساءوالمنصب فشهد الرجال أن نبوة مسيلمة صحيحة
 
(فسأل رجل من بني حنيفة أبا هريرة قال أتعرف رَجّالا قال أبوهريرة نعم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم   ضرسه  في النار أعظم من أحد فكان أسلم ثم ارتد ولحق بمسيلمة وقال كبشان انتطحا وأحبهما إلي أن يغلب كبشي) مسند الحميدي برقم 1177.
وقيل اسمه الرحال بن عثمويه. جاء في تاريخ دمشق:
عن رافع بن خديج قال: كان بالرحال بن عثمويه من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء عجب. فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، والرحال معنا جالس في نفر، فقال: "أحد هؤلاء النفر في النار" قال رافع: فنظرت في القوم، فإذا بأبي هريرة الدوسي وأبي أروى الدوسي، والطفيل بن عمرو الدوسي، ورحال بن عثمويه، فجعلت أنظر، وأتعجب، وأقول: من هذا الشقي؟! فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعت بنو حنيفة، فسألت ما فعل الرحال بن عثمويه، فقيل: افتتن، هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أشركه في أمر من بعده، فقال: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق. وسمع الرحال يقول: كبشان انتطحا، فأحبهما إلينا كبشنا.
قال المصنف: كذا كان في الأصل في المواضع لها. والصواب ابن عنفرة، والرجال بالجيم.
وجاء في مختصر السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب أن الصحابة رضي الله عنهم قالوا : (إن الرجال كان أكثر شراً وأثراً من مسيلمة)
وعن جابر t عن النبي r قال: {سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله صحيح الإسناد ولم يخرجاه} المستدرك برقم 4884. 
وعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: [أَجْهَلُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ مَا يَعْلَمُ وَأَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ عَمِلَ بِمَا يَعْلَمُ وَأَفْضَلُ النَّاسِ أَخْشَعَهُمْ لِلَّهِ] الدارمي برقم 330. 
قال الإمام ابن تيمية:[وإنما الواجب بيان ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وتبليغ ما جاءت به الرسل عن الله والوفاء بميثاق الله الذي أخذه على العلماء فيجب أن يعلم ما جاءت به الرسل ويؤمن به ويبلغه ويدعو إليه ويجاهد عليه ويزن جميع ما خاض الناس فيه من أقوال وأعمال في الأصول والفروع الباطنة والظاهرة بكتاب الله وسنة رسوله غير متبعين لهوى من عادة أو مذهب أو طريقة أو رئاسة:] مجموع الفتاوى12/467. 
وقال النووي: [إذ الحق لا يدفعه باطل الشبهات، والسنن الثابتة لا يسقطها فاسد التأويلات، ومع كون هذه المسألة ليس فيها التباس فربما خفي حكمها عن بعض الناس، ممّن قصر فهمه، وقل بأحكام الشرع علمه، وقد أوجب الله على العلماء أن ينصحوا له فيما استحفظهم، ويبذلوا الجهد فيما قلدهم، وينهجوا للحق سبل نجاتهم، ويكشفوا للعوام عن شبهاتهم، لاسيما فيما يعظم خطره، ويبين في الدين ضرره، ومن أعظم الضرر إثبات قول يخالف مذهب السلف من أئمة المسلمين] المجموع للنووي 6/438.
وأحفاد بلعام والرجال بن عرفطة بين ظهرانينا؛ أشربوا كره الحق والجهاد, وركبوا متن الغواية والعناد, واعتقدوا للمظلومين المجاهدين العداوة والبغضاء, وللطواغيت المحبة والطاعة والولاء, وطووا على عداوة الشعوب المسلمة أحناء صدورهم, ومحضوا أئمة الضلال مودتهم, يقولون عن الكفر البيّن, أنه من الفسق الهيّن. ويصفون الكافرين بالأئمة الصالحين ويشهدون لطليعة الدجال بأنهم رمز الجلال والكمال.
مع الطواغيت مرجئة عتاة, ومع المجاهدين خوارج بغاة, يستميتون بالدفاع عن الباطل, ويسمون الجهاد فتنة. ألا في الفتنة سقطوا, وإلى الحضيض هبطوا.  لا تسمع منهم إلا إسفافا, وتسيل أقلامهم سماً زعافا, فالحذر الحذر من الوقوع في حبائلهم, والسكوت عن حفائرهم, وفضح أمرهم من الحهاد المبين, ولتستبين سبيل المجرمين.
وسنتكلم في حلقات تالية عن بعض رموزهم قمعاً للباطل ونصرة للحق والله المستعان.
   

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.