دراسات عسكرية (5)
رضوان محمود نموس
التمركز
التمركز: وهو توضع المقاتل على الأرض مستفيداً من إيجابياتها متحاشياً سلبياتها استعداداً لخوض المعركة أو الاشتباك.
ويُلجاء للتمركز أساساً في القتال الدفاعي والكمائن ويجب أن يتوفر في مكان التمركز نقاط منها:
أ) أن يكون ضمن القطاع المحدد أي ضمن المنطقة التي يحددها القائد فلا يخرج منها وعندما تكون المجموعة زمرة أو جماعة يحدد القائد مكان كل مقاتل وعندما تكون أكبر من ذلك .. فصيلة أو سرية أو كتيبة أو لواء ... إلخ فيحدد قطاع حتى لا تتداخل الوحدات والقطاعات مع بعضها.
وتكون المسافة بين المقاتل والأخر من (5 – 10م) أما التمركز في الأبنية والحالات الخاصة فسيتم شرحه في حينه إن شاء الله.
ب) أن يؤمن حقل رمي ورؤية واسعين، يشترط في مكان التمركز كشرط لا يمكن الاستغناء عنه أن يؤمن حقل رمي ورؤية واسعين يتناسب مع مدى السلاح ويمنع حصول المفاجأت ولا يكون أمامه زوايا ميته تمكن الخصم من التقدم إليها دون رؤيته أو دون أن تناله أسلحتنا.
فلا يصح مثلاً التمركز في عمق الغابة بحيث نؤمن الحماية والإخفاء ونفقد شرط حقل الرمي والرؤيا أو نتمركز في المرتفع فينشأ زوايا ميتة في الرمي والنظر .... إلخ.
جـ) أن يؤمن الصلة مع القائد وذلك بحيث يكون مكان التمركز يؤمن رؤية القائد أو سماع صوته حتى يتسنى نقل الأوامر والمشاهدات وتبقى الصلة جيدة في كافة ظروف المعركة ولا يجوز الإخلال بهذا الشرط من أجل تأمين الشروط الأخرى إلا في الظروف الخاصة جداً تؤمن الصلة عن طريق مقاتل أخر مجاور فيتم نقل المشاهدات والأوامر بواسطته، هذا بالنسبة للجماعات والزمر، أما على مستوى الوحدات والقطعات فالمهم تأسيس الاتصال اللاسلكي والمحافظة عليه.
د) أن يؤمن الحماية، يشترط في مكان التمركز أن يؤمن الحماية من نيران العدو الخفيفة وشظايا القنابل ويجب عدم الإيغال في هذا الشرط بحيث يؤثر على الشروط الأخرى مثل حقل الرمي والرؤيا.
هـ) أن يؤمن سهولة التنقل منه وإليه فلا يتمركز المقاتل في حفرة يصعب عليه الخروج منها مثلاً أو في شجرة يصعب النزول منها ويعيق المناورة أو في مكان إذا انتقل منه كان عرضة للرصد ونيران العدو.
و) أن يكون مريحاً وذلك بحيث يستطيع المقاتل الثبات فيه والتمكن من أداء واجبه دون صعوبات فالتمركز مثلاً بين أغصان الأشجار غير مريح أو الانبطاح على أرض ذات تضاريس مدببة غير مريح أيضاً أو التمركز في المناطق المستنقعية وما شابه ذلك سيما إذا كانت فترة التمركز طويلة والمكان المريح يتيح للمقاتل أداءً أفضل ومعنويات أعلى وثقة بالنفس أكبر.
ز) ألا يقع المقاتل في حقل رمي إخوانه ولا يكون إخوانه في حقل رميه، فيكون عرضة لنيران الصديق أو الصديق يتأثر بنيرانه ويحصل هذا غالباً عندما تجذب المقاتل ميزات المكان كتأمين الحماية الأكثر أو تأمين الصد الأكبر وغير ذلك، فيندفع إلى هذا المكان ويحدث الخلل وهذه النقطة من الأهمية بمكان بحيث لا يجوز الإغفال عنها.
جـ) أن يسمح باستخدام السلاح، فلا فائدة تعول على مكان التمركز إذا أمن حماية ورصداً وكان مريحاً .. إلخ ولم يمكننا من استخدام السلاح فإن مكاناً مثل هذا يسمى مكان التجاء وليس مكان للتمركز إذ المهمة الأساسية للمكان هي التمكين من استخدام السلاح وحسب نوعه بفاعلية عالية، فمثلاً الرشاش يجب أن يكون أمام حقل رمي يصل من 600 – 1000م أما إذا كان المدى لا يزيد عن 200م فيصبح عبئاً والبندقية تقوم بمهمته ويفقد خاصيته الكبرى وهي طول المدى والصواريخ م/د الخفيفة يجب أن يكون أمامها مجال يصل حتى 3كم حتى تتمكن من الاستفادة من ميزاتها وتضرب الدبابة قبل أن تستطيع الدبابة ضربها، وإذا كان المدى لا يزيد عن 200-300م فلا يجوز استخدامها وتستبدل بالقواذف آر.ب.ج7 R-B-G ومكان رماة القواذف يجب أن يكون خلفه مفتوحاً ولا يوجد وراءه مواد قابلة للاشتعال كون القاذف يصدر عنه لهباً ينبثق من الفوهة الخلفية للقاذف ولمسافة 5م تقريباً لهذه الأمور وغيرها يجب أن يؤمن مكان التمركز حرية كاملة في استخدام السلاح وتحقيق الاستفادة القصوى من ميزات هذا السلاح.
ط) أن يؤمن الإخفاء والتمويه: فيكون مخفياً عن أعين العدو ومموهاً بشكل جيد ولن نخوض هنا في أشكال التمويه وأنواعه فهذا باب كبير ومكانه في مادة الهندسة العسكرية والمقصود هنا التمويه البسيط والاستفادة من المواد المحلية ويتجنب المقاتل الظهور، ويعرف أسبابه ويتحاشاه ويكون متجانساً شكلاً ولوناً مع البيئة ومثال ذلك.
من يتمركز في منطقة فيها صخور فيجب عليه الانبطاح بينها أما التمركز خلف واحدة وإظهار القسم الأعلى من الجسم فمدعاة للكشف.
ومن يتمركز بين الأعشاب المتساوية في الطول فيتمركز على التخوم ولا يتمركز في وسط الحقل ويرفع رأسه وغير ذلك من الأمثلة.
ي) أن يكون بعيداً عن نقاط العلام لأن نقاط العلام أول ما يلفت النظر إليها وذلك كشجرة منفردة أو صخرة منفردة أو قمة أو مفترق طرق أ ما شابه ذلك لإن هذه النقاط تسهل الدلالة على مكان التمركز وهي عرضة للمراقبة أكثر وبالتالي للكشف والضرب.
ك) أن يتجنب عوامل الظهور أو يتغلب عليها، وعوامل الظهور هي ما من شأنه المساهمة في إبراز الأهداف والمساعدة على كشفها إذ أنها تجلب النظر والانتباه إليها ومن هذه العوامل.
1) خطوط الذرى وتكون على شكل منسجم وأكثر إضاءة من غيره وملفتاً لنظر المراقب فأي تشويه بالتمركز أو تحرك عليه يكون أكثر عرضة للكشف.
2) خط الأفق: وهو الخط الذي يلتقي فيه سطح الأرض بالسماء في نظر الشخص الواقف في نقطة ما ويتميز بالظهور والوضوح لاختلاف الإضاءة واللون.
3) خط تبدل الانحدار: وهو الخط الناشئ عن تبدل في مستوى الارتفاع والانخفاض.
4) خطوط تبدل الإضاءة : وهو الخط الذي تتبدل فيه الإضاءة نتيجة لخلفية مضيئة أو مظلمة.
5) خطوط تبدل الألوان: مثل نهاية أرض مزروعة وبداية أرض جرداء أو أرض محروثة وأخرى بور وهكذا.
6) الظل الساقط: وهو ظل الأشياء عندما يسقط على الأرض يكون شكل هذا الغرض باللون الأسود وذلك مثل ظل الأبنية وظل العربات وظل الأشجار ... إلخ.
7) الظل المحصور وهو الناجم عن فتحات النوافذ أو الطلاقات وما شابه وينشأ عن اختلاف الإضاءة داخل المبنى أو الملجأ فتكون ظلمة تقريباً في الخارج إضاءة فيحصل شكل هندسي وهو شكل النافذة أو الطلاقة باللون الأسود ويتم التغلب عليه بوضع شباك الفتحات وطلاء الغرف من الداخل باللون الأبيض وما شابه ذلك ...إلخ.
ل) أن يكون بعيداً عن الأغراض المتشظية كأكوام الحجارة الصغيرة والزجاج وما شابه ذلك ويكون بعيداً أيضاً عن المواد المشتعلة تحاشياً للحرائق.
م) أن لا يحمل المقاتل أشياء لامعة أو يتغلب عليها بطلائها بمادة قاتمة وماصة للون والإضاءة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق