في رحاب العلماء (3)
رضوان محمود نموس
ورد الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن قصيدة من بعض الأدباء مطلعها:
رسائل شوق دائم متواتر *** إلى فرع شمس الدين بدر المنابر
فرد عليه شعراً في قصيدة طويلة مطلعها:
رسائل إخوان الوفا والعشائر *** أتتك فقابل بالمنى والبشائر
وكانت القصيدة تتكلم عن استعانة عبد الله آل سعود بالدولة التركية على أخيه وكان الشيخ يرى أن الدولة بتحكيمها القوانين الوضعية ورفع أعلام السفارات قد كفرت ولا يجوز الاستعانة بالكافرين
وقال فيها:
ودارت على الإسلام أكبر فتنة * وسلت سيوف البغي من كل غادر
وذلت رقاب من رجال أعزة * وكانوا على الإسلام أهل تـناصر
وأضحى بنو الإسلام في كل مأزق* تزورهم غرثى السباع الضوامر
وهتّـِك سـتر للحرائر جهـرة * بأيدي غواة من بواد وحاضر
وجاءوا من الفـحشاء ما لا يعده * لبيب ولا يحصيه نظم لشاعر
وبات الأيامى في الشتاء سواغباً * ويبكين أزواجاً وخير العشائر
وجاءت غواشٍ يشهد النص أنها * بما كسبت أيدي الغواة الغوادر
وجر زعيـم القوم للترك دولة * على ملة الإسلام فعل المكابر
ووازره فـي رأيه كل جاهل * يروح ويغدو آثماً غير شاكر
وآخر يبتاع الضلالة بالهدى * ويختال في ثوب من الكبر وافر
وثالثهم لا يعبأ الدهـر بالتي * تبيد من الإسلام عزم المذاكر
ولكنه يهوى ويعمل للهوى * ويصبح في بحر من الريب غامر
وقد جاءهم فيما مضى خير ناصح * إمام هدىً يبني رفيع المفاخر
وينقذهم من قعر ظلما مضلة * لسالكها حر اللظى والمساعر
ويخبرهم أن السلامة في التي * عليها خيار الصحب من كل شاكر
فلما أتاهم نصر ذي العرش واحتوى * أكابرهم كنز اللهى والذخائر
سعوا جهدهم في هدم ما قد بنى لهم * مشائخهم واستنصروا كل غادر
وساروا لأهل الشرك واستسلموا لهم * وجاءوا بهم من كل إفك وساحر
ومذ أرسلوها أرسلوها ذميمة * تهدم من ربع الهدى كل عامر
وباءوا من الخسران بالصفقة التي * يبوء بها من دهره كل خاسر
وصار لأهل الشرك والرفض صولة * وقام بهم سوق الردى والمناكر
وعاد لديهم للواط وللخنا * معاهد يغدو نحوها كل فاجر
وشتت شمل الدين وانبت حبله * وصار مضاعاً بين شر العساكر
وأذن بالناقوس والطبل أهلها * ولم يرض بالتوحيد حزب المزامر
وأصبح أهل الحق بين معاقب * وبين طريد في القبائل صائر
فقل للغوي المستجير بظلمهم * ستحشر يوم الدين بين الأصاغر
ويكشف للمرتاب أي بضاعة * أضاع وهل ينجو مجير ام عامر
ويعلم يوم الجمع أي جناية * جناها وما يلقاه من مكر ماكر
فيا أمة ضلت سبيل نبيها * وآثاره يوم اقتحام الكبائر
يعز بكم دين الصليب وآله * وأنتم به ما بين راض وآمر
وتهجر آيات الهدى ومصاحف * ويحكم بالقانون وسط الدساكر
هوت بكمُ نحو الجحيم هوادة * ولذات عيش ناعم غير شاكر
سيبدوا لكم من مالك الملك غير ما * تظنون إن لاقى مزير المقابر
يقول لكم ماذا فعلتم بأمة * على ناهج مثل النجوم الزواهر
سللتم سيوف البغي فيها وعطلت * مساجدهم من كل داع وذاكر
وواليتم أهل الجحيم سفاهة * وكنتم بدين الله أول كافر
نسيتم لنا عهداً أتاكم رسولنا * به صارخاً فوق الذرى والمنابر
فسل ساكن الإحساء هل أنت مؤمن * بهذا وما يحوي صحيح الدفاتر
وهل نافع للمجرمين اعتذارهم * إذا دار يوم الجمع سوء الدوائر
وقال الشقي المفترِ كنت كارهاً ضعيفاً مضاعاً بين تلك العساكر
أماني تلقّاها لكل متبَّرٍ * حقيقتها نبذ الهدى والشعائر
تعود سراباً بعد ما كان لامعاً * لكل جهول في المهامة حائر
فإن شئت أن تحظى بكل فضيلة * وتظهر في ثوب من المجد باهر
وتدنو من الجبار جل جلاله * إلى غاية فوق العلا والمظاهر
فهاجر إلى رب البرية طالباً * رضاه وراغم بالهدى كل جائر
وجانب سبيل العادلين بربهم * ذوي الشرك والتعطيل من كل غادر
وبادر إلى رفع الشكاية ضارعاً * إلى كاشف البلوى عليم السرائر
وكابد إلى أن تبلغ النفس عذرها * وترفع في ثوب من العفو ساتر
ولا تيأسن من صنع ربك إنه * مجيب وإن الله أقرب ناصر
2 التعليقات:
هل الاستعانة بالكفار محرمة بكل أشكالها أم أن لها شروط وقواعد....أرجو التوضيح
أخي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهللحواب على سؤالكم ربما يحتاج إلى تصنيف كتاب ولكن أورد رؤؤس أقلام :أولاً هناك فرق بين الاستعانة والاسئجار أو الشراء مثلاً
كما أنه هناك فرق بين الاستعانة بالأمور العبادية أو الأمور الدنيوية
وهناك خصيصة للجهاد
وللعلماء بشكل عام رأيين : الرأي الأول وهو رأي الأغلبية أنه لايجوز : وذلك لعموم الآيات التي تحض على جهاد الكفار والبراء منهم ولعموم الأحاديث التي تنهى عن موادتهم أو بدأهم بالسلام وما شابه واعتبروا أن النهي عن الاستعانة أولى ولحصوص حديث عائشة رضي الله عنها - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ» قَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَوْ زَيْدٍابن ماجة برقم2832 وغبره وهو صحيح وحديث خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ وَجْهًا، فَأَتَيْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، فَقُلْنَا: إِنَّا نَكْرَهُ أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَدًا لَا نَشْهَدُهُ مَعَهُمْ، فَقَالَ: «أَسْلَمْتُمَا؟» فَقُلْنَا: لَا، قَالَ: «فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ» الخ. ومنهممن أباح وهم المالكية بشروط أن يكون المشركين ليسوا مقاتلين إنما خدماً ونوتية وما شابه وردوا عليهم أن هذا ليس استعانة إنما اشتئجار والبحث يطول والله أعلم .
إرسال تعليق