الـعيـــد
قصيدة نظمها وألقاها ولدي (فراس) قبل أربعة وعشرين عيداً ولعل هذا العيد يكون آخر عيد للطاغوت في بلادنا بإذن الله..
يا عيد مهلاً لا نريد لـقاكا*** تتجدد الأ حـزان في ذكراكا
كـم زرتنا والمسلمون أذلة*** ورحلت لم تأس الجراحَ يداكا
كم زرتنا والمسلمات تهتكت*** أعراضـهن وعارهن كساكا
كم زرتنا والدمع في موق الرجا *** يرجو لقاك فخاب إذ لاقاكا
فلمن تجيء؟ وما تريد؟ وقومنا*** عشقوا اليهود وتوجوا السفاكا
يا عيد والأحزان تمحق زهرنا *** تجـتثه وتصيـغه أشـواكا
وتـطارد الآمال في أكنـانها *** وتحيل آفاق الفضاء شباكا
فارحل فغيرك قد أتى ومضى وعـا د وأمتي لا تستطيع حراكا
قد كنت للأجداد عيداً عنـدما *** كانت وقائعهم تضئ دجاكا
رحلوا همو فارحل فأنت رديفهم *** لا ينكأ الجرح القديم سواكا
إرحـل ولا ترجع فلستَ بواجدٍ *** قلباً يبشّ إليك أو يهواكا
في غربتي يا عيد أجتر الأسى *** وبغصتي أحيا فكيف تراكا؟
مذ غادرت قدماي أرض الشام لم *** أهنأ بعيد والذي أحياكا
مذ دمرت فيها المساجد وانمحت *** آثارها ونعيّها وافاكا
مـذ قوتـل الإسلام في أبنائه *** وخبت شعائره بها إلاّكا
مذ دَنست أرض الشآم عصابةٌ *** عن لؤمها يا عيد ما أدراكا
أحفاد قرمطَ والصباحِ ومرشدٍ *** وسلالةٍ منها الإله حماكا
قل لي بربك كيف أهنأ بعدها *** وحبيبتي لا تستطيع فكاكا
فاحزم سويعات الحبور وسر به *** ماذا عساه يفيدني وعساكا
من كانت الآهات تملأ قلبه *** يا عيد هل يشفي أساه عطاكا
لن يبرئ المكلوم إلا غضبة *** لله تمحو العار من دنياكا
وتعيـد للشـام الأبي بهاءه *** وتذل في ساحاته الأفاكا
فإذا رأيت الدين عزّ جنابه *** فارجع إلينا نبتهج بلقاكا
0 التعليقات:
إرسال تعليق