دراسات عسكرية (18)
رضوان محمود نموس
الدفاع عن قواعد انطلاق المجاهدين
لا بد للمجاهدين من قواعد آمنة تنطلق منها وتؤب إليها ونقاط ازدلاف بين القواعد والأهداف وتشكل القواعد شبه معسكرات تدريبية أو معسكرات قتال ويسعى العدو جاهداً لمعرفة هذه القواعد ومهاجمتها لذا يجب الاهتمام الكبير في اختيار هذه القواعد ودراستها وتأمين الإنذار لها وتنظيم حمايتها والدفاع عنها.
اختيار قواعد المجاهدين
يجب أن يتوفر في مكان القاعدة كافة شروط التمركز المذكورة سابقاً بالإضافة إلى ما يلي:
1- السرية التامة والتمويه الكامل.
2- أن تكون في منطقة يصعب وصول آليات العدو إليها.
3- أن تكون في منطقة يصعب قصفها بالطيران.
4- تنظيم جهاز إنذار مبكر لها.
5- تنظيم جهاز الحراسة المتين.
6- تنظيم خطة دفاعية عن القاعدة.
7- تجهيزها بالمؤن والإمدادات الكافية.
8- أن تكون مجهزة لخوض معركة دفاعية إذا اقتضت الضرورة.
9- أن تساعد على الانسحاب المستور فيها في حال التمكن من ذلك واختيار الانسحاب عن خوض معركة دفاعية.
تنظيم الحراسة والإنذار المبكر
ينظم لقاعدة المجاهدين إنذار مبكر يضمن لها عدم مفاجأتها من قبل العدو ويمكن أن يكون جهاز الإنذار من الأجهزة البدائية إلى الأجهزة المتطورة ذات التقنية العالية ونادراً ما يتمكن المجاهدين من استخدام الأجهزة المتطورة فيلجأون إلى استخدام الأجهزة البسيطة. مثل جهاز حراسة قوي – مناظر تكبير عادية – تعيين نقاط رقابة مموهة على الطرق والمحاور المؤدية إلى القاعدة وبعمق كبير يمكن من اتخاذ الحيطة والتدابير
- حماية القاعدة بالوسائل الدفاعية مثل حقول الألغام جهاز الإنذار الكهربائي التي تعتمد على الأجراس ويمكن أن تستخدم جهاز الكاميرات التلفزيونية ...إلخ ويوضع حراس بشكل مخفي على المحاور التي يمكن أن يتقدم العدو منها ويرتبطون مع القاعدة بوسيلة إنذار مباشرة كخط هاتف ميدان أو جرس كهربائي أو على ال.... كما يوضع حراس ومراقبة للأجواء خشية المداهمة الجوية وتنظم وسيلة الإنذار السرية للقاعدة هذا باستثناء نظام الحراسة الدائم حول القاعدة.
مهمات جهاز الحراسة
1- حرمان العدو من تحقيق مفاجأة قواتنا في القاعدة.
2- منع أي متسلل أو مخرب إلى القاعدة.
3- إتاحة الفرص للمجاهدين حتى يستعدوا للاشتباك الناجح مع العدو.
4- مراقبة الأجواء والإنذار الجوي المبكر.
كيفية الحراسة
1- يجب أن يكون المجاهدين متدربين تدريباً جيداً على استخدام أسلحتهم وعتادهم وأن تكون هذه الأسلحة والأعتدة جاهزة بشكل دائم للاستخدام.
2- مراقبة الحارس لكل المنطقة بشكل جبهي وجانبي وخلفي.
3- يجب أن تكون قطاعات المراقبة متقاطعة بحيث لا تخلوا منطقة ولو صغيرة من المراقبة.
4- تتم المراقبة بالرصد والتصنت الدائم مع وجوب كون الحارس مختف عن الأنظار.
5- يقوم الحارس بتمرير العناصر المعروفة بعد سماع كلمة السر والتعارف ويكون هناك علم لدى الحراس بأنه سيدخل القاعدة أفراد معينين في وقت معين.
6- أي تقدم للأفراد نحو القاعدة دون علم مسبق وبشكل يثير الشك يستخدم السلاح ضده فوراً.
اختيار نقطة الحراسة:
1- يجب أن تكون حاكمة وأمامها قطاع رمي ورؤية واسعين.
2- مجهزة بشكل تؤمن الحماية للحارس.
3- متصلة بخندق مواصلات أو طريق مستور لمراكز الحراس المناوبين.
4- أن تكون المسافة بينها وبين النقاط المجاورة تسمح بتغطية كافة الأرض وأن يسمع صوت الإنذار.
5- إذا كانت منفردة فيجب أن يشغلها حارسان معاً ولديهم وسيلة اتصال مع القاعدة.
6- أن تكون مجهزة بالوسائل اللازمة حسب مكانها ومهمتها مثل المنظار ويمكن أن تجهز بمسدسات إشارة وأسلحة مثل أسلحة م /د أو رشاشات م/ط.
طريقة الحراسة
يحدد لكل نقطة حراسة ثلاث حراس فعندما تكون القاعدة تحتاج إلى أربع نقاط حراسة مثلاً فنحتاج إلى اثني عشر حارساً وقائداً للحرس ومعاون له ويحدد كل ثلاثة حراس لنقطة.
بالإضافة لمراعاة الأمور التالية:
1- أن يكون الحراس على معرفة تامة بالمنطقة وطرقها وطبغرافيتها وكل الظواهر الطبيعية والصناعية حولهم وقربهم وبعدهم عن السكان المحليين وطبيعة هؤلاء السكان أو الرعاة الذين يمكن أن يمروا من هذه المنطقة وما شابه.
2- يجري تخفيف الحراسة نهاراً بحيث يكتفي بنصف أو ثلث العدد المطلوب ليلاً.
3- يحدد لنقطة الحراسة قطاع حراسة هو نفسه قطاع رمي بشكل يتقاطع مع قطاعات النقاط المجاورة حتى يتم تغطية المنطقة بشكل كامل.
4- تحديد كلمة سرور وتعارف لمنع التسلل إلى القاعدة.
5- تواصل نقاط الحراسة مع مركز الحراسة بخنادق مواصلات.
6- تشكل قوة الحرس كاملة قوة طوارئ لحماية القاعدة.
7- تكون مدة الحراسة ساعتين لكل خفير يجري تبديله بعدها ويرتاح أربع ساعات في مقر الحراسة وهو مرتد للباس الميدان الكامل كقوة طوارئ للمعسكر.
8- يقوم بالإشراف على تبديل الحرس معاون قائد الحرس ولا يترك الخفير القديم مكانه حتى يحل محله الخفير الجديد.
9- عند التبديل يخبر الحارس القديم الذي سيحل محله عن مشاهداته وملاحظاته بصوت منخفض.
10- إذا حصل اشتباك ينبغي عدم ترك نقاط الحراسة من بقية الحراس ويأتي الإعداد للحارس المشتبك من الحراس المتواجدين في مقر الحراسة والذين هم في فترة الاستراحة.
11- ويقوم رئيس الحرس بإبلاغ قائد القاعدة لاتخاذ الإجراءات المناسبة التي ربما تكون خوض معركة.
الوقاية من تأثر الأسلحة: إن الأسلحة التقليدية المستخدمة لا تخرج عن ثلاثة أنواع:
أ- أسلحة ذات مقذوف غير انفلاقي ( متشظي ) وغالباً ما ترى هذه الذخائر من الأسلحة ذات المحرك البسيط مثل المسدسات – البنادق - الرشاشات.
ويؤثر على مدى هذه الأسلحة وقوة تأثيرها عدة عوامل هي:
1- قطر السبطانة فكلما صغر القطر زاد المدى.
2- طول السبطانة كلما زاد الطول زاد المدى.
3- كمية الحشوة الدافعة ونوعها كلما ازدادت الحشوة الدافعة وكانت أكثر نقاءً زاد المدى.
4- نوع الرصاصة ( المقذوف ) وحجمها فكلما قل الحجم قلت الجاذبية إلى الأرض.
5- شكل الرصاصة كلما كان انسيابياً يخرق طبقات الهواء ويزداد المدى.
6- وزن الرصاصة كلما خف الوزن يقل اندفاع الكتلة إلى الأسفل ويزداد المدى.
وهذه المقذوفات يمكن الوقاية منها بما يلي:
1- ساتر تراب بعمق 100 سم تقريباً.
2- أكياس رمل بعمق 90 سم تقريباً.
3- صخور بسماكة 20 سم تقريباً.
4- حصى صغيرة مختلفة الأحجام بسماكة 40 – 50 سم تقريباً وطريقة الحصى هي من الطرق الجيدة إذ يجمع الحصى بأقفاص معدنية تتشابك هذه الأقفاص مع بعضها لتشكل جداراً قوياً فلا تؤثر عليها موجة الصدمة الناجمة عن القنابل القوية والانفجارات الكبيرة إذ تتشتت فيه موجة الصدمة أما وضع الحصى بشكل عشوائي أمام المجاهد فغير جيد كونه مادة متشظية.
5- صفائح حديد بسماكة 2-5سم.
6- جدران الطوب بسماكة 30-50سم.
7- جدران أسمنت مغموس بسماكة 20-40سم تقريباً,.
8- خشب بسماكة 40-50سم.
9- رزم حطب بسماكة 150 – 200سم.
وخير وقاية هي الخنادق خنادق القتال – والمواصلات فيحمي الخندق جسم المجاهد ويشكل التراب الناجم عند الحفة سترة ترابية كافية بارتفاع 30 سم وعمق 100سم فأكثر وهذه تكفي لحماية المجاهد من الطلقات والشظايا ويسمح الخندق بالمناورة والحركة واستخدام السلاح ومراقبة ميدان المعركة ويمكن أن نغطي أقسومات من الخندق للحماية من شظايا قنابل الطيران ومن القنابل العنقودية والكروية المتشظية التي تحملها الطائرات في حواضن خاصة.
وإذا لم يتح حفر خندق فهناك حفر للرامي منبطحاً – جاثياً – واقفاً وسنتعرض لهذا الموضوع تفصيلياً عند بحث تحصين المنطقة الدفاعية.
ب- أسلحة ذات مقذوف منفلق ( متشظي ).
وغالباً ما تقذف هذه الطلقات من الأسلحة ذات المحارك المنحنية والعالية مثل المدفعية والهاونات وقنابل الطائرات والقنابل اليدوية.
وتتميز هذه الأسلحة بمداها الطويل باستثناء القنابل اليدوية ويتوقف تأثيرها على حجم المقذوف وشكل وكمية الحشوة بداخله ونوع الصمام المزود بها وعلى شكل الشظايا وحجمها والتي تتشكل بعد انفجار المقذوف ويكون مدى القنابل اليدوية بحدود 40م تقريباً وتتشظى القنابل الدفاعية بحدود 40 شظية مساحة سطح الشظية من 1 – 1.5سم2 أما قنابل المدفعية فيصل مدى المدافع 40كم وبعد سقوط القنبلة تصل الشظايا إلى 100-200م من مركز نقطة سقوط القنبلة وتصل مساحة سطح الشظية إلى 20سم2 وقنابل الطائرات يصل مدى الشظية من 300-400م من نقطة سقوط القنبلة وتختلف أحجامها باختلاف القنابل إذ أن الطائرات تلقي قنابل متنوعة أوزانها تبدأ من 50كغ إلى 1000كغ وأكثر القنابل استخداماً 250كغ 500كغ (سناك خدمة عامة 750كغ) ومن هذه القنابل ما هو مخصص ضد الأعماق ومنها ضد الأبنية ومنها ضد المدارج ..... إلخ وتصل مساحة سطح الشظية إلى 150سم2 أحياناً وتؤثر على الأشخاص والأسلحة والعتاد، وكثيراً ما يستخدم الطيران حواضن قنابل يدوية ضد الأفراد يحوي الحاضن بشكل وسطي 400قنبلة صغيرة تتشظى كل قنبلة إلى 300-400 كرية صغيرة قطرها بحدود 6مم.
وأساليب الحماية من هذه المقذوفات نفس الطريقة بالنسبة للمقذوفات غير المنفلقة مع التركيز على أهمية الخنادق والملاجئ المعدة لحماية الأفراد من القصف الجوي والمدفعي وبالتجربة تشكل الخنادق المجهزة أفضل حماية مع المحافظة على الجاهزية القتالية.
جـ- الأسلحة الكيميائية
وسنتعرض لها في بحث الكيمياء في أساليب الوقاية من أسلحة التدمير الشامل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق