ميشيل كيلو أبرز أعضاء المجلس السوري المرفوض
رضوان محمود نموس
ولد ميشيل كيلو في مدينة اللاذقية عام 1940 في أسرة فقيرة لأب شرطي وربة منزل، وعاش طفولته في أسرته وبرعاية من والده الذي كان واسع الثقافة. تلقى كيلو تعليمه في اللاذقية وعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي. تعرض كيلو للاعتقال في السبعينيات لعدة أشهر، سافر بعدها إلى فرنسا حتى نهاية الثمانينات.
تأثر بالياس مرقص. الذي علّمه جوهر الماركسية.
يروي عن والده أنه كان يقدّس ستالين، وبقي منتظراً لقدوم ستالين، بين انقلاب وآخر، ليحقّق العدالة الإلهية على الأرض... لكن من دون جدوى.
انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي في 1955م، وانخرط في التظاهرات والصراعات الحزبية والسجالات الحامية. في مدرسة تجهيز اللاذقية، سيدهشه كلام آخر مغاير، على لسان معلم، عاد للتو من بلجيكا، هو إلياس مرقص. «علّمني الفرق بين الستالينية والماركسية، وأنّ الرافعة الأساسية هي الفكرة القومية، ويضيف: «أُصبت بفصام سياسي نتيجة اختلاط الأفكار في رأسي». هذه الحيرة بين أفكار خالد بكداش الأممية، وميشيل عفلق القومية، لكنّ صداقته لمرقص وضعته على مفرق حياة، واختار الشيوعية ونتيجة لخياره الشيوعي وخلفيته النصرانية كان يحمل مخزوناً كبيراً من الحقد والضغينة على الإسلام.غادر إلى القاهرة ليكمل دراسته وبعد الانفصال بين سوريا ومصر، طرد من القاهرة بتهمة الشيوعية، فغادر إلى ألمانيا الغربية، ليكمل بعثته في السنة التالية...
يقول عن نفسه: حين عدت من ألمانيا، كنت متحرراً تماماً من عقدة الاتحاد السوفياتي، وإن بقيت عواطفي مع الشيوعية بما هي فكرة»
حين عاد إلى دمشق أواخر عام 1966، انصرف ميشيل كيلو إلى عمله مترجماً في وزارة الثقافة، ترجم أعمالاً فكرية مهمة «من هيغل إلى نيتشه»، و«الديموقراطية الأوروبية»، و«الدولة والطبقة»، و«لغة السياسة»، وهذه الكتب كلها تصب في النهر الشيوعي الآثن. كان خلال حكم حافظ أسد مع السلطة ولما انتشرت رواية سلمان رشدي سيئة الذكر قال متضامناً كلنا سلمان رشدي.
غادر إلى باريسفي الثمانينات، عمل في الصحف المهاجرة، كما درس علم الاجتماع في السوربون.
قام ببعض الترجمات التي أنجزها ، وبعض المقالات التي كان ينشرها في مجلة " الوحدة" الثقافية الفكرية الشهرية التي كانت تصدر في المغرب بتمويل من العقيد القذافي، . ولم يستأنف ميشيل كيلو نشاطه على نحو واضح إلا بعد وفاة حافظ الأسد .
يشغل ميشيل كيلو منصب رئيس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، وهو ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق، وهو محلل سياسي وكاتب ومترجم وعضو في اتحاد الصحفيين السوريين.
لم يستأنف نشاطه بوضوح حتى حلول ربيع دمشق.
أعتقل ثانية بتاريخ 14-5-2006 بتهمة إضعاف الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات المذهبية. يشير بعض المراقبين إلى أن اعتقاله جاء على خلفية توقيعه (مع مجموعة من النشطاء والمثقفين) على إعلان بيروت – دمشق في أيار 2006.
تتمحور أفكاره وكتاباته حول مهاجمة المسلمين متذرعاً بما يحدث في العراق كما أنه يهتم تأصيل فكرة المجتمع المدني، وفكرة المواطنة، بوصفهما الحل للمأزق البنيوي الذي تعيشه الأحزاب والأنظمة العربية: وهذه الأفكار مناوأة للإسلام تسعى لإحلال قيم العولمة مكان القيم الإسلامية
يقول: «أعيش هذه الأيام أسعد أوقات حياتي، فالثورات المشتعلة في أكثر من عاصمة عربية أعادت إلينا الروح بصفتنا جيلاً ناضل طويلاً من أجل هذه اللحظة، وها نحن نقطف الثمار... كنت يائساً، وقد فاجأني الزمن الآخر. لم نتنبأ بما حصل، لكنّنا الآن نقطع مع ماضٍ مستبدّ، وندخل عصراً جديداً، وعتبة تنوير تشبه ما حصل في أوروبا قبل قرون، وكل ما عدا ذلك «علاك مصدّي»، فهؤلاء الشباب الذين فجّروا الثورات، لم يأتوا من كوكب المريخ.
لا يرى ميشيل كيلو نفسه سياسياً محترفاً. يقول: «ما أحوجنا إلى مفكرين مثل إلياس مرقص وياسين الحافظ، لتصحيح أخطائنا المتراكمة، وغربلة مصطلحات كثيرة، أعاقت خطواتنا إلى المستقبل».وهذا دليل على أن الرجل مازال شيوعياً وفي هذا السياق، التفت ميشيل كيلو أخيراً إلى ترجمة أعمال ماكس فيبر لاستكمال مشروعه الفكري، وسينتهي قريباً من تعريب مؤلَّفين مرجعيين لهذا المفكر الماركسي: «الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية»، و«كتابات خلال الحرب العالمية الأولى». كما يعمل على مشروع بحث طويل عن «تجربة المجتمع المدني في سوريا»... يرى ميشيل أن البديل لا يمكن أن يكون إسلاميا ويرى أن في العراق أكبر عبرة لما حصل للمسيحيين على يد الإسلاميين الهمج بحسب قوله . يصف الإسلام بالمجتمع الديني المنغلق الضيق الأفق كما يقول : بعد ثورتي تونس ومصر، تغيرت النظرة الغربية، فقد قدم شعبا هذين البلدين المسلمين أدلة ميدانية تؤكد أن بديل السلطة القائمة ليس إسلاميا بالضرورة، وأن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية هي هدف العرب وقصدهم، وأن الشعب لا يموت كي يستبدل استبدادا علمانيا بآخر ديني أو مذهبي، أشد انغلاقا وضيق أفق منه، وأن المستقبل سيكون للنظم التي تقوم على قيم معنوية وحوامل مجتمعية تشبه ما في الغرب. من حكومات، وأن هذا هو، في الختام، خيار العرب..
ويقول واصفا الثورة المصرية مهاجماً أخوان مصر:
عرفوا كيف يأتون متأخرين إلى ميدان التحرير، وكيف يخرجون موحدين منه، ويتفقون مع المؤسسة العسكرية ويوحون لها بالثقة، ويتحولون بسرعة إلى حزب سياسي أعطوه اسما حديثا وجذابا، بعد أن وضعوا جميعهم ربطات عنق، وارتدوا ملابس عصرية بل وحلق بعضهم ذقنه أو شذبها، وأوحوا للعسكر بأنهم حلفاؤهم ضد السلفية، التي بدأت تأخذ دورهم السابق كجهة تهدد المجتمع بأسلمة قد تخرجه من العصر، وتكشر عن أنيابها تعبيرا عن إحساسها بالقوة.
عرف 'الإخوان المسلمون ' كيف يدفعون حمقى السلفية إلى ارتكاب حماقات يومية، وأمنوا جانب الجيش وعملوا على التحالف معه حتى ضد الشباب الثائر، بينما مدوا يد الحوار إلى العالم الخارجي، وخاصة منه أميركا، العدو اللدود، الذي كان إلى الأمس القريب جهة يجب طردها من مصر، وصار اليوم جهة لا بأس بطمأنتها وربما عقد صفقة طويلة الأمد معها.
أورد مركز الشرق العربي قول ميشيل كيلو نقلا عن موقع كلنا شركاء:
واليوم وبعد مرور هذه الفترة الطويلة، أجد من واجبي مصارحة الإخوان بحقيقة أفكاري وبما أشعر به من خيبة حيال تجاهلهم التام لدعوة لم تحمل طابعا شخصيا أو فرديا، يؤكد تجاهلها أنه قد يكون وراء الأكمة ما وراءها، وأن هناك هوة بين كلام الإخوان وأفعالهم، سيلحق استمرارها ضررا شديدا بالعمل الوطني والديموقراطي في سورية , ثم يطلب من الإخوان الاعتذار عن الأخطاء التي سببوها في الثمانينيات من القرن الماضي . حيث يقول :
"وإن هذا الحزب –يقصد الإخوان المسلمين- ليس هو الذي أدخل العنف إلى السياسة السورية، وإن كان قد عرف منعطفا خطيرا في نهاية السبعينات جعله يتبنى خطا طائفيا عنيفا ، أدى إلى كارثة سياسية نزلت بسوريا وطنا ومواطنين ، قتل خلالها عشرات آلاف الأبرياء لاعتبارات طائفية" ويردف . "بكشف الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى تحول الثمانينات العنيف والدموي ، وتوقعتُ أن يعتذروا علنا للضحايا الذين سقطوا على أيديهم ، وبعضهم فقراء ودراويش لا شأن لهم".
وهو يريد تلبيس جرائم حافظ أسد للإخوان ثم يطلب اعتذارهم منه لا أدري بأي اعتبار ويلاحظ في سائر مقالاته المخزون الكبير لحقده على الإسلام والمسلمين ولا يستغرب الشيء من معدنه .
له العديد من المؤلفات أهمها :
1- الدار الكبيرة- ترجمة عن هرمان كانت- دمشق 1972.
2- لغة السياسة- ترجمة عن جورج كلاوس- دمشق 1977.
3- الوعي الاجتماعي- ترجمة عن دافيدوف- بيروت 1979 .
0 التعليقات:
إرسال تعليق