دراسات عسكرية (17)
رضوان محمود نموس
أمر القتال
وهو الأمر الذي يتلقاه المنفذون لترجمة الخطة إلى واقع عملي ولتسهيل قيادة المجاهدين في المعركة والسيطرة على الموقف ويحدد في أمر القتال النقاط التالية
أ) المهمة المباشرة للمجموعة أو الوحدة ويحدد فيها قطاع العمل أو تحديد الهدف وإذا كان ضمن مجموعات يحدد الحد اليميني والحد اليساري والعمل المطلوب أو على هدف منفرد فيحدد الهدف وما هو مطلوب منه تدميره أو قتل من فيه أو أسرهم أو أخذ مخططات ....إلخ.
ب) تحديد المهمة التالية تقسم المهمة الأساسية إلى مهام مرحلية هي المهمة المباشرة والمهمة التالية واتجاه الهجوم اللاحق، ويمكن أن تكون المهمة هي مهمة مباشرة فقط وعندما يكون هناك مهام متعددة لا بد من تحديد المهمة التالية بعد تنفيذ المهمة المباشرة.
فإذا كانت المهمة المباشرة مثلاً نسف جسر لقطع طريق أمام رتل متقدم تكون المهمة القتالية ضرب مقدمة الرتل ومؤخرته واقتحامه، ويمكن أن يكون اتجاه الهجوم اللاحق هو متابعة الهجوم على القاعدة التي انطلق منها هذا الرتل وتدميرها أو سلب محتوياتها وذلك لاستثمار النصر والاستفادة من الموقف المتردي للعدو.
جـ) تحديد قطاع الجهد الرئيسي أي تحديد محور أو نقطة الخرق أو جبهة الجهد الرئيسي فإذا كانت العملية الهجومية على ثكنة مثلاً يكون الجهد الرئيسي باتجاه مبنى القيادة وإذا كان الهجوم على عدو في أرض مفتوحة وهذا في قتال الجيوش يحدد قطاع صغير تركز عليه القوى والوسائط والأسلحة الداعمة والمفرزة والأنساق التالية ليشكل نقطة محرقية يتم خرق الجبهة المعادية فيها ومن ثم الانتشار والالتفاف والتطويق وتطوير الهجوم.
د) تحديد طريق وطريقة التقرب يحدد الطريق الذي ستسلكه القوات على الخارطة أو على صندوق الرمل أو على الأرض أما الطريقة فهي ترتيب المسير فتحدد مسافة سبق الدوريات الأمامية ومسافة الدوريات الجانبية والخلفية وهل سيكون السير برتل أو رتلين أو أنه متى يكون رتلين وخطوط الفتح وخطوط الانتشار ... إلخ([1]).
هـ) تحديد ترتيب القتال
يحدد على نسق أو نسقين أو أنساق قتالية أو فك كماشة من جانبين أو التقدم بشكل مثلث رأس للأمام أو للخلف ويحدد هذا الترتيب وفقاً للتدريبات العسكرية المتلقاة وطريقة القتال المختارة وطبيعة المنطقة التي ستجري عليها القتال وحجم القوات المعادية والصديقة.
و) تحديد مهام القوى والوسائط الداعمة والمعززة ومكانها أثناء التقرب وأثناء القتال.
وهي القوى التي لا تكون من ملاك الوحدة الأصلي إنما تدعم أعمال الوحدة القتالية في هذه المهمة وغالباً ما تكون هذه القوات اختصاصية مثل مدفعية – هندسية ....إلخ.
فيحدد مكانها أثناء المسير وتحدد لها الأهداف الواجب ضربها والمهام التي ستقوم بها ... إلخ.
ز) تعيين نقطة الازدلاف وطرق العودة أو اتجاه الهجوم اللاحق.
بعد تنفيذ المهمة يجب أن يكون هناك نقطة يزدلف إليها المجاهدون إذا تعرضوا للتفرق عن بعضهم منعاً للتشتت والضياع وفقدان السيطرة وإذا كانت قوات نظامية يحدد اتجاه هجوم لاحق حتى يأتي أمر التشبث بالأرض أما إذا كانت حرب عصابات فلا بد من العودة بعد ضرب الهدف لأنه ليس هناك تشبث بالأرض مما يدعو إلى تحديد طريق العودة بدقة وغالباً ما يكون غير طريق التقدم.
جـ) تحديد عناصر عمل المؤخرة من نقل الجرحى والإمداد بالذخائر وتقوم هذه العناصر بإسعاف وإخلاء الجرحى والشهداء من أرض المعركة ويجب عدم ترك هذا الموضوع للاجتهاد الشخصي للمجاهدين كما وتحدد نقطة قريبة يخلى إليها الجرحى ليتم إسعافهم أولياً بهذه النقطة ونهاية إخلائهم إلى المشافي المتاحة.
ط- تحديد نقاط الإمداد بالذخائر والمؤن وطرق الوصول إليها.
ي- تحديد ساعة / س /
ك – تحديد إشارات القيادة والسيطرة والإنذار والتعارف ليسهل نقل الأوامر والمشاهدات من القيادة وإليها.
ل- تحديد مكان القائد لتمكين المرؤوسين من إبلاغه بالمشاهدات والرجوع إليه في المشاكل وما شابه ذلك.
م- تعيين الخلف الذي سيقود المعركة إذا استشهد القائد.
9- مراقبة التنفيذ وتذييل الصعاب
لا يكتفي القائد بإصدار أوامره الدقيقة والمدروسة والقابلة للتنفيذ ويعتبر بأن مهمته قد انتهت وألقى عبء ذلك عن كاهله بل يجب معايشة المعركة بتفاصيلها ودقائقها والإشراف على التنفيذ والسهر على متابعة الأوامر بالشكل المطلوب وتذليل كافة الصعاب التي تعترض المنفذين ليصل الجميع إلى الهدف المنشود.
[1]) مصغر بشكل مجسم للمنطقة التي ستدور عليها المعركة ومنطقة المناورة والمناطق المجاورة وغالباً ما تجري عملية تنظيم التعاون على صندوق الرمل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق