موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الخميس، 10 نوفمبر 2011

تعريف موجز ببرهان غليون


تعريف موجز ببرهان غليون

رضوان محمود نموس
ولد في حمص1945م - 1364هـ لأسرة متوسطة الحال قضى برهان غليون فترة طفولته وشبابه في مدينة حمص فتلقى بها تعليمه الابتدائي والثانوي لينتقل بعد ذلك إلى العاصمة السورية "دمشق" حيث التحق بالجامعة لدراسة الآداب وعلم الاجتماع ليجتاز امتحانات الليسانس، ثم غادر إلى باريس جامعة السوربون الفرنسية فحصل على درجة الدكتوراة في علم الاجتماع السياسي وهو لم يكمل بعد الثلاثين من عمره وذلك عام 1974م - 1393هـ ليتم تعيينه بعدها بعام واحد أستاذا لعلم الاجتماع السياسي بجامعة الجزائر، وذلك في الفترة من 1975م- 1394هـ، وحتى 1978م - 1398هـ ظل برهان غليون طيلة سنوات عمله الثلاث في الجزائر عاكفا على الدراسات الفلسفية والعلوم الإنسانية. نشط غليون مع الحزب الشيوعي السوري "رياض الترك" في الثمانينات
حاز على درجة دكتوراة ثانية في مجال الفلسفة والعلوم الإنسانية من جامعة باريس الأولى "السوربون" وذلك عام 1982م - 1402هـ.تأثر بالفلسفة الوجودية وبسارتر، إذ كان يجد في الماركسية وفي الفلسفة بشكل عام ملاذاً للتعبير عن تمرده.

بعد ذلك بسنوات تم تعيين برهان غليون أستاذا لعلم الاجتماع بجامعة السوربون في الفترة من 1990م - 1410هـ وحتى 1994م – 1414هـ ثم عين في عام 1994م أستاذا للحضارة والمجتمع العربي بنفس الجامعة ثم رئيسا منتخبا بقسم الدراسات الشرقية المعاصرة في العام نفسه.
يعد برهان غليون واحدا من الكتاب العلمانيين المعروفين بالعداء الشديد للإسلام ومؤلفاته تشهد بذلك تولى عدة مناصب منها:
1- منصب مستشار بمنظمة اليونسكو الدولية.
2- عضوية الهيئة الاستشارية لمجلة "المغرب" الصادرة عن معهد العلوم السياسية ورئاسة مجلس الوزراء الفرنسية.
3- تولى رئاسة مركز دراسات الشرق المعاصر بجامعة السوربون منذ عام 1993م - 1413هـ وحتى الآن.
4- مدير أبحاث بمنتدى العالم الثالث.
5- عضو في الجمعية الدولية لعلم الاجتماع.
6- عضو الرابطة الفرنسية للدراسات العربية.
7- عضو هيئة تحرير مجلة الشعوب المتوسطة بباريس.
8- عضو الهيئة التحريرية لمجلة "روافد متوسطية" بباريس.
9- عضو في هيئة تحرير الدراسات الشرقية بباريس.
على الرغم من أن الكثير من أفكار برهان غليون تختلف في ظاهرها مع أطروحات بعض العلمانيين العرب فيما يخص مفاهيم الحداثة والعلمانية والموقف من الحركة الإسلامية إلا أن ثمة مشتركا أساسيا يجمع بين هؤلاء جميعا وهو العلاقة بين الدين والدولة إذ أن البوصلة الأساسية لهم جميعا هي تنحية الدين عن الحياة السياسية جملة وتفصيلا، فدوره عند أغلبية العلمانيين لا يتجاوز حدود علاقة الفرد بربه في حين يمتد عند البعض إلى التحلي ببعض أخلاقياته وسلوكياته بشرط أن لا تكون أحد محددات التمييز في المجتمع.
وكغيره من العلمانيين، لا تمثل أطروحات برهان غليون سوى إعادة صياغات لأفكار قديمة تناولتها العديد من الأقلام العلمانية طوال القرن الميلادي الماضي وهي الأفكار التي تم تفنيدها آلاف المرات من قبل الكتاب والباحثين الإسلاميين، غير أن العلمانيين ومن بينهم غليون يصرون على إعادتها وتكرارها دون الالتفات إلى ردها ودحضها وهو ما يعكس إلى أي مدى يبتعد هؤلاء عن منهج البحث العلمي الموضوعي منساقين في ذلك وراء أهوائهم التي لا تستند إلى ثوابت علمية.
يرى برهان غليون أن بقاء الفقيه أو الإمام هو الذي يفتي ،  ينفي كل فرصة لنشوء الحرية العقلية أو السياسية،  بمعنى أنه لا يمكن أن تحقق الحداثة أو حتى الدولة بمفهومها الحديث إلا إذا تم فصل الدين عن الدولة.
وهو من بين العلمانيين الاسئصاليين وقد صرح في احد المجالس أن أهم شيء هو استئصال الإسلاميين بل اسئصال للإسلام.
وفي حوار صوتي له على شبكة العلمانيين العرب يرى برهان غليون: "أن الأديان هي صنع المجتمعات وليست المجتمعات صنع الأديان" وهذا يعني أن الأديان ليست رسالات سماوية بل هي ثقافة شعبية.
ولا يفتأ غليون أن يكرر خلال كتاباته الحديث عن ضرورة إجراء عملية التحديث في المجتمعات العربية والتي بحسب تصوره لا يمكن أن تتم دون العلمانية التي هي (جزء من الثورة الحديثة) إذ "نتجت عن بروز تطلعات جديدة ونشوء النزعة الإنسانية وأنها ليست معطى طبيعي حتمي لإرادة إلهية نهائية".  
ويؤكد غليون بلهجة حاسمة أن "النقل أو التراث أو الدين لا يملك مفاتيح تحسين شروط حياة الإنسان على الأرض وإنما هو جزء من تفكيره وإيمانه الخاص أما إدارة شئون المجتمعات على الأرض فيجب أن تستند إلى العقل والرأس والنقاش.
ثم يكشف غليون بشكل واضح عن موقفه من ضرورة تنحية الدين عن مجالات التحديث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها فعلى الصعيد الاقتصادي مثلا يقول غليون: "لا يمكن الدخول في الحداثة الاقتصادية من خلال مفاهيم الصدقة والزكاة والخراج والتوزيع العادل للفيء – وكلها مفاهيم إسلامية – فلابد من علم جديد وفهم قوانين تراكم رأس المال والعمل الإداري فليس هناك إمكانية من تصور حداثة بدون العلمنة".
وتعد المقولات السابقة تأكيداً واضحاً وبيناً على علمانية برهان غليون الذي يرى أن التحديث في البلدان العربية لا يمكن أن يتم بدون العلمنة.
فتبعا للمنهج الذي يتبعه غليون في دراساته الاجتماعية يمكن لنا أن نتساءل: أين تلك الدولة العلمانية التي توفرت فيها معايير دولة المواطنية – بحسب مصطلح غليون – فالمسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون الكثير من التمييز والاضطهاد، والمهاجرون في فرنسا تعرضوا لأبشع الانتهاكات من قبل الدولة الفرنسية، والعديد من الدول الأوروبية لم تعد تتورع عن التدخل في تقييد الحريات الشخصية للأفراد مع أن كل هذه الدول نماذج لدول مؤسسة على قيم العلمانية.
واستمرارا في منهجه المتهافت يؤكد غليون وبِلغة تقريرية أن التحديث الاقتصادي لا يمكن أن يتم من خلال مفاهيم الصدقة والزكاة والخراج والتوزيع العادل للفيء وأن هذا التحديث يتطلب السير تبعا للعلوم والنظريات الاقتصادية والإدارية الحديثة وهو كما يتضح يكشف عن تجاهل للواقع وللموقف الإسلامي.
 ونشر موقع منتديات أقصانا الجريح لقاء مع الدكتور غليون في عام 2007 م وكان أحد الأسئلة الموجهة إليه :
_ ثمة التباسات عديدة حول مفهومي الديمقراطية والليبرالية نظرياً وإجرائياً وقد توسعتم في هذا الموضوع....في حين أن نقاشاً مشابهاً دار حول العلاقة بين الديمقراطية والعلمانية في سوريا... هل صحيح أن العلمانية يجب أن تطرح الآن بالترافق تماماً مع الديمقراطية أم أن العلمانية كمطلب سياسي واقعي عند البعض وشعار براق بلا روح ومضمون ثقافي ديمقراطي عند آخرين، يجب أن يؤجل لمصلحة أولوية إقامة نظام ديمقراطي أولاً...؟
 فأجاب  : لا ديمقراطية من دون "علمانية"، أي من دون قبول الأفراد بمبدأ الاحتكام للرأي في تقرير كل ما يتعلق بالشؤون العمومية، بما في ذلك في القوانين والتشريعات التي تحكم النظام الاجتماعي.
وفي حوار له  مع محمد صالح مجيد وتم نشره في العرب أونلاين وجه المحاور له السؤال التالي 
* ألا يعدّ تنامي هذه التيّارات الدينيّة شكلا من أشكال "اغتيال العقل"

إنّ تنامي الحركات الدينيّة هو تعبير عن الفراغ. وبموت الأمل في المستقبل... والأكيد أنّ هذا النوع من التفكير يمنع العقل من أن ينطلق في آفاق جديدة لتعميق فهم الواقع وتوطين قيم الحداثة الذي مازالت ملتبسة.هناك ما أسميته"ضلوع مشترك" بين الطغيان السياسيّ، والطغيان الدينيّ.
ولا أعني بهذا الطغيان الحركات الدينيّة فحسب وإنّما سيطرة نمط من التفكير الديني. وهذا في الحقيقة وجه من وجوه اغتيال العقل عبر فرض الطاعة والإلحاق والالتحاق،
وفي حوار أجراه معه محمد علاء الدين عبد المولى نشر في المواطن بتاريخ 24- 2- 2005م وجهت له السؤال التالي: أسمح لنفسي أن أتمثّل بفكرة مستمدّةٍ من بعض المفكرين العرب وهي أن هناك إسلاماً نظرياً وإسلاماً تاريخياً. والنمط الثاني هو الإسلام النظريّ متجلّياً عبر الاشتراطات التاريخية، محكوماً بالظروف المختلفة المتقلبة... كيف يرى د. غليون الإسلام الآن ضمن هذه الثنائية
 د. برهان: لا الإسلام ولا أي دين آخر أو تراث حديث أو قديم يستطيع أن يتكيف مع الحداثة أي أن يملك مفاتيح فهمها واستيعابها والتعامل الايجابي معها بشكل جاهز ومسبق.
السؤال: إذا كان سببُ انتشارِ الإسلامِ وتحوُّلهِ ((إلى وعاء لثقافة وحضارة جديدة هو بالضبط غياب النظرة القومية وهو ما سمح له بتجديد الشروط الجيوسياسية لإعادة بناء الدورة الحضارية الاقتصادية والثقافية)) كما تقول في أحد كتبك فهل يريد د. غليون الوصول إلى أن انتشار القوميات في العصر الحديث ثم اضمحلال الهوس القومي سيؤدي إلى أن يمتلك الإسلام من جديد شروط تحوّلهِ إلى ظاهرة تمتلك وتؤسس العالم بصورة مقنعة؟ هل هو قادر على ذلك من حيث المبدأ؟
د. برهان: كل همي في كتاباتي عن الإسلام أن أحث القارئ على التمييز بين أمرين. الأول هو أنه لا يوجد شيء اسمه الإسلام ثابت وجامد يشكل ماهية خارج الزمان والمكان ويتصرف فينا ويسمح لنا أو لا يسمح لنا أن نتقدم، وإنما هناك تصورات وأساليب تدين بالإسلام تتفاوت حسب ثقافات الشعوب وتقاليدها وحسب مراحل التاريخ المختلفة ومتطلباتها. ومن الممكن تحت صفة الإسلام شمل سلوكات متناقضة جدا تتراوح بين روحانية الصوفية وتجردهم وهمجية المتشددين الإرهابيين وفظاعتهم.
سؤالك ينبغي أن يكون إذن: هل تستطيع مجتمعات العرب الراهنة بثقافتها الحديثة الخاصة المشوهة وغير المكتملة وأساليب تدينها المتباينة والمتخبطة القائمة أن تستوعب العالم الحديث وتسير بمواكبة حركة تطوره وتجدده وتقدمه؟ الجواب لا بالتأكيد. ولذلك نحن لا نقوم بشيء اليوم غير نقد ثقافتنا وتصوراتنا الدينية وأساليب عيشنا وحكمنا وإنتاجنا وعملنا. نحن نعرف أن نمط ثقافتنا الراهن الذي يملي علينا سلوكاتنا المتعثرة غير صالح لمساعدتنا على دخول العصر.

أعلى النموذج
أسفل النموذج

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.