دراسات حول سوريا (7)
رضوان محمود نموس
محمد علي ولانتشار الماسوني في عهده وعهد أسرته (آ)([1]):
أخذت الماسونية شكلها العلني المتبجح في مصر عام 1798م عندما أسس نابليون محفل منفيس ثم أسس محفل إيزيس، وانضم إليه اليهود والنصارى الذين كانوا في مصر بالإضافة إلى الأقباط وعدد قليل ممن ينتسب إلى الإسلام كما يزعم. وأسس (كليبر) محفلين آخرين وعندما انسحبت فرنسا من مصر أبقت الماسونية منتشرة ومنتعشة ولم تنسحب حتى مكنت للماسوني محمد علي باشا من عرش مصر، هذا المحمد علي واسمه الحقيقي (محمد سر ششمة) الذي جاء ضمن الحملة العسكرية العثمانية برتبة مساعد ضابط أوصلوه إلى باشا مصر، وفور استلام محمد علي مقاليد الأمور أسس محفلا ماسونياً باسمه (محفل محمد علي) وأعطى الماسونية الضوء الأخضر الكبير لتنتشر في طول البلاد وعرضها. يقول الأستاذ محمد قطب ـ عن محمد علي: واحتضنته ـ أي الماسونية ـ احتضاناً كاملاً لينفذ لها كل مخططاتها: ؛ فأنشأت له جيشاً مدرباً على أحدث الأساليب ومجهزاً بأحدث الأسلحة المتاحة يومئذ بإشراف سليمان باشا الفرنساوي.
قبل قدوم محمد علي انضم حسن العطار إلى المحفل الماسوني وفور تسلم محمد علي عين (حسن العطار) شيخاً للأزهر ليعمل على إفساده وقام العطار بإرسال البعثات الأزهرية إلى فرنسا لتعود خنجراً فرنسياً في جسد الأمة خاصة أن هذه البعثات لم تكن بعثات علوم تطبيقية إنما فلسفة ولاهوت وتاريخ وما يطلق عليه دراسات إنسانية
§ وفي عام 1830م أسس أول محفل على الطريقة الاسكتلندية فأصبح في مصر. الشرق الاسكتلندي والشرق الفرنسي كما أسس هذا المحفل الاسكتلندي محفلا له في البصرة في العراق عام 1839م وانضم إليه بحدود سبعمائة عضو من اليهود والنصارى والشيعة والذين يسمون أنفسهم من ذراري المسلمين.
§ في عام 1938م تأسس محفلا تحت رعاية المجلس العالمي المنفيسي الفرنسي واسمه مينيس.
§ في عام 1845م تأسس في الاسكندرية محفل الأهرام انضم إليه العديد من الشخصيات المهمة كالأمير عبد الحليم بن محمد علي باشا ومن أشهر أعضائه (سولتيوري أفتوري زولا) الذي أصبح فيما بعد أستاذا أعظم للمحافل المصرية.
§ 1849م تأسس محفل إيطالي في الاسكندرية على الطريقة الاسكتلندية.
§ 1856م أوفد المجلس الأعلى للماسونية الفرنسية مندوبا عنه ليقيم في الإسكندرية ويؤسس فيها إقليميا مع تفويضه بإقامة محافل فرعية تحت رعايته فأسس محفلا في السويس وآخر في الإسماعيلية وغيرها.
§ 1857م تأسس في سوريا محفل ماسوني تابعا للشرق الفرنسي وكان أستاذه الأعظم الأمير عبد القادر الجزائري.
§ 1862م تأسس في بيروت محفل فلسطين على الطريقة الاسكتلندي. ترأسه قنصل بريطانيا في الشام مستر (أولدرج).
§ 1863م تولى إسماعيل باشا عرش مصر وانتعشت الماسونية في عهده إيما انتعاش وانضم إليه ابنه الخديوي توفيق وجماعة من أمراء البلاد ووجهائها.
§ 1864م صرح للمحافل المصرية بمنح درجة (33) لمستحقيها.
§ 1867م أنشئ أول محفل إنجليزي باسم محفل (الكونكورد) ثم محفل البلور ثم محفل كوكب الشرق وكان غالب أعضائها من ضباط الجيش.
§ 1869م تأسس محفل لبنان تابعا للشرق الفرنسي.
§ 1873م أنشئ في فلسطين محفل (سليمان الملوكي الأساسي نمرة 293) ثم محفل الباكس في القدس يرأسه وهبة غاري، ومحفل هيكل سليمان في يافا ومحفل الاتحاد في حيفا ومحفل سينا في غزة.
§ 1874م تولى جمال الدين الأفغاني الأستاذ الأعظم للمحفل الإنجليزي بعد أن كان أستاذاً في المحفل الفرنسي وتبعه عدد من مريديه وأتباعه وهم من اليهود والنصارى والذين ينتسبون إلى ذراري المسلمين مثل (محمد عبده) إلى محفل كوكب الشرق الإنجليزي. وكان قد انتسب إلى الماسونية قبل هذا وأسس لها محافل في إيران وتركيا.
§ 1876م تأسس المجلس العالي المنفيسي والمجلس العالي الاسكتلندي حيث تم تشكيل الهيئة الماسونية المصرية العليا وكان جمال الدين الأفغاني أحد أعضائه وانتخب الإيطالي (سولتيوري أفتوري زولا) رئيسا لمحفل الهيئة العليا واعترف بالمحفل هذا من المحافل العالمية وصادق على الاعتراف بالمحفل الأعظم المصري المحافل الدولية الكبرى نتجاوز عن ذكر أسمائها خشية الإطالة.
وفي 8 أكتوبر سنة 1876م التأم المحفل الأعظم وكرس بحضور الموظفين ومندوبين من قبل المحافل العظمى الأجنبية، وفي 2 أغسطس من السنة التالية صدر الأمر العالي نمرة 126 بتأسيس محفلين عظميمين إقليميين أحدهما لمصر الوسطى ومركزه طنطا والآخر لمصر العليا ومركزه القاهرة وكلاهما تحت رئاسة (إيكومونوبولو) بصفة أستاذ أعظم إقليمي، أما مصر السفلى فكانت تحت المحفل الأعظم المصري في الاسكندرية وأنشئت أثناء ذلك محافل وأوقفت محافل.
وارتأى بعد ذلك المحفل الأعظم أن يجعل مركزه القاهرة بدلا من الإسكندرية فقرر وجوب ذلك في جلسة 15 سبتمبر سنة 1877م وبموجب هذا القرار صدر الأمر العالي بذلك فانتقل المحفل الأعظم إلى القاهرة واجتمع اجتماعه الأول في 5مايو سنة 1878م في قاعة محفل الماراتونا، تحت رئاسة الأستاذ الأعظم ( زولا) ولا تزال القاهرة مركزه إلى هذا اليوم.
§ 1877م تقرر الانتقال بالمحفل الأكبر من الاسكندرية إلى القاهرة.
§ 1878م قاد جمال الدين الأفغاني إنشقاقا في الماسونية وخرج ومعه عدد غير قليل وأسس محفلا تابعا للشرق الفرنسي ومنح فيه: أستاذا أعظم.
§ 1879م عين الأفغاني أستاذا أعظم لكل المحافل التابع للشرق الفرنسي في مصر والشام والعراق.
§ 1886م أصدر شاهين مكاريوس الأستاذ الماسوني مجلة اللطائف كأول مجلة ناطقة باسم الماسونية.
§ 1887م قرر المحفل الوطني المصري انتخاب الخديوي توفيق باشا أستاذا أعظم ورئيسا للمحفل الوطني وذلك إثر ذهاب وفد من الماسونيين إليه والتماس ذلك منه وألقوا بين يديه قصيدة منها:
الحر يدرك بالتوفيق ما طلبا ** وبالمساواة كل يبلغ الإربا
وبالإخاء رخاء العيش مقترن** تربو رباه إذا عهد الإخاء ربا
وما المساواة إلا العدل وهو على** مصر بتوفيق مدت روحه طربا
فوافق الخديوي على طلبهم وكلف ناظر الحقانية (وزير العدل – حسين فوزي باشا) لينوب عنه في الرئاسة.
§ 1890م طلب الخديوي توفيق إعفائه من الرئاسة وطلب أن يتقلدها واحد من أبناء الشعب تشجيعا له. وتم تعيين إدريس راغب أستاذا أعظما رئيسا للمحفل.
§ 1891م أسس شاهين مكاريوس محفلا فرعيا في بيروت فأغلق بأمر الوالي بناءا على أمر من السلطان عبد الحميد.
§ 1918م أسس في البصرة محفل (مابين النهرين) وفي الفترة مابين 1922م إلى 1934م أسس في العراق المحافل التالية:
1. محفل بابل – برقم 326. وكان يعقد اجتماعاته في مقر شركة (أندرو وير) في العشار كما كان يجتمع في عبّادان أحيانا.
2. محفل صدق الوفاء بالبصرة.
3. محفل دار السلام - رقم 5277. في بغداد.
4. محفل البصرة - رقم 5105.
5. محفل الفيحاء – ورقمه 1311.
6. محفل العراق – رقم 4471. وكان يعقد اجتماعاته في الدار رقم 17 أ/39 والعائدة لشركة (لستيفن لنج).
7. محفل كركوك – رقم 7097، وكان يعقد اجتماعاته في شركة نفط العراق.
8. محفل دجلة – رقم 7024، ومقره (الحبانية).
9. محفل بغداد – رقم 4022، ومقره في بغداد.
وكانت جميع المحافل تابعة للشرق الإنكليزي باستثناء جمعية الأخوة تابعة للمحفل المصري.
10. نادي الإخاء.
أما في فلسطين فكان أعضاء المحافل الماسونية قدموا أنفسهم وقدمتهم الدوائر الخفية لقيادة العمل الفلسطيني.
فقد كان أربعة من أعضاء الوفد الفلسطيني الذي انتخب بقرار من المؤتمر الفلسطيني الرابع المنعقد في القدس بين 9 أيار و2 حزيران سنة 1921م للسفر إلى أوربا ومفاوضي الحكومة الفلسطينية في آب 1921م من الماسونيين، وكان عدد أعضاء الوفد ستة كما أن الحاج توفيق حماد كان الوحيد الذي لم يكن ماسونيا بين الأشخاص الخمسة التي أنيطت بهم متابعة القضية في الدوائر السياسية في جنيف.
وفي الثلاثينات كان في فلسطين أكثر من 17 محفلا يتبع المحفل الأكبر المصري منها محفل يافا الذي كان يرأسه عمر البيطار رئيس الجمعية الإسلامية المسيحية ومحفل غزة وكان رئيسه فهمي الحسيني رئيس بلدية غزة، وكان اثنا عشر محفلا منها يؤلف اليهود أغلبية أعضائها حتى قيل أن نسبتهم بلغت 85% من عدد المنتسبين إلى هذه المحافل.
ثم وحدت المحافل الفلسطينية وشكل محفل وطني أعظم برئاسة (الأدون كروتسكي) المحامي في تل أبيب وأرسلت الماسونية المصرية وفدا للاعتراف بالمحفل الفلسطيني وكان الوفد برئاسة (فؤاد حسني بك) رئيس نيابة الاستئناف المختلطة وكان في استقبالهم في يافا (الدكتور يعقوب نزهة) نائب رئيس المحفل الفلسطيني والمهندس (سبيرو الخوري) سكرتير المحفل (ومستر كوخ) مهندس مدينة القدس ورئيس محفل الباكس (ووهبة تماري) رئيس محفل هيكل سليمان في يافا وبعد أن زاروا جميعا رئيس المحفل (كروتسكي) في تل أبيب غادروها إلى القدس حيث جرى الاحتفال بتكريس المحفل الفلسطيني الأعظم يوم 9كانون الثاني عام 1933م.
ولما رجع الوفد سأل مراسل جريدة المقطم رئيس الوفد عن صحة ما يشاع من أن هذا المحفل يهودي، أجاب رئيس الوفد:" أن الماسونية لا تفرق بين الأديان ".
[1] - مراجع هذه الفقرة هي:
آ-الماسونية في المنطقة 245 - أبو إسلام أحمد عبد الله.
ب- تاريخ الماسونية العام – جرجي زيدان.
ج- دعوة جمال الدين في ميزان الإسلام – مصطفى فوزي ابن عبد اللطيف غزال.
د- مجلة قضايا عربية - عدد 9 يناير 1975م.
جريدة الأهرام – الأعداد الصادرة بتاريخ: 9/10/1955م و 2/5/1956 و 17/6/1958.
الماسونية في الخفاء، الماسونية منشأة ملك بني إسرائيل - للزعبي.
هـ- جذور البلاء – عبد الله التل.
ح- الدكتور علي الصلابي محمد علي باشا والماسونية نقلا عن: إبراهيم العدوي: الصراع الفكري بين أجيال العصور ص85.وانظر دراسة الدكتور الدغيم محمد علي باشا من وجهة نظر عثمانية.
ط - الحملة الفرنسية على مصر 1798-1801 لماذا محمد بن حسن المبارك
ي- كتب شاهين مكاريوس
0 التعليقات:
إرسال تعليق