موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الخميس، 10 نوفمبر 2011

برهان غليون والافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم


برهان غليون والافتراء على النبي
صلى الله عليه وسلم


رضوان محمود نموس

قال غليون: [والواقع أن النبوة لا تقود المؤمنين إلى الدولة ولكنها تدعوهم إلى الخلاص من مخاطر الدولة والدنيا معاً]. (ص:61)(1)
وقال: [لقد حولت النبوة شعباً كاملاً إلى مقاتلة, ورمتهم في لجة الصراع العالمي, ووزعتهم ونشرتهم في أصقاع الأرض, بين شعوب غريبة, بعيداً عن مواطنهم وبيوتهم وأهليهم, وجعلت مصيرهم القومي كله معلقاً بانتصارهم الدائم] (ص: 77)
الصحابة لم يخطر ببالهم بناء دولة
وقال [وعندما توفي الرسول (ص) لم تطرح مشكلة السلطة السياسة ولا الزعامة... ولم يخطر ببال أحد أنه يبني دولة.] (ص: 62)
وقال [ولم يفهم الخلفاء الراشدون من الخلافة على أنها سلطة سياسية] (ص: 63)

وقال [لكنه دون أن يقصد _أي عمر_ كان قد أنشأ كل الشروط اللازمة لولادة الدولة كحقيقة مغايرة للدين ومجاورة له] (ص" 69)
دولة معاوية لا دينية
وقال [إن هذا الفصل القاطع الذي احتفظ به الوعي الإسلامي المثقف والشعبي معاً, بين حقبة راشدية وحقبة لا دينية, قهرية محضة, هو التعبير الصادق عن هذا التميز الواضح بين الخلافة بمعنى الهداية الدينية وبين الدولة بما هي تعبير عن الولادة الجديدة للقوة الدنيوية أو الزمنية أو الطبيعية كمحور للاجتماع المدني] (ص: 64)
وقال: [بالتأكيد ليست إسلامية _أي دولة معاوية_ من حيث هي جهاز وبنية سياسية متميزة جاء بها الإسلام, فقد كانت الأمم قد أنشأت دولاً كثيرة قبل ذلك لا تختلف عنها في التنظيم والإدارة وتدريب الجيوش ونصب الولاة, ... فهي بعكس دولة الإيمان, ذات بنية قيصرية, وأهدافها لا تختلف عن أهداف أية دولة أخرى من طرازها في رعاية مصالحها أو مصالح الجماعة التابعة لها, الخارجية والعمومية] (ص: 84)
وفي هذه المقاطع من أقوال هذا الأفاك ما تنوء بحمله الجبال من الكذب والافتراء والبهتان.
فهو أولاً يقول : إن النبوة كانت تدعو للخلاص من مخاطر الدولة:
وكعادة اللادينيين الشيوعيين يلقون الكلام على عواهنه دون دليل لأنهم لا يعرفون الأدلة ولا يفهمونها. ويكذبون على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وأذكرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ذكرته مراراً لعل أن يكون بينهم من يتذكر أو يخشى عن عبد الله بن الزبير قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: إِنِّي لاَ أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» صحيح البخاري (1/ 33برقم ا07) والحديث متواتر
ونحن هنا نثبت باختصار شديد كذب دعوى غليون:
فعَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  قَالَ: {كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبِيَاءُ, كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ, وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي, وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الأوَّلِ فَالأوَّلِ, أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ, فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ}(2)
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا}(3)
- ووجه الاستدلال: أن رسول الله أخبر أن لا نبي بعده ولكن خلافة, فأوصى المؤمنين بالوفاء بالبيعة للخليفة, وأن لا يسمحوا بتعدد الخلافة. فلو حاول أحد أخذ الخلافة مع وجود الخليفة فحكمه أن يقتل, حتى لا يكون في كل رقعة زنديق وأوباش يتبعونه, ثم تتفرق الأمة شذَر مذَر. ولا يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم  بطاعة الخليفة وقتل مناوئه إلا إذا كان وجوده واجباً وحقاً.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ, وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ, وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي, وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي}(4)
وعَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  قَالَ: {مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ, وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ, وَمَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي, وَمَنْ عَصَى الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي..}(5)
- ووجه الاستدلال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر طاعة الأمير من طاعة الله سبحانه وتعالى, ولا يكون ذلك إلا إذا كانت الخلافة والإمارة مأمور بهما شرعاً.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  يَقُول: {مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ, وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً}(6)
- ووجه الاستدلال: أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية, وأن من لم يفِ للأمير المبايَع له عذاب أليم, وهذا يعني أن البيعة للخليفة واجبة شرعاً إلى الحد الذي يصل به غير المبايِع إلى الميتة الجاهلية. فوجوب البيعة يقتضي وجوب وجود المُبَايَع وهو الخليفة.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {..ولا يَحِلُّ لِثَلاثَةِ نَفَرٍ يَكُونُونَ بِأَرْضِ فَلاةٍ إِلا أَمَّرُوا عَلَيْهِمْ أَحَدَهُمْ}(7)
- ووجه الاستدلال: أنه إذا كان لا يحل لثلاثة في فلاة شرعاُ أن يبقوا دون أمير فمن باب أولى الأمة كلها.
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الإسْلامِ عُرْوَةً عُرْوَةً فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلاةُ}(8)
- ووجه الاستدلال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر الحكم عروة من عرى الإسلام, والذي يكون عروة من عرى الإسلام يجب التمسك به, والحفاظ عليه, ولا يكون ذلك إلا بخليفة, كما أعلم الله رسوله r أن سيكون أناس يرتدون عن الدين, وينقضون عرى الإسلام, وأول الردة ستكون بنقض عروة الحكم.
والأحاديث كثير سوريا وأكتفي بهذا القدر خشية الإطالة
ثانياً يقول الأفاك غليون: لقد حولت النبوة شعباً كاملاً إلى مقاتلة, ورمتهم في لجة الصراع العالمي, ووزعتهم ونشرتهم في أصقاع الأرض, بين شعوب غريبة, بعيداً عن مواطنهم وبيوتهم وأهليهم, وجعلت مصيرهم القومي كله معلقاً بانتصارهم الدائم
فقوله رمتهم يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى أتباعه غير عابئ بهم ولأنه لا يفهم معنى الجهاد في سبيل الله والشهادة والجنة ولا يؤمن بهذا اعتبره رمياً للصحابة بعيداً عن الوطن !!!!! وأظن أن هذا الإفك لا يحتاج مني إلى رد .
ثالثاً يقول الأفاك: وعندما توفي الرسول (ص) لم تطرح مشكلة السلطة السياسة ولا الزعامة ولم يفهم الخلفاء الراشدون من الخلافة على أنها سلطة سياسية
ويحار المرء أيكون الجهل إلى هذه الغاية عند الدكتور السوربوني أم المكابرة والعناد .
إن المسلمين قاطبة إلا من أعمى الله قلبه يعلمون أن الصحابة بادروا إلى اختيار خليفة لهم قبل دفنه صلى الله عليه وسلم ويعلمون أن جيش أسامة سُير للشام بعد وفاة الرسول مباشرة ويعلمون أن الخليفة خاض الحرب ضد المرتدين بعد وفاة الرسول مباشرة وأن الخليفة عين قادة أحدى عشر جيشاً لحرب المرتدين وعين الولاة على الأمصار.
فإذا كان برهان غليون جاهلاً بذلك فهلا قرأ قبل أن ينشر غثاءه أو كذبه على الناس ولكن الحقيقة ليس هذا جهلاً إنه الحقد الدفين على الإسلام إنه اللادينية الشيوعية الحاقدة فهل يفيق المغرورون بهذا الحاقد؟؟!!
رابعاً أما قوله عن عمر رضي الله عنه أنه أنشأ كل الشروط اللازمة لولادة الدولة دون قصد ففيه فصلين من الدجل الأول الدولة والخلافة قائمة قبل عمر رضي الله عنه والثاني تصوروا معي أن عمر أنشأ دولة دون قصد ودون انتباه !!!!! خلافة عمر وهزيمة أقوى أمبراطوريتين وفتح البلدان الشام والعراق ومصر وغيرها (دون قصد ودون انتباه) والله إن المرء ليحار مع هذا الأفاك .
والإفك الآخر أن دولة معاوية غير دينية وحقبة لا دينية هل يدري غليون ما هي الأحكام التي كانوا يتحاكمون فيها هل هي القانون الفرنسي أم الإنجليزي أم الشيوعي أم الإسلام ؟؟!! ولكن حقاً إذا لم تستح فاصنع ما شئت هل كانت الرابطة هي العقيدة أم الوطنية والقومية ؟؟!! هل كانوا ليبراليين ؟؟!! ما هو الشرع الذي يسيرون وفقه هل هو قول البرلمان أم القرآن ؟؟!! وأظن أن القارئ الكريم لا يحتاج إلى ردود لتبيان بطلان هذا الضلال وإذا احتاج الأمر فأنا على استعداد للتوضيح.


[1] - نقد السياسة الدولة والدين طبع المؤسسة العربية للدراسات والنشر الطبعة الأولى 1991
[2] - متفق عليه: رواه البخاري برقم (3455), ومسلم برقم (1842)
[3] - رواه مسلم: برقم (1853)
[4] - رواه مسلم برقم (1835)
[5] - رواه أحمد برقم (8788)
[6] - رواه مسلم برقم (1851)
[7] - رواه أحمد برقم (6609)
[8] -  رواه أحمد برقم (21656)
أعلى النموذج
أسفل النموذج

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.