دراسات حول سوريا (4)
رضوان محمود نموس
كانت فرنسا أكثر الدول الأوربية علاقة بالدولة العثمانية ولما أحست فرنسا بتراخي قبضة الدولة على ممتلكاتها وبداية أفول شمسها انقض نابليون على مصر عام 1798 وتابع إلى فلسطين لإقامة دولة يهود التي كانوا يسعون إليها عبر مؤسساتهم وخاصة الماسونية وكان نداء نابليون الشهير بدعوة يهود لمساندته من أجل إقامة دولتهم.
[أيها الإسرائيليون: انهضوا فهذه هي اللحظة المناسبة"......(نابليون بونابرت في نداء موجه ليهود العالم ..... من نابليون بونابرت القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الفرنسية في أفريقيا وأسيا إلى ورثة فلسطين الشرعيين.
أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الفتح والطغيان أن تسلبه نسبه ووجوده القومي، وإن كانت قد سلبته أرض الأجداد فقط.
انهضوا بقوة أيها المشردون في التيه. إن أمامكم حربا مهولة يخوضها شعبكم بعد أن اعتبر أعداؤه أن أرضه التي ورثها عن الأجداد غنيمة تقسم بينهم حسب أهوائهم... لابد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت نير العبودية، وذلك الخزي الذي شل إرادتكم لألفي سنه. إن الظروف لم تكن تسمح بإعلان مطالبكم أو التعبير عنها، بل إن هذه الظروف أرغمتكم بالقسر على التخلي عن حقكم، ولهذا فإن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، وهي تفعل ذلك في هذا الوقت بالذات، وبالرغم من شواهد اليأس والعجز.
إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، ويمشي بالنصر أمامه وبالعدل وراءه، قد اختار القدس مقراً لقيادته، وخلا ل بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي استهانت طويلا بمدينة داود وأذلتها.
يا ورثة فلسطين الشرعيين
إن الأمة الفرنسية التي لا تتاجر بالرجال والأوطان كما فعل غيرها، تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كل الدخلاء.
انهضوا وأظهروا أن قوة الطغاة القاهرة لم تخمد شجاعة أحفاد هؤلاء الأبطال الذين كان تحالفهم الأخوي شرفا لإسبرطة وروما، وأن معاملة العبيد التي طالت ألفي سنه لم تفلح في قتل هذه الشجاعة
سارعوا! إن هذه هي اللحظة المناسبة- التي قد لا تتكرر لآلاف السنين- للمطالبة باستعادة حقوقكم ومكانتكم بين شعوب العالم، تلك الحقوق التي سلبت منكم لآلاف السنين وهي وجودكم السياسي كأمة بين الأمم، وحقكم الطبيعي المطلق في عبادة إلهكم يهواه، طبقا لعقيدتكم، وافعلوا ذلك في العلن وافعلوه إلى الأبد"... بونابرت]
ونتيجة للعداء المتمكن بين بريطانيا وفرنسا أرادت بريطانيا إفشال خطة نابليون كما أرادت أن تكون هي التي تعيد يهود إلى فلسطين.
فقدمت الدعم بالمال والسلاح لوالي عكا أحمد باشا الجزار ورابض أسطولها عند سواحل عكا داعماً الجزار من جهة ومانعاً لأي إمداد فرنسي لنابليون عبر البحر كما سارع القنصل الإنجليزي بتحريض الخليفة العثماني والباب العالي على دعم الجزار وإمداده بالرجال والمال والسلاح وهكذا كان وفشلت حملة نابليون على الشام
وبدأ السباق بين فرنسا وبريطانيا لتدمير الخلافة العثمانية وبدأت كلتا الدولتين تبحثان عن مساعد لها من العرب شريطة أن يحمل نسب آل البيت ليكون مبرراً قويا لاستعادة الخلافة إلى العرب بل إلى آل البيت كما يزعمون.
0 التعليقات:
إرسال تعليق