من أقوال الشيعة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه
رضوان محمود نموس
قال البحراني وهو يعدد معجزات علي رضي الله عنه: [الثالث والثلاثون ومائتان أنه (عليه السلام) سمع صوت رسول الله -صلى الله عليه وآله- من تبوك وهو -عليه السلام قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وآله- إلى غزاة تبوك وخلف علي بن أبي طالب -عليه السلام- على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، قال: وكان من أمر الجيش أنه انكسر وانهزم الناس عن رسول الله -صلى الله عليه وآله-، فنزل جبرائيل، وقال: يا نبي الله إن الله يقرئك السلام، ويبشرك بالنصرة، ويخبرك إن شئت أنزلت الملائكة يقاتلون، وإن شئت عليا فادعه يأتيك، فاختار النبي -صلى الله عليه وآله- علياً، فقال جبرائيل: در وجهك نحو المدينة وناد: يا أبا الغيث أدركني، يا علي أدركني، أدركني يا علي.
قال سلمان الفارسي: وكنت مع من تخلف مع علي -عليه السلام- فخرج ذات يوم يريد الحديقة، فمضيت معه، فصعد النخلة ينزل كربا، فهو ينثر وأنا أجمع، إذ سمعته يقول: لبيك لبيك ها أنا جئتك، ونزل والحزن ظاهر عليه ودمعه ينحدر، فقلت: ما شأنك يا أبا الحسن؟ قال: يا سلمان، إن جيش رسول الله -صلى الله عليه وآله- قد انكسر، وهو يدعوني ويستغيث بي، ثم مضى فدخل منزل فاطمة (عليها السلام) وأخبرها وخرج، قال: يا سلمان، ضع قدمك موضع قدمي لا تخرم منه شيئاً. قال سلمان: فاتبعته حذو النعل بالنعل سبع عشرة خطوة، ثم عاينت الجيشين والجيوش والعساكر، فصرخ الإمام صرخة لهب لها الجيشان، وتفرقوا ونزل جبرائيل إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله- وسلم، فرد عليه السلام، واستبشر به، ثم عطف الإمام على الشجعان، فانهزم الجمع، وولوا الدبر ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال بعلي أمير المؤمنين وسطوته وهمته وعلاه وأبان الله عزَّ وجلَّ من معجزة في هذا الموطن بما عجزت عنه جميع الأمة، وكشف من فضله الباهر، وإتيانه من المدينة شرفها الله في سبع عشرة خطوة، وسماعه نداء النبي -صلى الله عليه وآله- على بعد المسافة، وتلبيته من أعظم المعجزات، وأدل الآيات على عدم النظير له في الأمة](1)
فلم يكتفوا بوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وصفوه. -ولعنة الله على الكافرين- حتى نسبوه إلى الشرك والاستغاثة بالخلق، وأن عليا فعل ما لم تفعله الأمة مجتمعة بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والعوام يعلمون قبل المثقفين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلق حرباً في غزوة تبوك وهذا يرمي أيضاً أن علياً رضي الله عنه أشجع وأقوى من الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان شجعان الصحابة يقولون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الْبَرَاءِ، قَالَ: [كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي بِه , وَإِنَّ الشُّجَاعَ لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ.] مصنف ابن أبي شيبة (6/ 426برقم 32615)
(1) مدينة المعاجز -السيد هاشم البحراني- ج 2 -ص 9 – 11.
0 التعليقات:
إرسال تعليق