أقوال الشيعة في تحريف القرآن
رضوان محمود نموس
ألف الشيعة كتابًا متقلاً عن هذا الموضوع باسم (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) تأليف حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي.
قال في مقدمته( الحمد لله الذي أنزل على عبده كتابا جعله شفاء لما في الصدور ومهيمنا على التوراة والإنجيل والزبور.... وبعد: فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي، جعله الله تعالى من الواقفين ببابه المتمسكين بكتابه هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن وفضايح أهل الجور والعدوان وسميته (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) وجعلت له ثلاث مقدمات وبابين وأودعت فيه من بدايع الحكمة ما تقر به كل عين , وأرجو ممن ينتظر رحمته المسيئون أن ينفعني به في يوم لا ينفع مال ولا بنون) ص2 .
قال : في ذكر مجلس جرى بين معاوية والحسن عليه السلام وأصحابه, قال سمعت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يقول : قال الحسن بن علي عليه السلام لمعاوية: وتزعم أن عمر أرسل إلى أبي أني أريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث إلي بما كتبت من القرآن فأتاه فقال يضرب والله عنقي قبل أن يصل إليك, قال ولم؟ قال لأن الله تعالى يقول: والراسخون في العلم إياي عنا, ولم يعنك وأصحابك , فغضب عمر ثم قال: يا ابن أبي طالب تحسب أن أحدا ليس عنده علم غيرك؟ من كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتني به, فإذا جاء رجل فقرأ شيئا معه فيه آخر كتبه وإلا لم يكتبه, ثم قالوا قد ضاع منه قرآن كثير. كذبوا والله وهو مجموع محفوظ عند أهله كتاب سليم قال الحسن عليه السلام يا معاوية إن عمر ابن الخطاب أرسلني في إمارته إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أني أريد أكتب القرآن في مصحف فابعث إلينا ما كتبت من القرآن فقال تضرب والله عنقي قبل أن يصل إليه قلت ولم قال لأن الله يقول لا يمسه إلا المطهرون يعني لا يناله كله إلا المطهرون إيانا عنى نحن الذين أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا وأورثنا الكتاب) ص6.
ويستمر في 398 صفحة في هذا الغثاء .
كما انتشرت مقولة تحريف القرآن في سائر كتبهم.
وهاك ما قاله الكليني في الأصول من الكافي: (عن أبي عبد الله قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الإرش في الخدش... ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر، قال: قلت: وما الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ثم سكت ساعة ثم قال: وإنَّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام، قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد).
وقال أبو عبد الله إن عندي الجفر الأبيض قال: قلت: وأي شيء فيه؟ قال: زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة.(1)
وقالوا: [الأحاديث الراجعة إلى تحريف القرآن، وتبقى الطائفة الدالة منها على التحريف بمعنى (نقصان القرآن) وهو موضوع بحثنا، وقد ذكرنا نحن طائفة من أهم تلك الأحاديث ونَبّهنا على ما فيها. الشيخ المجلسي في كتابه (مرآة العقول) فإنه قال بعد حديث قال إنه موثق: (ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره. وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة](2)
وقال القمي: [تحريف القرآن: بقي شيء يهمنا ذكره وهو أن هذا التفسير كغيره من التفاسير القديمة يشتمل على روايات مفادها أن المصحف الذي بين أيدينا لم يسلم من التحريف والتغيير، وجوابه أنه لم ينفرد المصنف (رح) بذكرها بل وافقه فيه غيره من المحدثين المتقدمين والمتأخرين عامة وخاصة](3)
وقال الطبطبائي [ذهب جماعة من محدثي الشيعة... إلى وقوع التحريف بمعنى النقص والتغيير في اللفظ أو الترتيب. .. وعلى وقوع النقص والتغيير بوجوه كثيرة. أحدها الأخبار الكثيرة المروية من طرق الشيعة... الدالة على سقوط بعض السور والآيات وكذا الجمل وأجزاء الجمل والكلمات والحروف في الجمع الأول الذي ألف فيه القرآن في زمن أبى بكر وكذا في الجمع الثاني الذي كان في زمن عثمان وكذا التغيير وهذه روايات كثيرة روتها الشيعة في جوامعها المعتبرة وغيرها وقد ادعى بعضهم أنها تبلغ ألفي حديث(4)
وقالوا: [هناك في كتب الإمامية روايات ظاهرة في تحريف القرآن](5)
هذه عقيدتهم بإجماعهم في القرآن والله تعالى يقول: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )[الحجر:9]
وهذا يعني عندهم إما أن هذه الآية غير صحيحة أو أن الله تعلى غير صادق تعالى الله عما يقول الكافرون الروافض علواً كبيرا.
فإذا كان هذا رأيهم بالقرآن فعلى أي شيء نجتمع معهم وعلى أي شيء يعتبرهم بعض المغفلين والحمقى من المسلمين يعتبرون الخلاف بيننا في الفروع والأمور البسيطة .
اللهم اهدي قومي إلى الحق.
[1] - الكافي المجلد الأول صفحة 239 - 240 -
[2] - مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج 8 - ص 248
[3] - تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص مقدمة المصحح 22
[4] - تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 12 - ص 108 - 111
[5] - مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج 8 - ص 233
0 التعليقات:
إرسال تعليق