الخيانة والخونة
رضوان محمود نموس
قال في تاج العروس:{خون : (الخَوْنُ : أَن يُؤْتَمَنَ الإِنْسانُ فلا يَنْصَحَ ؛ وقالَ الحراليُّ الخِيانَةُ التَّفْريطُ في الأَمانَةِ وقالَ الرَّاغبُ: الخِيانَةُ والنِّفاقُ واحِدٌ ، ولكنَّ الخِيانَةَ تُقالُ باعْتِبارِ العَهْدِ والأَمانَةِ، والنِّفَاقَ باعْتِبارِ الدِّيْن، ثم يَتَداخَلانِ ،! فالخِيانَة مُخالَفَة الحَقِّ بنقْضِ العهْدِ}([1]).
والخيانة فعل ذميم يتنافي مع الإيمان والطبع السليم والسلوك القويم والأخلاق الفاضلة وهي سبة ووصمة عار وشنار على مرتكبها.
{عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ إِلاَّ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ }([2]).
{وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ : كَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( ... وأعوذُ بِكَ منَ الخِيَانَةِ ، فَإنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ}([3]).
و{عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَجْتَمِعُ الإيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ وَلا يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعًا وَلا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَلأمَانَةُ جَمِيعًا}([4]).
وعَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: {عَادَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»}([5]).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "([6]).